وقعة المليداء في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 وقعة المليداء في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

 وقعة المليداء في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
تردّت العلاقة القوية بين أمير بريدة وأمير جبل شمر، وسبب ذلك أن ابن رشيد بدأ ينظر لنفسه على أنه الحاكم الفعلي لبلاد نجد، حيث بدأت بوادر ذلك بنصرته لأهل المجمعة وتعيينه أمراء في بلاد الوشم وسدير. أما منطقة القصيم فعلى الرغم من أهميتها وحاجته إلى مساعدتها له إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يبين ولو ظاهريًا مدى قوته وأنه الرجل القوي في بلاد نجد، وقد تمثل ذلك في تعيينه حسين بن عساف أميرًا في الرس التي كان يحكمها أمير من قبل حسن بن مهنا  ،  وهذا الأمر لم يكن مريحًا لأهل القصيم مما سبب أزمة بين حليفي الأمس، خصوصًا بعد أن تسارعت الأحداث في بلاد نجد في غضون بضع سنين. فقد تعاظمت طموحات محمد بن عبد الله آل رشيد ورأى في نفسه القدرة على الوصول إلى معقل الدولة السعودية وهو ما حصل بالفعل في عام 1308هـ / 1890م. ففي شهر ربيع الأول من هذه السنة هاجم ابن رشيد الرياض وحاصرها لمدة أربعين يومًا وقطع بعض نخيلها، ثم تم الصلح بين الطرفين على شروط.
 
كان من الطبيعي أن تصطدم هذه الطموحات مع اعتزاز بعض المناطق بمكانتها وقوتها ومنها منطقة القصيم؛ ولذلك تردت العلاقة بين حائل والقصيم وتطورت إلى نـزاع مسلح. ففي بداية شهر جمادى الأولى من سنة 1308هـ / أوائل سنة 1891م خرج محمد بن عبد الله آل رشيد لقتال أهل القصيم، مما أغضب حسن المهنا الصالح أبا الخيل أمير بريدة الذي كان ابن رشيد يعتمد على مساعدته اعتمادًا كبيرًا، فتزعم المقاومة بمساعدة زامل العبد الله السليم أمير عنيزة، ومعهم جنود كثيرون من أهل القصيم ومن البادية، فحصل بينهم وبين ابن رشيد وقعة في الثالث من الشهر المذكور في القرعا قتل فيها عدد من الرجال من الفريقين، لكنها لم تسفر عن نتيجة حاسمة بين الطرفين.
 
كان من الممكن أن تنتهي هذه الأزمة بين القصيم وحائل لولا طموحات ابن رشيد؛ الذي لم يكتف بما حصل في القرعا، بل وجد أنها فرصة مواتية له لتحقيق طموحاته بالاستيلاء على منطقة القصيم. حدثت المعركة الفاصلة بين الطرفين في المليداء في الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة سنة 1308هـ الموافق 24 يناير 1891م، واستمر القتال شهرًا دون الوصول إلى نتائج حاسمة. وعلى الرغم من استخدام ابن رشيد أعدادًا كبيرة من الجمال لنقل المياه والمؤن، إلا أن إمدادات قواته بدأت في التناقص. وحاول ابن رشيد أن يقوم بعدة هجمات لخلخلة جبهة أهل القصيم لكنها جميعها باءت بالفشل على الرغم من أن تسليح رجاله كان أفضل. وأخيرًا رمى ابن رشيد بكل ثقله في المعركة وبدأ بالهجوم الشامل، فدفع بآلاف الجمال أمام قواته للتغطية وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة في الجمال التي مني بها ابن رشيد إلا أن الهزيمة حلت بأهل القصيم وأتباعهم، وقتل منهم عدد كبير من الرجال، منهم زامل العبد الله السليم أمير عنيزة وثلاثة من أقاربه، وانهزم حسن المهنا إلى عنيزة، ثم جيء به إلى ابن رشيد، فأرسله إلى حائل وسجن هناك، وبذلك استولى ابن رشيد على القصيم. ولما بلغ الإمام عبد الرحمن بن فيصل ما جرى في القصيم جاء مسرعًا من الرياض ومعه جنود كثيرون قاصدًا القصيم لمواجهة ابن رشيد، وعندما وصل الخفس علم بما جرى في المليداء من هزيمة أهل القصيم فقرر الرجوع إلى الرياض ودراسة الموقف الذي يجب عليه اتخاذه لمواجهة قوة ابن رشيد المتنامية  .
شارك المقالة:
109 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook