وفاة حفصة زوجة الرسول

الكاتب: مروى قويدر -
وفاة حفصة زوجة الرسول

وفاة حفصة زوجة الرسول.

 

 

أمهات المؤمنين

 

أولت عقيدة أهل السنّة والجماعة أمهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ- الاحترام والتقدير والعناية والإكرام، قال الله تعالى في القرآن الكريم: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تحريم نكاح أمّهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ- بعد وفاة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، والواجب على المسلمين الدفاع عنهنّ ونصرتهنّ بالحقّ، ولا ينازعهنّ أحد بأفضالهنّ وأعمالهنّ الصالحة؛ فقد آثرن الحياة الآخرة والثواب العظيم من الله -تعالى- بصبرهنّ على ضيق حال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الحياة الدنيا وزينتها وزخرفها، وكان لهنّ شرف عظيم بنزول الوحي في حجراتهنّ، وقد كان أول من آمن بالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وصدّقه زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ومن أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- التي كان لها سيرة عظيمة وحسنة؛ حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها، فمتى كانت وفاة حفصة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

 

وفاة حفصة زوجة الرسول..

 

تُوفّيت حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنها- بعد الهجرة النبوية بخمسة وأربعين عاماً، وكانت وفاتها بعد أن أرهقها وأتعبها المرض، وبعد أن توفيت حُملت في نعش على سرير، وصلّى عليها أمير المدينة المنورة في ذلك الوقت وهو مروان بن الحكم رضي الله عنه، ومن الصّحابة الكرام الذين صلّوا عليها أبو هريرة رضي الله عنه، ثمّ دُفنت في مقبرة البقيع في المدينة المنورة وبقي مروان بن الحكم -رضي الله عنه- جالساً عند قبرها إلى أن تمّ الدفن، ونزل في قبرها أخواها: عبد الله وعاصم رضي الله عنهما، وكانت حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- قبل وفاتها لا تخرج من حجرتها إلّا إلى المسجد أو إلى قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان الصّحابة -رضي الله عنهم- يقصدون بيتها كثيراً؛ للاستفسار عن أحكام الشريعة الإسلامية وتعلّمها.

 

حفصة زوجة الرسول

 

هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن فضيل العدويّة القرشيّة، وأمّها زينب بنت مظعون، وخالها عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- الذي كان أحد السابقين إلى الإسلام في مكّة المكرّمة، وُلدت حفصة -رضي الله عنها- قبل بعثة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بخمس سنوات، وتذكر الروايات أنّ مولدها كان بتاريخ إعادة بناء الكعبة المشرفة بعد انجرافها بالسيل، ونشأت حفصة -رضي الله عنها- في بيت أبيها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي كان يتصّف بالشدّة والغلظة في الحقّ فكان ذلك سبباً في نشأة حفصة -رضي الله عنها- على احترام وخشية الأب، ونشأت أيضاً على محبّة العلم والتعلّم فتعلّمت القراءة والكتابة من صغرها وتفوّقت على قريناتها، وكانت تسمع بالأحداث التي كانت تدور بين المؤمنين بزعامة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، والكافرين من قبيلة قريش.

 

زواج حفصة بنت عمر

 

تزوّجت حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- من الشاب المسلم خُنيس بن حذافة السهميّ رضي الله عنه، فكانت على قدر مسؤولية الزواج؛ فتحمّلت المسؤولية وقامت بأداء واجباتها الزوجية بالحكمة رغم أنّها كانت صغيرة السِنّ، ممّا جعل حياتها مع زوجها مليئةً بالحبّ والمودّة والوئام، كما أنها كانت تُقدّر مكانة زوجها خُنيس؛ فقد كان من السّابقين إلى الإسلام ومن الباذلين في سبيل الدعوة إلى رسالة الإسلام بأنفسهم وأموالهم، ومن المهاجرين إلى الحبشة، ثمّ كان من المهاجرين إلى المدينة المنورة مع زوجته حفصة بنت عمر رضي الله عنها، وبعد هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة خاض المسلمون عدّة معارك وغزوات وكانت الغزوة الأولى غزوة بدر، التي حدثت في العام الثاني من الهجرة النبويّة، وانتهت غزوة بدر بقيادة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بانتصار المسلمين وهزيمة المشركين، ممّا أدى إلى انكسار شوكة قبيلة قريش بين القبائل الأخرى، وقد كان لها مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة بين القبائل الأخرى، فأرادت قريش استعادة مكانتها وجهّزت لذلك الجيوش العظيمة وانطلقت لمواجهة المسلمين والرسول -صلى الله عليه وسلم- فكانت غزوة أحد، وكانت من خسائر المسلمين في غزوة أحد إصابة عدد من المسلمين بالجروح والسّهام، وكان من بين المصابين الصحابي خُنيس بن حذافة السهميّ رضي الله عنه، حتّى توفيّ بعد أن لازمته المعاناة، والآلام، والجروح.

 

زواج الرسول من حفصة

 

بعد أن تُوفيّ زوج حفصة؛ خُنيس بن حذافة السهميّ -رضي الله عنه- حزن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- حزناً شديداً على ابنته، فعرض الزواج على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- من ابنته حفصة، فلم يرغب عثمان بالزواج ورفض طلب عمر بن الخطاب؛ فقد كان عثمان بن عفان فاقداً لزوجته رقية بنت محمّد صلّى الله عليه وسلّم ويتملّكه الحزن، ثمّ عرض عمر بن الخطّاب ابنته حفصة -رضي الله عنها- على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فلم يُجب أبو بكر والتزم الصمت، فغضب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وتوجّه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحدّثه بما حصل مع عثمان بن عفان وأبي بكر الصديق، فخفّف الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثمّ ذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى بيت عمر بن الخطاب وطلب منه الزواج من ابنته حفصة رضي الله عنها، ففرح عمر بن الخطاب بذلك فرحاً شديداً.

شارك المقالة:
237 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook