توفي الإمام الشافعي سنة مئتين وأربعة، وتحديداً بعد العشاء من ليلة الجمعة من شهر رجب، وكان آخر يومٍ من الشهر، وعاش أربعاً وخمسين سنةً، ودفن يوم الجمعة، وورد أنّه قال في مرض موته: (أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، وعلى الله وارداً، ما أدري روحي تصير إلى جنةٍ فأهنِّيها، أو إلى نارٍ فأعزِّيها).
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، قرشي الأصل، يلتقي مع النبي -عليه الصلاة والسلام- بجده عبد مناف، كما أنّ أمه من قبيلةٍ عربيةٍ أصيلةٍ، فقيل إنّها أزدية أو أسدية، وُلد في شهر رجب من العام المئة والخمسين للهجرة النبوية في غزة، ثمّ انتقلت به أمه إلى مكة المكرمة بعد وفاة والده، ثم تجوّل البلاد طلباً للعلم، ويذكر من صفاته حُسن خلقه، وحبّ الناس له، وفصاحة لسانه، وشدة هيبته، وإحسانه إلى الناس، وجمال صوته في القراءة، وذكائه ونجابته وسعة علمه، إضافةً إلى أنّه كان إماماً في الاجتهاد والفقه والإيمان والتقوى والورع والعبادة، تتلّمذ على يد عددٍ من الشيوخ في المدينة المنورة واليمن والعراق، منهم: مالك بن أنس، ومطرف بن مازن، ووكيع بن الجراح، وغيرهم الكثير.
عُرف عن الإمام الشافعي شدّة حرصه على العلم، فقد أتمّ حفظ موطأ الإمام مالك وله من العمر ثلاث عشرة سنةً، ثمّ لازم الإمام مالك ستة عشر سنةً إلى أن توفي مالك عام مئة وتسعةٍ وسبعين للهجرة، ثمّ انتقل الشافعي إلى نجران والياً عليها زمن الخليفة هارون الرشيد، وكان للشافعي -رحمه الله- العديد من حلقات العلم والفقه في مختلف البلاد.
موسوعة موضوع