يشكل النقل الجوي أحد ركائز النقل السياحي خصوصًا إلى المناطق البعيدة، ونقل المجموعات السياحية. ويمتاز النقل الجوي بتوفير عدد من الخدمات والتسهيلات، بالإضافة إلى توفير عاملي الراحة والأمان. ويشكل النقل الجوي دعامة قوية في النهوض بالنشاط السياحي.

 

ويوجد في منطقة مكة المكرمة مطار دولي وآخر إقليمي في كل من جدة والطائف على التوالي، ويمثل مطار الملك عبد العزيز الدولي  بتصميمه المعماري وبخدماته ومرافقه واجهة حضارية ليس لمحافظة جدة فحسب، بل لكل منطقة مكة المكرمة، ويتكون المطار من أربع صالات كبرى، خصصت الصالة الجنوبية للخطوط الجوية العربية السعودية حيث تستوعب نحو 2500 راكب في الساعة الواحدة، وتخدم جميع رحلات السعودية الداخلية والدولية، والصالة الشمالية وهي شبيهة بالصالة الجنوبية ومخصصة لخطوط الطيران الأجنبية حيث يوجد بها أكثر من عشرين شركة طيران تعمل بشكل نشط في موسمي الحج والعمرة، والصالة الثالثة مخصصة لحجاج بيت الله الحرام وهي مصممة على شكل خيام، وتتوافر بها الخدمات التي يحتاجها ضيوف الرحمن ومن ذلك المحلات التجارية والمطاعم والمركز الطبي، بالإضافة إلى جميع المرافق الحكومية ووكلاء مؤسسات الطوافة، أما الصالة الرابعة فهي مخصصة للاستقبالات الملكية وكبار ضيوف الدولة وكبار الشخصيات. وهناك صالتان للطيران العام إحداهما لخدمة كبار الشخصيات، والأخرى لبعض الشركات التي تقوم بخدمة طائرات رجال الأعمال وصيانتها  .  ومطار الملك عبد العزيز لكونه البوابة لمكة المكرمة، ولكونه يشتمل على عدد كبير من شركات الطيران يعد من أكبر المطارات في المملكة من حيث الطاقة الاستيعابية للمسافرين، وهو بذلك يمثل أهمية كبرى في النشاط السياحي.

 

وبجانب الخدمات الرئيسة، تقوم الخطوط العربية السعودية بدور فعال في التنشيط السياحي، حيث تقوم بتنظيم بعض المسابقات مثل مسابقة (السعودية للفنون التشكيلية) التي تضم مشاركين من مختلف البلدان العربية، كما تشارك في رعاية بعض الفعاليات مثل (دورة الصداقة) الدولية لكرة القدم التي تقام في مدينة أبها. من ناحية أخرى قامت وتقوم (السعودية) بدور الراعي والناقل الرسمي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة. وقد رعت (السعودية) عددًا من المهرجانات السياحية ومهرجانات التسوق في مختلف مدن المملكة، ومن ذلك مهرجانات جدة والطائف، ولم تتوقف أنشطة الخطوط السعودية على تنشيط السياحة في الداخل، بل سعت إلى تنفيذ عدد من البرامج السياحية للتعريف بالمملكة ومعالمها التاريخية والسياحية من خلال إحضار المجموعات السياحية الأجنبية من أوروبا والولايات المتحدة واليابان، وفق ضوابط خاصة، وذلك ضمن برنامج (اكتشف المملكة) الذي بدأته الخطوط السعودية منذ عام 1417هـ / 1996م. وكان من بين هذه الوفود التي زارت المواقع التاريخية والأثرية في المملكة ممثلون لوكالات السفر والسياحة من بعض الدول الآسيوية. وقد كان لمثل هذه البرامج أثر كبير للتعريف بالمملكة ومدخراتها، وحضارتها، وثقافتها، وبيئتها، إضافة إلى المردود الإعلامي والاقتصادي. من جانب آخر تشارك الخطوط الجوية العربية السعودية في المعارض الخاصة بالسفر والسياحة ومن ذلك مشاركتها في معرض السياحة والسفر العربي 1425هـ / 2004م الذي أقيم في مدينة دبي في 1425هـ / مايو 2004م. وقامت الخطوط السعودية بعرض الصور والأفلام عن خدمات الخطوط السعودية والمعالم السياحية والأثرية والتاريخية والطبيعية في المملكة بجناح (السعودية) في المعرض 

 

وفي مدينة الطائف يوجد المطار الثاني في المحافظة، ويقع في الحوية على بعد عشرين كيلومترًا من وسط المدينة. وقد تم تشغيل المطار عام 1366هـ / 1947م، حيث هبطت فيه لأول مرة طائرة جلالة الملك عبد العزيز، رحمه الله. ويحتوي المطار على صالة للقدوم وأخرى للمغادرة تستوعب نحو 300 راكب في الساعة، كما يشتمل المطار على مدرجين لاستقبال الطائرات الضخمة. ويقوم المطار بنقل الركاب من الطائف وإليها من محطات السعودية في مناطق المملكة الأخرى. وتقوم (السعودية) في الطائف، من خلال التنسيق مع اللجنة العليا للتنشيط السياحي، بدعم جهود لجان التنشيط السياحي وعمل المطويات والأدلة الإرشادية، والمساهمة في رعاية بعض الأنشطة السياحية والمهرجانات وتقديم التسهيلات ونقل ضيوف المحافظة من وإلى المطار، كما تقوم الخطوط السعودية بزيادة عدد الرحلات الإضافية لتستوعب أعداد الركاب القادمين إلى محافظة الطائف والمغادرين منها.

 

 

تتعدد أنشطة النقل البري في المملكة العربية السعودية لتصل إلى نحو عشرة أنشطة يأتي من ضمنها نشاط نقل الركاب بالحافلات إلى خارج المملكة، وداخل المدن وفيما بينها، ونشاط نقل الركاب بسيارات الأجرة، وغير ذلك  .  وتعد الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو)  الناقل البري الوطني الأول في المملكة العربية السعودية وتعمل داخل 9 مدن رئيسة، وتصل خدماتها إلى نحو 450 مدينة وقرية وهجرة، بالإضافة إلى خدماتها الخارجية لأكثر من عشر دول مجاورة، وتتنوع خدمات النقل داخل المدن وبينها، والنقل الدولي، وخدمات النقل في موسمي الحج والعمرة، والخدمات المميزة بين بعض مدن المملكة الرئيسة، وتقوم الشركة بدور فعال في خدمة السياحة الداخلية في المملكة من خلال زيادة أعداد رحلاتها في فصل الصيف وفي الإجازات الرسمية، كما تشارك في عدد من المهرجانات السياحية في عدد من مدن المملكة. ومما تجدر الإشارة إليه أن الشركة عضو في اللجنة الوطنية للسياحة الداخلية، وتشارك في كثير من المعارض والندوات والمؤتمرات، وتوفر الرحلات الداخلية بين المدن وجميع مناطق المملكة السياحية والمصايف ومواقع الآثار والأمكنة الريفية وتدعم خطوطها وخدماتها إلى هذه المواقع كل عام  

 

وفي منطقة مكة المكرمة يوجد أكثر من 10 مؤسسات تمارس أنشطة النقل الدولي للركاب وتمتلك ما يقارب 600 حافلة مجهزة لنقل الركاب إلى الدول المجاورة للمملكة، وتتركز هذه المؤسسات في محافظة جدة ومدينة مكة المكرمة، كما أن هناك مئات الحافلات التي يبرز نشاطها في موسم الحج، وذلك لنقل الحجاج ما بين مناطق القدوم ونقاط الوصول والأمكنة المقدسة في مكة المكرمة والمدينة.

 

وتتوافر خدمة نقل وترحيل الركاب عن طريق سيارات الأجرة العامة (أجرة) التي تقوم بها الشركات، وتلك المملوكة للأفراد، وقد بلغت أعداد السيارات العاملة في نشاط نقل وترحيل الركاب في منطقة مكة المكرمة نحو 13000 سيارة تابعة للشركات، ونحو 3000 سيارة أجرة تابعة للأفراد 

ويتركز نشاط هذه السيارات في المدن الرئيسة جدة ومكة المكرمة والطائف.

 

 

يقوم النقل البحري الذي يمثله في المنطقة الغربية ميناء جدة الإسلامي  ، أكبر موانئ المملكة العربية السعودية من حيث عدد الأرصفة البالغة 58 رصيفًا بدور مهم في نقل البضائع لمدينة جدة لدعم وظيفتها التجارية التي أسهمت في تميز المدينة بوصفها إحدى كبريات المدن السعودية جذبًا للسكان والزائرين ولا سيما فيما يتعلق بالتسوق (سياحة التسوق)، وبتوافر الفرص الاستثمارية في هذا الجانب. وبالإضافة إلى نقل البضائع، يفد ويغادر عبر هذا الميناء أعداد كبيرة من المسافرين، خصوصًا من الحجاج والمعتمرين القادمين عبر البحر، ويتجاوز عددهم المليون راكب سنويًا ما بين واصلين ومغادرين. ويعد هذا الميناء من دعامات النشاط الاقتصادي والتجاري في جدة على وجه الخصوص والمواقع المحيطة بوجه عام. وقد انعكس هذا على الحركة السياحية في جدة، فقد نشطت الحركة التجارية بشكل منقطع النظير واستقطبت أسواق جدة بمختلف أنواعها ومعروضاتها أعدادًا كبيرة من سكان جدة ومن مناطق المملكة المختلفة، ومن الوافدين كذلك. ويعود السبب في ذلك إلى وفرة وتنوع المنتج الاقتصادي في السوق لقربه من الميناء.

 

ويبلغ عدد التراخيص الممنوحة في منطقة مكة المكرمة أكثر من 97 ترخيصًا للنقل البحري، وأكثر من 260 ترخيصًا لوكالات ومكاتب بيع التذاكر، ويوجد في المنطقة عدد من الوحدات البحرية المسجلة لدى وزارة النقل التي لها ارتباط قوي ومباشر بالأنشطة السياحية البحرية خاصة، ويوضح (جدول 13) ، أنواع هذه الوحدات وأعدادها حسب إحصاءات وزارة النقل حتى عام 1422هـ / 2001م  

 

كما يوجد هناك ميناء رابغ الذي يتم تطويره حاليًا وخصوصًا بعد افتتاح مدينة الملك عبد الله الاقتصادية ليخدمها وليكون ميناءً رديفًا لميناء جدة الإسلامي في المنطقة.