وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية

وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية.

 
 
تتولى الإشراف على الشؤون الخارجية والدبلوماسية؛ انطلاقًا من المبادئ الثابتة للسياسة الخارجية للمملكة.
 

النشأة والتطور

 
أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء مديرية الشؤون الخارجية عام 1344هـ / 1925م بوصفها أول جهاز حكومي يتولى إدارة الشؤون الخارجية، وتقلد هذا المنصب أشخاص كثيرون، منهم من تقلده بالوكالة، ومنهم من تقلده بالأصالة. وفي عام 1349هـ / 1930م أصبح من الضروري تحويل مديرية الشؤون الخارجية إلى وزارة، فصدرت الإرادة الملكية بتحويل المديرية إلى وزارة للخارجية  . وكان تشكيل الخارجية الإداري - آنذاك - يضم إلى جانب الوزير: وكيل الوزارة، وثلاثة معاونين، وسكرتيرين، ورئيس كتبة، ومحاسبًا، وستة موظفين. وقد تطور ديوان وزارة الخارجية في عهد الملك عبدالعزيز تطورًا ملحوظًا، وازداد عدد البعثات الدبلوماسية الأجنبية في المملكة من مفوضيات وقنصليات، فارتفع عدد البعثات من 9 عند بداية إنشاء المديرية العامة للشؤون الخارجية إلى 29 بعثة أجنبية عام 1371هـ / 1951م، في الوقت الذي لم يكن هناك أي بعثة دبلوماسية رسمية للمملكة في الخارج عند إنشاء مديرية الشؤون الخارجية. أما بالنسبة إلى الممثليات السعودية في الخارج فوصل عددها عام 1355هـ / 1936م إلى 5 بعثات؛ منها 3 مفوضيات في كل من لندن وبغداد والقاهرة، بالإضافة إلى مكتبين قنصليين في كل من السويس ودمشق، ثم ارتفع عدد البعثات فوصل عام 1371هـ / 1951م إلى 18 بعثة دبلوماسية للمملكة في 16 دولة. كما تم في عهد الملك عبدالعزيز تحويل المفوضيات إلى سفارات.وهكذا توسعت المملكة في تمثيلها الدبلوماسي، خصوصًا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ورفعت وزارة الخارجية مستوى تمثيلها الدبلوماسي إلى مستوى سفارة حتى أصبح للمملكة سفارات في العديد من الدول؛ وظل الملك فيصل محتفظًا بمنصب وزير الخارجية منذ تأسيسها حتى استشهاده عام 1395هـ / 1975م. وفي التشكيل الوزاري بتاريخ 8 / 10 / 1395هـ الموافق 13 / 10 / 1975م صدر مرسوم ملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل آل سعود وزيرًا للخارجية  . وقد دأبت المملكة على العمل على ترسيخ مبدأ الاحترام المتبادل للدول الشقيقة والصديقة، وعدم التدخل في شؤون غيرها، وشهدت المملكة بمعطيات هذه السياسة الهادئة المتزنة تطورًا في علاقاتها الثنائية والدولية، وواكب هذا التوسع في العلاقات تطور في جهاز وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج، بما في ذلك إعادة تشكيل جهازها الإداري والتنظيمي؛ لتمكينه من القيام بواجباته تماشيًا مع توسع المملكة في علاقاتها الدولية ونشاطها الدبلوماسي المكثف.
 

أهداف ومهمات وزارة الخارجية 

 
لوزارة الخارجية السعودية عدد من الأهداف والمهمات، منها:
 
1 - خليجيًا:
 تفعيل مشاركة شعوب المنطقة ودولها في حفظ أمنها واستقرارها. تأكيد حق دول مجلس التعاون في الدفاع عن أمنها، وصيانة استقلالها بالطرق التي تراها مناسبة، وتكفلها مبادئ القانون الدولي العام، وذلك في مواجهة أي تحديات سواء كانت خارجية أم داخلية. رفض التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، والعمل على الوقوف صفًا واحدًا أمام أي اعتداء على أي منها وكأنه اعتداء على البقية. تعزيز التعاون بين المملكة ودول المجلس وتنمية العلاقات في مختلف المجالات؛ السياسية، والاقتصادية والأمنية، والاجتماعية والثقافية... إلخ، من خلال تعميق الروابط والصلات التي تجمعها مع هذه الدول وتوثيقها. تنسيق السياسات الخارجية لدول المجلس قدر الإمكان؛ وبخاصة تجاه القضايا الإقليمية والدولية المصيرية. العمل الدؤوب والجاد على تصفية جميع الخلافات (خصوصًا الحدودية) بين دول المنطقة بالتفاهم القائم على مبادئ الأخوَّة وحسن الجوار. الحرص الشديد على أهمية التنسيق الاقتصادي بين دول المجلس من خلال الحث المستمر على توحيد السياسات الاقتصادية، وإقامة الصيغ التكاملية الملائمة، مع إيلاء عناية خاصة للتنسيق حول السياسات النفطية لدول المجلس بما يخدم مصالحها؛ لكون النفط يمثل سلعة إستراتيجية لهذه الدول.2 - عربيًا: توثيق الترابط بين العروبة والإسلام، فالمملكة تمتاز بكونها مهد الإسلام ومنبع العروبة. دعم التضامن العربي بما يقتضيه ذلك من التنسيق بين الدول العربية؛ بهدف توحيد المواقف العربية، وتسخير كل الإمكانات والموارد التي تملكها لخدمة مصالحها المشتركة. التأصيل لقيم البعد عن الشعارات والمزايدات المضرَّة بأمن العالم العربي واستقراره، والبعد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. تعزيز الأُخوَّة العربية من خلال تقديم الدعم والمساعدة بأشكالها المختلفة.
 
3 - إسلاميًا:
 تحقيق التضامن الإسلامي الشامل. فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية بهدف دعم قدراتها ومواردها على مختلف المستويات. التصدي للاجتياح الثقافي والغزوالفكري الذي يهدد العالم الإسلامي بأشكال وأساليب مختلفة العمل على تطوير منظمة المؤتمر الإسلامي ودعم أدائها لتحقيق المزيد من الفاعلية لمواجهة المشكلات التي يتعرض لها العالم الإسلامي.
 تفعيل دور الدول الإسلامية في ظل النظام العالمي الجديد. تقديم الدعم والنصرة للأقليات المسلمة في جميع دول العالم، والدفاع عن حقوقهم الشرعية وفق مبادئ القانون الدولي العام. تقديم الصورة المشرقة والحقيقية للدين الإسلامي وشريعته السمحة، والذود عن حياض الإسلام من جميع ما ينسب إليه من ادِّعاءات وافتراءات محضة، كالإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان.4 - دوليًا: التفاعل مع المجتمع الدولي من خلال التزام المملكة بميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والاتفاقيات الدولية المنضمَّة إليها وقواعد القانون الدولي. تأكيد عدم استخدام القوة في العلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لغيرها من الدول، وشجب العنف وجميع الوسائل التي تخل بالأمن والسلم الدوليين، وتأكيد مبدأ التعايش السلمي بين دول العالم. دعم استقرار أسواق النفط العالمية، والسعي لتنمية التجارة الدولية على أسس عادلة ومن خلال أسس اقتصاديات السوق الحرة. صبغ السياسة الخارجية السعودية بصبغة أخلاقية من خلال تبنِّيها مبدأ مساندة ضحايا الكوارث الطبيعية والمشردين واللاجئين في كثير من دول العالم  . 
 

 الجهات التابعة لوزارة الخارجية

 
تتبع وزارة الخارجية مرافق تعليمية وبحثية ومعلوماتية، من أبرزها ما يأتي:
 
1 - وكالة الوزارة للشؤون القنصلية:
تقوم الوكالة بمتابعة تطبيق الأنظمة والتعليمات القنصلية الصادرة من الجهات المختصة داخل المملكة وخارجها، ومتابعة تطبيق الحماية القنصلية من قبل ممثليات المملكة في الخارج، ويشمل ذلك حماية مصالح المملكة ورعاياها، سواء كانوا أفرادًا أم هيئات، ومنح تأشيرات دخول المملكة بكل أنواعها ومتابعتها وفقًا للتعليمات وأنظمة التأشيرات، وتنسيق الاتصالات فيما يختص بالشؤون القضائية أو في شؤون الأجانب بين جهات الاختصاص الحكومية من ناحية وممثليات المملكة في الخارج من ناحية أخرى، كما تنسق الأنظمة الصادرة المتعلقة بالحج والعمرة والأوقاف الإسلامية وتطبقها، وتعمل على ملاءمة التعليمات والضوابط القنصلية وتطويرها بالتنسيق مع الجهات المختصة فيما يخدم تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين المملكة والدول الأخرى  . 
 
2 - معهد الدراسات الدبلوماسية:
بدأ المعهد أعماله في العام الدراسي 1399 - 1400هـ / 1979 - 1980م بمدينة جدة. وعلى إثر انتقال مقر الوزارة إلى مدينة الرياض بتاريخ 16 / 12 / 1404هـ الموافق 1984م وُسِّعت البرامج التدريبية للمعهد وعُمِّقت، ونظرًا إلى ما يشهده من تطور وتوسع في برامجه وأقسامه كلها ما يتطلب توفير مكاتب وقاعات دراسية ومعامل للغات، فقد انتقل المعهد إلى مقره الجديد ابتداءً من 6 / 10 / 1424هـ الموافق 2003م. ويهدف المعهد إلى: بناء وتطوير معلومات موظفي وزارة الخارجية ومهاراتهم وقدراتهم، والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة بالعمل الدبلوماسي من خلال تنظيم برامج تدريبية تأهيلية وتطويرية.الحصول على المعرفة وتحديثها، وتنظيم تبادلها، والاشتراك في تنظيم دورات وحلقات نقاش ومؤتمرات في المجال الدبلوماسي والعلاقات الدولية، وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة بأنشطة الوزارة. إجراء الدراسات ونشر البحوث والكتب المرجعية في المجالات الدبلوماسية، والعلاقات الدولية والإستراتيجية. تقديم الاستشارات للوزارة في مجال تطوير أنشطتها المختلفة  . 
 
3 - الإدارة العامة لتقنية المعلومات والاتصالات:
نمت البنية التحتية لتقنية المعلومات نتيجة للخدمات التقنية التي تقدمها الإدارة العامة لتقنية المعلومات والاتصالات والتحول إلى حكومة إلكترونية في الوزارة، كما زادت كفاءة الأعمال وزادت إنتاجية التأشيرات باستخدام نظام التأشيرات الإلكترونية، وازدادت جودة التأشيرات المُصدرة وأمنها، وصعُب تزويرها، حيث أمكن إصدار أكثر من 6 ملايين تأشيرة إلكترونية سنويًا بأقل عدد من الموظفين. وارتفع أداء الممثليات التقني بدعمها بمشرفي حاسب آلي، وبتطوير نظام الصرف الإلكتروني للممثليات.وتتماشى أهداف الإدارة ورؤيتها ومهماتها مع إستراتيجية المملكة في الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات في تطوير القطاع الحكومي ورفع كفاءة أدائه  . 
 
4 - مركز المعلومات والدراسات:
الهدف من تأسيس المركز إيجاد الآلية الفعالة التي تضمن توفير المعلومات بجميع أشكالها وأنواعها في الوقت المناسب بطرق متقدمة؛ وذلك لمساعدة متخذي القرارات بجميع مستويات الأعمال والأنشطة الرئيسة للوزارة، من خلال خدمة إنتاج الدراسات البحثية، وتوفير قواعد معلومات الدول والموضوعات والأشخاص والمنظمات، وتوثيق المعلومات الواردة والصادرة من الوزارة وإليها.ويصدر من المركز عدد من الإصدارات المتخصصة، منها: التقرير العربي المختصر، والتقرير العربي الموسع، والتقرير الإنجليزي، والتقرير الاقتصادي، وسلسلة موسوعات الدول  . 
 

الوزراء الذين تولوا وزارة الخارجية

1 - الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود (1349هـ - 1380هـ).
2 - الأستاذ إبراهيم السويل (تولى الوزارة لمدة قصيرة بين فترتي تولي الملك فيصل).
3 - الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود (1381هـ - 1395هـ).
4 - الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود (1395هـ) حتى تاريخه.
 
 
شارك المقالة:
46 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook