والأدوات المنـزلية المستخدمة في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
والأدوات المنـزلية المستخدمة في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

والأدوات المنـزلية المستخدمة في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
كان أهالي نجران يستخدمون أواني منـزلية مختلفة الأشكال والأحجام، وكان معظمها من الصناعة المحلية، وقد بدأت تلك الأواني تختفي وتحل محلها الأواني والأدوات الحديثة، ومن الأواني والأدوات المنـزلية التي كانت مستعملة في المنطقة ما يأتي:  
 
أ - البرمة:
 
وهي إناء مصنوع من الفخار، وله فتحة في الأعلى، وله جزءان بارزان في جانبين منه. وتُستعمل البرمة في طهو اللحم، إذ يُصب فيها الماء ويُوضع اللحم فيه، وتُوضع البرمة على النار مدة معينة حتى ينضج اللحم ثم يتم إخراجه منها مع المرق، ويُوضع في المداهن أو القدح.
 
ب - المداهن والقدح: 
 
كلاهما يُستعمل لغرض واحد هو وضع المرق فيه وتقديمه عند تناول الطعام، ويُستعمل المداهن أيضًا وعاءً للبُر الذي يغطيه السمن، ويختلف عن القدح في لونه الأسود، ويُصنع المداهن من الحجر، وله عروتان أو نتوءان في جانبيه يساعدان على حمله من مكان إلى آخر، في حين يُصنع القدح - في الغالب - من الخشب، وغالبًا ما يكون لونه بنيًا، وله (عروة) واحدة يُحمل منها، وتوصيله للحرارة رديء، وتتدلى أحيانًا من عروته شرائح من الجلد تُوضع للزينة فقط.
 
ج - المطرح: 
 
وهو نوع من أنواع الأطباق مصنوع من سعف النخيل، ويكون دائري الشكل وله قاعدة من المادة نفسها، ويُستعمل لوضع الخبز واللحم.
 
د - المزبلة:
 
إناء مصنوع من سعف النخيل، ويكون دائري الشكل وله مقبضان، وتُوضع فيه بعض الأشياء أثناء التسوق، وقد يُستعمل لحفظ الأغراض، ويُعلَّق ليكون بعيدًا عن متناول الأطفال والدواب.
 
هـ - المدخنة: 
 
تُعرف اليوم باسم (المبخر)، وهي مصنوعة من الحجر أو الطين، يُوضع فيها الجمر ثم يُوضع عليه البخور لنشر الرائحة الطيبة في المكان ولإكرام الضيوف بتمرير تلك المدخنة (أو المبخرة) عليهم، وغالبًا ما تُستخدم بعد تناول طعام العشاء أو الغداء، أو عند زيارة كبار المسؤولين والأعيان، فتُمرَّر المدخنة بمجرد وصول الشخصية الزائرة.
 
و - المسب والعصم:
 
كلاهما مصنوع من جلد الحيوان بعد دبغه، وله رباط من الجلد نفسه تُغلق به فوهته، ويُستعملان لحفظ الحبوب مثل القمح والشعير، ويُحفظ فيهما طحين تلك الحبوب أيضًا.
 
ز - المزادة: 
 
تُصنع من الجلد بعد دبغه، وتتفاوت من حيث السعة والحجم بين الصغير والمتوسط والكبير، ولها رباط من الجلد نفسه تُغلق به فوهتها، وتُستعمل لحفظ الأواني مثل المصفى والدلة ونحوهما أثناء التنقل والترحال.
 
ح - القطف:
 
وهو إناء مصنوع من الجلد المدبوغ، وله أيضًا رباط تُغلق به فوهته، ويُستعمل لحفظ الهيل والبن، وهو عادة صغير الحجم.
 
ط - المهجان:
 
وهو مصنوع من سعف النخيل، ويُستعمل (سفرةً) يُوضع عليها الطعام، وله عروتان يُحمل منهما ويُعلَّق من إحداهما على الجدار عند عدم الحاجة إليه، ولا تزال هذه السفرة تُستخدم في كثير من مناطق المملكة إلى اليوم.
 
ي - الجونة: 
 
تُستخدم لحفظ الخبز فيبقى بداخلها ساخنًا طريًا، وهي مصنوعة من أعواد نبات يُسمى (النمص) وهو يكثر على جوانب الأودية ذات المياه الجارية، ويكثر أيضًا حول المياه الراكدة، ويصل ارتفاعه إلى نحو 1م، وله فروع عديدة، وليست له أوراق. يُؤخذ قصب النمص ويُجفف ثم يُوضع في الماء فترة طويلة حتى يصبح طريًا، وربما يُصبغ بألوان مختلفة، ثم يُنسج، وقد تُوضع في أسفله قطعة من الجلد لتقويته والمحافظة عليه من التآكل، ويبلغ ارتفاع الجونة الواحدة نحو 30سم.
 
ك - النطع:
 
وهو سفرة مصنوعة بشكل مستطيل من الجلد المدبوغ الناعم، ويُستخدم غالبًا عند تقديم الطعام للضيوف.
 
ل - المكنسة: 
 
تُصنع من سعف النخل، وتُستخدم لكنس أرضيات المنـزل المختلفة.
 
م - المشرب:
 
وهو وعاء من الجلد المدبوغ، يُستخدم لنقل الماء وحفظه وتبريده، وهو يقابل القِربة في المناطق الأخرى.
 
ن - الميزب: 
 
يُصنع من الجلد، وله علَّاقتان (حبلان) وعارضتان من الأعواد، يُستخدم لحمل الطفل وتسليته، ويمكن لربة البيت أن تحمل طفلها في الميزب على ظهرها وتمارس عملها داخل المنـزل أو خارجه بسهولة ويسر.
 
س - الدرجة:
 
وهي طبق مصنوع من سعف النخل.
 
ع - الزمالة: 
 
وهي وعاء كبير مصنوع من الجلد، له علَّاقتان (حبلان) من الجلد المتين، يُحمل على أحد جانبي الجمل، ويُوضع ما يعادله على الجانب الآخر. وتُوضع في الزمالة أشياء كثيرة، فقد يُوضع فيها حَب، أو تمر، أو بعض أدوات المنـزل، وبعض أكياس الدقيق الصغيرة، وأكياس القهوة... ونحوها.
 
ف - الشت:
 
يُستخدم لحفظ (فناجيل) القهوة من الكسر، ويُصنع من نبات النمص، أو الخصف. والشت هرمي الشكل، وتُثبت في قاعدته قطعة من الجلد، ويُوضع عليه من الخارج خيط (سير) من الجلد يُثبت طرفه قريبًا من القاعدة، والطرف الآخر يُثبت في غطاء الشت لربط الغطاء بهيكل الشت بهدف إحكامه كيلا يقع الغطاء فتسقط (الفناجيل) وتتكسر، ويوجد نوع آخر أسطواني الشكل مصنوع من النحاس.
 
ص - الخرج:
 
وهو جيب أو حافظة للأغراض الثمينة مثل القهوة والدقيق وما شابه ذلك، ويُعلَّق على ظهر الجمل أو الحصان، ويُستخدم أحيانًا في البيت. وكانت للخرج قيمة معنوية كبيرة لدى مالكه، وكانت الأخراج قديمًا غالية الثمن، وهي مصنوعة من صوف الضأن أو المعز، إذ يُغزل الصوف ثم يُصبغ بالألوان المختلفة، وبعد ذلك يأتي دور الحياكة ليظهر الخرج بشكل قطعة سجاد بألوان زاهية، ويُزين ببعض الخيوط والكتل المدلَّاة والملونة.
 
كما كان يحوي المنـزل النجراني القديم بعض أدوات صنع القهوة والطعام مثل: محماس القهوة  ، والنجر، والدلة  ، و (الماقد)  وهو المكان الذي تُوقد فيه النار، ودلة القشر، والمجمر ويُستخدم لنقل الجمر من مكان إعداده خارج المنـزل إلى (الماقد) داخل المنـزل، إذ تتم عملية الإيقاد على الفحم حتى يصبح جمرًا خارج المنـزل للتخلص من أثر الدخان على سقف المنـزل وتأثيره في الجالسين في المجلس.
 
مظاهر الثبات والتغير
 
يُعد منتصف التسعينيات الهجرية (أي بعد عام 1395هـ/1975م) التاريخ الفاصل التقريبي بين الفترة الماضية والفترة الحالية، إذ بدأ التغيير يتسارع في منطقة نجران. ومنذ ذلك التاريخ تقريبًا انتشرت المباني الحديثة في المدن والقرى، وانتشرت المساجد التي تبنيها الجهات المختصة في الدولة، أو يبنيها فاعلو الخير من مواد البناء الحديثة وهي الأسمنت والحديد والطوب بأنواعه المختلفة. وأصبح الناس يتفننون في تصميم مساكنهم، وفي تهيئتها لتكون مريحة، وفيها المطابخ ودورات المياه والأفنية، وتكون في الغالب مزودة بالتيار الكهربائي المستمر أربعًا وعشرين ساعة، وفيها الخدمات الحديثة من هاتف، وتلفاز، وأدوات كهربائية، وشبكة مياه داخلية، ومكان خارجي لجمع مياه الصرف الصحي.
 
ولا يزال كثير من البيوت والحصون القديمة (الدروب) تشمخ عالية في منطقة نجران، تشهد على الفن المعماري القديم المأخوذ من المواد المتوافرة في البيئة المحلية، وتشهد على إبداع الأهالي في ذلك الفن المتوافق مع ظروف المناخ المتغيرة. ولكن غالبية تلك البيوت أصبحت خاوية على عروشها، فقد هجرها أهلها وسكنوا في مبانٍ حديثة مسلحة، وبعضهم بنى مسكنه الجديد قريبًا من المنـزل القديم ليستخدم القديم بوصفه مستودعات ويستخدم الطابق السفلي حظائر للحيوانات. وقلة من الناس لا تزال تستخدم المجالس القديمة في مناسبات خاصة مثل الأعياد وضيافة بعض الأصدقاء الذين يحبون ذلك النوع من المنازل. أما في البادية فقد استوطن معظم سكانها الرحل، ومن يتنقل منهم يستخدم - في الغالب - الخيام الحديثة لسهولة فكها وتركيبها ونقلها.
 
أما الأواني المنـزلية فقد حلت محلها الأواني الحديثة، ولكن لا تزال الأسواق تحفل بكثير من المنتجات الحجرية والفخارية، ولا يزال بعضهم يستخدم تلك الأواني إلى اليوم. وما يُلاحَظ الآن أن تلك الأدوات آخذة في التناقص، وربما تَوقَّع بعضهم أن تتزايد الرغبة في العودة إلى الأواني القديمة.
 
شارك المقالة:
140 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook