هل الصابون مضاد للجراثيم ومعجون الأسنان يزيد من مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية

الكاتب: رامي -
هل الصابون مضاد للجراثيم ومعجون الأسنان يزيد من مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية

هل الصابون مضاد للجراثيم ومعجون الأسنان يزيد من مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.

أضرار الصابون المضاد للجراثيم أكثر من فوائده

بينت دراسة أجريت في جامعة كوينزلاند Queenslands في أسترالية أن مادة التيريكلوسان Triclosan الموجودة في الكثير من أنواع الصابون المضاد للجراثيم وفي معجون الأسنان، يمكن أن تزيد من مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية ونشرها.

لاشك أن مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية هي مشكلة صحية عامة وعالمية كبيرة، وتشير التقديرات أنّ ما يقارب 700 ألف وفاة تحدث بسبب الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، ومن المرجح أن يزداد هذه الرقم مع الوقت، ويتوقع العلماء أنه بحلول عام 2050 يمكن أن يصل عدد الوفيات الناجمة عن العدوى بالجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية إلى 10 ملايين في السنة إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من استعمال المضادات الحيوية والمواد المضادة للجراثيم.

Triclosan هو مركب يستخدم في أكثر من 2000 منتج للعناية الشخصية، بما في ذلك معجون الأسنان وغسولات اليدين. يوجد إجماع عام على أن الإفراط باستخدام المضادات الحيوية هو السبب الرئيسي لزيادة مقاومة الجراثيم لها، ولكن يوجد القليل من التركيز حول المنظفات المضادة للجراثيم وتأثيراتها على زيادة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.

لوحظ أن تركيز الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية في مياه المجاري الخاصة بالمستشفيات مماثلة للمجاري الخاصة بالأماكن السكنية رغم عدم استخدام المضادات الحيوية بنفس الكثافة التي يتم استخدامها في المشافي، وتم عزو ذلك للزيادة المفرطة باستخدام الصابون ومستحضرات العناية الشخصية المضادة الجراثيم.

التريكلوسان ليس مضاد حيوي، لكنه مركب مضاد للجراثيم، أي أنه يقتل الجراثيم (البكتريا) خارج الجسم وبطرق مختلفة، وهذه المواد تستخدم بشكل أكبر من المضادات الحيوية ودون مراقبة، وهي تسهم في زيادة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.

اتخذت بعض البلدان بالفعل إجراءات لخفض كمية التريكلوسان في مياهها، وللعلم أن هذه المادة محظورٌ استعمالها بالفعل في الولايات المتحدة من قبل إدارة الغذاء والدواء. وقد أصدرت هذه الإدارة بياناً بأنه لا يوجد أدلة علمية على أن الصابون المضاد للبكتيريا هو أفضل من الصابون العادي أو من الماء، و أضافت أن البيانات تشير إلى أن التعرض طويل الأمد للمنتجات الحاوية على المضادة للجراثيم يمكن أن تشكل مخاطر صحية مثل الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية والتأثيرات الهرمونية.

هذا وقد أضافت إدارة الغذاء الدواء FDA أن الصابون المضاد للجراثيم غير صحي وقد يؤثر على جهاز المناعة وينقص من المقاومة وذلك لأنه يقلل من فرصة التعرض للجراثيم التي تكون محرض لزيادة مقاومة الجسم للأمراض

يوجد العديد من الإعلانات التي تشير إلى بعض أنواع الصابون المضاد للجراثيم بأنه يقتل 99.9? من الجراثيم، وهذا يوحي بأنه أفضل من الصابون العادي أو المصنع محليا أو بالمنزل، ولكن بالفعل هو ليس كذلك.

ما الذي يحدث عندما نستخدم المواد المضادة للجراثيم?

بالحقيقة إنّ الأضرار الناجمة عن استعمال المواد المضادة للجراثيم مماثلة لما يحدث عند استخدام المضادات الحيوية في تطوير ونشر الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية. الفرق بين الإثنين أن المضادات الحيوية تقاوم الجراثيم وتقتلها داخل الجسم وعندما يمرض الشخص، ولكن مضادات الجراثيم تقتل الجراثيم خارج الجسم، أي في البيئة المحيطة. بنفس الوقت، هي لا تميز بين الجراثيم الجيدة من جهة والممرضة من جهة أخرى، وبالتالي مع الوقت ينخفض التعرض الطبيعي للجراثيم والذي هو ضروري لتطوير استجابة مناعية قوية وتنوع جرثومي، وقد بينت بعض الدراسات علاقة بين استخدام العوامل المضادة للجراثيم والحساسيات المرتبطة بالمناعة.

قام باحثون في جامعة جونز هوبكنز بنشر دراسة في مجلة الحساسية والمناعة السريرية لعام 2012 حيث وجدوا أن الأطفال الذين لديهم مستويات عالية من التريكلوسان Triclosan كانوا أكثر عرضة بشكل ملحوظ لتطوير الحساسية الموسمية والحساسية على الأطعمة والأدوية والحساسية من الحشرات وحمى القش وغيرها من الحساسيات ذات الصلة بالمناعة.

كما بينت دراسة أخرى أن استعمال التريكلوسان يسبب تراكم البكتيريا العنقودية الذهبية في فتحات الأنف وأجزاء أخرى من الجسم. بتفاصيل الدراسة التي أجريت بجامعة متشيعان Michigan أنه قد تم رصد وجود مادة التركلوسان في فتحات الأنف لدى 41% من البالغين المشتركين بالدراسة، وبنفس الوقت، كان لديهم مستعمرات من جراثيم العنقوديات المذهبة (Staphylococcus aureus)، وقد ربط الباحثون بين الاثنين وفسروا ذلك بأن التريكلوسان يساعد الجراثيم العنقودية على الارتباط بالبروتينات في الأنف والالتصاق بها.

بشكل عام، توجد البكتيريا العنقودية الذهبية في فتحات الأنف لدى 30% من الناس، وهي بحد ذاتها ليست مشكلة صحية، ولكنها تزيد من فرصة حدوث العدوى عند إجراء أي تدخل طبي مثل الجراحة أو التهابات عند اجراء القسطرة البولية أن غسل الكلى أو قرحة القدم السكرية أو الدمامل.

كلمة أخيرة:

هذا مجرد جزء بسيط من الأبحاث التي تظهر المخاطر المرتبطة باستخدام المستحضرات المضادة للجراثيم (Anti-bacterial) مثل الصابون والجيل (الهلام) ومنتجات التنظيف والعناية الشخصية الأخرى بشكل واسع ويومي، ولذلك النصيحة بالعودة قدر المستطاع لمواد التنظيف العادية مثل الصابون العادي الذي ثبت أنه يزيل المواد الممرضة إلى النصف عند استعماله لغسل اليدين.

كما أن هناك ضرورة لتعرض الجسم لبعض العوامل الممرضة والجراثيم، لأن ذلك يزيد من الاستجابة المناعية للجسم ويزيد من المقاومة للأمراض والإنتانات والتحسس.

شارك المقالة:
67 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook