لا يُمكن القول بأنّ الإنسان مسيّر على الإطلاق أو مخيّر على الإطلاق؛ إنّما هو مسيّر في بعض الأمور ومخيّر في أمور أخرى، أمّا تسييره فهو في أمور القضاء والقدر والأمور التي خُلِق لها بحيث لا يستطيع تغيير شيء فيهكالأب والأم والجنس والطول، والأمور الجبليّة كالبلادة والذكاء وقوّة الجسم وضعفه والفقر والغنى، فالأمور السابقة كلّها لا يستطيع الإنسان اختيارها أو تغييرهاوأمّا تخييره فلأنّ الله -تعالى- أعطاه عقلاً وسمعاً وبصراً وإرادةً يستطيع من خلالها تمييز الخير من الشرّ وتمييز النافع من الضارّ، وبالتالي يختار منها الحقّ ويدع الباطل، فيُثاب على الحق إن اختاره ويعُاقب على الباطل إن اختاره
لا يتحقّق الإيمان بالقضاء والقدر إلّا بأربعة أمور؛ هي