يتم رفع مستوى الأنسولين بالجسم عبر تناول النشويات (الكربوهيدرات) وينقص الأنسولين عند التوقف عن تناولها.
يعتقد الكثيرون أنه لا يمكن بناء العضلات وخسارة الوزن بنفس الوقت، أي هناك وقت لبناء العضلات وآخر لخسارة الشحوم، ولكن هذه الفكرة صحيحة حيث يمكن تحقيق الهدفين بنفس الوقت وذلك عن طريق التحكم بمستويات الأنسولين بالجسم.
الفكرة الأساسية لبناء العضلات هي أن يقوم الجسم ببناء أنسجة عضلية أكثر مما يتم تحطيمه. والانسولين هو أحد العوامل المهمة المساعدة على بناء العضلات وتخزين الغلوكوجين في العضلات. (الغلوكوجين هو شكل من السكريات المعقدة يتم تصنيعها من الغلوكوز لتخزينه بالعضلات والكبد).
زيادة إنتاج الأنسولين يؤدي إلى تخزين الدهون في الجسم وتثبيط حرق الدهون، لكن لبناء العضلات وحرق الدهون في نفس اليوم، يمكن التحكم بإنتاج الأنسولين ومستوياته بالجسم عن طريق تناول (النشويات) الكربوهيدرات بشكل استراتيجي أثناء اليوم، واقتصارها على فترة قبل وبعد التمارين الرياضية.
الأنسولين: هل هو صديق أم عدو لصحة الأنسان والحفاظ على الوزن الصحي؟
حسب الهدف من الحمية، يمكن أن يكون الأنسولين عدواً لدوداً أو صديقا وفيا، وهذه يعود للهدف إن كان خسارة الوزن أو بناء العضلات.
بشكل عام، يمكننا اعتبار الأنسولين كسلاح، وكما هو معروف، كل سلاح له حدين، مفيد وضار، وهذا يعتمد على الهدف من استعماله.
غالبا ما يُعتبر الأنسولين عدواً للأشخاص الذين يريدون خسارة الوزن وفقدان الشحوم المتراكمة، بينما يعتبر صديقا وفياً ولا يمكن الاستغناء عنه لدى الأشخاص الذين يريدون بناء العضلات.
باختصار، الأنسولين هو هرمون يتم تصنيعه في الجسم من قبل البنكرياس، التي تتوضع خلف المعدة، وهو هومون بنّاء، حتى أنه أكثر قدرة على البناء من هرمون النمو، ولكن مشكلته أنه يقوم ببناء أنسجة الجسم بدون تمييز، أي أنه يبني الشحوم، كما يبني العضلات، وهذا يؤدي لزيادة الوزن وتراكم الشحوم، لكن من حسن الحظ، أنه بالإمكان التنبؤ بطريقة تصرف الأنسولين بالجسم.
الهدف الأساسي للأنسولين هو الحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن الحدود الطبيعية والتي تتراوح بين 80-100 مغ/دل، وبالتالي هو يقوم بالتقاط أي كمية من السكر زائدة عن الحد الطبيعي في الدم، ويقوم بتخزينها في ثلاثة أماكن:
بالطبع من المفضل أن يتم تخزين السكر بالمكانين الأول والثاني، وتجنب تحوله إلى دهون.
الأنسولين وبناء العضلات (الوجه الجيد للأنسولين)
الانسولين وبناء الشحوم (الوجه السيء للأنسولين)
الأنسولين هو هرمون مهمته الأساسية النقل وبالبناء، وهو أساسي للاستمرار على قيد الحياة، لا يهمه إذا تم بناء العضلات أو الشحوم، كل ما يهمه هو الحفاظ على مستويات الغلوكوز (سكر الدم) ضمن الحدود الطبيعية.
الأنسولين لا يقرر إذا كان سيقوم بمهمة بناء العضلات أو بناء الشحوم، الذي يوجهه للقيام بذلك هو توقيت تناول الكربوهيدرات (النشويات).
بشكل عام، بعد التمرين الرياضي، يتم استهلاك الغلوكوجين من العضلات والكبد، وبالتالي فهما مستعدان لامتصاص ما يتم تناوله من كربوهيدرات لشحن العضلات والكبد بالغلوكوجين الذي تم استهلاكه، وبالتالي يعتبر هذا الوقت (بعد التمرين الرياضي) هو الوقت المثالي لتناول السكريات وبعض الحلويات.
كما أن رفع مستويات الأنسولين مرة أو مرتين باليوم أيضا، يزيد من بناء العضلات بشكل أكبر ويتم يذلك بتناول الكربوهيدرات.
الأنسولين هو المفتاح:
حسب الهدف، يمكن أن يتم تفعيل الأنسولين أو تثبيطه، ولكن يجب التذكر، ألّا نتركه فعالاً أو مثبطا لمدة طويلة، بل يجب أن يتم ذلك بحكمة ولعدة مرات خلال اليوم، عن طريق تناول الكربوهيدرات بالوقت الذي نريد رفع الأنسولين، والامتناع عن تناولها عندما نريد خفض مستوى الأنسولين بالجسم.
في الموضوع القادم سوف نقوم بالتحدث عن مقاومة الأنسولين وطرق الوقاية منها والتخلص منها.