نهاية الدولة السعودية الأولى في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
نهاية الدولة السعودية الأولى في المملكة العربية السعودية

نهاية الدولة السعودية الأولى في المملكة العربية السعودية.

 
 
يُمَثِّل عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز العهد الذهبي للدولة السعودية الأولى، فقد تمكن السعوديون من تأسيس دولة كبيرة وحَّدت معظم أرجاء الجزيرة العربية، وبلغت تلك الدولة بعد ضم الحجاز أَوْج قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولكن الدولة العثمانية رأت في ذلك خطرًا يهدِّد مكانتها ولا بد من القضاء عليه، وبخاصة أن الدولة العثمانية قد جرَّبت التصدي للدولة السعودية في فترة مبكرة عن طريق والي العراق العثماني الذي كان دائم الاتصال بوسط الجزيرة العربية وشرقيها، وما يدور فيها من أحداث. ففي أثناء سعي السعوديين لضم الأحساء وازدياد نشاطهم وغاراتهم على جنوبي العراق؛ صدرت الأوامر إلى والي بغداد سليمان باشا بالتحرك للقضاء على الدولة السعودية؛ فشكَّل حملة أسند قيادتها إلى ثويني بن عبدالله زعيم قبيلة المنتفق في جنوبي العراق، واتجهت إلى الأحساء التي ظنُّوا أن الاستيلاء عليها سيكون سهلاً؛ نظرًا إلى أن الحكم السعودي كان حديثًا فيها ويعاني بعض الصعوبات. سارت هذه الحملة إلى الأحساء سنة 1211هـ / 1796م وكانت تضم في صفوفها جمعًا كبيرًا من رجال البادية والحاضرة، بالإضافة إلى براك بن عبدالمحسن ومحمد بن عريعر وهما زعيمان من زعماء بني خالد، وكلاهما يطمح إلى رئاسة القبيلة. وفي الطريق أحس براك بميل ثويني إلى منافسه محمد؛ لذا اتصل بقائد الجيش السعودي تمهيدًا للانضمام إليه عند نشوب المعركة، ولكن قبل أن يلتحم الجيشان قُتل ثويني على يد رجل وصفته المصادر بأنه مملوك سابق لبراك ومتحمس للدعوة الإصلاحية  ،  وبمقتل ثويني انضم براك إلى الجانب السعودي، وهكذا فشلت هذه الحملة العثمانية، وعادت دون أن تحقق شيئًا من أهدافهالم تيأس الدولة العثمانية من نتيجة حملة ثويني بن عبدالله، بل كلفت سليمان باشا بتشكيل حملة أكبر وأضخم من سابقتها، فقام بذلك وأسند قيادتها لمساعده علي كيخيا. وسارت تلك الحملة سنة 1213هـ / 1798م وتمكَّنت من الوصول إلى الأحساء، وحاصرت الحامية السعودية في حصن صاهود، لكن الحامية تمكنت من الصمود لعدة أشهر، وعندما سمع علي كيخيا بقدوم الأمير سعود بن عبدالعزيز على رأس جيش كبير آثر الانسحاب بسرعة جعلته يُتلف بعضًا من عتاده الحربي. تعقَّبَ الأمير سعود بن عبدالعزيز جيش علي كيخيا، ونشب بينهما عدد من الاشتباكات قبل أن يتوصلا إلى صلح انسحب بموجبه علي كيخيا وقواته إلى العراق وهكذا لم يُوفَّق العثمانيون في التصدي للدولة السعودية عن طريق ولاية بغداد، بل - على العكس - زاد نشاط الدولة السعودية، وتَمثَّلَ هذا في حملاتها على العراق التي كانت في واقع الحال رد فعل سعودي على النشاطات العثمانية المعادية أو من القبائل القاطنة في جنوبي العراق المعادية لأتباع الدعوة، لذلك لم يعد حاكم العراق العثماني قادرًا على حماية نفسه؛ ونتيجةً لذلك دبَّر والي بغداد خطة لاغتيال الإمام عبدالعزيز بن محمد في الدرعية سنة 1218هـ / 1803م  ،  وبعد اغتياله استمرت الحملات السعودية وازداد الضغط العسكري السعودي في عهد خلفه الإمام سعود بن عبدالعزيز مما حدا ببعض القبائل إلى دفع الزكاة للدرعية. كما وصلت الحملات السعودية إلى بادية الشام، وجعلت بعضًا من قبائلها تؤدي الزكاة للدرعية. وفوق هذا وذاك توَّجت الدولة السعودية توسعاتها بضم الحجاز، ومنعت وصول محمل الحج الشامي؛ بسبب ما كان يصاحبه من قوة عسكرية، وأمور يرى السعوديون - كما يراها معظم المسلمين - أنها مخالفة للدين. وبعد أربع سنوات خرج الإمام سعود بن عبدالعزيز بقوات كبيرة توغلت في بلاد الشام، وهاجمت عددًا من قبائلها، وعلى الرغم من أوامر السلطان لوالي الشام بمحاربة الدولة السعودية إلا أنه لم يستطع أن يفعل شيئًا وبعد أن باءت بالفشل محاولات العثمانيين في التصدي للسعوديين عن طريق ولايتَي بغداد والشام؛ صدرت أوامر السلطان العثماني إلى والي مصر محمد علي باشا للقيام بهذه المهمة. فأمضى محمد علي عددًا من السنوات في الاستعداد لهذه المهمة الصعبة، فقام ببناء أسطول في السويس، ومستودعات للتموين، بالإضافة إلى الاتصالات السياسية مع الشريف غالب، وتأمين الجبهة الداخلية في مصر. وبعد أن استُكملت الاستعدادات انطلقت الحملة سنة 1226هـ / 1811م بقيادة ابنه طوسون فوصلت إلى ينبع واستولت عليها بسهولة. ولتسهيل مهمته بدأ طوسون اتصالاته مع قبائل المنطقة وتوزيع الهدايا والأموال على زعمائها، ثم زحف بقواته واستولى على بلدة بدر. وفي الوقت نفسه كان السعوديون قد أعدُّوا قوة كبيرة بقيادة الأمير عبدالله بن سعود اشتبكت مع قوات طوسون في وادي الصفراء، وأوقعت بها هزيمة ساحقة، ولحسن حظ طوسون فإن السعوديين لم يتعقَّبوا قواته ويقضوا عليها بعد تلك الهزيمةعاد طوسون إلى ينبع، وبعد أن وصلت إليه تعزيزات جديدة نظَّم صفوفه، وأغدق كثيرًا من الأموال على القبائل، ونجح في استمالة بعضٍ منها؛ ما سهَّل له التقدم صوب المدينة المنورة، حيث تصدت الحامية السعودية فيها لقواته ببسالة، ولكن طول الحصار، وفَتْك الأمراض بأفراد الحامية السعودية، بالإضافة إلى تطور سلاح الخصم؛ اضطرها إلى التسليم في أواخر سنة 1227هـ / 1812م  كان لاستيلاء طوسون على المدينة المنورة أصداء في أرجاء الدولة العثمانية، كما كان له أثر كبير ليس في رفع معنويات جيش طوسون فحسب، بل وفي زيادة عدد المتعاونين معه. كان الشريف غالب بن مساعد أكبر المتعاونين مع طوسون، فقد سهَّل له التقدم ليستولي على جدة في مستهل سنة 1228هـ / 1813م، ومنها إلى مكة التي دخلها دون مقاومة بعد أن تركتها الحامية السعودية، وقد ابتهج العثمانيون كثيرًا لهذا الحدث فزُيِّنت القاهرة لمدة خمسة أيام متتالية. وقد أضعفت تلك التطورات موقف السعوديين في الحجاز، وبدأ الضعف يدب في نفوسهم؛ لذا سحب عبدالله بن سعود قواته المتمركزة خارج مكة إلى العبيلاء، ثم تبعه عثمان المضايفي الذي انسحب بقواته من الطائف إلى رنية (وكلاهما شرقي الطائف)، فأرسل طوسون فرقةً من جيشه استولت على الطائف وهكذا تمكَّن طوسون من إحراز تلك الإنجازات المهمة فقد أصبح يسيطر على المدن الحجازية الكبيرة، ولكن السعوديين كانوا لا يزالون يشكلون قوة مهمة فهم يتمسَّكون بمعظم دولتهم، ويمتلكون جيشًا قويًا متمرِّسًا في حروب الصحراء عارفًا بدروبها. حاول طوسون مواصلة تقدُّمه فأرسل فرقة من جيشه إلى الحناكية، ولكن الإمام سعود بن عبدالعزيز قَدِمَ بنفسه وحاصرها حتى استسلمت، ثم أرسلها مخفورة إلى العراق، وتقدم إلى قرب المدينة المنورة وما حولها من المناطق، وقام بسلسلة من الهجمات على القبائل التي تعاونت مع طوسون. كما تمكنت قوات سعودية أخرى من هزيمة قوات طوسون التي أرسلها إلى تربة، مما شجع عثمان المضايفي على مهاجمة الطائف، ثم اتخذ من بسل مركزًا لقيادته، وعندما هاجمه الشريف غالب هرب المضايفي فأُلقي القبض عليه وسُلِّم له، ثم أُخذ إلى مصر، ومنها إلى إستانبول حيث أُعدم هناك في تلك الأثناء أدرك محمد علي أن موقف قواته في الجزيرة العربية بدأ يضعف؛ لذا عزم على قيادة الحرب بنفسه، فقَدِم ومعه كثير من الإمدادات والعتاد الحربي، ولأنه لم يكن مرتاحًا لموقف الشريف غالب فقد ألقى القبض عليه، ونفاه خارج البلاد، وعيَّن ابن أخيه الشريف يحيى بن سرور في شرافة مكة. وبعد أن أجرى محمد علي سلسلة من الإجراءات والترتيبات لتحسين أداء جيشه أرسل ابنه طوسون بقوات إلى تربة، لكنه لم ينجح في اقتحامها، بل خسر أحد حلفائه من الأشراف، إذ انضم إلى جانب السعوديين. بالإضافة إلى ذلك هرب الشريف يحيى بن سرور من مكة، وتمكَّنَ السعوديون من استعادة بلدة القنفذة بعد أن ألحقوا بقوات محمد علي هزيمة كبيرة. ومع هذه الصعوبات التي واجهت قوات محمد علي إلا أنه استطاع التغلب عليها بسلسلة من الإجراءات، مثل: إعادة تدريب قواته، وتواصُل الإمدادات من مصر، والاتصال بالقبائل، وإغداق الأموال والهدايا على رجالها وبينما كان محمد علي يوالي استعداداته لمناجزة السعوديين توفي الإمام سعود بن عبدالعزيز سنة 1229هـ / 1813م، فبويع ابنه عبدالله بالإمامة. وكما شهد عهد الإمام سعود ظهور أكبر دولة في التاريخ السعودي؛ فقد شهد كذلك بداية انكماش الدولة بعد خسارتها معظم الحجاز، ومن المؤكد أن وفاة الإمام سعود كانت خسارةً كبيرةً، وأن الإمام عبدالله لم يكن بخبرة أبيه السياسية والعسكرية، على أن من الإنصاف القول بأنه ورث وضعًا صعبًا، وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن من إحراز بعض الانتصارات في بداية عهده، لكن الجيش السعودي مُنِي في مستهل سنة 1230هـ / 1814م بهزيمة كبيرة في معركة بِسْل (جنوب شرقي الطائف)، تمكن بعدها محمد علي من التقدم للاستيلاء على رنية وتربة وبيشة وغيرها من مناطق عسير وتهامة  وفي أثناء وجود محمد علي في الحجاز سمع ببعض التطورات، بما في ذلك مؤامرة للإطاحة به؛ فقرر العودة إلى مصر، خصوصًا بعد أن اطمأن إلى وضع قواته، أما ابنه طوسون فواصل تقدمه إلى القصيم، حيث دارت بعض المناوشات مع الجيش السعودي الذي كان بقيادة الإمام عبدالله، ثم دخل الطرفان في مفاوضات أدت إلى صلح، كان من شروطه إيقاف الحرب، وجلاء القوات العثمانية عن نجد، وتأمين تنقل أتباع الطرفين؛ ونتيجةً لذلك انسحب طوسون من نجد، وعاد إلى مصر، ولكن محمد علي لم يوافق على الصلح، بل زاد شروطًا لم يقبل بها السعوديون منها ذهاب الإمام عبدالله إلى مصر  وبفشل الصلح أخذ محمد علي يستعد للحرب، فشكل حملة عقد لواءها لابنه إبراهيم باشا الذي أجرى مناورةً عسكريةً كبيرةً بعد وصول قواته إلى الحجاز في أواخر سنة 1231هـ / 1815م، كان الهدف منها إظهار القوة والترويع، فانضم له كثير من القبائل التي سهلت مرور قواته إلى القصيم. من ناحيته جمع الإمام عبدالله بن سعود قواته، وذهب إلى القصيم، واتخذ من عنيزة مركزًا لقيادته. في تلك الأثناء واصل إبراهيم باشا تقدمه، وتمكن من التغلب على القوات السعودية في أكثر من موقع، وشق طريقه حتى وصل إلى القصيم، وحاصر بلدة الرس. وبعد أشهر من الحصار توصل الطرفان إلى صلح من شروطه فك الحصار، وأن يقف أهل بلدة الرس على الحياد حتى يتقرر مصير عنيزة. وفي ظل تلك التطورات انسحب الإمام عبدالله إلى بريدة بعد أن ترك حامية صغيرة في عنيزة لم تستطع الصمود أمام قوات إبراهيم باشا التي استولت على عنيزة، ما زاد من صعوبة موقف الإمام؛ لذا اختار ترك القصيم والانسحاب إلى الدرعية للتحصن فيها  .  والحقيقة أن هذا الخيار كشف الجبهة السعودية، وأضعف المقاومة، وسهَّل دخول منطقة القصيم تحت سيطرة إبراهيم باشا وبعد أن أحكم إبراهيم باشا سيطرته على القصيم ازداد مؤيدوه من القبائل، وكانت الإمدادات تتوالى عليه من مصر، فزحف إلى الدرعية، مرورًا بالوشم التي حاصر قاعدتها شقراء نحو أسبوع ورماها بالمدفعية حتى طلبت الأمان واستسلمت. وباستيلائه على شقراء دانت له منطقة الوشم وكثير من البلدان خارج هذه المنطقة، وارتفعت معنويات جيشه، وزادت هيبته في نجد، وبهذا واصل سيره حتى وصل بلدة ضرماء، وضرب حولها حصارًا استمر أيامًا قبل أن يستولي عليها بالقوة، ومن ثَمَّ لم تعد أمامه عقبات تعيق تقدُّمه صوب الدرعية؛ عاصمة الدولة السعودية  كان الإمام عبدالله بن سعود بعد انسحابه من القصيم قد حصَّن عاصمته بكثير من الإجراءات الدفاعية المتنوعة، من حيث تنظيم السكان، والتزود بالأسلحة، وبناء الأسوار والأبراج والحصون، وكذلك حَشْد القوات وتوزيعها في أمكنتها؛ استعدادًا للمعركة الفصل. وبسبب هطلان الأمطار تأخرت الحملة في ضرماء ما يقارب شهرين، ثم زحف إبراهيم باشا بجيشه عبر شعيب الحيسية ليجتاز بذلك سلسلة جبال طويق ويصل إلى وادي حنيفة المؤدي إلى الدرعية. وفي الأول من جمادى الأولى سنة 1233هـ الموافق 9 مارس 1818م وصلت الحملة إلى مشارف الدرعية، حيث ضرب إبراهيم باشا معسكره ليخرج في اليوم التالي على رأس فرقة من جيشه للاستطلاع والتعرف إلى طبيعة المنطقة، ولم يعد إلا بعد أن اشتبك مع الدفاعات الأمامية للسعوديين، وبعد يومين من وصول إبراهيم باشا نقل قواته وعَسْكَرَ في أطراف العاصمة من الناحية الشمالية  وهكذا وجد إبراهيم باشا نفسه أمام أسوار عاصمة السعوديين لتبدأ سلسلة من المعارك الطاحنة التي وظف فيها كل إمكانات الدولة العثمانية، سواء في ميدان الأسلحة المتطورة، أو ما صاحب الحملة من مستشارين أجانب ساعدوا في وضع الخطط الحربية. وعلى الرغم من استبسال المدافعين وتفانيهم في الدفاع عن عاصمتهم إلا أن جيش إبراهيم باشا كان يحقق تقدمًا في القتال، ويزيد من ضغطه على المدينة، وإن كان تقدمه بطيئًا. وفي أثناء تلك المعارك تعرض جيش إبراهيم باشا لنكسة كبيرة، فقد شب حريق هائل في مستودع الذخيرة أتى على ما فيه من الأسلحة والذخائر، ولكن لم يُقَدَّر للسعوديين أن يستغلوا تلك النكسة، كما أن إبراهيم باشا أظهر مقدرة إدارية كبيرة في تعويض الخسائر والمحافظة على وضع جيشه حتى وصلته الإمدادات من مصر. ثم استأنف القتال، وازدادت ضراوة المعارك وفداحة الخسائر في صفوف المدافعين، وعلى الرغم من أنهم كبَّدوا أعداءهم كثيرًا من الخسائر إلا أن موقفهم بدأ يضعف، وتسلل اليأس إلى نفوسهم.وشيئًا فشيئًا تمكن إبراهيم باشا من التغلب على ما لاقاه من مقاومة عنيدة في كل حي وموقع من مواقع الدرعية، ولم يبقَ أمامه إلا المعقل الأخير ألا وهو حي الطريف  ؛ مقر الحكم والإدارة وسكن آل سعود الذي تحصن به الإمام عبدالله بن سعود؛ لذا ركز إبراهيم باشا هجومه عليه من جهاته الأربع. وبعد يومين من القتال الضاري رأى الإمام عبدالله بن سعود أن لا فائدة من إطالة الحرب؛ لذا ففي اليوم التاسع من ذي القعدة 1233هـ الموافق 10سبتمبر 1818م طلب الصلح وخرج لمقابلة إبراهيم باشا، وتم الاتفاق على أمور من بينها أن يسلِّم الإمامُ نفسَه. فتم الصلح ورُحِّل الإمام عبدالله بن سعود إلى مصر حيث قابل محمد علي، ومن هناك رُحِّل إلى إستانبول، حيث حُوكم محاكمة صورية ثم قُتل في شهر صفر 1234هـ / ديسمبر 1818م ومُثِّل بجثته  .  وبهذا ينتهي الدور الأول من التاريخ السعودي المتمثل في تاريخ الدولة السعودية الأولى التي استمرت ستة وسبعين عامًا.
شارك المقالة:
34 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook