نهاية إمارة العصفوريين بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 نهاية إمارة العصفوريين بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

 نهاية إمارة العصفوريين بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
لا يوجد تاريخ محدد لنهاية الإمارة العصفورية، إلا أنه يمكن القول: إن التفاعلات والتحولات والصراعات التي كانت تحدث في بلاد البحرين في ظل الإمارة العصفورية أدت في النهاية إلى التفكك والانحلال ثم زوال سلطتهم من البلاد  .  كان لجوء الأمراء العصفوريين إلى اتخاذ المدن المحصنة مستقرًا لهم ولحاشيتهم، ما يدل على تحول اجتماعي وتعبير عن عدم شعورهم بالأمان من خصومهم السياسيين، فاحتاطوا لأنفسهم بالسكن في القصور والحصون 
 
لا توجد نصوص حول نهاية إمارة العصفوريين سوى ما ذكره ابن حجر العسقلاني أن "إبراهيم بن ناصر بن جروان المالكي من بني مالك، بطن من قريش، صاحب القطيف، انتزع جده جروان المُلْك من سعيد بن مغامس بن سليمان بن رميثة القرمطي في سنة 705هـ / 1305م، وحكم في بلاد البحرين كلها ثم لما مات قام ولده ناصر مقامه، ثم قام إبراهيم مقام أبيه، وكان موجودًا في العشرين وثمانمئة... "  
 
ربما يكون سعيد بن مغامس أحد أمراء البحرين الذي ذكره ابن فضل الله العمري باسم سعيد بن مغامس في النصف الأول من القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، وكان قد انتزع تلك البلاد أو جزءًا منها من العصفوريين، قد يكون هو أو أخ له أو من أحفاد شريف مكة المكرمة أبانمي  .  ومن الاحتمالات الأخرى على نهاية إمارة العصفوريين أن يكون صالح بن جولان الذي هزم جيوش تيمورلنك عندما هاجمت البصرة سنة 795هـ / 1393م هو الذي انتزع بلاد البحرين من العصفوريين، فقد وصف بأنه صاحب البصرة والبحرين، وأنه كانت تلتف حوله أعداد كبيرة من عرب البصرة والبحرين  ،  وهو إما أنه ينتمي إلى إحدى عشائر بني عقيل التي تقيم في منطقة البصرة: (بنومالك، عبادة، خفاجة)، وإما أنه من أمراء بني عصفور في بلاد البحرين، ومد نفوذه إلى البصرة وأقام فيها، وعين سعيد بن مغامس نائبًا عنه في بلاد البحرين، وانتهى سعيد بنهاية صالح بن جولان أمام تيمورلنك  .  فيما أشار ابن خلدون إلى شخص يدعى قبان بن صالح من قبيلة عبادة، ويمكن أن يكون ابن صالح بن جولان  
 
لقد امتد حكم العصفوريين لبلاد البحرين إلى مدة تقارب القرن ونصف القرن، وانتهى حكمهم في العقد الثامن أو التاسع من القرن الثامن الهجري على وجه التقريب سنة 790هـ / 1388م، وقد يكون ذلك مرتبطًا بالاضطراب الذي عمَّ منطقة الخليج والشرق بظهور تيمورلنك  
 
أخيرًا يمكن القول إنه على الرغم من أن بني عصفور وبني عامر قد فقدوا سلطتهم السياسية، إلا أنهم احتفظوا بنفوذهم الاقتصادي الواسع في بلاد البحرين، ولعل فيما ذكره السخاوي عند ترجمته لمحمد بن محمد العمري من أنه غادر الحجاز بعد انتهاء موسم الحج متوجهًا إلى بلاد العجم بصحبة قافلة بني عقيل سنة 823هـ / 1420م يمكن اعتبارها دليلاً مهمًا على استمرار النشاط الاقتصادي لبني عامر الذين كثيرًا ما يطلق عليهم بنو عقيل، وأنهم لا يزالون يتمتعون بهيبة واحترام في جزيرة العرب؛ لأنهم هم الذين كانوا يتولون حماية القوافل التجارية المتجهة إلى الحج  
 
شارك المقالة:
49 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook