سرطان الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid cancer) يتمثل بنمو خلايا سرطانية خبيثة في أنسجةالغدّة الدرقية، والتي تقع في الجزء الأمامي من الرقبة، وتشبه الفراشة في شكلها، وتكمن أهمية الغدة الدرقية في دورها بالتحكم بمعدل نبضاتالقلب، ودرجة حرارة الجسم، وعمليات الأيض المُتمثلة في تحويل الطعام إلى طاقة، وكذلك السيطرة على مستويات الكالسيوم في الدّم؛ حيث تستخدم الغدّة الدرقية عنصراليود( بالإنجليزية: Iodine) لإنتاج العديد من الهرمونات،وتنقسم الخلايا المُكوّنة للغدّة الدرقية إلى نوعين رئيسيين من الخلايا، وهما:
وفي الحقيقة، فإنّ العديد من أنواع السرطان المختلفة قد تنمو من كل نوعٍ من هذه الخلايا، الأمر الذي يلعب دوراً أساسياً في تحديد مدى خطورة نوع السرطان، واختيار العلاج الأنسب له، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ نمو وظهور كتلةٍ في الغدة الدرقية لا يعني أنّها ورماً سرطانياً؛ إذ إنّ معظم هذه الأورم حميدة، والقليل منها سرطانية،ولحسن الحظ، فإنّ معظم أنواع سرطان الغدّة الدرقية من الممكن علاجها، حيث تكون الجراحة غالباً هي الخيار العلاجي المُستخدم، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّه من النادر جداً أن يتسبّب سرطان الغدّة الدرقية بوفاة الشخص المُصاب.
تنقسم سرطانات الغدّة الدرقية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي سرطان الغدة الدرقية التمايزي (بالإنجليزية:Differentiated thyroid carcinoma)، والسرطانة الدرقية النخاعية (بالإنجليزية: Medullary Thyroid Carcinoma)، والسرطانة الدرقية الكشمية (بالإنجليزية: Anaplastic Thyroid Carcinoma)، فيما يأتي بيانٌ لهذه الانواع بشيءٍ من التفصيل:
يُعدّ سرطان الغدة الدرقية التمايزي النوع الأكثر شيوعاً من بين السرطانات التي تُصيب الغُدة الدرقية، ويمتاز بأنّه بطيء النمو، وغالباً ما يظهر لدى الفرد البالغ المُصاب به على شكل كُتلةٍ في الغدة الدرقية لا تُسبب أيّ اعراض،وينقسم هذا النوع من سرطان الغدة الدرقية إلى نوعين فرعيين، يُمكن بيانهما على النحو الآتي:
يُعدّ سرطان الغُدة الدرقية النخاعي من سرطانات الغدة الدرقية نادرة الحدوث، ويُصيب خلايا سي، وهي الخلايا التي كما ذكرنا سابقاً مسؤولةٌ عن إنتاج هرمونالكالسيتونين، الذي يلعب دوراً في تكوين العظام والتحكم في مستوى الكالسيوم بالدم،وبالتالي فإنّ مستويات هرمون الكاسيتونين بالدّم يُستخدم كعلامةٍ دلالية للإصابة بسرطانة الدرقية النخاعية، وكعلامةٍ على احتمالية عودته مجدداً بعد الشفاء منه، وتجدر الإشارة إلى أنّ عامل الخطر الرئيسي الذي يزيد من فرص الإصابة بالسرطانة الدرقية النخاعية هو العامل الجيني؛ أيّ حدوث طفرةٍ جينية تؤدي إلى الإصابة به، ويُمكن لهذه الطفرة أن تنتقل من جيل لآخر في العائلة ذاتها، الأمر الذي يزيد من فرصة إصابة الأبناء أيضاً بهذا السرطان،، وفي بعض حالات الإصابة بسرطان الغدة النخاعية ينتشر إلى أجزاءٍ أُخرى من الجسم مثل؛ الدّماغ،والرئتين، والكبد، والعظام.
تُعدّ السرطانة الدرقية الكشمية أو سرطان الغدة الدرقية غير التمايزي النوع الأقل انتشاراً والأكثر خطورةً من بين أنواع سرطانات الغدة الدرقية الأُخرىوتُعزى سبب تسميته بغير التمايزي إلى حقيقة أنّ خلاياه لا تبدو في الشكل والسلوك كخلايا الغدة الدرقية الطبيعية، ولابّد من الإشارة إلى أنّ السرطانة الدرقية الكشمية يتميز بنموه وانتشاره بشكلٍ سريعٍ إلى الرقبة وأجزاءٍ أُخرى من الجسم؛ لذلك فإنّ علاجه أكثر صعوبة مقارنة بأنواع سرطان الغدة الدرقية السابقة.
تُعد الأورام الليمفاوية ( بالإنجليزية: Thyroid lymphomas) والأورام اللحمية الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid sarcomas) وغيرها من سرطانات الغدة الدرقية النادرة؛ حيث تشُكل ما لا يتجاوز 4% من الحالات المُصابة بسرطانات الغدة الدرقية.
في الحقيقة، إنّ من الشائع أنّ لا يشعر المُصاب بسرطان الغُدة الدرقية بأيّة أعراضٍ أو بالقليل منها، فعادةً ما يُكتشف أمر إصابته بسرطان الغدة الدرقية بالصُدفة أثناء إجراء الفحص البدني العام، وينبغي توضيح أنّ وجود أي أعراضٍ أو علاماتٍ مُشابهة لتلك الناجمة عن سرطان الغدة الدرقية قد تُعزى لحالاتٍ طبيةٍ أُخرى غير السرطان، وفيما يأتي بيانٌ لأبرز أعراض وعلامات سرطان الغدة الدرقية:
على الرغم من أنّه قد لا يُمكن تحديد السبب الفعلي الكامن وراء الإصابة بسرطان الغُدّة الدرقيّة دائماً، إلاّ أنّه توجد بعض العوامل التي تزيد من إحتمالية الإصابة به،وفي هذا السياق ينبغي التوضيح بأنّ وجود عوامل خطر لدى للفرد لا يعني بأنّه حتماً سيصاب بسرطان الغدة الدرقية كذلك عدم وجود هذه العوامل لا يعني أنّ الفرد غير مُعرضٍ للإصابة به،وفيما يأتي بيانٌ لأبرز عوامل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية:
كما ذكرنا سابقاً فإنّ وجود كتلةٍ أو عُقيداتٍ في الغدة الدرقية لا يكون سرطانياً في الغالب، لكن في حال ملاحظة أي كتلةٍ في الرقبة ينبغي مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات الللازمة للكشف عن المشكلة والتأكد من ذلك،ومن الطرق المُستخدمة في تشخيص سرطان الغدة الدرقية نذكر ما يأتي:
يعتمد علاج سرطانالغّدة الدرقيةعلى نوع ومرحلة السرطان، وعلى عمر المريض وصحته بشكلٍ عام، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ سرطان الغدّة الدرقية يُعدّ من أكثر أنواع السرطان القابلة للعلاج في حال تم الكشف عنه في مراحله المبكرة، وحتى في مراحله المتقدمة فإنّ فرص علاجه كبيرة، ويُعزى السبب في ذلك إلى وجود العديد من العلاجات الفعّالة التي تزيد من فرص الشفاء التام منه،حيث تتضمن هذه العلاجات ما يأتي:
ومن الجدير بالذكر أنّه بعد علاج سرطان الغدّة الدرقية، ينبغي الحرص على المتابعة مع الطبيب المختص، والخضوع للفحوصات التي يوصي بها، لضمان علاج السرطان بشكل تام وعدم عودته مجدداً، ويعود السبب في ذلك إلى احتمالية انتشار بعض الخلايا السرطانية إلى الأعضاء المجاورة قبل إزالة الغُدة، لكن لحسن الحظ فإنّه من الممكن إعادة علاجه مُجدداً، وعادةً ما يُجري الطبيب المُختص الفحوصات بشكلٍ دوريٍّ للتحقق من وجود أيّ علامات تُشير إلى عودة السرطان الغدة الدرقية مرةً أُخرى.
"