نظام طوائف الحرف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
نظام طوائف الحرف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

نظام طوائف الحرف بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
يقصد بالطائفة: المجموعة من الناس، وطائفة الحرفة: مجموعة المشتغلين بها، إذ إن لكل حرفة مجموعة من الناس تخصصوا في العمل بها، فيقال: طائفة النجارين وطائفة البنائين وطائفة الحدادين وطائفة العطارين... وهكذا. ولم يكن بالمدينة المنورة أي طائفة (حرفة) إلا ولها مشيخة نظام يحكمها تسير بموجبه في جميع أمورها، فلها شيخ يُختار من الطائفة نفسها إما لكبر سنه أو لأقدميته، ولكل طائفة مجلس يعقد إما دوريًا كل فترة يتم تحديدها والاتفاق عليها، أو عند الحاجة التي يقررها شيخ الطائفة، وله نائب ينوب عنه أثناء غيابه أو مرضه، ولكل طائفة نقيب يتولى إبلاغ أوامر الشيخ أو نائبه لجميع معلمي الحرفة، كما يقوم بالمراقبة ومتابعة تنفيذ أوامر الشيخ وإبلاغه بكل ما يستجد، ولا يمكن لأي شخص أن يحترف أي حرفة إلا بعد مراجعة شيخ الطائفة، وإثبات خبرته فيها، ويمكن عقد مجلس من كبار المعلمين في الطائفة لاختباره، فإذا ثبتت صلاحيته ومقدرته أصبح معلمًا في الطائفة، وإلا كُلِّف بالعمل لدى أيٍّ من المعلمين فيها لفترة معينة حتى يصبح ملمًا بكل شؤون الحرفة، وعند ذلك يُعلَن لجميع أفراد الطائفة أن فلانًا أصبح معلمًا في الطائفة ووجب عليه عمل وليمة لجميع أفراد الطائفة، ويسمح له بفتح محل يمارس فيه مهنته إن كانت تلك المهنة ما يستدعي ذلك. وفيما يأتي سرد لبعض تلك الطوائف الحرفية التي اشتهرت في المدينة المنورة:
 

طائفة البنّائين

 
هم الذين يقومون بالبناء الحجري أو الطيني أو بوساطة الطوب بطرقهم الفنية المستعملة في ذلك الزمن، كما يقومون بوضع بعض الأخشاب من الأثل أو السمر أو غيرها داخل الجدران ليتم التماسك بين أجزاء البناء، ويقومون كذلك بتسقيف الغرف وغيرها بأعمدة الأثل أو جذوع النخل بعد تلوينها ورصفها على أسقف الغرف، ومن ثم يتم وضع الجريد (جريد النخل) بطرق معينة بين أعمدة السقف، ثم يغطى بالخصف أو الحصير المصنوع من خوص النخل أو غيره، وبعض البنائين يقومون بتلوينه قبل وضعه ليضفي جمالاً على منظر السقف، ثم يوضع عليه الطين ويتم تسويته على سقف الغرفة.
 
وطائفة البنائين من أكثر الطوائف تنظيمًا، ولها عادات وتقاليد مهمة تتعلق بطريقة الانضمام إليها والترقي في رتبها من عامل إلى مساعد معلم إلى معلم إلى أستاذ وغير ذلك مما سبق شرحه في الفصل الأول الخاص بالمساكن.
 

طائفة الحدّادين

 
هذه الطائفة من الطوائف التي كانت لها أهمية في حياة المدن والناس، ولا يستغني عن مصنوعاتهم أي إنسان، وكثير من أصحاب الطوائف الأخرى؛ لأن الحداد يقوم بصنع كثير من الأدوات الأساسية والمعدات الرئيسة التي يستعملونها؛ فنجد مثلاً أن العائلات في المنازل تحتاج إلى بابور الفحم، والمنقل، والملقاط، ومحمصة البن، والسكاكين، والمرقع لحمل (الشِّراب) الفخارية، وحمالة الأزيار الفخارية... وغيرها من مستلزمات المنـزل، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أصحاب الحرف الأخرى مثل:
 
 السمكري: فهو يحتاج إلى المقص، والملقاط، والمطرقة، والمبرد.. وغير ذلك.
 
 الخراز: فهو يحتاج إلى المقص، والمدكة التي يدك بها الخرز، والمخراز.. وغير ذلك.
 
 النجار:  فهو يحتاج إلى المثاقب، والمطارق، والمكدات، والكساتير، والمسامير بمختلف أنواعها.. وغير ذلك.
 
 القفاص: فهو يحتاج إلى المثقب لثقب الجريد، والمنجل لتنظيف الجريد.. وغير ذلك.
 
 الحجار: فهو يحتاج إلى المطارق مختلفة الأحجام والمقاطع، والقداديم المستطيلة.. وغير ذلك.
 
 البناء: فهو يحتاج إلى المساحي، والفواريع، والمسطرين، وموازين البناء، وغير ذلك.
 
 النحاس: فهو يحتاج إلى المقصات، والمطارق، والملاقيط بمختلف أنواعها وأحجامها، والسندان الذي يطرق عليه... وغيرها.
 
وغيرهم كثير ممن يحتاجون إلى الحداد لعمل أدواتهم التي ليس لهم غنىً عنها؛ وذلك لعدم وجودها في الأسواق في ذلك الزمن.
 

طائفة بائعي الأخشاب

 
هم الذين كانوا في السابق (قبل استيراد الأخشاب) يشترون أخشاب الأثل من المزارعين الذين كانوا يعتنون بزراعته وتقليمه، وكذا جريد النخل الذي يبيعون منه جزءًا للقفاصة، والجزء الباقي يربط ربطًا جيدًا ليصبح مستقيمًا ويبيعونه لأصحاب المنازل أو النجارين أو البنائين، وذلك لوضعه في سقوف الغرف، وبعضهم يقوم بتلوينه حسب الرغبة، ويرص بين أخشاب السقف ليضفي عليها جمالاً بألوانه.
 

طائفة النجّارين

 
هذه الطائفة من الطوائف الرئيسة التي يحتاج إليها كثير من الطوائف الأخرى، إذ إن أغلب الأدوات التي يستخدمها أصحاب الحرف الأخرى تعتمد - بصورة أو بأخرى - على أجزاء خشبية يصنعها النجار؛ فالحداد - مثلاً - يذهب بأدواته إلى النجار لعمل (أيادٍ) ونُصُب لها ليمكن الاستفادة منها، ومن هذه المهن التي تحتاج إلى النجار على سبيل الذكر: السماكرة، الكندرجية، القطانة، الحجارة، البناؤون، النوارة.. وغيرهم. ويقوم النجارون بعمل النوافذ والرواشين المزخرفة للبيوت، والشيش للأبواب والنوافذ والمناور، كما يقومون بعمل الأبواب، وحواجز (البلكونات) المطلة على الشوارع أو المطلة على داخل المنازل، وعمل الأجلية (الأغطية) المتحركة على المناور الداخلية المطلة من الأسطح على وسط قاع البيت، وكذا يعملون الخزائن الخشبية والطربيزات (الطاولات) بمختلف أحجامها وأنواعها، وكذا سَحّارات (صناديق) الملابس، وبعض الأبواب المزخرفة بالحَفر، كما يعملون أبواب الدكاكين والمستودعات وأرفف البضائع وكل ما يتعلق بذلك من المصنوعات الخشبية.
 

طائفة أصحاب (الكوش) ومصانع النورة والطوب الأحمر (الآجر)

 
النورة من المواد الرئيسة التي كان النوار والمليس يعتمدان عليها في جميع أعمالهما، ولما لم تكن مادة النورة تستورد من الخارج كان لا بد من وجود مصانع لإنتاجها بالمدينة المنورة حيث توجد المادة الرئيسة لها، فأنشئت مصانع النورة والآجر، وكانت هذه المصانع تزود النوارة باحتياجاتهم من النورة، كما تزود البنائين بالطوب المحروق، وقد كان من عادة أهل المدينة المنورة أن يطلُوا دورهم بالنورة كل عام قبل شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، لذلك كان هناك طلب كبير للنورة في مواسمها، وكانت توصل إلى المنازل محملة على الحمير، ومعروف لدى الجميع المثل القائل (زي حمار النورة) يعني: شديد التحمل قليل الوعي.
 

طائفة النوّارة

 
هم الذين يقومون بالتلييس والتبييض بالنورة أو مشتقاتها وعمل الطباطيب (أي بلاط الأرض) للغرف والأمكنة التي تستخدم فيها المياه مثل المطابخ والحمامات. ونظرًا إلى قلة الأسمنت أو عدم وجوده فقد كان النوار يستخدم النورة المضروبة أي أنه يخمر النورة منذ الليل إذ تعمل النورة في شكل حوض دائري منخفض من الوسط ويملأ بالماء إلى اليوم الثاني، ومن ثم يحضر عمال ومعهم أعمدة من أخشاب قوية ملساء فيجلسون على ركبهم ويقومون بضرب هذه العجينة من النورة، وكلما امتدت قاموا بجمعها وإعادة الضرب عليها، ثم تُحمل على أجزاء إلى المعلم الذي يكون قد استعد لاستقبالها وتوزيعها على الأمكنة المخصصة لتسويتها، فيقوم بفردها بـ (المسطرين) وتسويتها ومن ثم تركها فترة قصيرة للتهوية ثم إعادة تنعيمها بالمسطرين، وبذلك تصبح مثل البلاطة لا يتسرب منها الماء، وهذه الطريقة تعمل في المطابخ والحمامات والمراوش ومجاري المياه.
 

طائفة الدهانة

 
ويقوم الدهانون بأعمال الدهان للأبواب والنوافذ وغيرها، وذلك بعد تأسيسها بدهنها بالزيت مثلاً وتركها حتى تجف ومن ثم تدهن بالدهان واللون المطلوب، ثم اتسعت عملية الدهان لتشمل الغرف والمجالس والممرات والدرج والأجلية والغول (الجزء المصنوع من الشيش والمركب خارج النافذة). أما الآن فقد أصبحت الدهانات أساسًا لجميع الأبنية من الداخل والخارج إذا لم تكن مكسوّة بالرخام من الخارج، وكذا يتم تجديدها كلما لزم الأمر ذلك، وتنوعت أصناف (البويات) ومشتقاتها، كما ظهرت الأعمال الجبسية بمختلف أنواعها وزخارفها التي تحلى بها أسقف الغرف و (الصالونات) وغيرها.
 

طائفة الحجّارين

 
هم الذين يقطعون الحجارة من الجبال القريبة من المدينة المنورة ويقومون بتعديلها وتسويتها وإعدادها للبناء، ومنهم من يقوم بنقشها وزخرفتها لبناء المنازل للعائلات الميسورة. كما يقوم بعضهم بتهذيب الحجارة الضخمة وعمل المهراس الحجري وهو (هاون)  مصنوع من الحجر يهرس به بعض الأشياء الخاصة بالطبخ أو المعالجة، كما تدق فيه الأشياء الصعبة التي لا يمكن أن توضع في الهوند فيتم دقها بالمهراس، ويده الضخمة مصنوعة من الحجر أيضًا. كما يقوم الحجَّارون باختيار حجارة ضخمة ليصنع منها حوض السبيل، فهي تعدل حتى تصبح مستوية ثم يتولى نحتها من الداخل بطرق معينة حتى تصبح مثل الحوض ثم تثبت في المكان المعين ليقام فيه السبيل، ويكون محصورًا إلا من مجاري الهواء، ويعمل على واجهته شبك من الحديد كي لا يعبث به الأطفال ثم يملأ بالماء ليشرب منه كل من يريد. كما يقوم الحجَّارون باختيار بعض الحجارة ليعدوا منها (الرحى) وهي المطحنة اليدوية التي لم يكن يخلو منها منـزل بالمدينة المنورة لكي تطحن بها أنواع الحبوب جميعها، وهذه الحجارة تنقل من سفوح الجبال إلى داخل البلدة على عربات تجرها الحمير أو الخيل. ولا شك أن طبيعة عمل الحجارين تستدعي أن يكونوا رجالاً أشداء يتصفون بالقوة والصلابة.
 

طائفة أصحاب المخارط (مخارط الحديد)

 
مهنة العمل على مخارط الحديد تحتاج إلى خبرة ودراية تامة؛ لأنها من المهن الخطرة على من لا يعرفها. ولما كان بعض القطع المصنوعة من الحديد والزهر غير موجودة أصلاً في الأسواق، وللحاجة إلى قطع مماثلة لها، فقد لجأ بعض الرجالات القدامى ذوي الخبرة والدراية بهذه الأمور إلى تصنيع قطع مشابهة للقطع التالفة وخرطها على المخارط لتصبح مثل القطع الأصلية وتركب وتعمل مثلها، لذا فقد أوجدوا المخارط وتمكنوا من العمل عليها بكل سهولة ويسر.
 

طائفة الصفْرجية (سبك الصفر والزهر)

 
ويقومون بأعمال سبك الصفر (النحاس الأصفر) والزهر، ويصنعون كثيرًا من الأواني المنـزلية مثل الهاون (الهوند) ويده، والمكاوي التي تعمل بالفحم، وكثير من الأدوات والقطع غير الموجودة، فهم يصنعون لها قوالب ويسبكونها حسب الحاجة، ومن ثم يتولى أصحاب المخارط تنعيمها وجعلها صالحة للاستخدام، وهم يصنعون كذلك الأختام الكبيرة والصغيرة لبيعها بالجملة للمهرجية، وغير ذلك مما يطلب منهم.
 

طائفة النحّاسين

 
ويقومون بتصنيع جميع الأواني النحاسية مثل القدور بمختلف أحجامها وأنواعها، والتباسي، والصواني، والطشوت، والدلال، والمباخر، وجرار الفول، والسماورات، إذ كانت أواني المطابخ والطعام في جميع البيوت من النحاس، لذا كان من الواجب تبييضها وتلميعها بين آونة وأخرى، ثم كثرت الأواني المصنوعة من التوتياء فحلت محل الأواني النحاسية. أما الآن فقد أصبح طلب الأواني النحاسية والتوتيائية نادرًا لكثرة الأواني المشابهة لها من اللدائن والكروم، فهي أخف وأرخص، ولم يبق من الأواني النحاسية والتوتيائية إلا النـزر اليسير مثل جرار الفول والدلال وبعض أنواع القدور والصواني.
 

طائفة السماكرة

 
يقومون بتصنيع الصفيح، ويعملون منه الأباريق، والمحاقين والمكاييل القديمة، والفوانيس، والمزاريب لتصريف مياه الأمطار من أسطح المنازل، والسماورات، والمسارج، والمغاريف بمختلف أحجامها... وغير ذلك من المستلزمات، إضافة إلى إصلاح التالف منها. وهذه المهنة تكاد تنعدم في الوقت الحاضر؛ نظرًا إلى استيراد جميع المستلزمات التي كان يصنِّعها السمكري ومن ثم تصنيعها.
 

طائفة الفخارجية (مصانع الفاخورة)

 
يصنع الفخارجية جميع الأواني الفخارية مثل: الأزيار بمختلف أحجامها، وكذا الجحال، والدوارق، والأحواض التي توضع تحت (الشِّراب) والأزيار الصغيرة التي ترص على المرافع المصنوعة من الحديد أو الخشب، ويوضع في هذه الأحواض الليمون ويعلق النعناع والورد أسفل المرفع بعد لفه بقطعة من القماش، كما تصنع مراكن الزرع بمختلف أنواعها، وكذا أشجار الزينة، ويصنعون كذلك المجامر والكوانين، وأغطية الشراب، وكذا (زلاع) تخزين التمر.. وغير ذلك، وقد قلَّ في الوقت الحاضر طلب هذه المهنة وندر من يحترفها اليوم.
 

طائفة صانعي الحُصُر

 
كانت الاستفادة كبيرة من سعف جريد النخل وهو ما يُسَمّى (الخوص)، وكانت تقوم عليه صناعات هي في الغالب صناعات منـزلية تتولاها نساء المزارعين في أوقات فراغهن مستفيدات من منتجات الحقل، كما كان يقوم بتصنيعها أيضًا بعض النساء في البيوت داخل المدينة المنورة، وكذلك بعض الرجال، وهي تشمل الحصير الذي كان بمثابة البساط ويفرش تحت المفارش، وكانت تسقف به المنازل ليحول دون سقوط الطين من الأسقف، كما تشمل الزنابيل (القفف) على اختلاف أنواعها وأحجامها وهي قفة الحمال، وقفة المقاضي، وقفف الأطفال من تلاميذ المدارس، وقفف بعض الفواكه مثل العنب والرطب.
 
كما كان تصنع المكانس من السعف، ومنها ما يسمى مكانس الحجر وهي ما يغسل بها الدرج والممرات الحجرية، ومنها ما يسمى مكانس الفراش وهي المكانس العادية، ويصنع من السعف أيضًا مفتات الطعام وهو حصير دائري يستخدم مفرشًا يوضع عليه طعام الوجبة العادية، وقد حَلَّ محله اليوم المفارش البلاستيكية... إلى غير ذلك من الأدوات الحصيرية. وكان يطلق على الحصير كله (الخصف).
 

طائفة القفاصة

 
وهم يصنعون الأقفاص  للدواجن، والأسرّة للأطفال بحواجز تمنع سقوطهم، وكذا أسرّة للكبار، وجميعها تصنع من جريد النخل الأخضر بعد نـزع الخوص منه، ثم يقطع حسب المقاسات المطلوبة، ثم يثقب بأدوات مخصوصة يعدها الحداد حسب الحاجة، ومن ثم يركب بعضها مع بعض حتى تكتمل وتصبح جاهزة للاستعمال، وفي أغلب الأحيان يتم تصنيع الأقفاص والأسرَّة وغيرها حسب الطلب.
 
وكما هو معروف فإن أهل المدينة المنورة كانوا ينامون في الصيف على أسطح المنازل، لذا فقد كانت الأسرَّة المصنوعة من الجريد مهمة في ذلك الوقت إذ تكون مرتفعة عن الأرض، ولكي يكون الفراش محفوظًا من الغبار.
 
وقد أصبحت هذه المهنة قليلة الوجود بل شبه منعدمة في المدينة المنورة، إذ إن الأسرَّة المستوردة حلت محل الأسرَّة السابقة والأقفاص، كما أن الأسرَّة المعدنية حلت محل الأقفاص السابقة.
 
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook