هو الإمام أبو الفضل، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر الخضيري السيوطيّ، وكان حافظاً محدِّثاً، ومن علماء الأصول والفقه، ويعدّ من أهل التفسير، ولد سنة ثمانمئةٍ وتسعٍ وأربعين للهجرة، ولم تمنعه نشأته في اليُتم من حفظ القرآن، والإقبال على طلب العلم، فجالس الشيوخ والعلماء منذ نعومة أطفاره، ولمّا بلغ سنّ الأربعين اعتزل الناس وخلا بنفسه، وانشغل في التأليف والتصنيف، حتّى صارت له مؤلّفاتٌ كثيرةٌ، منها: طبقات المفسّرين، والإتقان في علوم القرآن، والجامع الصغير، وتاريخ الخلفاء، وغيرها كثير، تُوفّي في روضة المقياس، ودفن في القاهرة سنة تسعمئةٍ وإحدى عشر للهجرة.
هذا الكتاب للإمام أبي بكر عبد الرحمن السيوطي، وقد صنّفه في علم مناسبات سور القرآن الكريم، حيث يذكر فيه أسرار ترتيب وتعاقب سور القرآن، وقد بيّن فيه الارتباط الوثيق بين نهاية كلّ سورةٍ وبداية السورة التي تليها، وكذلك ارتباط الآيات مع بعضها، وفي ثنايا الكتاب عرض الإمام السيوطيّ لأسباب النزول، وقد رتّب السور والآيات في الكتاب حسب ورودها في المصحف الشريف.
يُقصد بهذا العلم عند أهل فنّه: بيان وجه ارتباط اللفظة القرآنيّة أو الآية أو السورة بعضها ببعض، حتّى تظهر كالكلمة الواحدة، متّسقةً في معانيها، ومنتظمةً في مبانيها، فضلاً عمّا ذكره بعض العلماء من أنواعٍ أخرى لعلم المناسبات، وأوّل من اعتنى بهذا العلم الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد النيسابوريّ، كما كان للإمام ابن العربيّ المالكيّ عنايةٌ بهذا العلم، ومن الكتب المؤلَّفة في علم المناسبات:
موسوعة موضوع