يقع على بعد 70كم الى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك وهو وادٍ كبير توجد فيه مواقع أثرية في أكثر من موضع، وتوجد في وادي الأخضر آثار يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، تضم رجومًا ودوائر حجرية دائرية وبيضاوية. وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - نـزل بموضع في وادي الأخضر وهو في طريقه إلى تبوك، وخلال العهدين الأموي والعباسي نشأت في هذا الوادي قرية صغيرة عرفت باسم المحدثة، كانت قرية عامرة ومزدهرة على مسار طريق الحج الشامي بين تبوك والحِجر. وتوجد آثار هذه القرية بالقرب من محطة سكة الحديد، وتتكون من تلال تنتشر عليها أساسات وجدران وكسر من الفخار والزجاج الأموي والعباسي، وبعد أن هُجرت القرية انتقلت محطة الطريق إلى موقع مجاور في الوادي نفسه عرف باسم (بئر وادي الأخضر)، وتوجد في هذا الموقع آثار لطريق الحج الشامي ترجع إلى العصور: الأيوبي، والمملوكي، والعثماني، وأهمها:

 

أ) قلعة الأخضر: 

 

قلعة صغيرة شيدت سنة 938هـ / 1532م في عهد السلطان سليمان القانوني لتكون بئر الأخضر في داخلها، وأشرف على بنائها الأميران علاء الدين بن طالو وابن قراجة كما يؤكد ذلك نقش تأسيسي كان على القلعة وشاهده جوسين (Jaussen) وسافيناك (Savignac) في بداية القرن العشرين / الرابع عشر الهجري قبل تهدم القلعة، والتقطا له وللقلعة صورًا فوتوغرافية، والقلعة متهدمة في الوقت الحاضر.

 

ب) بئر الأخضر:

 

بئر مطوية بالحجر عميقة وغزيرة الماء، ذُكرت في المصادر ابتداءً من العهد الأيوبي وربما كانت أقدم من ذلك، وكانت خلال العصرين المملوكي والعثماني مصدر الماء لقوافل الحجاج عند نـزولها في الوادي.

 

ج) برك الأخضر:

 

تقع بجوار البئر وكان عددها عندما مرّ بالموقع جوسين وسافيناك، ست برك، لم يتبق منها سوى ثلاث ظاهرة في الموقع في الوقت الحاضر، وربما تكون البرك الباقيات موجودة ومطمورة. وتشير المصادر إلى وجود ثلاث برك على بئر الأخضر في نهاية العصر المملوكي، ثم أضيفت إليها ثلاث أُخر خلال العهد العثماني، بنى الأولى منها عبدالله باشا الأيديني أمير الحج الشامي في السنوات 1143 - 1145هـ / 1731 - 1733م، وبنى الثانية سليمان باشا بن العظيم أمير الحج الشامي في السنوات 1116 - 1121هـ / 1704 - 1709م، وكانت هذه البرك تملأ بالماء من بئر الأخضر قبل وصول الحجاج إليها من قبل أشخاص مكلفين بهذا العمل.