مواقع التعدين في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مواقع التعدين في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

مواقع التعدين في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
من نتائج الأنشطة الميدانية لوكالة الآثار والمتاحف في منطقة الباحة تسجيل عدد من مواقع التعدين الواقعة على امتداد وادي تربة وأعالي وادي بيدة (أبيدة) المحتوية على مستوطنات صغيرة الحجم وآثار للتعدين والصهر، ومنها المواقع المسجلة بالأرقام 210 - 113 و 210 - 111 و 210 - 98 في سجلات وكالة الآثار والمتاحف  
 
كما نتج من الأنشطة الميدانية لوزارة البترول والثروة المعدنية في المنطقة نفسها تسجيل أسماء مواقع التعدين وتوثيقها، وإخراج خريطة توضيحية لهذه المواقع مع ربط صلاتها بالموارد المائية. وتشير خريطة أعمال تعدين المناجم القديمة في المنطقة إلى وجود مواقع قديمة لاستخراج معدني الذهب والنحاس بوجه خاص وتتركز هذه المواقع في سلسلة جبال السراة وعلى امتداد وادي بيدة (أبيدة)  
 
وقد كشف في محافظة المخواة من المنطقة عن عدد من المواقع التصنيعية القديمة التي تشتمل على مناجم وأفران صهر ومنشآت تعدينية، يصاحبها بقايا لخبث أكاسيد المعادن، وبعض الأدوات المستخدمة آنذاك في عمليات التعدين، مثل: الأرحاء والمسانّ والمداقّ المشذبة؛ ومن هذه المواقع: الدرين، ووادي الشوة، ووادي حنف، وجبل نير. ويرى بعض الباحثين أن معظم ما كشف عنه من مواقع تصنيعية حول محافظة المخواة تعود إلى العصور الإسلامية المتأخرة  
 
أما حول مدينة الباحة فقد عُثر أيضًا على مواقع قديمة تحتوي في أنحائها على بقايا مادية دالة على قيام أنشطة تصنيعية؛ ومن ضمن هذه المواقع: محوية،  وحوش السلمان، والمنهل، والمسوكة، وجبل ظم. وتبرز قرية مَحْوِيَّة، الواقعة إلى الشمال من مدينة الأطاولة بمسافة 10كم، بوصفها أحد المواقع التعدينية الكبيرة المشتملة على منشآت تصنيعية تتمثل في وجود منظومة من الحفر والأخاديد وبعض الوحدات المعمارية، وفي انتشار قطع كثيرة من الخبث الصناعي فيها.
 
أما في السهول الغربية المنحدرة من سفوح (شعاف) سلسلة جبال السراة فيوجد بمنطقة الصدور مستوطنة عشم المشهورة تاريخيًا بمناجمها التعدينية. وتُعَدُّ عشم من أشهر المستوطنات التصنيعية في منطقة الباحة، ومعدنها من المعادن المعلومة في جزيرة العرب، فقد وصفها الهمداني بقوله: "معدن عشم من المعادن المشهورة"، وأشار إلى غزارة معدن عشم وجودته بقوله: "وذهبه أحمر جيد، وهو جيد غزير"  
 
ويبدو أن عمليات التعدين وصهر مواد الخامات الأولية بقصد استخلاص عروق معادن الحديد وتبر الذهب، لم تقتصر على مستوطنة عشم حاضرة المخلاف ذاتها، بل تعدّتها إلى قرى ومستوطنات صغيرة تقع ضمن حيزها الجغرافي ومحيطه، مثل: قرية مسعودة، وقرية النصايب، وقرية الأحسبة (العصداء). ومواقع هذه المستوطنات جميعها، بما فيها موقع عشم، تحوي آثارًا للتعدين وهي مشاهدة وبادية للعيان؛ ومن نماذج آثارها: المنشآت المعمارية، والحفر الأرضية (الأخاديد)، وأفران الصهر،  وأحواض التبريد والتنقية، والأدوات الحجرية المستخدمة في عمليات التعدين جميعها، مثل: الأرحاء المتعددة الأشكال والأحجام، والمساحيق المشذبة.
 
وبالانتقال إلى القطاع الشرقي (الهضبة) من منطقة الباحة؛ تشير أقوال المتقدمين من العلماء العرب المسلمين إلى شهرة معادن منطقة تربة، وواديها بوجه خاص، ومن معادنها الموثقة معدن العَرِين الذي يطلق على أحد المواضع في وادي تربة، ولا يزال معروفًا في الوادي بهذا الاسم؛ وقد أشار كل من نصر الإسكندري وياقوت الحموي إلى أن "العرين معدن تربة"  .  ومعدن العقيق (العقيق اليماني) الذي يُعرف محليًا باسم أم الدمار   المشتمل على نحو 100 وحدة بنائية وأخاديد للتعدين، بجانب وجود قطع من المطاحن الحجرية (الأرحاء).
 
وفي أعلى وادي بيدة (أبيدة قديمًا) الذي يُعَدُّ من أعالي وادي تربة، كُشف عن موقع معدن السوط المحتوي على دلائل مادية تشير إلى قيام صناعة التعدين  .  أما إلى الجنوب الغربي من مدينة تربة فيقع معدن المعملة (أو المَعْمَل) في أعلى شعيب جفير أحد روافد وادي تربة؛ وتشير معلومات المصادر المتقدمة المبكرة إلى أن:"المعمل: موضع من تربة، وهو المعدن الذي يعمل فيه هناك"  .  وقد وثّقت هذا المعدن مديرية المعادن بمنطقة الباحة، وأُطلق عليه اسم المعملة. ويوجد معدن آخر معروف إلى الشرق من معدن المعملة في الطرف الشمالي الغربي من حرة نجد (حرة البقوم)  .
 
شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook