مهنة الصيد في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مهنة الصيد في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

مهنة الصيد في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
تعدُّ مهنة الصيد في تلك الأيام مصدر رزق، وعادة يظهر في كل جيل عدد من الصيادين المحترفين، والصيد المطلوب والمتوافر في هذه المنطقة هو صيد الغزلان، والأرانب، والوعول، والضباع؛ ومن الطيور صيد الحجل، القطا، والحبارى، والبط. 
 
من أدوات الصيد بنادق (المقمع)، وهي بندقية تعمل بوساطة كبسولة (قمع) عن طريق إشعال الفتيل، وقرن ملح البارود، وكيس الرصاص (الصمك)، وكذلك يمكن صيد بعض الحيوانات أو الزواحف بوساطة العصا، ومن أنواع هذه العصي عصا طويلة ذات رأس مدبب ومشقوق تُسمى (المذرابة).
 
أما طيور الصيد (الصقور) فكانت تصاد قديمًا بوساطة (مشاقة الشعر)، وهي مصنوعة بشكل كروي، ويُربط بها جربوع (وهو حيوان صحراوي صغير، يداه قصيرتان، ورجلاه طويلتان، وبرأس ذنبه كعبرة شعر) أو وليد أرنب أو حمامة، وعندما ينقضُّ الصقر على الطعم، تلتف خيطا الدرعة على مخالبه، ويقبض عليه الصياد، ويضع البرقع على رأسه.
 
وهناك طريقة صيد بوساطة العشة، والحبل، والأرنب، أو الحمامة، حيث يقوم الصياد بسحب الطعم بالحبل نحو العشة نقلة نقلة، فيتبعه الطير فيتم الإمساك به باليد  
 
وهناك أنواع عدة من الأفخاخ التي تُستعمل من قِبَل الصبيان وهي:
 
 نوع مصنوع محليًا من الجريد الرفيع اليابس بشكل نصف دائرة وملحقاته.
 
 فخ الحديد المستورد، وهذا النوع سهل الاستعمال والتمويه به.
 
 الحبَّالة: وهي شق من جريد النخل يُربط برأسها خيط، ويُعمل في الربع الأخير منها من الأسفل ثقب يُدخل منه الخيط ويُشد، ويُثبت الخيط بوساطة عود خشب؛ حيث يوضع طرف الخيط المزدوج بشكل دكاكة على جانبي عود الخشب، وتُوضع على حوض الماء، وما إن يحط الطائر على حنية الحبالة حتى يتزحلق ويستقر على عود الخشب الذي يسقط بمجرد ملامسة براثن الطائر له، ويمسك وتر الحبالة ببراثن الطائر  
 
 مظاهر الثبات والتغير
 
شهدت المهن والحرف في مجتمع المنطقة تغيرًا كبيرًا؛ فقد أصبحت تُستخدم في المهن جميعها أحدث الأساليب والآليات؛ لسهولة استيرادها، والحصول عليها، ويُسر الحصول على العمال والفنيين المهرة الذين يعملون بها  ،  فنحن نجد - مثلاً - أن مهنة الرعي أصبح لا يمارسها الشخص بنفسه، وإنما يستجلب رعاة من الخارج ليقوموا بها، كما أنها أصبحت غير مكلفة كما كانت في الماضي بعد أن فرضت عليها الحداثة طابعها، وتمثل ذلك في استجلاب المياه عن طريق صهاريج المياه، ومتابعة الرعي عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، مثل: الجوال، وأصبح الرعي ينحصر في سكان البادية أكثر من سكان المدن والقرى، فقد اتجه الشباب إلى التعليم في المدارس الحكومية المختلفة، ودخلوا المدن الكبيرة للعمل في القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة إلى العمل في الخدمة العسكرية بمختلف قطاعاتها.
 
أما الزراعة فقد شهدت - أيضًا - تطورًا واضحًا؛ نتيجة لاستخدام الأساليب الحديثة فيها، واستخدام الجرارات، والحراثات، والرشاشات الحديثة  ، وأصبح هناك تنوع وتعدد في أنواع المزروعات من خضراوات، وفاكهة، وبقوليات وغيرها. لقد أصبحت الزراعة - بالفعل - رافدًا اقتصاديًا يخدم شرائح المجتمع.
 
كما اختفت الصناعات التقليدية، وحلت محلها الصناعات الحديثة، وأصبحت صناعة النسيج الخاصة ببيوت الشعر والحياكة وغيرها، تستخدم الأجهزة الحديثة في عملها. أما الحياكة التي كانت تُمارَس من قبل النساء فقد أصبحت اليوم تستخدم مصانع خاصة بالنسيج استُجلبت لها الأدوات العصرية، ولم تعد تُشاهَد المنسوجات اليدوية الخاصة بأهل البادية إلا في المناسبات والمهرجانات
 
شارك المقالة:
27 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook