منتجع يرتاده أصحاب الإعاقة الذهنية والحركية

الكاتب: رامي -
منتجع يرتاده أصحاب الإعاقة الذهنية والحركية
"

منتجع يرتاده أصحاب الإعاقة الذهنية والحركية.

(MAV? I?IKLAR) منتجع 5 نجوم بالمجان في مدينة سامسون
بالرغم من كل المنجزات التي تمكنت الحكومة التركية من تحقيقها إلا إنها لا زالت تقدم أفضل ما لديها لخدمة مواطنيها، وأدخلت تلك المنجزات لجميع ولاياتها على كبر مساحتها الشاسعة، فترى جميع مدن تركيا تتمتع بالتطور والجمال، هذا الجهد المميز انعكس على علاقة الناس بالحكومة المركزية والحكومات البلدية، وهنا في أكبر المدن التركية الواقعة على ساحل البحر الأسود، استطاعت بلدية سامسون، أن تقدم خدمة كبيرة لمواطني المدينة وزوارها من خلال خدمة شريحة مهمة من المرضى ألا وهم المعاقين، وذلك بإنشاء أول منتجع سياحي متكامل لهم على مستوى البلاد والقارة الأوروبية. وفي يونيو الماضي، ومنذ هذا التاريخ تحديداً، كان المعاقون الأتراك (أصحاب الإعاقات الحركية والذهنية) على موعد مختلف مع "استمتاع سياحي" فريد، يأخذ في الاعتبار ظروفهم الصحية والنفسية.
"ماوي إيشكلر" أي "الأضوية الزرقاء"، هو الاسم الذي اختاره رئيس البلدية يوسف ضياء يلماز لهذا المنتجع -استعارة من اللون الأزرق المعنيّ به طبياً المعاقين- الواقع في وسط المدينة، واختيار هذا الموقع ليس صدفة إنما جاء بعد دراسة المدينة بشكل جدي ليصلوا إلى وضعه في المركز بهدف سرعة الوصول إليه، وخدمة أكبر عدد ممكن من أبناء الأهالي المصابين بالإعاقة. إن تقديم مركز صحي متكامل ومتطور وبالمجان لا يعكس إلا رغبة الحكومة تقديم أفضل ما لديها لأبنائها، والتطلع نحو الأفضل لهم، ويعد هذا المشروع سابقة في مجال الخدمات الطبية إذ أن الخدمات الصحية تعد من المجالات المكلفة جداً للدولة نظراً لما يجب توفيره للمريض من رعاية وأدوية أو عمليات جراحية فيما لو اقتضى إجراءها.
وتمكنت المدينة من إنشاء هذا المشروع بتكلفة لم تتجاوز ستة ملايين دولار، واستطاع بعد إنشائه، خدمة أكثر من 1500 معاق من داخل وخارج تركيا".
تجهيزات متكاملة
المنتجع السياحي الواقع في ضاحية "جانيك"، أقيم على مساحة عشرة آلاف متر مربع؛ ألفا متر مربع خُصصت للمباني؛ فيما النسبة الباقية خُصصت للمرافق العامة للمنتجع.
تتكون التجهيزات السياحية في هذا المنتجع من: غُرَف للمبيت، وصالات رياضية مع مدربين متخصصين يساعدون المعاقين على إتقان الحركات التي يحتاجونها لممارسة حياتهم اليومية، حتى يعتمدوا على أنفسهم.
كما يحتوي المنتجع على حوض سباحة خاص بالمعاقين، مُدَعّم بعدد من الوسائل التقنية التي تساعدهم على ممارسة رياضة السباحة كغيرهم من الأصحاء. إضافة إلى صالة طعام تخدم أكثر من 150 معاقاً في الساعة الواحدة؛ حيث تقدم لهم الوجبات الرئيسة الثلاث (الفطور- الغذاء- العشاء) دون مقابل مادي.
ولم يغِب عن القائمين إدراج المرافق الرياضية؛ كملاعب كرة السلة وغيرها من الألعاب الأخرى، التي تُناسب مختلف أحوال الإعاقة.
تُقدم "ماوي إيشكلر" جميع الخدمات الفندقية في هذا المنتجع بشكل مجاني، ومن دون أي رسوم حتى ولو كانت رمزية، وتطرح مساعِدة مسوؤل الإدارة "إيدا قون آيدن"، زاوية مهمة وهي تتحدث، عن أن "المنتجع لا يخدم فقط الأتراك؛ بل باستطاعة "المعاقين" العرب وغيرهم أن يستفيدوا من تلك الخدمات، ومن دون مقابل ماديّ أيضاً". وتقول "آيدن": "إن تصميم المكان جاء في المقام الأول لبلورة الصحة النفسية للمعاقين، والسياحةُ مدخل مهم لتحقيق ذلك، وتتكفل البلدية بجميع مصاريف التشغيل، كخدمة للمجتمع، ومساعدة للأهالي في رعاية أبنائهم المعاقين".
خدمات 5 نجوم
المُلفت للنظر وأنت تتجول بين أروقة منتجع "الأضوية الزرقاء"، أنه يمكنك أن تلحظ أن كل غرفة فندقية تحمل اسم أجمل الطيور والورود التي تشتهر بها سامسون، وغرض الإدارة من ذلك هو تهيئة المعاقين نفسياً. الغرف ذاتها صُمّمت وفق احتياجات درجات الإعاقة؛ حتى يتمكنوا من الاستفادة منها.
يحتوي المنتجع على 34 غرفة فندقية، ويسمح لأي معاقٍ بالمبيت من 6 إلى 7 أيام، والذين لا تتوفر لديهم وسائل مواصلات خاصة؛ فإن إدارة المكان لم يغِبْ عنها ذلك؛ فقامت بتخصيص عربات لنقلهم من منزلهم -بشكل مجاني- إلى المنتجع. إن هذا المشروع المتكامل يعكس مدى التقدم الذي حققته تركيا في مستوى الخدمات الطبية، إذ لا يمكن أن تستطيع دولة أن تقارع التقدم في مجال ما مالم يتوفر لديها الخبرة اللازمة والثقافة الصحيحة لدى أبنائها كي يستطيعون منافسة كبار الدول في الرعاية الصحية، إن ما تم تحقيقه في هذه المدينة هو عينة صغيرة لما تقوم به تركيا من خدمة مواطنيها في هذا المجال، ويعكس اهتمامها في كافة المجالات الأخرى.
تعود مساعِدة المسؤول "آيدن" للتأكيد على أن المنتجع صُمّم لاستقبال أكثر من 140 نوعاً من أشكال الإعاقة الجسدية والحركية، واستقبال جميع الشرائح العمرية من الأطفال والكبار.
أما لماذا سامسون دون غيرها من المدن التي استطاعت أن تقدم هذا المشروع؟ فإن الإجابة على التساؤل تكمن في سجل المدينة الحافل بمجال الرعاية الصحية، الذي يفوق المدن الكبرى كإسطنبول وأنقرة، ويمكن إضافة اعتبار ثانٍ أن هذه المدينة الصغيرة أضحت اليوم محطة طبية يقصدها الأتراك وغيرهم من الدول المجاورة لها (كأوكرانيا، وجورجيا) للعلاج فيها.
"
شارك المقالة:
97 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook