من هو عبد الرحمن القصيبي؟

الكاتب: ولاء الحمود -
من هو عبد الرحمن القصيبي؟

من هو عبد الرحمن القصيبي؟.

 

يذكر التاريخ السعودي عددًا من الشخصيات البارزة التي أثرت على الحياة السعودية في القرن الهجري الماضي حيث عاصرت تلك الشخصيات ملامح تأسيس الأقاليم وتوحيد أقاليم ومدن الديار من ضمن الأسر العريقة التي عرفت في منطقة الإحساء والبحرين كانت من الأسر المشهورة بالتجارة والاستثمار واشتهرت بالتخصصات العلمية والعمل التجاري عبر البحار والعمل الحربي تنقلت الأسرة بين نجد والبحرين والهند وعددًا من الدول العربية بحثًا عن التجارة وتوارث الأنباء إرث الأجداد والآباء كان لتلك الأسرة دورًا كبيرًا في انتعاش وازدهار الحركة الاقتصادية في تلك المناطق من المملكة العربية السعودية قبل ظهور النفط وكان لهم الفضل والإسهامات العظيمة التي مكنت الملك عبد العزيز آل سعود من السيطرة على منطقة الإحساء نظرًا لمكانة الاجتماعية التي تتمتع بها تلك الأسرة في الخليج العربي أجمع أوكل الملك عبد العزيز أل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية عددًا من المهام حتى أصبحوا وكلاء له في البحرين بجانب أنه أعطاهم مهام تأمين المواد التموينية والمعدات والأجهزة التي يحتاجها الملك تقلصوا المناصب العليا في الدولة السعودية الحديثة من ضمن هؤلاء الشيخ الراحل عبد الرحمن بن حسن القصيبي وهو والد الدكتور غازي القصيبي رحمهم الله.
 
الشيخ عبد الرحمن القصيبي 
 
حظي الشيخ بمكانة كبيرة وكان رحمة الله عليه على قدر من الحكمة والثقافة حتى تم تلقيبه بشيخ اللؤلؤ لأنه كان يعرف التميز بين اللؤلؤ الجيد واللؤلؤ الردئ تم تعينه وكيلًا سياسيًا للملك عبد العزيز آل سعود في البحرين كان للشيخ رحمة الله عليه العديد من الإسهامات الاجتماعية والإنسانية وكان له بصماته الخاصة في نشر العلم والثقافة كان يتبرع لطبع الكتب ودعم المشروعات الإنسانية على نفقته الشخصية وكان له أعماله في بناء المساحد والدفع عن المتعسرين ينسب الشيخ القصيبي لبلدة القصب في نجد حيث النشأة كان يعيش جده عبد الله يقول الدكتور غازي القصيب عن والدة الشيخ عبد الرحمن ” أنه عاش فقيرًا ومات غنيًا صاحب الملوك والأمراء وكان أشد قربًا للفقراء ” .
 
لقاء الملك عبد العزيز مع الشيخ عبد الرحمن 
 
النشأة والتربية: كان الشيخ عبد الرحمن القصيبي تاجرًا معروفًا اشتهر بأعماله الخيرية وإحسانه والأعمال الوطنية في المجتمع السعودي ولد الشيخ بحي النعاثل في مدينة الهفوف و تلقي تعليمه في مدارس البحرين درس فيها اللغة الإنجليزية وتدرب على أعمال التجارة وتدرب على إجادة تجارة اللؤلؤ في الأراضي الهندية حيث بدأ بالشراكة مع عمه ، الشيخ من عائلة شريفة جده عبد الله تعهد إليه أمير حريملاء بجمع الزكاة من فلاحي المنطقة وكان من عادة أهل نجد أن يطلقوا على الرجل اسم بلدته من هنا جاء اسم القصيبي .
 
كان للشيخ عبد الله والد الشيخ عبد الرحمن ثلاث أبناء توجهوا لساحل الخليج العربي واستمروا في رعي الأبل وارتحل الأخ الأكبر لمنطقة تجارة اللؤلؤ وبدأ بالتشجيع في تأسيس تجارته الخاصة لما توفى والد الشيخ عبد الرحمن ذهب لمساعده عمه إلى الهند وتعلم اللغة الإنجليزية وكان يتعامل مع التجار في بومباي و يرسلوا الأرباح لعمهم لشراء النخيل من هنا أخذت شهرة الشيخ في تجارة اللؤلؤ حتى أصبح على رأس تجار الخليج العربي وظل الوكيل التجاري بين المملكة العربية السعودية والبحرين حتى وفاته كان من ضمن حاشية الملك عبد الغزيز آل سعود ، كان الجمع الأول بينهما عام 1906 عند مرور قافلة الحج التقي الشيخ إبراهيم القصيبي بالملك عبد العزيز ونشأت صداقة أعجب فيها بقوة الملك عبد العزيز لما قرر الملك ضم الإحساء عام 1913 اخبر الشيخ إبراهيم ووفر للملك ما يحتاجه وتعززت العلاقات بين الأسرة والملك حتى أصبحوا ممثلين الملك في البحرين كان لهم دورًا في توفير السكن والمأوى لضيوف الملك عبد العزيز حتى أصبحت العائلة الممثل الدبلوماسي بين الملك وبريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى
 
الملك عبد العزيز ال سعود والشيخ عبد الرحمن القصبيبي 
 
عمل الشيخ عبد الرحمن القصيبي ممثلًا دبلوماسيًا بين الملك وبريطانيا واصدر الملك أوامره ليكون وكيل له في البحرين نظرًا للثقة الشديدة بيه قال عند المعتمد البريطاني شارلز بلجريف أنه رجل أكثر استنارة وعلى قدر كبير من العلم والثقافة وله مهارة فطرية في التعامل مع اللؤلؤ يقال أن الشيخ كان لديه أوراقًا لا تقدر بثمن وفعلاً كان الشيخ موضع ثقة الملك عبد العزيز كان يشيد بيه في كل مناسبة  تم اختياره عام 1346ه ضمن أجهزة التفتيش والإصلاح التي ضمت عدداً من الأعيان وأعضاء مجلس الشورى  لرعاية مصالح الناس وأمر راحة الحجاج، اما عام  1370ه صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً مفوضاً من الدرجة الأولى  حتى 1375ه،  منحه الملك سعود بن عبدالعزيز لقب وزير دولة، وكان الشيخ “عبدالرحمن القصيبي” -رحمه الله- يظهر إعجابه بنفسه، وأنه لم يكن يتزلف للبريطانيين وكان يعاملهم معاملة الند للند.
 
تبرع الشيخ لبناء مكتبة مكة المكرمة من أجل نشر العلم والتواصل المستمر مع كبار العلماء بمصر والشام و قام بطباعة كتاب (فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد)، وكتاب (منح الشفات الشافيات في شرح المفردات)، وكتاب (الروض المربع في شرح زاد المستنقع)  على نفقته الخاصة
 
شارك المقالة:
97 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook