هو أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب الثوري، من قبيلة ثور من مضر، طلب العلم صغيراً، وأفنى عمره في طلبه، ولقد تلقّى رعايةً وتربيةً صالحةً منذ بداية عمره، فكانت أمّه تغزل فتكفيه المال حتى يتفرّغ لطلب العلم، وكانت تدعمه بوصاياها وحكمتها، فقالت له يوماً: (يا بني إذا كتبت عشرة أحرفٍ فانظر هل ترى في نفسك زيادةً في خشيتك وحلمك ووقارك؟ فإن لم تر ذلك؛ فاعلم أنّها تضرك ولا تنفعك)، فكان هذا البيت الذي نشأ فيه وتعلّم، تنقّل سفيان في حياته لطلب العلم، والاستفتاء منذ صغره بين مكة والمدينة واليمن وبيت المقدس حتى بلغ عدد شيوخه ستمئة شيخٍ.
كثيرةٌ هي صفات سفيان الثوري رحمه الله، يُذكر منها ما يأتي:
لما حضرت الوفاة سفيان جزع وخاف، فهدّأه من كان عنده إذ إنّه مقبلٌ على ربه تعالى، فسكن وهدأ، وأوصى أن يصلّي عليه عبد الرحمن بن عبد الملك، فصلّى عليه، وخرج بجنازته إلى الناس فجأةً، فشهده الخلق، ونزل في قبره عبد الرحمن بن عبد الملك، وخالد بن حارث وغيرهما، وكانت وفاته في البصرة، سنة مئة وإحدى وستين للهجرة.
موسوعة موضوع