هو القاسم بن سلّام بن مسكين بن زيد الهروي البغدادي من أبناء خراسان، كان مولى للأزد، وكان أبوه عبداً رومياً لرجلٍ من هراة، كان يعمل حمّالاً، وُلد أبو عبيد القاسم بن سلّام في هراة، سنة مئةٍ وأربعٍ وخمسين للهجرة النبوية، وتوفي سنة مئتين وأربعٍ وعشرين للهجرة، اشتُهر بعلمه الجمّ في الفقه والحديث والأدب، عمل في القضاء في مدينة طرسوس ثماني عشرة سنةً، وانتقل إلى مصر سنة مئتين وثلاث عشرة للهجرة، ثمّ إلى بغداد.
تلقّى أبو عبيد القاسم العلم عن عددٍ من الشيوخ والعلماء، منهم: إسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن عياش، وابن المبارك، وسعيد الجمحي، وعبيد الله الأشجعي، وعبد الله بن إدريس، وعبّاد بن عبّاد، وعبّاد بن العوّام، ومروان بن معاوية، ويحيى القطان، ويزيد بن هارون، وتلّقى القرآن عن أبي الحسن الكساني، وشجاع بن أبي نصر البلخي، وإسماعيل بن جعفر، وتعلّم اللغة من أبي عبيدة، وأبي زيد وغيرهما من العلماء، وله عدداً من التصانيف والكتب والمؤلفات، منها: كتاب الأموال، وكتاب الغريب، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الطهور، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وفي مقابل تلقّيه للعلم كان شيخاً ومعلّماً لعددٍ من العلماء الذين حدّثوا عنه، منهم: أبو بكر الصاغاني، ونصر بن داود، والحسن بن مكرم، وأحمد بن يوسف التغلبي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعلي بن عبد العزيز البغوي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يحيى المروزي، وعباس الدوري، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وغيرهم.
كان أبو عبيد القاسم قدوةً في العلم والخُلق، وصاحب منزلةً عظيمةً ومكانةً جليلةً، وممّا يدل على ذلك أنّ عبد الله بن طاهر جعله عالم عصره، وقال عنه أحمد بن يحيى: "لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل، لكان عجباً"، وكانت وفاته في مكة المكرمة بعد رحلةٍ عظيمةٍ في طلب العلم.
موسوعة موضوع