من هم كتاب القصص القصيرة في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
من هم كتاب القصص القصيرة في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

من هم كتاب القصص القصيرة في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
ظهر في منطقة تبوك بعض الشباب الذين حاولوا كتابة القصة القصيرة، واختلفت هذه التجارب الأولى قوة وضعفًا. يقول الدكتور موسى العبيدان في تقويمه لتلك المحاولات القصصية:" ويغلب على معظم القصص القصيرة التي ظهرت في هذه الفترة الاتجاه الواقعي التحليلي الذي يسلط الضوء على مشكلات المجتمع وسلبياته. وبعض منها يسيطر عليه الاتجاه التعبيري، حيث لا يلتزم هؤلاء الشباب بالعلاقات الطبيعية التي يقرها الواقع، كما لا يهتمون بالمجال الزماني والمكاني، ولا بوحدة الحدث. ولا يوجد في قصصهم اهتمام برصد تطور الشخصية ونموها، وتصوير جوانبها الظاهرة والخفية. ويتسم الأسلوب بالتركيز الشديد والإيحاء الذي يجعل القارئ يكشف بنفسه الغاية التي ترمي إليها القصة. ومن خصائص تلك المحاولات توالي الجمل مع بعضها البعض مع استقلال كل منها في الدلالة وعدم وجود رابط يربط الجمل فيما بينها"  
 
وكان رائد كُتَّاب القصة القصيرة في تبوك علي عبدالفتاح سعيد؛ فقد نشر بعض إنتاجه في القصة القصيرة في الصحف المحلية، مثل صحيفتَي: الرياض والمدينة، في الفترة من 1403 - 1409هـ / 1983 - 1989م. ومن هذه القصص: (صوت المؤذن)، و (فراشة تحوم حول شعلة)، و (وجه الحقيقة)، و (تحت الصفر)، و (إلى لقاء)  ،  و (خلطة المغامرة)، و (الصوت والصورة والانعدام)، و (ما بعد التلاشي) و (يحدث في ليل الظلام)  ،  و (الولوج من ثقب إبرة)  ،  و (قولدا مائير)  .  وقد نشر هذه القصص في جريدة الرياض  ،  ثم أصدرها في مجموعة باسم إحدى هذه القصص وهي (الولوج من ثقب إبرة) وذلك في عام 1410هـ / 1990م، وقدَّم لها الناقد الدكتور محمود الحسيني، وتعد هذه أول مجموعة قصصية تُنشر لقاص من تبوك، وبهذه القصص سجل ريادته لكُتَّاب القصة القصيرة في المنطقة.
 
يقول الدكتور محمود الحسيني عن القاص علي عبدالفتاح سعيد: "إن كتاباته - حتى الأخيرة الناضجة - تتسم بطابع التلقائية الخالصة، لكنها تلقائية الفنان التي تصدر عن موهبة خالصة، وتحتاج إلى صقل..... وإن التركيبة اللغوية والانسياب الصياغي عنده - وفي أحيان كثيرة - قد يجمح به، ولا يلين له القياد، مما يؤثر في التدفق الشعوري للقصة." ويستمر الدكتور محمود الحسيني في تقويمه لتلك المجموعة القصصية قائلاً:" إنه لم يحبس نفسه في إطار فني معين... بل انفتح على كثير من الاتجاهات الفنية، مسوقًا بتلقائيته الخالصة التي أشرنا إليها، فيكتب مرة في الواقعية التحليلية، ومرة في الواقعية الفكرية، ويقترب أحيانًا من تيار الوعي، وتارة من الرمزية، وفي أحيان يحوم حول الرومانسية. وهذا الانفتاح يعكس تنوع قراءاته وصدقه مع نفسه بعيدًا عن الافتعال والتعسف"  .  وتتنوع مضامين قصصه التي يستقيها من واقعه ومجتمعه الذي يعايشه وينفعل به، ومن تجاربه الخاصة؛ فقصص هذه المجموعة تعكس تأملاته الفكرية ورؤاه الفلسفية إزاء ما يحيط به من واقع، وأتاح له عشقه للبحر فرصة التأمل والتفكير في مصير الإنسان وقضاياه مثل الموت، والرحيل والوداع، والتلاشي، والانعدام، فهو يعالج مشكلة كبح الذات وردع النفس أمام شهوات الدنيا، ومحاولة التمسك بتعاليم الإسلام كما في قصة (صوت المؤذن)، ويعالج علاقة الكاتب الناشئ بالصحافة، ولهاثه المستمر خلفها كما في قصة (فراشة تحوم حول شعلة)، والسعي المضني الدؤوب بحثًا عن الحقيقة كما في قصة (وجه الحقيقة)، وترويض النفس على الرضا بما قسمه الله تعالى من الرزق كما في قصة (تحت الصفر)، وقضية الرحيل والوداع ومشكلة الموت وانعدام الإنسان وتلاشيه في قصص: (إلى لقاء)، و (الصوت والصورة)، و (الانعدام وما بعد التلاشي)، وقدر الإنسان ومصيره كما في قصة (الولوج من ثقب إبرة)، والبحث عن السلام الذي يعبث به المتعطشون للدماء في قصة (يحدث في ليل الظلام)  
 
وبعد وفاته - رحمه الله - وجدت من بين آثاره مجموعة قصصية، ونشرت بعنوان (في هدأة ليل الأنفاس) من قبل النادي الأدبي بتبوك في عام 1419هـ / 1999م، وجاءت في 87 صفحة، وذلك بسعي واهتمام من الدكتور موسى العبيدان الذي كتب مقدمة لها  .  وتتكون هذه المجموعة من ست قصص قصيرة، وأُخذ اسم هذه المجموعة من عنوان القصة الأخيرة، وهذه القصص هي: (النداء وصوت الانتماء)، و (الارتطام بإرادة الشعب)، و (شهيد الاجتياح)، و (الآلة الحدباء)، و (ملامح شريفة)، و (في هدأة ليل الأنفاس).
 
ويقول الدكتور موسى العبيدان في مقدمته لهذه المجموعة: "إن هذه القصص الست تتوزعها ثلاث دوائر؛ الدائرة الأولى: دائرة البيئة المحلية الساحلية، في مدينة ضباء خاصة، بشقيها المادي والمعنوي، وما فيها من ماديات ونشاط اقتصادي، من الاشتغال بالصيد والإبحار، وتسجل البيئة المعنوية من عادات وتقاليد ومظاهر الحياة الاجتماعية، وهذا ما عالجه في قصتيه (النداء وصوت الانتماء)، و (الآلة الحدباء).
 
والدائرة الثانية: دائرة الواقع العربي في التاريخ القريب، وما تعرض له من حروب وصراعات مستمرة استنـزفت موارده، مثل اغتصاب فلسطين، وغزو العراق لدولة الكويت، وعالج هذا الوضع في ثلاث قصص من هذه المجموعة هي: (الارتطام بإرادة الشعب)، و (شهيد الاجتياح)، و (ملامح شريفة).
 
أما الدائرة الثالثة: فهي دائرة الواقع المضطرب للذات العربية، في خضم عالم اليوم الذي اختلطت فيه القيم والمفاهيم، وتداخلت فيه الثقافات، وأصابت الذات العربية الأزمات النفسية والاختلال جراء هذه المتغيرات، وهذا ما عالجه من خلال قصة (في هدأة ليل الأنفاس) "  
 
ونذكر أيضًا القاص علي بن محمد آدم الهوساوي، وقد عرفناه شاعرًا، وإلى جانب ذلك فهو يكتب القصة القصيرة. له مجموعة قصصية بعنوان (لغة الآخر) طبعت في دمشق عام 1420هـ / 1999م، في 76 صفحة. وتضم ست قصص قصيرة هي: (مسافر)، و (احتراق الحيرة)، و (عندما ترحل الذاكرة)  ،  و (مهاجر)، و (شخص "ما" اسمه الأول)، و (موعد الزفاف مع الموت). وتوجد قصتان خارج هذه المجموعة بعنوان: (الفضاء الساخر)، و (سوف تغرب الشمس)  
 
ولقد كتب الدكتور موسى العبيدان أيضًا مقدمة لهذه المجموعة قال فيها:
 
"إن القاص علي آدم يمثل الاتجاه الفني الذي يرى الخروج على الالتزام بالوحدات الثلاث: وحدة الزمان، ووحدة المكان، ووحدة الحدث. والقاص شديد الإلحاف على استبطان الشخصية التي يجري على لسانها الحوار، فيتعمق جوانبها الداخلية، ويؤكد عليها بصفة أساسية. وكثيرًا ما يعمد إلى إجراء الحوار الداخلي؛ أي حوار الشخصية مع ذاتها، وفي الوقت نفسه يعطي الجوانب الخارجية من الشخصية حقها، فيصفها وصفًا دقيقًا، ويركز على الأقوال والأفعال التي لها ارتباط بالجوانب النفسية للشخصية ذاتها. ويظهر هذا بوضوح في شخصية بطل قصة (مسافر)، وبطل قصة (احتراق الحيرة)، وبطل قصة (شخص "ما" اسمه الأول). وتمتاز لغة مجموعة علي محمد آدم القصصية بتوافقها مع الحدث وشخصية البطل، ومن يقرؤها بتمعن يدرك أن هناك خيطًا دقيقًا ينتظم فيها على الرغم من تفاوت موضوعاتها وأحداثها، وهذا الخيط هو دورانها حول شخصية متأزمة.. هذه الشخصية المتأزمة هي شخصية الإنسان العربي المعاصر الذي يعيش توترًا نفسيًا وقلقًا اجتماعيًا يدفعانه إلى حالة أشبه بالحالة المرضية، فهو مضطرب السلوك والتفكير، يدور في حلقة مفرغة، تتقاذفه فيها الحياة من غير أن يقرَّ له قرار، أو يهدأ له بال، فهو في دوامة من الصراعات والإحباطات، ولعل قصة (مسافر) تفصح عن هذا الجانب المشترك بين قصص المجموعة بشكل واضح"  
 
واسم هذه المجموعة غير مأخوذ من عنوان أيٍّ من قصصها، ويرى د.موسى العبيدان أن (الآخر) الذي تشكل هذه القصص لغته هو الوجه الثاني الخفي لشخصية الإنسان العربي المأزوم. فالوجه الأول هو ما يبدو ظاهريًا من إقباله على الحياة وتعامله معها، وهو ما يظهر على وجهه من البسمة المشرقة والتفاؤل الحسن. ولكن الوجه الثاني الذي يختفي خلف هذا الوجه الظاهر.. هو المأزوم.. وهو الذي يطل بوجهه من خلال هذه المجموعة القصصية  
 
وأما نايف بن دخيل الله الجهني الذي عرفناه شاعرًا متعدد المواهب والملكات، فها هو ذا يمارس الكتابة القصصية، منطلقًا من الرواية، لا من القصة القصيرة كما يفعل غيره من أدباء المنطقة.
 
لقد أصدر نايف الجهني رواية (الحدود)، ونشرها النادي الأدبي بتبوك في عام 1423هـ / 2002م، في 253 صفحة. وقد وضع تحت اسم الرواية الرقم واحد، مما يوحي بأن الكاتب ينوي كتابة رواية أخرى تحمل اسم (الحدود - 2 -).
 
وهذه الرواية هي لوحات ومشاهد متقطعة من بيئة واحدة، هي البيئة التي نشأ فيها الكاتب وترعرع، وهي أحضان الصحراء الممتدة من شمال المملكة إلى شمال غربها ثم الأردن، وتجري حوادثها بين القريَّات وحالة عمار وذات حاج ومعان، حيث الحدود التي فرقت بين أبناء العشيرة والجيران، وحيث يجتهدون في التواصل وإدامة العلاقات القديمة. وإذا كان علي عبدالفتاح سعيد قد صور البيئة الساحلية في منطقة تبوك؛ فإن نايف الجهني صور الحياة البدوية الصحراوية، وما فيها من حلٍّ وترحال، وسعي البدو في معاشهم وسط تلك البيئة الجافة القاسية، وما طرأ عليها من تبدل اجتماعي وفكري، خصوصًا بعد التنمية الحضارية في العهد السعودي الزاهر. وشخصيات الرواية مغرقة في المحلية، التقطها نايف الجهني من معايشته لها، وقد رسم تلك الشخصيات بعفويتها وببساطتها، وأيضًا أجرى الكاتب على لسانها فلسفته في الحياة ووعيه بما حوله، فهو يستخدم ضمير المتكلم.
 
لنقرأ هذه الفقرة مثلاً:
 
 ولكننا منذ سنوات ونحن ندرس الكلمات الثابتة.
 
 ماذا تقصد ياصبي؟
 
 كم عام يا أستاذي ونحن ندرس (الصدق)... ثلاثة أعوام أو أربعة أو عشرة... ولكن الكذب لا زال يطوق مدرستنا ويدفعنا إلى الوقوف ليلاً لحراسته.
 
 لماذا نحرس الأشياء؟"  
 
أما حدودها الزمانية فهي تعود إلى التاريخ الحديث، بدءًا من سكة حديد الحجاز وأيام الثورة العربية ورحيل الأتراك عن بلاد العرب، وأيام العميل الإنجليزي (لورنس)، وتمتد إلى الوقت الحالي بعد الطفرة النفطية التي عمت أرجاء الوطن السعودي.
 
ولغة نايف الجهني أقرب إلى الشاعرية منها إلى السرد القصصي؛ فلو نظرنا إلى عناوين فصول الرواية نجد هذه اللغة ماثلة أمامنا: في الموقد يفقد الجمر هيبته - النافذة ترى ما نراه، ولكنها لا ترانا - النار التي لا تحرق هي الأكثر توهجًا من غيرها - أيهما أقرب إليك: روحك أم خرائط العمر التي في يديك؟ - الظل لا يتحرك، ولكنه يتعبنا - الظلال لاتكف عن ملاحقة أجسادنا، وكأن العمر ألصقها في حكاياتنا كي نسير - هل يرى السفح آخره، وهو ينهض رافعًا رأسه إلى الأعلى - لا يكفي أن نكون هكذا، لا بد لنا من ملاحقة الأرض حتى تستدير أكثر - الشيء القابل للمحو أقدر على البقاء.
 
وجرب الشاعر غرامة بن خلوفة العمري كتابة القصة القصيرة إلى جانب قرض الشعر، وله أربع قصص قصيرة جدًا تحمل عناوين (المجنون الذي لم يمت بعد)، (الجوع كان بحجم الشهادة) و (الأفواه اليابسة) و (زائر الليل)  ،  وأربع قصص أخرى أقرب ما تكون إلى خواطر  
 
وهناك ثلة من الأقلام الواعدة التي تتلمس طريقها في كتابة القصة القصيرة، ومن هؤلاء: حسن بن عبدالرحمن بن جابر الأسمري الذي نشر قصصًا قصيرة في صحيفتَي: الرياض والبلاد، منها (النصف الآخر من السراب)  ،  و (هياكل لم تدفن بعد) و (قبور لا يسكنها الموتى)، و (فحيح الظلم)  
 
ومنهم: عبدالهادي العوفي الذي نشر قصتين بعنوان (شريط في لجة مخيفة)  ،  و (رحلة فنتازية)  .
 
وكذلك يوسف بن حمد العطوي، وله قصص بعنوان (حبة النواة)، و (التكسر في الماء)، و (بصمة ماء.. وبصمة دم)  .  ومن هؤلاء الشباب: محمد بن أحمد القحطاني، وله قصص بعنوان (البائسة) و (لايأس مع الحياة) و (الوجه البائس)  .  وأيضًا نذكر مطلق بن صياح البلوي، وله قصص بعنوان (الدمية)، و (في بيتنا لص)، و (إعادة نظر)  ،  وفيصل بن سعود بن لافي العنـزي، وله قصة بعنوان (أول الدماء)  ،  وسناء بنت محمود مكي، ولها قصة (أوراق في الربيع)  ،  وشقيقتها خلود بنت محمود مكي، وقد نشرت قصة بعنوان (الغفلة)  ،  وأسماء بنت عبدالعزيز حسين، ولها قصة (الاسم المستعار)  ،  وحماد بن سلمان العطوي، وله قصة (أرجوحة الموت)  ،  وعايش بن عتيق بن شقيان العطوي، وله قصة قصيرة بعنوان (مدينة حزينة)  ،  وعالية بنت محمد أحمد أبو عمة  ،  وفالح بن عيد بن فالح البلوي، وله قصة (الوفاء)  ،  وهدى بنت بركة بن عامر البلوي، ولها قصتان: الأولى بعنوان (قصر الأوهام) حازت بها المركز الثالث في مسابقة نادي تبوك الأدبي  ،  والثانية بعنوان (يمهل ولايهمل)  ،  ونورة بنت سعد الأحمري، ولها قصة (شريط كاسيت)  ،  وسمير بن أحمد الشريف، وله قصة (صور)  .  وعائشة الحكمي، وهي كاتبة للقصة ومحاضرة في كلية التربية للبنات بتبوك.
 
وبعد أن استعرضنا مظاهر الحركة الثقافية في منطقة تبوك، يمكننا القول إن هذه الحركة بدأت متواضعة، ولم تكن مسبوقة بمحاولات ثرَّة تمهد لها الطريق قبل العهد السعودي، ومع انتشار التعليم وتيسر سبل الاتصال بين تبوك وبقية مناطق المملكة الأخرى، وكذلك الاتصال مع دول العالم العربي، أتيحت الفرصة لقيام حركة أدبية ناشئة، متأثرة ببعض الرموز المحلية والعربية.
 
وتحققت من خلال هذه الحركة إسهامات بعض الأدباء من تبوك في النهضة الثقافية السعودية، فقد أثروا الإنتاج الفكري والأدبي الوطني، مثل: الشاعرة الدكتورة فاطمة القرني، والشاعر الدكتور نايف الجهني، والشاعر منصور الجهني، والدكتور مسعد العطوي، والدكتور موسى العبيدان، والدكتور محمد الهرفي، فهذه أسماء أسهمت في مسيرة الثقافة في المملكة، وحصلت على شهرة إقليمية ممتازة.
 
وقد واكبت هذه الحركة الثقافية حركة نقدية أسهمت في تطورها، وساعدت الأدباء في النهوض بأعمالهم، وذلك من خلال الدراسات النقدية التي قدَّمها النقاد، والتي درست الأعمال الأدبية وقوَّمتها، وهدفت إلى بيان نقاط الضعف والقوة فيها، مما أدى إلى رفع مستواها والنهوض بها.
 
شارك المقالة:
79 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook