تتعلّق بالشتاء عدداً من الأحكام والآداب والسنن التي لا بدّ من مراعاتها من كلّ مسلمٍ للوصول في العبادات إلى مرتبة الكمال وينال الأجر والثواب عليها، كما أنّ في ذلك اقتداءً بالنبي صلّى الله عليه وسلّم.
تشتدّ الحاجة إلى معرفة أحكام المسح على الخفين في الشتاء، ومن تلك الأحكام اشتراط طهارة الخفّ، وارتداؤه على طهارةٍ، وتكون كيفية المسح بمسح أعلى الخفّ بعد تبليل اليدين، بدءاً من الأصابع ووصولاً إلى الساق، ولا يُمسح أسفل الخفّ أو عقبه، ويستمر المسح يوماً وليلةً للمقيم، وثلاثة أيامٍ مع لياليها للمسافر، وتُحسب مدة المسح من أول مرةٍ تمّ فيها بعد الحدث.
اختلف العلماء في الجمع بين الصلوات بسبب المطر؛ حيث ذهب الجمهور منهم إلى جواز الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء بسبب المطر أو الثلج أو البَرد المبلِّل للثياب، وفيما يتعلّق في الجمع بين صلاتي الظهر والعصر بسبب المطر فلا يجوز عند المالكية والحنابلة، وفي ذلك قال الخرشي المالكي: "إنّ الجمع للمطر وما معه مخصوصٌ بالمغرب والعشاء ولا يجمع بين الظهر والعصر لعدم المشقة فيهما غالباً بخلاف العشائين"، أمّا الشافعية فذهبوا إلى جواز الجمع بين الظهر والعصر، واشترط المالكية لصحة الجمع الجماعة، بينما أجازه الحنابلة للجماعة والمنفرد على حدٍ سواءٍ.
يجوز التيمم في البرد الشديد حال انقطاع الماء الساخن وعدم القدرة على الوضوء في الماء البارد، والدليل في ذلك إقرار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- عندما تيمّم في البرد الشديد، إلا أنّه لا يجوز التيمم في البرد الشديد حال الاستطاعة على تسخين الماء وتوفّر ما يُمكن تسخين الماء به.
موسوعة موضوع
العربية
