ملابس النساء والفتيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ملابس النساء والفتيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

ملابس النساء والفتيات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
على رغم أن الطابع الإسلامي العام هو الذي يشكل صورة الزي النسائي للمرأة المدنية، إلا أن هناك تفاوتًا كبيرًا بين أنواع الأزياء التي تلبسها إذ إن الوضع الحضاري والديني للمدينة المنورة - كما لمكة المكرمة - أدى إلى امتزاج عدد من الأذواق والمعطيات الفنية في اقتناء الملابس وطريقة خياطتها وتزيينها وأسلوب ارتدائها، فنجد أن الوافدات من الأقطار الإسلامية اللواتي فضل بعضهن البقاء في المدينة المنورة قد تعودن أنواعًا من اللباس مختلفة من جوانب متعددة، ولبسنها في المدينة المنورة، ما أدى إلى تعرّف نسائها على كثير من الأنماط السائدة من الأزياء في تلك البلدان الإسلامية مثل جاوة (إندونيسيا) وتركيا والهند ومصر والشام وغيرها، إضافة إلى وفود قبائل سكان البادية من أنحاء شبه الجزيرة العربية واليمن إلى المدينة المنورة بأنواع متعددة وتصميمات متباينة من الأزياء، فلا غرابة أن يجتمع في أزياء المدينة الملاية التركية والبرقع والعباءة والجامة والأنطاري والجبة والزبون وغيرها - مما سيرد ذكره - من الملابس النسائية داخل البيت وخارجه.
 

وصف لبعض قطع الملابس

 
 السروال: كان غالبًا من القماش القطني الأبيض المخطط باللون الأسود أو الألوان الداكنة، وكان هذا القماش يسمى (الباب العالي) ويرد من الشام. وكان أحسن أنواع السراويل (الحلبي) وهو قماش حريري ذهبي اللون من صناعة الشام، وكان مخططًا أيضًا مثل السابق وصفه. وكان هناك أيضًا القماش الذي يرد من مصر وهو من الحرير المخطط بألوان زاهية ويشبه - غالبًا - الذي يستعمل في القفاطين المصرية.
 الصديرية: تستعمل للجزء العلوي من الجسم، ولها أكمام نصفية، وغالبًا ما تكون من قماش خفيف يسمونه (الدورية) وهو كذلك من نسيج القطن الرفيع إلا أنه محلى بأشغال الإبرة، والصديرية مفتوحة من الأمام وتزرر بأزرار ذهبية في الغالب، وقد كانت النساء والفتيات في البيوت يكتفين بلبس السروال والصديرية؛ لأنه لم يكن هناك ما يدعو إلى ارتداء أكثر من ذلك لأنهن يقابلن النساء أو المحارم من الرجال أو الصبية الذين لم يبلغوا الحلم.
 الكرتة:  هي ثوب يغطي الجسم من العنق إلى القدمين بأكمام طويلة إلى الكفين، وهو الفستان الذي تستعمله النساء، وقماشه يختلف باختلاف السن؛ فالكبيرة في السن تستعمل الأقمشة فاتحة الألوان، أما الصغيرات فيلبسن الألوان الزاهية الحريرية، ولا سيما عند خروجهن للزيارات، وكانت هذه الأقمشة ترد - غالبًا - من الهند، أما الفساتين الخاصة بالفتيات والسيدات فقد ينثر عليها الترتر، وتشتغل أطرافها بأشغال الكنتيل الذهبية.
 المحرمة: هي أحد أغطية الرأس الخاصة بستر الشعر، وهي قطعة من قماش من نسيج القطن الخفيف، وتشتغل أطرافها بشغل الإبرة، وفي أيام الأعراس والحفلات تستعمل المحارم المشغولة بالكنتيل الذهبي بدلاً من المحارم المشغولة بخيوط الحرير أو خيوط القطن العادية.
 المدورة: هي غطاء للرأس يوضع فوق المحرمة ويستر الرأس كله، وكانت تصنع من نسيج القطن الرقيق الشفاف، وتزخرف بأشغال الإبرة، وهناك المدورة العادية التي تصنع من قماش القطن الخفيف وتزخرف أطرافها بوساطة الطباعة أثناء الصناعة.
 الأوية: هي ورود مشغولة بخيوط الحرير شغلاً دقيقًا، وتخاط بدقة على أطراف المدورة، وتصنع بالهند، ولكن أصلها تركي.
 التللي: هي خيوط القصب الذهبية أو الفضية، وكانت تشترى أيضًا من الهند. وقد استخدم (التللي) لزخرفة المحارم وصدور الفساتين وأكمامها وأطرافها، وقد استخدمت أيضًا في زخرفة المناديل التي تكمل الملابس  . 
أما عند خروج المرأة من منـزلها فإنها تضيف فوق ملابسها الاعتيادية ما يسترها ويواري زينتها، وقد تنوعت واختلفت أنواع الحجاب الذي تحتجب به المرأة تبعًا لمصادر الأزياء التي سبق أن أشرنا إليها؛ وذلك بسبب اختلاط الوفود الإسلامية والقادمين من مناطق متباينة في العادات والسلوك بأهل المدينة المنورة الأصليين، ولكن كل أنواع الحجاب والخمار التي أخذت بها المرأة المدنية كانت غاية في الستر والحشمة، ونذكر هنا بعضًا منها:
 الملاية الجاوية: هي قطعة كبيرة من القماش الأسود، أطرافها مخططة باللون الأبيض، وهي منسوجة من الحرير والقطن، وكانت المرأة تستر بها جسمها كله، فلا يظهر منها إلا الوجه الذي يغطى بالبرقع، وكانت الملاية في ذلك الوقت تستورد من (جاوة).
 البرقع:  هو غطاء للوجه، وغالبًا ما يكون من القطن متعدد الطبقات، أو من الكتان، وإذا وضعت المرأة البرقع على وجهها فإنه يخفيه فلا يبدو إلا العينان، إذ تترك فتحة في البرقع من أعلى، وتقسم هذه الفتحة إلى قسمين بقطعة رفيعة من نسيج البرقع نفسه، فإذا سارت المرأة استطاعت أن ترى طريقها. ومن البراقع ما هو طويل يغطي الجبين إلى الصدر.
 الملاية التركي: هي قطعتان من القماش الأسود الحريري المتين؛ أولاًهما تلف مثل الإزار على النصف الأدنى من الجسم، من الوسط وحتى القدمين، أما الأخرى فتوضع فوق الرأس وتضم اليدين، ثم تنسدل لتغطي النصف الأول من الجسم، وتنسدل أطرافها على النصف الثاني منه، أو تختفي تحت الإزار الذي يغطي الجزء الأدنى من الجسم. وتجيء (البيشة) وهي غطاء الوجه لتوضع فوق الجبين، فتستر الوجه كله بما فيه العينان، وكانوا يتخذونها من قماش حريري أسود خفيف يسمح للمرأة بأن ترى طريقها، ولكنه لا يشف عما وراءه، فلا يستطيع أي إنسان تمييز وجه المرأة  
 الجامة: وهو رداء ضافٍ مثل الكيس يتكون من قطعة واحدة، له طاقية، ويغطي الجسم كله من الرأس إلى القدمين، وبه فتحة تظهر العينين فيها ثقوب (تخريمة) مشبكة من الحرير ترى منها المرأة طريقها ولا أحد يراها  
 العباءة: وهي رداء أسود مفتوح من الأمام، تضعه المرأة فوق رأسها، وهي أشبه بعباءة الرجل من حيث التفصيل، ولكن يختلف القماش وطريقة اللبس إذ تصنع من أقمشة أرق من أقمشة عباءة الرجال، وإذا لبستها المرأة فإنها تلفها من الأمام بيديها خصوصًا عند مقابلة الرجال الأجانب. وهذا النوع من الحجاب يستعمل معه البرقع أيضًا غطاءً للوجه، وأحيانًا يغطى الوجه بما يسمى (الشيلة) أو (الغطوة) وهي قطعة واحدة مثل البرقع أو أرق منه، ولكنها من دون فتحة للعينين.
 

لباس القدمين

 
أما القدمان فإن المرأة تلبس فيهما خفًا أصفر اللون يستر القدمين إلى ما فوق الكعبين، وهو يشبه ما يلبسه عرب شمال إفريقية، ويكون تحته (البابوج) وهو حذاء يلامس الأرض، شبيه بالشبشب، ولكنه من لون جلد الخف ونوعيته، وقد يغالى في تزيين البابوج بالقصب وقطع الزجاج، ثم ترك الناس لبس الخف وشاع استعمال الحذاء والجوارب للساقين والقدمين، وكانت الجوارب طويلة ومتينة، وليست شفافة كما هي الآن، كما كانت الأحذية سوداء لماعة، تزينها أشرطة من القماش الحريري الأسود في مقدمتها  
 

 ملابس النساء في القرى والبادية

 
قد تختلف الأزياء في القرى والبادية حسب قربها وبعدها عن المدينة المنورة، وهي في الغالب أقل تنوعًا من أزياء النساء داخلها؛ إذ تلبس المرأة سروالاً عاديًا أسود من قماش العشاري أو أبيض من قماش السحل بعد صبغه بلون أحمر أو أخضر أو أصفر، وتستخدم الأسر الميسورة قماشًا ملونًا يعرف بـ (لب الجوخ).
وتلبس المرأة فوق السروال ثوبًا يسمونه قميصًا، ولكنه طويل مثل ثوب الرجال، له أكمام وقران وليس له ردة، وتلبس فوقه ثوبًا أسود يسمى (مجوعبًا) أو ثوبًا كبيرًا، وهذا الثوب عريض وله أكمام واسعة، وتحت الكم تخاط قطعة من القماش بلون وردي أو أصفر، وتكون على شكل مثلث متساوي الساقين رأسه متجه إلى أعلى نحو الإبط، ويعرف هذا المثلث بـ (التُّخْرُصَّة)، ويطرز الثوب بخيوط من الحرير بلون التخرصة، وتلبس المرأة هذا الثوب بدلاً من العباءة.
وتلبس المرأة فوق رأسها (غدفة) سوداء من قماش رقيق تختلف عن الغدفة التي تلبسها الفتاة غير المتزوجة أما الفتاة غير المتزوجة فتلبس غدفة من قماش أسود من نوع (لب الجوخ)، وهي توضع فوق الرأس وتخاط من الأمام من أسفل الذقن إلى أسفل الصدر  .  أما بالنسبة إلى نساء البادية فإن العباءة والبرقع  هما لباس الخروج المعتاد للمرأة، وإن كان لبسها العباءة أقل مقارنة بنساء الحضر، وتكتفي المرأة بالبرقع - في غالب الأحيان - مضافًا إليه الشيلة أو الغطاء الأسود للرأس الذي يلف أحيانًا على الكتفين أو أحدهما.
 

 ملابس الصغيرات

 
يكاد يصدق ما ذكر عن الصغار من الذكور على الصغيرات من الإناث؛ إذ إن ملابس البنت في شكلها العام وأنواع أقمشتها تشبه ملابس أمها إلى حدٍّ كبير، إلا أن هناك اختلافًا فيما يتعلق بملابس الخروج وما يخص الحجاب؛ إذ تخرج الصغيرة بكامل زينتها إلى الشوارع ولزيارة الأقارب والجيران بخلاف التي قاربت البلوغ، إذ لا بد من حجابها وسترها. وقد كان الناس يتدرجون في حجاب البنت حسب سنِّها؛ فلا تترك حتى تفاجأ بالحجاب الكامل الذي ترتديه والدتها، بل تبدأ بنت التاسعة والعاشرة من العمر في تغطية الرأس بالطرحة أو ما يسمى (المسفع) وله أشكال عديدة، ولا يخلو من شيء من الزينة والتطريز، ويغلب أن تكون ملابس الفتيات من الألوان الفاتحة: الوردي والأصفر والبرتقالي والأحمر الفاتح وأحيانًا الفضي أو الذهبي، ولا سيما في المناسبات، وإذا بلغت البنت فإنها تلزم بلبس العباءة أو ما يقوم مقامها من ملابس الخروج التي سبق ذكرها مثل الجامة والملاية والبرقع.
 

ملابس المناسبات

 
تعتني المرأة بجمالها ومظهرها، وتحرص في المناسبات المختلفة - مثل الأعياد والأعراس وغيرها من الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية - على ارتداء الجديد والجميل من الملابس، مضافًا إليها كثير من قطع الحلي والزينة، وتزين بناتها الصغيرات وتلبسهن أحسن اللباس، وما يتوافر من الأحزمة والأقنعة والأحذية المتميزة وبعض أنواع الحلي، وذلك حسب طاقة العائلة ومكانتها الاجتماعية، ويغلب أن تلبس الصغيرات في الأعياد والمناسبات ما لا يلبسنه في الأيام العادية في محاكاة جميلة للكبيرات، تمامًا كما يفعل الأولاد الذكور إذ يلبسون الغترة والعقال وأحيانًا العباءة والعقال المقصب أو العمامة في الأعياد.
وحسب المناسبة ودور المرأة فيها يكون نوع لباسها وقيمته، ولعل مناسبات الزواج هي أهم المناسبات الاجتماعية التي تعتني فيها النساء باللباس، وتكون العروس هي صاحبة الأولوية في العناية بلبسها وبما يسمى (الشرعة)، وبعدها تأتي أم العريس التي تحرص على أن تكون مميزة هي الأخرى في ملابسها، وكذلك قريبات الزوجين، كما تتسابق المدعوات إلى إظهار ما لديهن من نفيس اللباس والحلي حسب قدرة كلٍّ منهن ومكانتها الاجتماعية.
وقد اشتهر من ملابس الأعراس عدد كبير من الألبسة والشرعات التي عرفتها المرأة المدنية ولبستها ومن أهمها ما يأتي:
 الشرعة المديني:  وهي أعقد أنواع الشرعة وأجملها، وتلبسها العروس في ليلة العرس وهي عند أهلها، تشرعها بها النصاصة وهي المختصة بتزيين العروس، وتزف العروس فيها وقت حضور العريس إلى بيت أهلها مع والدته وأهله.
 والشرعة المديني هي ثياب مزركشة لها شهرة واسعة عند النساء، تمتاز بلونها الوردي الغامق، وهي مطرزة بالقصب والكنتير (خيوط ذهبية) ذات الأزرار المطعمة بالذهب والألماس، والسروال الطويل المشغول بالقصب.
 وتضع العروس  (مدورة) على رأسها تلف شعرها بإحكام حتى يصل إلى (المدرج) المفضض الخاص بالشرعة المديني، ومن ثم توضع (المرتبة) التي ينثر عليها الألماس واللؤلؤ والجواهر، وتغطى أطرافها بعقود الفل والورد على صدر العروس، ويوضع على أطراف وجه العروس (المدرج) وهو عقود من اللؤلؤ والفضة، يلف على أطراف الوجه من أسفل (التاج) حتى يغطي دائرة الوجه، ثم يلف حول (العنق) حتى يغطي الشعر كله، ويتدلَّى حتى نهاية الصدر.
 
بالورد الناشف لكي يعطيه ثباتًا وإحكامًا، ويُثبَّت على التاج (المقنع) وهو غطاء للرأس منثور على أطرافه الفل والياسمين، تمسكه العروس بيدها المنقوشة بالحناء، وقد نُقش على المقنع عبارة: (ما شاء الله تبارك الله).
 الشرعة التركي: هي أخف بكثير من الشرعة المديني، وهي ثوب أبيض مزركش، تتشرع به العروس عندما تزف إلى العريس في بيته، وتلبس فوق رأسها تاجًا مكللاً بالحلي والجواهر والألماس، وتلف حول جيدها عقدًا من اللؤلؤ والألماس، كما تغطي رأسها بطرحة الزفاف وقد كللت بالورد والفل والياسمين.
شرعة الزبون: هي من الألبسة المشهورة والمرغوبة، خصوصًا في يوم حنة العروس، وهي ثوب مشغول يدويًا بخيوط ذهبية يلبسه الزبون فوق (الصداري) وله ياقة مشغولة ذات أزرار مذهبة.
 وتوضع على رأس العروس (محرمة) أو (مدورة) أو (مسفع) تكون مطرزة بالذهب.
 وتنتعل (صندلاً) من الجلد ذا إصبع وشراك خفيف في الوسط يُظهر نقشة الحناء في قدمي العروس.
 شرعة المنثور: هي ثوب نثرت عليه العقود النباتية، وتمت زركشته بالأشكال الجميلة، ويلبس عادة في الأيام الأولى للعروس في بيت الزوجية.
 شرعة الإفرنجي: وهي ثوب مزركش لونه وردي، تلبسه العروس في يوم الصُّبحة، وتلبس عليه طرحة مطرزة، وتلبسه النساء أيضًا في غير هذه المناسبة.
 شرعة المحف: وهي ثوب لونه وردي غامق، مشغول ومزركش بخيوط الذهب والفضة، تلبسه العروس في مثل هذه المناسبات.
 شرعة المصك: وهي ثوب طويل له أزرار من الفضة، مختلف الألوان، يغطي الجسم كله، مكلل بالورد والياسمين، تلبسه العروس في مناسبات مختلفة.
 شرعة ضرفة الباب: وهي ثوب أبيض ومزركش، فيه جمال التطريز والإخراج والإبداع، يلبس في مناسبات مختلفة، وقد سُمّي بهذا الاسم لأنه يحتوي على نقوش تشبه زخرفة الأبواب  
وتمتاز ملابس نساء القرى والبادية في المناسبات بالمبالغة في النقوش والألوان الفضية والذهبية، وبخاصةٍ في الأعراس، وكذا في كثرة ما تعلقه المرأة من الحلي على نواحي جسدها بحسب ما يتوافر لها، وسوف نفصل ذلك عند الحديث عن حُلي النساء. أما الصغيرات من الإناث فإنهن أكثر استمتاعًا بأيام العيد من الكبيرات، ولذا يعتنى بملابس الفتيات في العيد عناية كبيرة، فتلبس الصغيرة الفستان المقصب ذا الألوان الزاهية، والحذاء المطرَّز بخيوط ذهبية أو فضية، وتضع على رأسها (المسفع) أو الطرحة أو (المخنق)  كما يسمى في البادية، وهو نوع من الطُّرَح يخاط تحت الذقن وتزين أطرافه بالترتر والقصب والخيوط الفضية أو الذهبية. وكذلك تحتزم الفتيات بالأحزمة الذهبية أو الفضية المزخرفة.
 
شارك المقالة:
143 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook