ملابس المناسبات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ملابس المناسبات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

ملابس المناسبات بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
وهي تشبه - في الغالب - الملابس العادية في مكوناتها، ولكن يعتنى بارتداء الزي الرسمي كاملاً من العمامة والعباءة والشال والصديرية والجبة، ويكون الإمساك بالعصا - في الغالب - للعلماء والوجهاء، وكذلك أخذ السبح في الأيدي. كما يحرص الرجل على الجديد من الثياب أو شبه الجديد، ويختار الأنفس والأغلى حسب استطاعته، فعلى سبيل المثال لا يمكن التنازل عن العمامة في المناسبات، فهي الشعار الرسمي - كما سبق ذكره - للعلماء والوجهاء، وكذلك يحرص عليها أبناء الطبقة المتوسطة في الحضر، بينما في البادية والأرياف تحل محلها الغترة والعقال. كما أنه لا بد من الجبة والعباءة المقصبة أيضًا في الأعياد والمناسبات الاجتماعية مثل حفلات الأعراس ونحوها. وتمتاز الأزياء في المناسبات - سواء أكانت أعيادًا أم احتفالات خاصة - بما يضيفه الناس من الحلي وأدوات الزينة - التي سوف يرد التفصيل فيها في فقرة لاحقة - مثل بعض الأحزمة الخاصة أو تقلد السيوف وبعض أنواع السلاح خصوصًا لدى أبناء الريف والبادية.
 
وكانت تستخدم العباءة والعقال المقصب في المناسبات وبخاصة في الأعياد، ويمتاز بها الأشراف وبعض أبناء البادية، وكانت صناعة العقال المقصب معروفة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ولها صناع معروفون، وبعض الناس كان يضع العقال المقصب على رأسه مع الجبة بدلاً من العمامة، ولكن ارتداء العقال والعباءة - على أي حال - كان محدودًا، ولم يكن شائع الاستعمال مثل العمامة الألفي والجبة اللتين كانتا أكثر لباس الناس في المدن الحجازية عامة ومنها المدينة المنورة.
 
أما الصغار في المناسبات والأعياد فإنه يلحظ على أزيائهم التغير، فهم يرتدون في تلك المناسبات ما لم يكن من عادتهم لبسه في الأيام الأخرى؛ فيلبس الصغير العمامة والعقال والصديرية المزركشة، وربما لبس العباءة والجبة، ولكن ذلك لا يدوم طويلاً إذ سرعان ما يتخلى الصغير عن بعض تلك الأزياء التي تعيق حركته وتحد من نشاطه، ولكنه يصر على اقتنائها ولبسها في أول الأمر مباهاة ومجاراة لأقرانه.
 
ومن المناسبات التي جرت عادة أهل المدينة المنورة أن يحتفلوا بها بأن يُلبسوا الطفل فيها ملابس مميزة ما يسمونه (السرارة) أو (الصرارة)، والسرارة هذه هي اسم يطلق على الطفل الذي أدى الحج والعمرة وهو في سن ما بين الرابعة وقبيل البلوغ، فإذا وصلت الأسرة إلى المدينة المنورة قادمة من مكة المكرمة بعد أداء فريضة الحج وفيهم الصغير أقاموا له احتفالاً خاصًا، يُلبسونه خلاله الثوب الأبيض المزركش البراق، والعباءة المطرزة بخيوط من القصب الذهبي والفضي، والغترة المطرزة بالخيوط الصفراء وعليها عقال مقصب وله تاج، وربما ألبسوه العمامة بدلاً منه، وينتعل نعلاً مزركشًا، تم خرزه بالقصب اللامع، ويمسك في يده عصًا مستقيمة أو معقوفة من الخيزران طولها متر تقريبًا، وقد لُفَّت عليها خيوط ذهبية وفضية، وتتدلى منها كتلة براقة تسمى (مشعاب السرارة). ويركب الصبي حصانًا بسرج مطرز بخيوط القصب، ويغطى جميع جسم الحصان بمفرش مطرز أيضًا  ،  ويدور الحصان وسائسه ومرافقوه بهذا الصبي داخل المدينة المنورة ابتهاجًا بما أنعم الله عليه من أداء فريضة الحج في صغره.
 
شارك المقالة:
44 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook