أما الصغار فإن ملابسهم - بشكل عام - تشبه ملابس الكبار من الفئة التي ينتمون إليها (فقراء أو أغنياء أو متوسطي الحال) سواء أكانوا من أهل الحضر أم أهل البادية أم الأرياف، إلا أن هناك بعض الاختلاف في ملابس الأطفال ومظهرهم العام تبعًا لسنهم؛ ففي الغالب يتخفف الأطفال من بعض الزيادات في اللباس التي تعيق حركتهم ولا تناسب طفولتهم مثل العباءة والعمامة والشال ونحو ذلك، إلا أن تغطية الرأس تبدأ مع تقدم الابن في السن قليلاً، فهو عندها يبدأ بلبس الطاقية، ثم العمامة أو الغترة في فترة لاحقة، وقد يكون هذا في بعض الأيام أو لبعض الوقت خلال اليوم الواحد، ويحدث ذلك خصوصًا لدى طلبة الكتَّاب الذين يدرسون في المسجد النبوي الشريف، إذ يختلف زيهم - في الغالب - عن أبناء الحارة العاديين أثناء اللعب والتجول في الأزقة، فيبدو الطالب - وهو ذاهب إلى حلقة العلم - كأنه صورة مصغرة لشيخ أو عالم (حتى في طريقة مشيه وكلامه) بخلاف غيره من الصبيان.

والجدير بالذكر أن الطاقية المدنية قد عُرفت في المدينة وفي غيرها، وتمتاز بنقوش خاصة وطريقة بديعة في التطريز، ويحرص الحجاج وزوار المدينة على شرائها وأخذها هدية لمن يحبون.