ملابس الرجال والصبيان في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ملابس الرجال والصبيان في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

ملابس الرجال والصبيان في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
لقد حال ضيق ذات اليد وندرة الأقمشة الراقية دون أن تتمتع الغالبية العظمى من السكان باللباس الجديد. وكان الرجل يشتري القماش من الأسواق الأسبوعية المحلية، وأحيانًا يُجلب من المدن المجاورة مثل الطائف ومكة، وخصوصًا خلال مواسم الحج. وكان القماش المعروف بـ (الدُّوْت) هو الأكثر شيوعًا، وهو قماش أبيض يميل إلى الصفرة ويُصنع من القطن، وبعضهم يطلق عليه لفظ (المَبْرُوم)؛ لأنه يُنسج من خيوط قطنية مبرومة. وكان تفصيل الثوب وخياطته تتم بالإبرة من قبل السيدات في الغالب. وكان للفلاح في الغالب ثوبان: ثوب العمل، وهو ثوب رث، مليء بالرقع التي تختلف ألوانها أحيانًا؛ والثوب الثاني هو ما يُسمى بالثوب (المُشَال) أي المحفوظ في مكان خاص، وهذا يكون نظيفًا، ويُخصص للمناسبات الخاصة مثل الأعياد، والأعراس، وارتياد الأسواق وما شابه ذلك.
 
وإذا كان الشخص ذا مكانة اجتماعية خاصة مثل شيخ القبيلة، أو الفقيه (إمام المسجد)، أو عريف القرية فإنه قد يقتني (المشلح)، وكانت المشالح وقتها مخططة، ونادرة، وغالية الثمن. وقد تجد مجموعة من الأقرباء لهم مشلح واحد، يرتديه كل من أراد أن يذهب إلى مناسبة تستحق ذلك، وإذا ذهب أكثر من شخص فإن الأكبر سنًّا أو مكانة اجتماعية هو الذي يرتديه. أما غطاء الرأس فكان قطعة من القماش يلفها الشخص على رأسه، أو عمامة تُسمى (العمامة الخيَّالية) وهي مصنوعة من الصوف وتكون بألوان مختلفة منها الأحمر، والبني، والأخضر، والكحلي، ولا زال هذا النوع من العمائم مستعملاً في بلاد الشام. أما الملابس الداخلية فمرت فترة لم تكن معروفة عند معظم الرجال، أما المرأة فكانت ضرورية لها، ومن لوازم لباسها وحشمتها.
 
وكانت بقايا ثياب الكبار يُعاد تفصيلها وخياطتها أحيانًا ليستعملها الصِّغار؛ والسبب في ذلك يعود إلى ضيق ذات اليد، وعجز الغالبية عن توفير ثياب جديدة لأولادهم.
 
وقد كان اللباس الجديد يمثل فرحةً كبيرة للكبار والصغار، وربما تاه الواحد فخرًا على أقرانه عندما يقتني ثوبًا جديدًا، وكانت الأعياد والأعراس مناسبات لشراء الملابس الجديدة للرجال والنساء والأطفال.
 
ولم تكن ملابس الصغار تختلف عن ملابس الكبار، فكلها مصنوعة من (المبروم) أو (الدوت)، ولكن الصغار كانوا يزيدون على الكبار بأن يُصنع لملابسهم ما يُسمى بـ (القُبْع)،  وهو يغطي الرأس وجانبيه، وله حبلان يُربطان تحت الذقن لمنع سقوطه بفعل الرياح أو اللعب، ويكون أعلاه - وبخاصة المقدمة - مطرزًا يدويًّا، وتتدلى قطعة منه إلى خلف الرقبة بما يوازي عرض الرأس غالبًا. وكانت الأم - أو الجدة أو إحدى القريبات - هي التي تقوم بتطريزه بوساطة الإبرة، وبوساطة خيوط صوفية دقيقة وملونة تُباع في الأسواق، وأحيانًا تُصنع من أصواف الأغنام بوساطة النساء، ويتم شراء الأصباغ من الأسواق المحلية.
 
شارك المقالة:
25 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook