كذلك يختلف لباس أهل البادية عن لباس الحاضرة وزيهم، وهو على الرغم من أنه أقرب إلى زي أهل القرى إلا أنه يختلف عنه في بعض تفصيلاته، ويمتاز لباس البادية ببساطته - في الغالب - وبأنه على قدر الحاجة ويكاد يخلو من مظاهر الزينة التي لا داعي لها من وجهة نظرهم، فيلاحظ أن لباسهم وما يحملونه في أيديهم أثناء تنقلهم يؤدي كله وظائف معينة تناسب طبيعة حياة أبناء البادية التي لا تعتمد على الاستقرار الدائم في مكان واحد سواء على مدار العام أم خلال البرنامج اليومي لرجل البادية.

 

وكان أهم ما يميز رجل البادية هو ثوبه طويل الأكمام؛ فقد كان كُم الثوب واسعًا ومفتوحًا من أحد طرفيه، بينما يتدلى له طرف طويل على شكل مثلث تقريبًا من الطرف الآخر، أما الثوب فهو واسع وقصير، ربما إلى ما فوق الركبة، وهو قماش من الدوت الأبيض، أو مصبوغ بالحمرة. ويتحزم ابن البادية بحزام رفيع من الجلد، وإذا كان ممن يحملون السلاح كان هذا الحزام أعرض، وبه عيون يوضع فيها الرصاص اللازم لسلاحه. ولابن البادية كيس من الجلد أشبه بالجراب الصغير  يضع فيه نقوده. أما حذاؤه فهو من الجلد الخفيف بسيط الصنعة، وله شريط رفيع يلف وسط القدم، وشريط آخر يكون بين إصبعي الرِّجل، وأغلب أهل البادية كانوا حفاة وأقدامهم قاسية الملمس نتيجة المشي في الصحراء بصفة دائمة وفي كل الظروف المناخية من حر وبرد وجفاف ومطر وغير ذلك. أما غطاء الرأس فهو شال من الدوت أو الحمودي؛ وهو قماش قطني أحمر اللون يشبه الشماغ الحالي، وكان بعضه داكن اللون وبعضه الآخر ذا لون أحمر مثل الشماغ الحالية ولكنه يصنع من قماش غليظ رخيص الثمن في أغلب الأحيان.

 

وفي الشتاء يستعمل ابن البادية العباءة البيدي؛  وهي عباءة قصيرة غليظة من صوف الجمل، وتعدُّ لحافه في الشتاء وخصوصًا في الصحراء، أما العباءة العادية فهي تصنع كذلك من الصوف إلا أنه يكون أسود أو أحمر داكن الحمرة، كما أنها رخيصة جدًا، وغالبًا ما تكون محلاة بالحرير في فتحة العنق بدلاً من القصب الذي تحلى به العباءات المعتادة كما هو معروف