يقع القلب في منتصف الصّدر مائلاً قليلاً إلى الجهة اليسرى فوق المعدة مباشرةً، وللتّوضيح أكثر يوجد القلب في الجزء العلويّ من جسم الإنسان الذي يغلّفه ويحيط به القفص الصّدريّ، ومن النّاحية التّشريحيّة يكون القلب أمام العمود الفقريّ للجسم، وحجم القلب بحجم قبضة يد الإنسان، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هناك حالات نادرة جداً لا يميل بها القلب إلى جهة اليسار بل يميل إلى جهة اليمين، وتسمّى هذه الحالة النّادرة بالقلب اليمينيّ، ويرجع سبب هذه الحالة نتيجة لخلل في نموّ الرّئتَين ووجود عيوب خلقيّة في البطن والصّدر ممّا يؤدّي إلى اتّجاه القلب نحو اليمين.
يعتبر القلب عضواً معقّد التّركيب؛ حيث يتكوّن من أجزاء خارجيّة تتمثّل بالشّريان الأبهر الذي يصنّف كأكبر شريان في الجسم وهو المسؤول عن توزيع الدّم الذي يحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وعند عودة الدّم من الجزء العلويّ لجسم الإنسان يعود الدّم محمّلاً بثاني أكسيد الكربون ويدخل إلى القلب من خلال الوريد الأجوف العلويّ المسؤول عن هذه الدّورة، أمّا الوريد الأجوف السّفليّ فهو المسؤول عن مرور الدّم المحمّل بثاني أكسيد الكربون العائد من الجزء السّفليّ للجسم، ويتابع القلب عمله من خلال الشّريان الرّئويّ الذي يحمل الدّم المنخفض المحمّل بالأكسجين إلى الرّئتَين، ويتّصل القلب بالرّئتين من خلال الوريد الرّئويّ الذي يضخّ الدّم الغنيّ بالأكسجين إلى القلب الذي يدخل إليه من خلال الشّرايين التّاجيّة.
وعند تشريح القلب من الدّاخل يتبيّن أنّه مكوّن من أربعة أجزاء رئيسيّة منها الأُذَين الأيمن المسؤول عن استقبال الدّم الذي يحتوي على ثاني أكسيد الكربون فيضخّه إلى البُطين الأيمن الذي يعيد ضخّه إلى الرّئتيَن، وبعد أن يطرح الدّم ثاني أكسيد الكربون ويصبح محمّلاً بالأكسجين فإنّه يعود إلى القلب من خلال الأُذين الأيسر الذي يمرّر الدّم إلى البطين الأيسر وهو الذي يضخّ الدّم إلى جميع أنحاء الجسم، وبهذا تكون الدّورة الدّمويّة قد اكتملت بنبض القلب، من خلال البطين الأيمن والبطين الأيسر الموجودَين في القسم العلويّ من القلب، أمّا الجزء السّفليّ فمكوّن من البُطين الأيمن والبُطين الأيسر، وعادةً يربط الأجزاء من الدّاخل صمّامات تحافظ على مسار الدّم وعدم اختلاطه مع بعضه البعض، فالقلب يضخّ من الدّم يوميّاً من خمسة إلى ستّة لترات إلى جميع أنحاء الجسم.
"
العربية
