الصديق هو كنز الحياة، فهو القنديل الذي يضيء لنا ظلمة الدنيا وهو الأنيس في الوحدة ومعه تحلو الأوقات، فالصديق هو من شاركنا حزننا وهمنا وخفف عنا أثقالنا وهون علينا كل صعب، وبعث فينا الأمل وحب الحياة، فالصداقة الحقيقية هي ما تبنى على الصدق والوفاء والإخلاص والحب، وفي هذه المقالة سنقدم لكم أجمل ما قال الحكماء والشعراء عنالصداقة.
صديقي مهما كتبت وقلت لن أفصح عن قطرة حب من بحر حبّي لك، فيكفيني لو أنّك تقبلني صديقاً وسأكون أسعد من في الدنيا، أرجوكصديقيلا تتركني فأنا من دونك وحيد تائه، قد اعتدت عليك وعلى ضحكك وقسوتك، أحببت فيك صمتك وغضبك، أحببت فيك كل شيء فكيف أكرهك وأنت ملاك.
كَم هي جميلة محطاتُ العُمر، والأجمَل مِن ذلك عندما تلتقي بِمَن يسير معك في الطريقِ، قَد نَجِد الكثير مِن الصُدَف في حياتِنا، إِما أَن تجلِبَ لنا الفرح أوالحُزن، ولَكن صدفَتي مَرّت وكانت مِن أَجمَل الصُدف، نَعم صُدفة جمعتني بإنسانةٍ أَكِنُ لَها كُل المَحبةِ والتقدير، بغيرِ ميعادٍ أو مقدمات، لا أعلم، ولكن أعلَم ما هو أجمَل بأنّي التقيت بإنسانةٍ رائعةٍ جداً، متميزة بجمالِ روحها، ومشاعِرَها الذوّاقة، وأحاسيسها المرهَفة، نعم هي رائعة وجميلة، بل أجمل من الجمالِ، جذّابةٌ بأسلوبها، تُدخِلك في عالمِ كلماتِها الرائعة، تُبحر بك، تتحفني دوماً بجمالِ حديثها، يعجز لساني عن التّعبير بما يكِنّهُ قلبي لها، ولكن أحببت في هذا اليوم الرائع أن أُقَدِم لها هذهِ الكلمات، مع علمي التّام بأنّها لا تُعَبِّر ولا تَليق بها، ولكن أَحبَبت أن أُخرِج ما بِنفسي لعلَّهُ يَجد مكانةً في قلبها.
لنبقي أصدقاء، لنعاند الجفاء حتّى تبقىالقصائدبلون ضحكاتنا، وتبقى الكلمات عاشقة لحوارنا، ولا يكون الصّمت مِحوراً لحديثنا، لنبقى أصدقاء مهما حصل، حتّى لا نمارس الخيانة لذكرياتنا مع النّسيان، وتبقى أحاسيسنا مُشتعلة للعيان، ولا يكون الهروب من الماضي بداية الزّمان، لنبقى أصدقاء أوفياء حتّى نتذكّر أسماءنا عند اللّقاء، وتبقى قلوبنا عامرة بالصّفاء، لنبقى أصدقاءً في لحظات الفراق، حتّى تصبح أيّامنا الماضية؛ رائعة فريدة، وتبقى ذكرياتنا خالدة مجيدة، وتكون أوجاع ماضينا قوافيها سعيدة، لنبقى أصدقاء بعد الفراق، حتّى نتذكّر بعضنا بحنينٍ، وتبقى دموعنا بلا أنين، ولا يكون موعد انفصالنا لسنين، لنبقى أصدقاء لآخر العمر، حتّى لا تتشوّه سنوات عمرنا، وتبقى أيّامنا خالية من عارِ فراقنا، لنبقى أصدقاء حتّى بعد رحيلي لنقول يوماً بسلام، وداعاً يا أغلى إنسان.
قصيدة إلى الصديق هي للشاعر إيليا أبو ماضي وهو شاعر لبناني الأصل ولد عام 1889م، انتقل إلى مصر وعمل في تجارة التبغ وذلك لأن الفقر حال بينه وبين التعليم، وكانت مصر حينها تجمع للمفكرين اللبنانيين، ونشر قصائد له في مجلات أهمها الاكسبرسوالعلم، أمّا دواوينه فهي الخمائل، وتذكار الماضي، والجداول، وقال في قصيدته إلى الصديق:
ما عزّ من لم يصحب الخذما
وارحم صباك الغضّ، إنّهم
كم ذا تناديهم وقد هجعوا
ما قام في آذانهم صمم
القوم حاجتهم إلى همم
تاللّه لو كنت ((ابن ساعدة))
وبذذت ((جالينوس)) حكمته
وسبقت ((كولمبوس)) مكتشفا
فسلبت هذاالبحرلؤلؤه
وكشفت أسرار الوجود لهم
ما كنت فيهم غير متّهم
هانوا علىالدّنيافلا نعما
فكأنّما في غيرها خلقوا
أو ما تراهم، كلّما انتسبوا
ليسوا ذوي خطر وقد زعموا
متخاذلين على جهالتهم
فالبحر يعظم وهو مجتمع
والسّور ما ينفكّ ممتنعا
والشّعب ليس بناهض أبدا
يا للأديب وما يكابده
إن باح لم تسلم كرامته
يبكي فتضحك منه لاهية
جاءت وما شعر الوجود بها
ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت
فلقد رأيت الكون، سنّته
لا يرحم المقدام ذا خور
يا صاحبي، وهواك يجذبني
ما ضرّنا، والودّ ملتئم
النّاس تقرأ ما تسطّره
فاستبق نفسا، غير مرجعها
ما أنت مبدلهم خلائقهم
زارتك لم تهتك معانيها
سبقت يدي فيها هواجسهم
فإذا تقاس إلى روائعهم
كالرّاح لم أر قبل سامعها
يخد القفار بها أخو لجب
أقبسته شوقي فأضلعه
إنّ الكواكب في منازلها