إنَّ الحديث عن مقاصد سورة البروج يعني الحديث عن الأفكار التي تضمنتها هذه السورة المباركة، ومقاصد سورة البروج ترتبط بسبب نزولها، وكما وردَ سابقًا إنَّ سورة البروج نزلتْ لتثبيتِ المسلمين الذين تعرضوا لشتَّى أنواع العذاب من قريش قبل الهجرة، فسردتْ لهم قصة أصحاب الأخدود الذين ماتوا في سبيل دينهم؛ ولهذا إنَّ المقصد الرئيس من مقاصد سورة البروج هو عرض قصة أصحاب الأخدود الذي قُتلوا حرقًا بالنار الكبيرة التي أضرمها المشركون في الأخدود العظيم، وقد وردتْ هذه القصة في الآيات التالية: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}، أمَّا الآيات التالية فإن مقاصد سورة البروج في الآيات التالية تذكير المسمين بمصير المشركين الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ولم يتوبوا، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}