من مؤلفات رئيس الوزراء السابق احمد دوود اوغلو ويتناول فيه سبل توظيف تركيا لطاقاتها المختزلة وعمقها التاريخي والجغرافي في السياسة الخارجية ، وقد استعان الكاتب بمصطلح العمق الإستراتيجي لينوه الى مكانة تركيا بين العالم والسياسات الخارجية وجعلها مع الدول الكبار والتي تسعى لان تكون ذات تأثير في القرارت العالمية وقد نجحت في بعضها ، فالكاتب يحاول ان يخرج تركيا من تهميشها ابان الحرب الباردة وتقديمها الى الامام في رسم السياسة الخارجية والعلاقات الدولية .

ويخلص الكاتب الى ان قيمة الدولة في العلاقات الدولية إنما تنبع من موقعها الجيو-إستراتيجي، وعمقها التاريخي: فتركيا ذات هوية شرق أوسطية وذات هوية بلقانية وذات هوية آسيوية وهي مطالبة على هذا الأساس بسياسة خارجية تسعى إلى استقرار داخلي وإقليمي وبهذين الاستقرارين يتحقق الأمن القومي التركي. يحاول الكتاب أن يرسم بعمق وهدوء خريطة تركيا الإستراتيجية تلك الخريطة التي تتجاوز اعتبار تركيا قنطرة بين الشرق والغرب لتكون لاعبا أساسيا وعنصرا مركزيا ين نتج الأفكار ويبدع الحلول في محافل الشرقي لأنه شرقي وفي محافل أوروبا لأنه أوروبي.

يقع الكتاب في 646 صفحة وفق الطبعة العربية، و600 صفحة وفق الطبعة التركية، ويتكون من ثلاث أجزاء:

الجزء الأول: الإطار المفاهيمي والتاريخي.

الجزء الثاني: الإستراتيجية المرحلية والسياسات المرتبطة بالمناطق الجغرافية.

الجزء الثالث: مجالات التطبيق، الوسائل الإستراتيجية والسياسات الإقليمية.

وعند الترجمة عام 2010 اضاف الدكتور أوغلو إلى كتابه في ترجمته العربية فصلاً جديداً لم يكن موجوداً في طبعته التركية، يتناول أهم التطورات التي جرت منذ نشر الكتاب في العام 2001 وحتى يوليو 2010. ويتعلق الفصل بقراءة توجهات السياسة الخارجية التركية خلال هذه السنوات، ومكانة ووضعية تركيا الحالية في السياسة الإقليمية والعالمية.