معلومات عن عهد الملك سعود بن عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
معلومات عن عهد الملك سعود بن عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية

معلومات عن عهد الملك سعود بن عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية.

 
 

 مولده ونشأته

 
وافق استرداد الرياض على يد الملك عبدالعزيز   تاريخ ولادة الملك سـعود  في 3 شوال 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م في الكويت  ،  وسُمِّي بهذا الاسم ليكون فأل خير للأسرة السعودية، وقد انتقل إلى الرياض مع والدته وضحى بنت محمد بن حسين بن محمد بن حمادة بن عريعربن دجين  ،  وآل عريعر هم شيوخ بني خالد  .  وقد رُبِّي الأمير سعود - مثل بقية إخوته - تحت إشراف والده الذي كان له أسلوبه الخاص في تنشئة أبنائه؛ إعدادًا لهم لقيادة الدولة؛ لذا كان حريصًا على تنشئتهم تنشئة دينية، قوامها الانضباط والجد والتحمل.تلقى الأمير سعود علوم الدين عند كبار العلماء في نجد، وأخذ القرآن واللغة عن كبار المشايخ، وتمكن في الفقه والحديث، وأوكله والده إلى الشيخ عبدالرحمن بن مفيريج   الذي أخذ يعلِّمه مبادئ القراءة والكتابة، ويحفِّظه القرآن الكريم، فاستطاع أن يجوِّد القرآن ويختمه خلال السنتين اللتين قضاهما مع الشيخ ابن مفيريج، وظل الأمير سعود في دُور التعليم، ولم تُلهِهِ مشاغل الدولة ومهمات رحلاته عن التزود بالعلم والمعرفة، وواظب على تلقي القرآن والتفسير والفقه والحديث والتاريخ، والسياسة العالمية وفنونها؛ أثناء مشاغله هذه  . ولقد لازم الأمير سعود والده وجدَّه منذ نعومة أظفاره، وأتقن فنون الرماية والقنص والفروسية، واستفاد من مجالس والده وما كان يُلقى خلالها من دروس في الفقه والتفسير والأدب والتاريخ  . وقد اضطلع بكثير من المهمات بعد وفاة أخيه الأكبر تركي بن عبدالعزيز إثر الوباء الذي حدث في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 1337هـ / 1919م  ،  فقام الأمير سعود بما ينبغي أن يقوم به أكبر أبناء الملك عبدالعزيز، وتحمَّلَ العبء صغيرًا، فصارت له حظوة ومكانة عند أبيه  عُرف عن الملك سعود حبه للعلم والمعرفة في القرآن والعلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه، وكذلك في المجالات الإنسانية مثل التاريخ والسياسة وفنونها، وتعلم كثيرًا من ملازمة مجالس والده المؤسس ومن العلوم التي كانت تُلقى في مجلسه أو زيارات الوفود والسياسيين ورؤساء الدول، وكذلك من زياراته في شبابه وبداية حياته السياسية، كما عُرف بتحمُّل المسؤولية التي تُوكَل إليه في المناصب التي شغلها أو من خلال شجاعته وصبره خلال توحيد المملكة وبناء الدولة، كما اشتهر بحبه للفروسية والخيل، وكان يشارك في سباقات الخيل والقنص وإتقان الرماية، كما عُرف عنه النضج، والنباهة، والتسامح، والكرم، والشجاعة... وكثير من الخصال الحميدة.
 

جهوده في توحيد المملكة

 
اعتاد الملك عبدالعزيز تدريب أبنائه على المهمات الجسام، فمَن بلغ منهم سن العمل وظهرت لديه بوادر النضج والنباهة أوكل إليه عملاً يناسبه، ومن هذا المنطلق رافق الأمير سعود والده في معارك التوحيد قبل بلوغه ثلاثة عشر عامًا  ،  كما رافق والده - مع شقيقه الأكبر تركي - في معركة جراب قرب الزلفي، ضد أمير حائل سعود بن عبدالعزيز آل رشيد سنة 1333هـ / 1915م  ،  وكان عمره أربعة عشر عامًا فقط، فتعلم كثيرًا من الفنون العسكرية في تلك المعركة. وفي العام نفسه كانت أول سفارة سياسية قام بها إلى قطر  .  وفي عام 1336هـ / 1918م أسهم في معركة ياطب ضد ابن رشيد، وكان النصر فيها حليف الملك ورجاله  . وفي عام 1337هـ / 1919م بعد معركة تربة التي أكسبت الملك عبدالعزيز مكانة سياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ أرسله والده على رأس عدد من السرايا لتأديب بعض القبائل الأخرى التي استمر ولاؤها للشريف حسين وعملت على قطع الطرق  ،  حيث كلف الملك عبدالعزيز ابنه الأمير سعودًا بالتوجه إلى الجهات الشمالية والشمالية الغربية من الحجاز، قائدًا لعدد من السرايا  ،  ورافقه منصور بن غالب بن لؤي، والأميران: سلمان وسعود ابنا عبدالله آل سعود، وانتصر عليهم الملك سعود في موقعة مناهل الدفينة، في أواخر رمضان عام 1338هـ / 1920م، ولاحقهم بعد فرارهم، وأسر كثيرًا منهم قبل أن يعود إلى الرياض، وحقق كثيرًا من المكاسب، وعمره آنذاك لم يتجاوز التاسعة عشرة  .  وقد بعث الملك عبدالعزيز ابنه سعودًا في العام نفسه إلى الشعيبة (في منطقة حائل)، فنجح في هذه المهمة الموجهة إلى أفراد من قبيلة شمَّر المعروفة  . وأظهر الملك سعود كفاءة وعبقرية ومهارة واضحة خلال مشاركته والده عام 1340هـ / 1922م عندما نجح المؤسس في دخول حائل  ،  بعدها نال الأمير سعود ثقة والده الذي عيَّنه نائبًا له في نجد حين بلغ الرابعة والعشرين من العمر.وكان الدور الكبير الذي قام به سعود بن عبدالعزيز في استسلام حائل قد رفع مكانته عند والده؛ خصوصًا أنه رأى فيه كثيرًا من سماته الشخصية وهو في مثل سنه.وبعد تلك الأحداث التي انتهت باستسلام حاكم حائل محمد بن طلال  ؛  استطاع الملك عبدالعزيز عام 1343هـ / 1925م ضم قلب العالَم الإسلامي: مكة المكرمة، إذ جاء إليها للمرة الأولى مُحرِمًا تاركًا ابنه سعودًا في الرياض لإدارة الحكم، تحت إشراف جده الإمام عبدالرحمن، واستمر نائبًا فيها حتى دخل الملك عبدالعزيز جدة، ثم المدينة المنورة، وبُويع ملكًا على الحجاز، وأصبح لقبه الرسمي (ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها)  ،  وهكذا أصبح اعتماد الملك عبدالعزيز على ابنه سعود كبيرًا، خصوصًا بعد أن عيَّنه نائبًا له في نجد وهو في الرابعة والعشرين من عمره، معتمدًا عليه في بعض تحركاته، وفي حروبه ضد (الإخوان)  ،  فقد لاحـظ الملك عبدالعزيز أن الأمور لم تهدأ بعـد انعقاد مؤتمـر الرياض عام 1347هـ / 1929م، وأن المملكة مقبلة على فتنة كبرى نتيجة اعتراض الإخوان على المخترعات الحديثة التي دخلت إلى المملكة، وبدأت تلك القلاقل بما عُرف بحادثة المحمل المصري التي وقعت بعد ضم الحجاز خلال حج عام 1344هـ / 1926م، إذ كانت تلك القوافل تصاحبها الفرق الموسيقية وبعض العادات التي كان يرفضها الإخوان، فتبادلوا إطلاق النار، وكادت تصبح فتنة كبرى لولا تدخل الأمير سعود الذي حمى الحجاج المصريين من الإخوان، لكن فتنة الإخوان تطورت حين لجأ بعض زعمائها إلى مهاجمة الدول المجاورة وعدم الالتزام بما التزمت به الدولة من معاهدات وتحديد للحدود مع هذه الدول وعندما فشلت جميع الطرق السلمية   معهم تحرك بجيشه إلى موقع السبلة بالقرب من بلدة الزلفي  ،  بعد أن نظم جيشه؛ فجعل ابنه الأمير سعودًا على الميمنة، وأخاه الأمير محمد بن عبدالرحمن على الميسرة، وكان هو في القلب، واستطاع الأمير سعود أن يثبت كفاءته وأن يسهم بفاعلية في القضاء على تمرد الإخوان، وقد انتهت المعركة بهزيمتهم  . لقد قام الأمير سعود بدور مهم بحكم مركزه الإداري في نجد، وغياب والده عنها أثناء إقامته في الحجاز مدة طويلة دامت سنتين، فكان في الواجهة خلال معظم هذه الأحداث والتطورات، ونتجت منها تلك النتائج الطيبة التي سارت عليها الدولة  . وقام الأمير سعود بدور كبير عندما اندلعت الحرب بين المملكة واليمن عام 1353هـ / 1934م بعد أن نشب الخلاف على الحدود بينهما، وأُسندت إليه قيادة الجيش المتجه إلى نجران، فكان النصر للقوات السعودية، وانتهت الأزمة بتوقيع معاهدة سلام بين الطرفين عُرفت بمعاهدة الطائف، وشُكِّلت لجنة خاصة بترسيم الحدود بينهما  . أما الحادثة الدالة - ليس فقط على البر والشجاعة - بل على التربية الإسلامية التي تميز بها الأمير سعود؛ فتلك التي تعرض لها الملك عبدالعزيز عندما هاجمه أحد الحجاج اليمنيين، فألقى ابنه الأمير سعود بنفسه على والده، متلقيًا الطعنة التي كانت موجهة إلى والده  . وبعد صدور قرار تسمية الدولة بالمملكة العربية السعودية عُقد مجلسا الوكلاء والشورى واتخذا قرارًا في 16 المحرم 1352هـ الموافق 11مايو 1933م بمبايعة الأمير سعود وليًا للعهد؛ بناء على تزكية الملك عبدالعزيز واختياره؛ ليس فقط لأنه أكبر أبناء الملك المؤسس آنذاك، بل لقدرته الواضحة على إدارة المملكة ورعاية شؤونها، وأهليته الشرعية، وكونه العضد الأيمن لوالده  ،  وبُويع في العام نفسه ليصبح أول ولي للعهد في المملكة  . وأصدر الملك المؤسس أمره الكريم بتعيين الأمير سعود رئيسًا عامًا للجيش السعودي، وكانت مهمات الجيش آنذاك هي الدفاع والحرس والأمن العام وأهل الجهاد والمجاهدين  ،  وألقى الملك عبدالعزيز تلك المسؤوليات على كاهل ابنه الأمير سعود لثقته الكبيرة بمقدرته على تحمُّلها والنهوض بها  . ولقد تحمل الملك سعود مسؤوليات جليلة وعظيمة إضافية بتقلده منصب رئاسة مجلس الوزراء في 1 / 2 / 1373هـ الموافق 1953م حسب القرار الآتي نصه:"... بناءً على ما اقتضته مصلحة البلاد العامة، وبناءً على تكاثر الواجبات، وتنوع المسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة، ورغبةً منا في القيام بما يكفل ضبط الأعمال وتركيز المسؤوليات على أحسن وجه، وفق الأسس العلمية السليمة التي تأخذ بالبلاد إلى مكانتها الجديرة بها بين الأمم، وترفع مستوى الشعب، وتضمن له حياة هنيئة في ظل العدل والاستقرار... يؤلَّف مجلس الوزراء تحت رئاسة ولدنا سعود ولي عهد المملكة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة"  .وأصبح الأمير سعود يشرف على كل أمور الدولة؛ خصوصًا بعد أن اشتد مرض والده  . 
 

 توليه الحكم

 
 
بُويع الأمير سعود فجر يوم الاثنين الموافق 2 ربيع الأول سنة 1373هـ الموافق 8 نوفمبر 1953م في الطائف ملكًا للمملكة العربية السعودية، وبويع في الوقت نفسه الأمير فيصل وليًا للعهد، ثم وجه الملك سعود نداءً إلى شعبه، معلنًا أنه ينوي أن يجعل سيرة والده نصب عينيه، وأن يرقى بالبلاد سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا  . 
 
 
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook