معلومات عن عهد الدولة السعودية الثانية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
معلومات عن عهد الدولة السعودية الثانية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

معلومات عن عهد الدولة السعودية الثانية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
تمخض عن قضاء القوات العثمانية وقوات محمد علي باشا على الدولة السعودية الأولى في عام 1233هـ / 1818م وعدم إقامة حكومة بديلة في المنطقة شيوع الاضطراب وعدم الاستقرار والحروب، وعودة الأوضاع السياسية في وسط جزيرة العرب وشماليها إلى ما كانت عليه قبل قيام الدولة السعودية الأولى. وفي عام 1240هـ / 1824م تمكن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود أحد أبناء الأسرة السعودية الذي نجا من النفي إلى مصر، من بعث الدولة من جديد في نجد، وأقام ما عُرِفَ بالدولة السعودية الثانية التي أصبح إمامًا لها. وقد انضوت أكثر أقاليم نجد تحت إمرة الإمام تركي طوعًا، ومنها: إقليم جبل شمر الذي وفد أميره عيسى بن علي في عام 1243هـ / 1827م إلى الإمام وبايعه  
 
ولا يظهر أن نفوذ الإمام تركي قد امتد إلى الجوف أو وادي السرحان؛ لأن ابن بشر المعاصر لهذه الفترة لم يذكر ذلك، وعندما ذكر إمارة صالح بن عبدالمحسن بن علي على جبل شمر، لم يضف إليه الجوف كما فعل مع الإمام سعود بن عبدالعزيز  ،  والواقع أن الإمام تركي حرص خلال فترة حكمه التي لم تتجاوز عشر سنوات على ألا يتوغل كثيرًا في اتجاه ولايات الدولة العثمانية في الشمال والغرب (سورية والحجاز)، أو يصطدم بالقبائل الرحل القوية في تلك الجهات، حيث كانت أكبر قبائل شمالي الجزيرة العربية وغربيها تتحارب في منطقة يعدها الإمام تركي تابعة له (المربع في إقليم السر) من دون أن يتدخل في تلك الحرب القبلية  .  وقد نتج من انحسار نفوذ الدولة السعودية الأولى عن منطقة الجوف، وعدم وصول قوات الحملة العثمانية وقوات محمد علي باشا إليها بالإضافة إلى عدم امتداد نفوذ الإمام تركي إليها عودة الأوضاع في المنطقة إلى ما كانت عليه قبل الحكم السعودي، حيث عادت النـزاعات المحلية بين الأحياء والقرى المتجاورة، كما عاد شيوخ القبائل الرحل إلى شن الهجمات وتهديد على سكان البلدان والقرى  
 
قتل الإمام تركي بن عبدالله في آخر يوم من عام 1249هـ / مايو 1834م، ولم يتمكن ابنه فيصل من خلافته في الحكم إلا بعد التخلص من قاتل أبيه. وكان لعبدالله بن علي بن رشيد دور مهم في مساعدة فيصل في التغلب على ذلك القاتل  .  وقد أراد الإمام فيصل مكافأة عبدالله بن رشيد فعزل أمير جبل شمر صالح بن عبدالمحسن بن علي، وعين مكانه عبدالله بن رشيد قبل مضي سنة واحدة من وصوله إلى الحكم  .  ونجح ابن رشيد في تثبيت حكمه في جبل شمر والمناطق المجاورة خلال السنوات التالية، وقد ساعدته على ذلك العلاقة الجيدة التي كانت تربطه بالإمام فيصل. في أواخر عام 1252هـ / بداية عام 1837م تعرض الإمام فيصل لحملات محمد علي باشا، وتمكن خلالها خورشيد باشا من القبض عليه في عام 1254هـ / 1838م ومن ثَمَّ أرسله إلى مصر مرة أخرى، في هذه الأثناء نجح عبدالله بن رشيد في توثيق علاقته بالقائد المصري والاحتفاظ بحكم جبل شمر  .  وحين أُجبرت قوات محمد علي باشا على الانسحاب من جزيرة العرب حسب معاهدة لندن عام 1256هـ / 1840م أتيحت الفرصة لابن رشيد في ظل غياب الإمام فيصل في المنفى لتوسيع نفوذه جنوبًا باتجاه القصيم وشمالاً باتجاه الجوف ووادي السرحان 
 
عاد الإمام فيصل بن تركي من مصر إلى نجد عام 1259هـ / 1843م، وقد مرَّ في طريقه على جبل شمر. وكان عبدالله بن ثنيان آل سعود قد سيطر على المناطق الوسطى من نجد والأحساء ورفض التخلي عنها للإمام فيصل، لذلك نهض عبدالله بن رشيد وأخوه عبيد لمساندة الإمام فيصل بأتباعهم وساروا معه حتى تمكن من الاستيلاء على الرياض واستعادة الحكم  ،  وقد أسهمت هذه المساندة الأخيرة في توثيق العلاقة بين الإمام فيصل وعبدالله بن رشيد، كما أسهمت في تثبيت سلطة ابن رشيد في جبل شمر والمناطق المجاورة، ونجاحه في توسيع نفوذه في شمالي جزيرة العرب، وبخاصة في الجوف ووادي السرحان وتيماء وخيبر، وحصوله على قدر كبير من الاستقلال في حكم تلك المناطق.
 
ظل عبدالله بن رشيد حتى وفاته في عام 1263هـ / 1847م، وابنه وخليفته طلال بن رشيد حتى وفاته في عام 1283هـ / 1866م مواليين للدولة السعودية، وتربطهما علاقة جيدة بالإمام فيصل بن تركي. إلا أن سلطة الإمام في جبل شمر والمناطق التابعة له أصبحت أقل بكثير من سلطته في المناطق الأخرى الخاضعة لدولته، ويتمثل ذلك في أهم مظهرين من مظاهر سلطة الدولة؛ وهما الغزو والزكاة.
 
لقد كانت مشاركة عبدالله بن رشيد وابنه طلال في غزوات الإمام فيصل وحروبه قليلة، كما أن هذين الأميرين كانا يتمتعان بحرية واسعة في شن الحروب والغزوات ضد المناطق والقبائل المجاورة، خصوصًا في شمالي الجزيرة العربية، كما كانا يحتفظان بالغنائم المتحصلة منها على الرغم من أنهما كانا يقومان بتلك الغزوات باسم الإمام فيصل. أما بالنسبة إلى الزكاة فإن عبدالله بن رشيد وابنه كانا يحتفظان بزكاة المناطق التي يسيطران عليها، ولا يرسلان منها إلا ما قلَّ إلى العاصمة، ولكنهما كانا يحرصان على إرسال هدايا تتمثل في الخيل ونجائب الإبل في المناسبات، كذلك فإن تبعية هذين الأميرين للدولة السعودية الثانية لم تمنعهما من القيام باتصالات خارجية مباشرة مع حكام البلاد المجاورة، مثل: الحجاز، ومصر، وسورية، والعراق  
 
من هنا، فإن نفوذ الدولة السعودية الثانية في الجوف ووادي السرحان والقريات قد امتدَّ عن طريق آل رشيد، أمراء جبل شمر، وحين ضعفت تلك الدولة، وانحسر نفوذها بعد وفاة الإمام فيصل في عام 1282هـ / 1865م، وتنافس أبنائه على الحكم، تزايد استقلال آل رشيد عن الرياض، وأصبحوا يملكون الحرية الكاملة في إدارة المناطق التابعة لهم، وخصوصًا الجوف ووادي السرحان والقريات.
 
أ - نفوذ آل رشيد في منطقة الجوف ووادي السرحان:
 
تقدمت الإشارة إلى تعيين الإمام فيصل بن تركي عبدالله بن رشيد أميرًا لجبل شمر في عام 1250هـ / 1834م. وخلال السنة التي قبض فيها خورشيد باشا على الإمام فيصل بن تركي ونفاه إلى مصر 1254هـ / 1838م أرسل عبدالله بن رشيد أخاه عبيدًا على رأس حملة مكونة من ثلاثة آلاف رجل للاستيلاء على الجوف  ،  ويذكر والين الذي زار الجوف بعد ذلك بثماني سنوات أن سبب إرسال هذه الحملة هو حدوث حرب بين بعض قرى الواحة، وأن ابن رشيد فرض نفوذه على الجوف، وأجبر أهلها على دفع الزكاة، لكنه لم يعين فيها حاكمًا من قِبَلِه، بل ترك البت في المشكلات الصغيرة لشيوخها وخطباء المساجد المحليين على أن تحال إليه المشكلات الكبيرة، أما الزكاة فقد أوكل جمعها إلى خمسة من رؤساء الأحياء  .  كما يذكر والين نفسه أن أهل الجوف ظلوا يتعرضون لهجمات القبائل المجاورة  .  وربما يدل عدم تعيين عبدالله بن رشيد حاكمًا من قبله على الجوف، وتعرض قرى المنطقة لهجمات القبائل، على أن نفوذه في الجوف كان ضعيفًا في هذه المرحلة، وأن ذلك النفوذ لم يكن يتجاوز قرى الجوف شمالاً إلى وادي السرحان والقريات.
 
بعد وفاة عبدالله بن رشيد تولى الحكم في جبل شمر ابنه طلال الذي حكم شمال نجد مدة عشرين سنة 1263 - 1283هـ / 1847 - 1866م وكان من أهم إنجازاته: توسيع نفوذ إمارته وتثبيته في المناطق التي تقع إلى الشمال والغرب منها. كما أنه عاد إلى الاستيلاء على الجوف في عام 1269هـ / 1853م، وقد أوكل هذه المهمة إلى عمه عبيد وأخيه متعب، وأراد الأمير طلال تقوية سلطته في المنطقة حيث بنى فيها قصرًا (قلعة) وبداخله مسجد جامع، كما عيَّن فيها حاكمًا من قِبله  .  وقد قابل الرحالة بلجريف (W.G.Palgrave) الذي زار الجوف في عام 1279هـ / 1862م ذلك الحاكم وسماه (حمودًا) على حين يذكر كارلو غورماني تاجر الخيل الإيطالي الذي زار الجوف بعد ذلك بعامين أن اسم ذلك الحاكم: حمود العقلا، وأنه كان من أبناء عم الأمير  
 
ويبدو أن أهل الجوف قاوموا هذا الحكم المباشر بوساطة نائب أجنبي فثاروا عددًا من المرات للتخلص منه، ولكن متعبًا أخا الأمير طلال تمكن من إخماد تلك الثورات، وقطع في أثناء ذلك كثيرًا من نخيل الواحة وهدم نصف منازلها  .  وقد قدر الرحالة بلجريف عدد سكان الجوف وسكاكا والقرى الأخرى في المنطقة من الرجال والنساء والأطفال بما يراوح بين 34 و 42 ألف نسمة ومع ذلك لم يكن يوجد إلى جانب الحاكم سوى عدد قليل من المستشارين والجنود من أهل حائل  
 
لا بد أن قوة سلطة الأمير طلال بن رشيد في الجوف قد مكنته من مد نفوذه إلى وادي السرحان وقريات الملح، فقد ذكر بلجريف أن الأمير طلال بعد أن استولى على الجوف، "بدأ باستخدام تلك المنطقة قاعدة لمد نفوذه إلى جميع المناطق المجاورة حتى طريق الحج في الغرب وسورية في الشمال، وكانت تعيش داخل هذه الحدود قبيلة الشرارات التي وجه طلال إليها عددًا من الغزوات انتهت في هذه السنة 1279هـ / 1862م بخضوع العزام آخر عشائر هذه القبيلة له، وقد وصل في هذا الوقت - أثناء وجود بلجريف في الجوف - مجموعة من شيوخ هذه العشيرة إلى الجوف في طريقهم إلى حائل لإظهار تبعيتهم للأمير في عاصمته"  .  وأضاف بلجريف: "إن جميع رؤساء الشرارات قد خضعوا في الآونة الأخيرة لقبضة طلال الحديدية، ودفعوا له الإتاوة من الإبل"  .  كما نصت الليدي بلنت على أن متعبًا أخا الأمير طلال قد استولى على الجوف وإثرة في عهد أخيه. 
 
لا يتضح من المصادر المتوافرة لنا مدى نفوذ الأمير طلال على قبيلة الرولة التي ما زالت في ذلك الوقت ترتاد الجوف ووادي السرحان، خصوصًا في فصل الشتاء، وتفرض الإتاوات على قرى المنطقة. وربما تمكن أمير جبل شمر من التوصل إلى علاقة معينة مع شيوخ الرولة الذين كانوا يترددون خلال هذه الفترة بين حوران ووادي السرحان، لكن هذه العلاقة لم تصل إلى درجة إخضاع الرولة لنفوذه، وفرض الإتاوة عليهم، كما هي الحال مع الشرارات، أو منعهم من أخذ الإتاوة من قريات الملح.
 
في شهر ذي الحجة 1280هـ / مايو 1864م كان الأمير طلال في سكاكا يعد للقيام بغزوة ضد الشرارات، ولكنه حينما علم برحيلهم إلى الشمال قرر أن يهاجم الرولة، كما كان في الجوف أيضًا في هذا الوقت تاجر الخيل غورماني الذي كان عائدًا من حائل ومعه عدد من الخيول إلى الشام  .  وفي منتصف الشهر رحل غورماني من الجوف برفقة قافلة كبيرة من أهل الجوف تحت قيادة الشيخ دهيري الخميس شيخ بلدة كاف. كانت القافلة تتكون من مئة واثنين وثمانين رجلاً، ومعهم بعض النساء والأطفال في طريقهم إلى قرى حوران للعمل في الحصاد هناك. وبعد مسيرة خمسة أيام وقبل الوصول إلى قريات الملح، هوجمت القافلة من قبل جماعة كبيرة من الرولة والشرارات قدرها غورماني بنحو مئة وستين رجلاً يقودهم حمد بن بنية الشعلان. وبعد المناوشات والمفاوضات عرض المهاجمون الأمان على غورماني وشيخ كاف وجماعته والشرارات في القافلة فقط في حالة انفصالهم عن القافلة مستثنين بذلك من الأمان أهل الجوف. وفي النهاية هوجمت القافلة وسلبت، لكن غورماني تمكن مع رفاقه من الفرار والوصول سالمًا إلى بلدة كاف بخيله التي لم يفقد منها سوى واحد، أما القافلة المسلوبة فقد وصلت إلى بلدة إثرة في اليوم التالي في طريقها إلى حوران  
 
علم غورماني بعد أن وصل إلى بلدة كاف أن بيوت الشرارات الذين اشتركوا في سلب قافلته، قد نهبت من قِبل حمدان بن معقل أحد شيوخ المحلف (حلفاء الرولة) من عنـزة، وأن شيخ الشرارات عندما رأى أن كل القبائل ما عدا الرولة وبني صخر تغزو قبيلته، قرر العودة بقبيلته إلى ديارها وتجديد الولاء للأمير طلال، ودفع ما تبقى من الإتاوة مع بعض الهدايا لضمان عفو الأمير، وأن (هزاع) أخا الشيخ فيصل الشعلان شيخ الرولة، وابن عمه سطام، ومعهما ألف وخمسمئة فارس من مختلف قبائل عنـزة، قد هاجموا عشيرة المشهور (من الرولة) بين الجوف وسكاكا، منتهزين فرصة خروج شيوخهم وفرسانهم مع الأمير طلال في مغزاه، وأخذوا كل ما يملكون  
 
إن ما تعرض له غورماني في وادي السرحان، وما رواه من أخبار المنطقة يلقي الضوء على أوضاع المنطقة ونفوذ ابن رشيد فيها، حيث يبدو واضحًا أن طلال بن رشيد كان لا يزال وهو في السنوات الأخيرة من عهده يحاول فرض سلطانه على القبائل التي ترتاد الجوف ووادي السرحان وقراه. فعلى الرغم من خضوع الشرارات والمشهور (من الرولة) لابن رشيد إلا أن كبير زعماء الرولة ابن شعلان، ما زال يقاوم نفوذه، بل إن شيوخ الرولة وغيرهم من قبائل عنـزة كانوا يهاجمون القبائل التي أذعنت لنفوذ ابن رشيد وقوافل أهل الجوف التي تسير في حمايته؛ بهدف إبعاد نفوذه عن الجوف ووادي السرحان وقريات الملح، وأنه على الرغم من الغزوات الكثيرة التي كان يشنها الأمير طلال في حوض وادي السرحان والمناطق المجاورة له إلا أن الغزوات القبلية لم تنقطع، والطرق بين جنوب وادي السرحان وشماله غير آمنة. كذلك تشير رواية غورماني إلى العلاقة الاقتصادية بين الجوف وقريات الملح وحوران، حيث كان شيخ بلدة كاف قائدًا للقوافل بين الجوف والقريات وما حولهما، كما كانت بلدة إثرة محطة لتلك القوافل. وكذلك فإن اعتبار الرولة المهاجمين: شيخ كاف وجماعته أصدقاء واستثناءهم من السلب، كما يقول غورماني، يشير إلى أن أهل كاف وغيرها من قريات الملح كانوا يدفعون إتاوة إلى شيوخ الرولة، ولذلك استحقوا الأمان، أما أهل الجوف الذين كانوا يخضعون لنفوذ ابن رشيد ولا يدفعون إتاوة إلى الرولة في ذلك الوقت فقد استحقوا السلب   في رأي غورماني.
 
لقد سمى الرحالة غورماني منطقة الجوف باسمها القديم (جوف آل عمرو)، وأشار إلى أن أهل الجوف قد أبدوا مقاومة بطولية ضد قوات طلال بن رشيد لمدة عشرين يومًا قبل خضوعهم لها، وأن (حَطّاب السراح) أحد زعمائهم قد أُخذ أسيرًا، وتُرك مقيدًا بالسلاسل في قلعة حائل، على حين رحل أولاده للاستقرار في قريات الملح  ،  وقد قدر غورماني عدد سكان بلدة الجوف بستة آلاف نسمة، وذكر أن السور الذي كان يحيط بأحيائها الأربعة عشر مدمر، وأن كل حي في ذلك الوقت له سور خاص به. أما سكاكا فقد قدر غورماني عدد سكانها بعشرة آلاف نسمة، على حين قدر عدد سكان قريتي قارا والطوير بألف وخمسمئة وثمانمئة نسمة على التوالي  
 
خلف متعب بن عبدالله بن رشيد أخاه طلال في حكم شمالي الجزيرة العربية لفترة قصيرة، 1283 - 1285هـ / 1866 - 1869م. وقد سار متعب على سياسة أخيه التوسعية في شمالي الجزيرة العربية، بل إنه كان القائد لكثير من الحملات في الجوف ووادي السرحان خلال عهد طلال، ثم بعد توليه الحكم، وتشير الليدي بلنت إلى أعمال متعب الحربية والإدارية في الجوف ووادي السرحان، وتنص على أن متعبًا كان أكثر شهرة في تلك المنطقة من أخيه طلال  .  ويذكر الرحالة داوتي (C. Doughty) أنه في يوم اغتيال الأمير متعب بن رشيد كان في زيارة له وفي مجلسه شيخ قبيلة الرولة، وقد أصابت الرصاصة الأولى عقال الشيخ الرويلي الذي ظن أنه هو المقصود بالقتل  .  وربما يدل وجود شيخ قبيلة الرولة القوية في بلاط الأمير متعب على أن متعبًا كان أكثر نجاحًا في علاقته مع قبائل وادي السرحان من أخيه طلال، وأن نفوذه في المنطقة كان أقوى من نفوذ أخيه فيها.
 
ترتب على اغتيال الأمير متعب في عام 1285هـ / 1869م، ثم اغتيال الأمير بندر بن طلال - أحد قتلة الأمير متعب - بعد ذلك بنحو ثلاث سنوات ونصف 1289هـ / 1873م، على يد عمه محمد بن عبدالله بن رشيد الذي قتل أيضًا عددًا آخر من أمراء البيت الحاكم، ضعف نفوذ آل رشيد في الجوف ووادي السرحان والقريات، وتمكن سطام بن شعلان شيخ الرولة من مد نفوذه إلى المنطقة، لكن محمد بن رشيد الذي حكم شمالي جزيرة العرب فترة طويلة 1289 - 1315هـ / 1873 - 1897م وصار أقوى حكام آل رشيد وأوسعهم نفوذًا   تمكن من استعادة منطقة الجوف ووادي السرحان والقريات من شيخ قبيلة الرولة  
 
تحدث الرحالة الإنجليزي داوتي الذي تجول في شمالي جزيرة العرب بين عامي 1293 - 1295هـ / 1876 - 1878م عن نفوذ الأمير محمد بن رشيد فعدَّد القبائل التي تدفع له الإتاوة، مثل: الشرارات وبني رشيد وحرب وعنـزة الجنوبيين (النجديين)، مثل: المواهب، والفقرا، وولد علي، وبشر، كما أشار إلى قوة نفوذ ابن رشيد على الشرارات أهل وادي السرحان، وذكر أن الرولة وشمر الشمال (العراق) والظفير على علاقة طيبة مع الأمير، ولكنهم لا يدفعون له إتاوة  ،  وقال: إن حدوده تصل غربًا إلى طريق الحج وشمالاً إلى الجوف ووادي السرحان  
 
وفي أواخر عام 1295هـ / 1878م وبداية العام التالي زارت الليدي آن بلنت وزوجها القريات ووادي السرحان والجوف في طريقهما إلى حائل عاصمة محمد بن رشيد. وقد زارت الليدي بلنت قريتي كاف وإثرة ونـزلت هي ومرافقوها ضيوفًا على عبدالله الخميس شيخ بلدة كاف، وعلى جروان المذهن في إثرة، وذكرت أن أهل كاف - وربما إثرة أيضا - يعدون أنفسهم من رعايا ابن رشيد، وأن رجال ابن رشيد يأتون إلى البلدة لأخذ الإتاوة السنوية، ومقدارها عشرون مجيديًا، وأن أهل كاف راضون عن دفع هذا المبلغ لقاء الحماية التي يتلقونها من الأمير كما يسمونه، والذي يتحدثون عنه بحماس  
 
لقد أكدت الليدي بلنت أن قريتي كاف وإثرة (قريات الملح) أكثر ارتباطًا من الناحية التجارية بالشمال منهما بالجنوب، ويعود ذلك إلى أن الثروة الأساسية التي يعتمد عليها سكان هذه القرى هي تجارة الملح مع بصرى الشام  .  كما أشارت إلى العلاقة التي تربط أهل قريات الملح بأهل حوران؛ بسبب تجارة الملح  ،  ويستشف من حديث بلنت عن قريات الملح أن الأوضاع السياسية فيها هادئة، وأن الأمن مستتب، حيث لم تشر إلى هجمات من قِبل القبائل الرحل على القريات، أو أي إتاوات تفرض عليها ما عدا إتاوة ابن رشيد، كما لم تشر إلى أي شكاوى أمنية، مما يدل على أن سلطة الأمير محمد بن رشيد كانت قوية في المنطقة في تلك الفترة.
 
وصلت الليدي بلنت وزوجها إلى بلدة الجوف في بداية شهر محرم 1297هـ / يناير 1879م، وقد وجدت أن البلدة أصغر بكثير مما كانت تتوقع، حيث لم يزد عدد بيوتها على ستمئة بيت من الطين بالإضافة إلى عدد قليل من البيوت والمزارع المتناثرة خارج السور، وقد قدرت بلنت عدد سكان البلدة بأربعة إلى خمسة آلاف نسمة، كما لاحظت مدى ثقل وطأة سلطة الأمير محمد بن رشيد في الجوف على الرغم من صغر الحامية المقامة في المنطقة  .  وقد قابلت الليدي بلنت محسن بن درع الذي قيل لها: إنه كان شيخًا للجوف قبل أن يستولي عليها محمد بن رشيد الذي يحتفظ بأحد أبنائه رهينة في عاصمته لضمان حسن سلوك والده  
 
كان نائب محمد بن رشيد في الجوف في ذاك الوقت أحد المماليك الموثوق بهم ويدعى جوهر، وكان يقيم مع رجاله في القصر الذي بناه متعب بن رشيد في أواخر عهد أخيه طلال خارج البلدة؛ وهو قصر مربع مهيب يبلغ ارتفاع جدرانه أربعين قدمًا، وقد زود بأربعة أبراج أقيمت على زواياه الأربع بارتفاع عشرين قدمًا أخرى بعضها دائري وبعضها مربع، وله باب واحد، وليس له نوافذ وبداخله مدفعان قديمان  
 
لم يكن جوهر حين وصول الليدي بلنت إلى الجوف في مقر إقامته، بل كان في بلدة سكاكا حيث ذهبت هي ورفاقها لزيارته هناك. وقد لاحظت بلنت أن بلدة سكاكا أكبر من بلدة الجوف، وأن مزارعها أوسع وأكثر نضارة من مزارع الجوف،  وأن منازلها وطرقاتها أجمل وأنظف من منازل الجوف وطرقاتها  .  وربما يعود ذلك إلى الدمار والخراب الذي لحق ببلدة الجوف نتيجة الحروب التي صاحبت إعادة استيلاء ابن رشيد عليها. وقد سأل جوهر ضيوفه القادمين من الشمال عن أخبار الحروب بين سطام الشعلان منافس ابن رشيد على الجوف ووادي السرحان وبين محمد بن سمير شيخ قبيلة ولد علي، وسمح لهم بالسفر إلى حائل. 
 
في ذي القعدة من عام 1300هـ / سبتمبر 1883م وصل إلى بلدة كاف الرحالة الألماني يوليوس أويتنج (J. Euting) والفرنسي تشارلز هوبر (C. Huber) قادمين من حوران برفقة قافلة الملح  .  وقد أقام أوتينج في قريات الملح نحو ثلاثة أسابيع ضيفًا على عبدالله الخميس شيخ بلدة كاف. وقد أتاحت له هذه الإقامة الطويلة في قريات الملح معرفة المنطقة وأهلها وجمع معلومات جيدة عنها. وقد وصف أوتينج بلدتي كاف وإثرة، وذكر أن كاف تتكون من ثلاثين منـزلاً، وأن عدد سكانها من الرجال نحو تسعين رجلاً، وأن الشيخ عبدالله الخميس يتعرض لتهديدات من ابن رشيد وغيره من القبائل البدوية، وأنه في حال عدم الاستجابة لتهديداتهم فإن سلطته ستنتهي، وستتعرض تجارته في الملح إلى خسائر جمة  
 
زار أوتينج وهوبر بلدة إثرة وقد قدر أوتينج عدد سكانها بما يراوح بين مئة وعشرين ومئة وثلاثين شخصًا؛ وقد استضافهما شيخها الذي يسكن منـزلاً يشبه قلعة من قلاع العصور الوسطى، مبنيًا بالحجارة السوداء (قصر المذهن). وفي إثرة قابل أوتينج وهوبر حمود المجراد مندوب ابن رشيد الذي كان من المفترض أن يقابل الرجلين في دمشق ويصطحبهما إلى حائل، وكان مندوب ابن رشيد موكلاً ببعض المهمات في دمشق، ويحمل رسائل إلى الدروز في صلخد ومحمد بن دوخي بن سمير شيخ ولد علي وبعض الأشخاص في دمشق، ولأهمية هذه المهمة - على ما يبدو - عاد هوبر مع المجراد من كاف إلى دمشق  
 
لقد طمأن المجراد أوتينج وهوبر بأن عليهما ألا يقلقا من أي شيء طالما أنهما في أراضي ابن رشيد، لكن دفع أهل القريات الإتاوة إلى ابن رشيد لم يعفهما - على ما يبدو - من دفع إتاوات كثيرة إلى قوى أخرى اتقاءً لهجماتهم، كما أن أوتينج علم، وهو في كاف أن ابن رشيد قد أمر بردم بئر الشقيق؛ وهي المورد الوحيد في مفازة في النفود الكبير بين الجوف وجبة قدرها مسيرة خمسة أيام. وذلك لمنع هجمات القبائل الشمالية المعادية خصوصًا الرولة والصقور (الصخور)  .  وهذا يعني أن ابن رشيد كان في حرب في هذا الوقت مع قبائل جنوب سورية، وأن هجمات هذه القبائل كانت تصل إلى الجنوب من الجوف.
 
عدَّ أوتينج بلدة كاف بلدة غنية؛ لأن فيها ما يراوح بين 450 و 500 نخلة، كما أشار إلى بساتين نخيل في إثرة  .  لكن ثروة قريات الملح في نظره ليست في نخيلها بقدر ما هي في ممالحها،  حيث كانت قوافل الملح تتردد بين القريات وحوران كل عشرة أيام، ويعتقد أوتينج أن هاتين البلدتين تدينان بوجودهما للملح. ويتميز ملح القريات على ملح المناطق الأخرى بخلوه من المرارة، وهو يستخرج من هذه المنطقة طوال العام، وبصورة منتظمة، وفي كل عام ينقل بدو السرحان وبنو عيسى نحو ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف حمل بعير إلى حوران، حيث يقومون بمقايضة هذه الأحمال بما يعادلها من الحبوب  
 
في آخر شهر ذي الحجة 1300هـ / أكتوبر 1883م، وصل أوتينج وهوبر إلى الجوف التي قدر أوتينج عدد سكانها بما يأتي: بلدة الجوف 12.000 نسمة، سكاكا 8.000 نسمة، قارا 1.000 نسمة والطوير 300 نسمة، أما القرى الأخرى فقد كان غالبها مهجورًا، وقد قابل الرجلان حاكم الجوف جوهرًا الذي استقبلهما استقبالاً جيدًا في قصر الحكم الذي سماه هوبر (قصر خزام). وقد لاحظ أوتينج أن الأمن والنظام يسودان المنطقة على الرغم من قلة الجند الذين يساعدون جوهرًا في إدارتها. وكان انطباع الرحالة عن جوهر وسلوكه إيجابيًا، وهو انطباع يختلف عن ذلك الذي رسمته الليدي بلنت قبل نحو أربع سنوات.
 
ويذكر أوتينج أن جوهرًا تمكن من مضاعفة مقدار الضرائب المرسلة إلى حائل من الجوف؛ بسبب إشرافه شخصيًا على خرص محصول التمور، كما أشار إلى إرسال قبيلة عنـزة فريق غزو مكونًا من مائتي رجل في اتجاه منطقة الجوف في أثناء إقامته هناك  
 
في منتصف عام 1310هـ، بداية 1893م وصل إلى بلدة كاف قادمًا من دمشق البارون إدوارد نولده (Baron Eduard Nolde) مبعوث روسيا القيصرية إلى أمير نجد محمد بن رشيد  .  وقد وصف نولده كاف بأنها قرية صغيرة، يسكنها بين 200 و 300 شخص يعيشون على زراعة بضع نخلات، بالإضافة إلى جمع الملح الموجود في الجوار. وقد ذكر نولده أيضًا بلدة إثرة التي قال: إنها قرية بحجم كاف. ويرى نولده أن أهمية كاف تكمن في كونها مكان التقاء البدو الذين يجلبون إليها مالا يحتاجونه من منتجاتهم، ولهذا السبب فهي بمنأى عن غزواتهم. ولضمان حماية أكثر، فإن أهل كاف وإثرة قد جعلوا أنفسهم رعايا لابن رشيد أمير حائل. لكن ابن رشيد لم يكن يهتم بالقريتين، حيث أبلغ نولده بنفسه أن ما يأتيه من خراج منهما قليل جدًا، وأن حمايتهما تتطلب دفع ضريبة مناسبة تسمح له بتجهيز الجيوش للدفاع عنهما  .  وكان نولده يعتقد أن صداقته الشخصية لكبير مشايخ الرولة سطام بن شعلان كفيلة بضمان الحماية له من الجزء الأكبر من البدو الذين يتجولون في شمالي جزيرة العرب. وقد أسف كثيرًا حين علم بمقتل سطام بن شعلان في صيف تلك السنة 1311هـ / 1893م  
 
يستشف من كلام نولده أن أمن كاف وإثرة لا يعتمد فقط على حماية ابن رشيد، وإنما على علاقة أهل القريتين بالقبائل التي ترتادهما. كما ذكر نولده عن ابن رشيد أنه كان يعتمد في الحماية على علاقته الشخصية بسطام الشعلان شيخ الرولة والعدد الكبير من الرجال والعسكر الذين يرافقونه  .  وقد ذكر أنه وجد على آبار الحيانية (على بعد نحو 300كم في النفود الكبير إلى الجنوب من الجوف) آلافًا من الإبل التي يملكها الرولة الذين يرعون إبلهم في النفود ويسقونها من آبار الجوف وسكاكا والحيانية وجبة، وقد علق نولده على ذلك بأن هذا الوضع لا يمكن أن يُشعر ابن رشيد بأنه سيد النفود الكبير الوحيد 
 
توجه البارون نولده من كاف إلى الجوف، وقد خاف جوهر حاكم الجوف من قِبل ابن رشيد من العدد الكبير من الرجال المسلحين الذين كانوا يرافقون البارون، فأغلق البوابة في وجوههم، وكان يرافق البارون أكثر من ستين رجلاً من ضمنهم ستة وعشرون من الجنود الأتراك لحمايته في الطريق. ولكن بعد مفاوضات دخل الجميع قصر الحكم، حيث استقبلوا استقبالاً لائقًا  .  وقد قدر نولده عدد سكان بلدة الجوف بما يراوح بين عشرة واثني عشر ألف نسمة، وأضاف أن بلدة سكاكا تماثلها في الحجم والأهمية، وقد أثنى على مياه الجوف وحدائقها وتمرها ووجد كل ما كانت تحتاج إليه قافلته الكبيرة فيها، وقد توثقت العلاقة بينه وبين جوهر، لكنه لم يتحدث عن الأوضاع السياسية في المنطقة  
 
ب - النفوذ العثماني في منطقة الجوف أواخر القرن الثالث عشر الهجري 1289هـ / 1872م:
 
منذ أن توغلت القوات العثمانية وقوات محمد علي باشا داخل الجزيرة العربية، وقضت على الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ / 1818م، والسلطان العثماني ومحمد علي باشا واليه في مصر، يدَّعيان أن لهما نفوذًا في وسط جزيرة العرب وشماليها. وكما حصل عبدالله بن علي بن رشيد على إمارة جبل شمر من الإمام فيصل بن تركي كذلك تمكن من إقناع خورشيد باشا قائد القوات العثمانية المصرية في نجد بإبقائه في المنصب نفسه  .  وبعد أن أجبرت معاهدة لندن عام 1256هـ / 1840م والي مصر على الانسحاب من جزيرة العرب أصبحت هذه الدعوى من حق السلطان العثماني وحده. ومثلما كان الإمام فيصل بن تركي يعترف بالسيادة الاسمية للدولة العثمانية، ويرسل أحيانًا بعض الهدايا متمثلة في الخيل إلى ممثليها في الحجاز   كذلك كان الأمير طلال بن رشيد يعترف بالسيادة العثمانية، ويقيم الخطبة باسم السلطان العثماني في البلاد التابعة له، ويزعم للعثمانيين أن حروبه وتوسعاته في المناطق الواقعة إلى الشمال والغرب من جبل شمر هي باسم السلطان العثماني  
 
لقد شعر السلاطين والساسة العثمانيون منذ نهاية القرن الثاني عشر الهجري (نهاية القرن الثامن عشر الميلادي) بضعف دولتهم، وفساد أنظمتها العسكرية والسياسية والإدارية والمالية، واستيلاء القوى الأوروبية - نتيجة لذلك - على مناطق واسعة من ممتلكاتها في أوروبا وحوض البحر المتوسط، وضعف نفوذها في البلاد العربية. ولتفادي ذلك انفتح العثمانيون على اقتباس النظم العسكرية والإدارية والمالية الأوروبية خلال القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي)، وقد عرفت هذه الفترة بـ (عصر التنظيمات)  .  وكان من أهم نتائجها إدخال النظم العسكرية والإدارية والمبتكرات الحديثة إلى الدولة العثمانية وتقوية الحكم المركزي في الدولة، ورغبة رجالها في إحكام قبضتهم على ولاياتها خصوصًا الولايات العربية  .  وقد تمكن العثمانيون من تقوية سلطتهم في الحجاز وعسير واليمن خصوصًا بعد شق قناة السويس في عام 1286هـ / 1869م، كما أرسلوا حملة عسكرية للاستيلاء على الأحساء في عام 1288هـ / 1871م  
 
أشارت الليدي بلنت إلى أن بلدة كاف كانت مستقلة تمامًا عن الدولة العثمانية على الرغم من أنها نهبت من قِبل عسكر الترك بقيادة إبراهيم باشا في عام 1250هـ / 1834م، كما ذكرت أن أولئك العسكر قد دمروا قلعة قصر الصعيدي التي تقع على جبل يشرف على البلدة. 
 
لقد سمعت بلنت هذه الرواية - على ما يبدو - من أهل كاف خلال زيارتها للبلدة عام 1295هـ / 1878م. ويظهر أن إبراهيم باشا هذا هو ابن محمد علي باشا حاكم مصر، وأن هؤلاء العسكر قد جاؤوا من الشمال لأن قوات إبراهيم باشا كانت تعمل في هذا الوقت ضد الدروز والقبائل في حوران واللجاة ضمن عمليات استيلاء القوات المصرية على جنوب بلاد الشام التي بدأت عام 1247هـ / 1831م  ،  فربما لجأ إلى قريات الملح وقصر الصعيدي جماعات من الدروز مما اضطر عسكر إبراهيم باشا إلى مطاردتهم وتدمير قصر الصعيدي 
 
أراد العثمانيون استغلال اغتيال الأمير متعب بن رشيد في عام 1285هـ / 1869م، ثم اغتيال خليفته الأمير بندر بن طلال عام 1289هـ / 1872م لفرض سلطتهم في الجوف ووادي السرحان والقريات، كما فعلوا في الأحساء، فقاد محمد سعيد باشا قائد قافلة الحج الشامي حملة خرج بها من معان للاستيلاء على الجوف عام 1289هـ / 1872م. وذكر ذلك الرحالة داوتي الذي وصل إلى حائل بعد أربع أو خمس سنوات من هذه الأحداث، ووجد هناك عددًا من الجنود المغاربة الذين اشتركوا في الحملة، وقد روى له بعضهم أخبارها قائلين: في عام 1289هـ / 1872م تقريبًا أرسلت حكومة سورية من معان حملة للاستيلاء على الجوف مكونة من مئتين من الجند النظاميين، ومئة من جنود الشرطة، وخمسين من عقيل حرس قافلة الحج، ومعهم مدفع صغير محمول على بغل، وكان يقود الحملة محمد سعيد باشا الكردي  
 
تمكَّن الباشا بمساعدة حلفائه من الشرارات من خدعة أهل الجوف، ودخلها من دون حرب، ولما علم الأمير محمد بن رشيد بذلك أرسل إلى الباشا يهدده بأنه إذا لم يغادر البلدة فإنه سيرغمه على ذلك. ولما وصل ابن رشيد على رأس قواته من حائل، وجد الباشا وقواته قد تحصنوا في قلاع البلدة، ولما حاول ابن رشيد مهاجمة البلدة استخدم الباشا مدفعه لإرهاب المهاجمين؛ ما اضطر ابن رشيد إلى المفاوضة. وقد اتفق الطرفان على بقاء الجوف في يد ابن رشيد، على أن يدفع عنها خراجًا سنويًا يسلم إلى والي دمشق قدره ألف وخمسمئة مجيدي، ويقبل بإقامة حامية عثمانية وقائمقام عثماني في الجوف  .  ويضيف داوتي أن الجنود المغاربة الذين كانوا قسمًا من الحامية التي أبقيت في الجوف استدعوا ابن رشيد - عندما توقف دفع رواتبهم - وسلموه الواحة، فاستعاد ابن رشيد الجوف وألحقهم بجنوده  
 
أشارت الليدي بلنت التي زارت بلدة كاف والجوف وحائل بعد عام من زيارة داوتي إلى الحادثة نفسها فقالت: إن أهل كاف والجوف أخبروها، أنه منذ أربع سنوات أرسل حاكم دمشق التركي حملة عسكرية ضد الجوف استولت على المنطقة لعدة شهور، وقد أرسل ابن رشيد شكوى إلى السلطان العثماني، وهدد بطرد العسكر العثماني والتوقف عن دفع الإتاوة التي كان يرسلها إلى محافظ المدينة المنورة إذا لم ينسحبوا من الجوف، ولذلك تم سحبهم، وقد نصت الليدي بلنت على أن الحملة أرسلت عبر وادي السرحان، وأن أهل كاف لقوا أذىً كثيرًا منها  
 
ينقل الرحالة الألماني أوتينج الذي كان وقد وصل إلى الجوف في ذي الحجة 1300هـ / أكتوبر 1883م عن مرافقه محمود أفندي الذي كان يرافق الحملة العثمانية على الجوف مترجمًا وكاتبًا، رواية ثالثة عن هذه الحملة ملخصها: أنه في نهاية عام 1286هـ وبداية عام 1287هـ / 1869م و 1870م جاء شيخ قبائل الرولة سطام بن شعلان إلى دمشق من أجل لقاء صبحي باشا ومحمد سعيد باشا رئيس قافلة مكة، وقال لهما: إنه يعرف منطقة خصبة غنية بالماء يمكن أن تستثمر وتقام عليها قرى وتعطي مبالغ كبيرة من الضرائب، وإن قبائل الرولة على استعداد تام لترك التنقل وليصبحوا مزارعين ويدفعوا الضرائب للدولة. وكان الشيخ يقصد وادي السرحان، لكن على الدولة إذا قبلت عرضه أن تستولي على الجوف، لأن ذلك ضروري لحماية الرولة من جيرانهم، وقد قَبِل الأتراك العرض، لكنهم أرادوا تنفيذه سرًا، فانطلقت الحملة العثمانية من معان في أواخر فبراير 1287هـ / 1870م، وكان قوامها مئتين من الخيالة وستين من المشاة وثمانين من العقيلات المسؤولين عن إعداد الطعام وعلى رأسهم محمد الرواف، وقد تولى قيادة الحملة محمد سعيد باشا، ولما وصلت الحملة إلى مشارف الجوف استقبلتها العناصر الموالية للأتراك الذين سبق الاتصال بهم، ونـزل الأتراك في قصر مارد  وقصر خزام  ،  ونصبوا مدفعهم الصغير على أحد التلال. وفي اليوم التالي وصلت جماعة من قِبل ابن رشيد على رأسها صالح بن رخيص ونـزلت في حي ابن درع، وفي اليوم الثالث وصل محمد بن رشيد بنفسه على رأس ثمانية آلاف رجل.
 
أرسل ابن رشيد أحد مماليكه إلى قادة الأتراك يطلب منهم مغادرة الجوف، وبعد نصف ساعة تقريبًا شن الهجوم عليهم، لكن هجومه فشل، لأنهم كانوا قد تحصنوا في قلاع البلدة، لذلك اضطر ابن رشيد إلى طلب المفاوضات مع الباشا، وقد حضرها محمود أفندي (مرافق أويتنج) مترجمًا. وقد استغرقت المفاوضات نحو ربع ساعة كان ابن رشيد يضحك أثناءها بصوت عالٍ، وبعد ذلك غادر إلى حائل عن طريق سكاكا.
 
بعد سبعة أيام من إقامته في الجوف عاد محمد سعيد باشا إلى السلط، وخلف وراءه حسين بك الشركسي قائمقامًا مع ثمانين جنديًا يشكلون حامية، وقد بقيت هذه القوة دون إزعاج إلى أن بدأت تفرض ضرائب غير معقولة على الشعير والقمح والملح، عندها واجهت مقاومة عنيفة. عرض ابن رشيد بعد ذلك على حسين الشركسي أن يدفع له ألف ليرة تركية، ويؤمن حمايته وكل حاجات سفره إلى حوران، لكن حسينًا رفض العرض، وقد ندم الشركسي بعد ذلك على رفض العرض عندما كاد هو وجماعته يموتون جوعًا، واضطر إلى الهرب ليلاً كاللص، وهو في أسوأ حال مع القلة المتبقية معه من القرى التي سبق أن دخلها فخورًا قبل ثمانية أشهر. وقد أكد أهل الجوف هذه الرواية للرحالة أويتنج  
 
يظهر جليًا من هذه الروايات أن الولاة العثمانيين في سورية أرادوا توسيع نفوذهم جنوبًا إلى الجوف والقريات ووادي السرحان على حساب آل رشيد، كما فعل ولاة العراق عندما وسعوا نفوذهم جنوبًا إلى الأحساء على حساب آل سعود، ولم يثنهم عن ذلك كون آل رشيد يقيمون الخطبة باسم السلطان العثماني ويدفعون إتاوة إلى الدولة العثمانية عن طريق محافظة المدينة المنورة، لكن هذا المشروع فشل؛ لأنه حدث في بداية عهد الأمير محمد بن رشيد أقوى أمراء آل رشيد وأوسعهم نفوذًا ودهاءً. وتشير الوثائق العثمانية إلى أن واحة الجوف ونخيلها لم تكن الهدف الوحيد لولاة سورية، وإنما كان أولئك الولاة يطمعون في الاستحواذ على ممالح قريات الملح في شمالي وادي السرحان. لقد دارت مراسلات كثيرة خلال عام 1290هـ / 1873م بين والي سورية والحكومة المركزية العثمانية من ناحية، وبين الحكومة المركزية ومحافظة المدينة المنورة من ناحية أخرى، وذلك بعد استيلاء والي سورية على الجوف ووادي السرحان، وأثناء وجود حاميته في المنطقة حاول من خلال هذه المفاوضات إقناع الحكومة المركزية بفصل الجوف ووادي السرحان والقريات عن محافظة المدينة المنورة وجبل شمر وإلحاقهما بولاية سورية، واحتج بأن قضاء الجوف لا يبعد سوى مسيرة يومين عن حوران، وأنه يُرجى الحصول على عوائد جمركية مقدارها 150 ألف قرش سنويًا من دخْلِ المملحة التي أنشئت فيه، هذا بالإضافة إلى وارداته القديمة، والمرتبات التي يتلقاها ابن رشيد - من عربان الشرارات وغيرهم من الأعراب الآخرين الذين يشتون في المنطقة - تحت اسم الزكاة إذا ما تم ضم القضاء المذكور إلى ولاية سورية 
 
كان والي سورية قد اقترح تشكيل متصرفية في معان، تشمل أقضية معان والكرك، وضم قضاء الجوف الذي يشمل القريات إليها بعد أن تم الاستيلاء عليه، وقد وافقت الحكومة العثمانية على ذلك، لكنها لم تلبث أن تراجعت عن قرارها وألغت المتصرفية المذكورة، وقررت الإبقاء على الإدارة السابقة، وتقرر إدارة قضاء الجوف على شكل قائمقامية؛ وضمه إلى محافظة المدينة المنورة، على أن يدخل ضمن إدارة ابن رشيد التي تشمل كلاً من جبل شمر وإقليم القصيم وتوابعها  .  وقد بنت الحكومة المركزية وجهة نظرها على كون قضاء الجوف يقع ضمن إدارة شيخ جبل شمر منذ عشرين عامًا، وأن القلعة التي بداخله هي من إنشائه، وأن القضاء يقع في الصحراء، وهو بعيد عن الشام، كما رأت الحكومة المركزية أن المملحة (قريات الملح) لم تكن تابعة لقضاء الجوف، ونظرًا لقربها من حوران فقد قررت أن تكون إدارتها من جانب ولاية سورية، وأبلغت محافظة المدينة المنورة بذلك  .  وهكذا فاز والي سورية بأهم ما كان يطمح إليه، وهو السيطرة على ممالح القريات، والاستئثار بالضرائب المفروضة على استخراج الملح وتسويقه في جنوب سورية.
 
لم يستمر نفوذ ولاية سورية في قريات الملح وسيطرتها على ممالحها طويلاً، فلم يذكر أي من الرحالة الذين زاروا بلدتي كاف وإثرة بعد وقوع حملة والي سورية على الجوف، مثل: الليدي بلنت وهوبر وأويتنج والبارون نولده أي موظفين أو جنود عثمانيين في المنطقة. وقد نص أويتنج الذي أمضى نحو ثلاثة أسابيع في القريات في أواخر عام 1300هـ / 1883م على أن الأتراك كانوا قد عيَّنوا موظفًا لجمع الضرائب أثناء فترة احتلالهم البلدة في عام 1287هـ / 1870م، وكان ذلك الموظف يأخذ مجيديًا واحدًا عن كل حمولة جمل من الملح، يعطى نصفه إلى شيخ البلدة، أما نصفه الآخر فيحتفظ به ضريبة للحكومة. وأن ذلك الموظف قام بتسليم مبلغ جيد إلى حكومة دمشق، يقدر بألفي مجيدي على الرغم من أنه سُرق من قِبل كاتبه   لكن أويتنج لم يذكر أنه رأى أو قابل أو سمع بوجود موظف عثماني في المنطقة أثناء وجوده فيها.
 
يبدو أن محافظ المدينة المنورة والأمير محمد بن رشيد قد تمكنا من إقناع الحكومة المركزية العثمانية بصلاحية بقاء الجوف ووادي السرحان وقريات الملح تابعة لمحافظة المدينة المنورة وضمن إدارة أمير جبل شمر. وكان الأمير محمد بن رشيد يعرف كيف يتعامل مع الولاة والموظفين العثمانيين، فقد ذكر داوتي أن الحكومة العثمانية استولت على خيبر، وأرادت الاستيلاء على تيماء في العام السابق لوصوله إلى تلك البلدة، لكن الحملة التي أرسلت لهذا الغرض عادت من منتصف الطريق. ويعتقد داوتي أن القادة الكبار في المدينة قد تمت رشوتهم في الوقت المناسب من حائل. "إن الأتراك يحبون الفضة والخيل، ويستطيع سلطان العرب الشمري المحافظة على مصلحته والتعامل معهم بالنوعين"  ،  كذلك ذكرت الليدي بلنت أن محمد بن رشيد يدفع إتاوة سنوية إلى محافظة المدينة عن الأطراف التي يسيطر عليها، مثل: كاف والجوف وتيماء وخيبر التي حاول الترك في عدد من المناسبات التدخل فيها  
 
في عام 1315هـ / 1897م خلف الأمير عبدالعزيز بن متعب عمه محمدًا في إمارة نجد، وقد استمرت العلاقات الجيدة بينه وبين الدولة العثمانية، بل إن الدولة بدأت في دفع رواتب شهرية إلى الأمير وكبار رجال أسرته وبعض نسائها وبعض موظفي الإمارة  ،  لذلك استمر نفوذ آل رشيد قويًا في الجوف ووادي السرحان والقريات، فقد ذكر المنصِّر الإنجليزي آرتشيبالد فوردر (A. Forder) الذي زار القريات والجوف في آخر عام 1318هـ بداية 1901م أن منطقة الجوف والقريات تخضع للأمير عبدالعزيز بن رشيد، وأن (جوهرًا) ما زال هو الحاكم في المنطقة رغم تقدمه في السن  .  أما في الشرق والجنوب فقد بدأ الأمير عبدالعزيز بن رشيد يتعرض لضغوط من قِبل مبارك الصباح شيخ الكويت، وآل سعود حكام نجد السابقين منذ عام 1318هـ / 1901م. وقد تمكن الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من استعادة جنوبي نجد والقصيم خلال السنوات الخمس التالية. وفي أوائل عام 1324هـ / 1906م قتل عبدالعزيز بن رشيد في معركة بينه وبين عبدالعزيز بن سعود في القصيم، وانكمش نفوذ آل رشيد إلى جبل شمر  .  ويذكر لوريمر أن سلطان بن حمود بن عبيد آل رشيد كان قد خرج على الأمير عبدالعزيز بن متعب بن رشيد قبل مقتله، وذلك في ربيع الآخر 1323هـ / يونيو 1905م واستقل بمنطقة الجوف بموافقة أهلها والقبائل المجاورة لها  
 
وحينما وصل الكابتن إس إس. بتلر (S. Butler) والكابتن ل. ايلمر اللذان كانا يعملان للاستخبارات البريطانية إلى الجوف في المحرم 1326هـ / فبراير 1908م وجدا أن فيصل الحمود العبيد الرشيد هو الحاكم في الجوف، وكان فيصل وأخواه سلطان وسعود قد استولوا على الإمارة في حائل في أواخر عام 1324هـ / 1906م، وأصبح سلطان هو الأمير في حائل، لكنه لم يستمر في الإمارة أكثر من سبعة أشهر حيث قتل على يد أخيه سعود الذي تولى الإمارة في حائل حتى مقتله في صفر 1327هـ / فبراير 1909م  .  ويبدو أن فيصل الحمود قد جاء إلى الجوف إما مبعدًا من قِبل أخيه سلطان أو تجنبًا للأوضاع السياسية غير المستقرة في حائل، حيث يذكر الكابتن بتلر أن فيصل الرشيد وصل إلى الجوف أميرًا للمنطقة قبل شهر من وصوله هو ومرافقه إليها، وأن الأمير سلطان قد لقي مصرعه أثناء وجودهما في الجوف  .  وقد لاحظ الضابط البريطاني أن ابن رشيد كان في حالة سلام مع قبيلة الرولة، وأن ابن شعلان قد جاء في زيارة مجاملة لفيصل الرشيد، وأحضر معه بعض الهدايا أثناء وجوده في الجوف، وأن ابن شعلان كان يقيم في وادي السرحان في ذلك الوقت، وأن قريات الملح كانت ضمن نفوذ ابن رشيد  
 
لقد أسهم النـزاع العنيف الذي ثار بين زعماء الأسرة الرشيدية بالإضافة إلى الضغوط العسكرية التي كان الأمير عبدالعزيز بن سعود يقوم بها عليهم من ناحية الجنوب في تقليص نفوذ إمارة آل رشيد عن الأقاليم التابعة لها، ومنها: الجوف ووادي السرحان والقريات التي لم يتمكن آل رشيد من الاحتفاظ بنفوذهم فيها سوى لفترة قصيرة قبل سقوط إمارتهم في عام 1340هـ / 1921م  .  وقد أتاح ضعف نفوذ آل رشيد في الجوف ووادي السرحان والقريات الفرصة لعودة نفوذ آل شعلان شيوخ الرولة إلى المنطقة.
 
ج - نفوذ آل شعلان في منطقة الجوف:
 
سبقت الإشارة إلى أنه حتى بعد أن توغلت قبيلة الرولة في جنوب سورية فقد ظلت تتردد خلال القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) وبداية القرن التالي بين بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية خصوصًا وادي السرحان والجوف والنفود الكبير، وقد أتاح غياب الدولة السعودية الأولى المجال لعودة نفوذ شيوخ الرولة إلى منطقة الجوف ووادي السرحان. وعلى الرغم من امتداد نفوذ عبدالله بن رشيد إلى الجوف وتقوية ابنيه طلال ومتعب لذلك النفوذ في المنطقة، إلا أن شيوخ الرولة استمروا في فرض الإتاوات على قرى تلك المنطقة وقبائلها.
 
تزعم قبيلة الرولة خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) الشيخ نايف بن عبدالله بن شعلان وأبناؤه فيصل وهزاع وابن عمهم سطام بن حمد بن متعب بن شعلان، وقد خاض فيصل الشعلان معارك عنيفة مع قبيلة ولد علي بزعامة محمد بن دوخي بن سمير في عام 1275هـ / 1858م وعام 1277هـ / 1860م قتل فيها الشيخ فيصل وعدد كبير من الطرفين  .  ويؤكد موزل أن الشيخ فيصل الشعلان لم يقتل إلا بعد أن كسب لنفسه شهرة طبَّقت الآفاق، وث
شارك المقالة:
111 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم