اختزل باموق بروايته جودت بيك وأبناؤه ثلاثة أجيال باحداثها بمتغيراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليتنقل بنا من عصر الى عصر ومن حقبة الى أخرى بثلاث حقب متعاقبة.

بدأت الرواية في مطلع القرن العشرين حيث شهد عائلة جودت بيك الدولة العثمانية وسقوطها وقيام الجمهورية التركية وحياة زعيمها الجديد ومؤسسها كمال اتاتورك لتشهد العائلة وفاة اتاتورك لتذهب الرواية الى حقبة السبعينيات والانقلابات العسكرية وما يلحقها من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية.

كعادته ياخذنا باموق الى داخل الاحياة والازقة التركية والى داخل البيوت ويسمعنا الاقاويل والمكائد التي تحيكها النساء ، ليجعلنا نعيش تفكك الاسر التركية بمرور الزمن وتحولها من عائلة مجتمعة في بيتا واحد الى اسر صغيرة تنتقل الى بيوتات متفرقة ، يرسم لنا الكاتب البيوت الخشبية القديمة باثاثها المتينة وفرشها الثقيل وممراتها المزخرفة.

يحاول ان ان ينقل لنا باموق الحياة والمجتمع التركي بهذه الحقب الثلاث فاخذ عائلة جودت بيك وأبناؤه انموذجا يتحدث عن تلك الحقبة ، كما لا ننسى السرد الجميل الذي يتميز بها باموق الحاصل نوبل للآداب سنة 2006، الرواية صادرة عن دار الشروق وهي من ترجمة المترجم عبد القادر عبد اللي .