معلومات عن القوميتان العربية والتركية.. أولى خطوات هدم الخلافة العثمانية

الكاتب: رامي -
معلومات عن القوميتان العربية والتركية.. أولى خطوات هدم الخلافة العثمانية

معلومات عن القوميتان العربية والتركية.. أولى خطوات هدم الخلافة العثمانية

معلومات عن القوميتان العربية والتركية.. أولى خطوات هدم الخلافة العثمانية

أربع سنوات من الدمار الشامل الذي أحدثته الحرب العالمية الأولى وشمل مساحات كبيرة من العالم، هلكت فيه جماعات كبيرة من البشر، فالحرب واحدة من الكوارث العالمية التى حدثت خلال القرن الماضي، لكن نتائجها كانت أدهي وأمر على دولة الخلافة العثمانية، لعل أول هذه النتائج هو أن الدول الأوربية حقّقت رغبتها، في حل المسألة الشرقية ليس على مائدة المفاوضات التي فشلت محاولاتها السابقة، وإنما بطريقة تقسيم الغنيمة بعد اقتناصها بالسلاح الأوروبي المشترك، ذلك السلاح الذي تعددت وسائله السياسية والعسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى، سواءً بقدرة السياسة البريطانية لإقناع الشريف حسين بالثورة العربية، وإشعال فتيل القومية لخدمة أهدافه الذاتية وأهداف من تبعه، أو باستعمال القوة في ميادين القتال الذى بلغ مداه بانتزاع القدس الشريف من يد المسلمين.


لم تكن نوايا العالم النصراني الأوروبي لتقسيم أراضي الدولة العثمانية حقدا منها على العناصر التى تضمها هذه الدولة فحسب وإنما كانت رغبة بتحطيم الوحدة الإسلامية المتمثلة في هذه العناصر، وإضعافها بكل السبل والوسائل حتى يضمن عدم قيام وحدة إسلامية تهدده وتقضى عليه هذا الحقد والعداء ورثته الدول الأوروبية منذ عصور الفتوحات العثمانية – ولا يزال العالم النصراني إلى يومنا هذا يعمل على إضعاف الوحدة الإسلامية بكل ما أوتي من قوة،



لذلك كانت خبرة الدول الأوربية قد بلغت مداها في الصراع مع المسلمين، إذ أن سلاح المواجهة العسكرية ضد تلك العناصر الإسلامية لم يؤتِ ثماره، لذلك كان لابد من الاختراق من الداخل وإيجاد صديق من داخل تلك الوحدة يعمل على تحقيق رغبة الدولة الإوروبية من أجل ضرب الوحدة الإسلامية بعد أن أدركت الدول الأوروبية أن النجاح يكمن في إيجاد عناصر مناوئة داخل الدولة العثمانية، وفعلا وجدت أصدقاء، سواءً داخل بيت الدولة العثمانية في إسطنبول حيث قامت بتشجيع الحركة الطورانية من داخل العنصر التركي في الدولة العثمانية، أو الطرف الآخر أو الصديق الآخر وكان داخل العنصر العربي المتمثل في ثورة الشريف حسين، وبدأت القوة الاستعمارية بتشجيع الفكر القومي (القومية التركية والقومية العربية) وقد قام اليهود بدور كبير في تشجيع الحركة الطورانية داخل الدولة العثمانية والتى تنادي بسيادة العنصر التركى واللغة التركية وكان هدفهم الأول إسقاط الخلافة التى تمثل قمة الوحدة والترابط بين الشعوب الإسلامية.

ومن أجل ذلك قامت العناصر العربية بتشجيع مسموم وخبيث من قبل بريطانيا من أجل الخروج عن الدولة العثمانية، في الوقت الذي كان فيه الأجدر للشعوب العربية أن تعمل على الحفاظ على الوحدة الإسلامية، إلا أن الأنجليز نجحوا في مخططاتهم إلى حد كبير، وأصبح الولاء للقومية أكثر من الدين، وعلى الرغم من الأحداث التي نجمت عن ثورة الاتحاد والترقي على السلطان عبدالحميد واضطراب السياسة العثمانية إلا أن هذا لم يكن مبررا لوقوف تلك العناصر الإسلامية في صف الحلفاء لخدمة أهدافهم، وحتى أولئك القادة العثمانيين الذين جرّوا الدولة إلى الدخول في الحرب واستخدمهم الإنجليز في تنفيذ أهدافهم قد نالوا من سوء النهاية بما يوحي أنه عقاب من الله فقد قتل بعد الحرب أنور باشا وطلعت باشا وجمال باشا، واضمحلت إمارة الشريف حسين واستطاعت الدول الأوربية ضرب الوحدة الإسلامية واستطاعت أن تأخذ ما عجزت عنه بالسلاح أخذه بالدهاء والمكر والخيانة ولم يفهم العرب والأتراك الدرس بعد

وأن ما سميّ بالثورة العربية الكبرى هو تعبير مبالغ فيه إلى حد كبير، إذ لم تضم تلك الثورة التى أشعلها الشريف حسين العرب قاطبة، بل إن كثيرا من القيادات العربية آنذاك لم تسمع للنداء الإنجليزي الخبيث وهو طعن الدولة العثمانية من الخلف أثناء الحرب العالمية الأولى على الرغم من تحالف الدولة العثمانية مع ألمانيا، كما أنه من الخطأ أن نقول بأن كلمات مثل الترك، الأتراك،تركيا، تعبر عن الدولة العثمانية آنذاك، لأن الدولة العثمانية كانت تضم شعوبا وعناصر مختلفة ولم يكن العنصر التركي إلا جزء منها.


شارك المقالة:
103 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook