معلومات عن العصر الحجري الحديث في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
معلومات عن العصر الحجري الحديث في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

معلومات عن العصر الحجري الحديث في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
ربما كانت المعلومات عن هذه الحقبة في منطقة نجران أفضل من سواها بحكم وفرة المواقع، وإن لم تدرس دراسة جيدة، ولربما كان لقرب الفترة الزمنية من وقتنا الحالي وتحسّن الظرف المناخي خلال تلك الفترة دور في ذلك؛ ففي الفترة التي سبقت إجراء المسح الشامل، عثر بعض المستكشفين وموظفي (أرامكو) على مجموعات للأدوات الحجرية  في قطاعات منطقة نجران، وتحديدًا في المواقع: جلدة، وشرورة، والمندفن، وجنوب المنبطحات، أرخت للعصر الحجري الحديث. والمواقع في مجملها مواقع سطحية جمعت بعض ملتقطاتها في فترات متعاقبة، وقد تعرض لها بعض الباحثين بالإشارة   وإعادة الدراسة  .  ففي عام 1380هـ/1960م عثر إدوارد فرانسيس من شركة (أرامكو) على نحو 65 أداة حجرية شملت فؤوسًا في منطقة نهيدان القوانصة (Nuhaydayn al Gawnasah) في القطاع الغربي للربع الخالي  
 
وفي العام ذاته، نشر (هنري فيلد) مقالاً كشف عن موقع احتوى على أدوات حجرية ومواقد للنار، شرق الجلدة  ، حوى أدوات شملت رؤوس سهام. وقد أمكن الخروج بتاريخ لمواقد النار في الموقع في حدود 5090 + 200 قبل الحاضر، أي نحو 3000 ق.م  
 
كذلك تشير بعض التقارير إلى مجموعات حجرية غير منشورة جمعها موظفو (أرامكو)، أودع بعضها في متحف بيبودي  .  وفي عام 1382هـ/1962م، نشر (سميث) و (ماراجيان) مقالاً احتوى وصفًا لمجموعتين من الأدوات الحجرية، عثر على إحداهما قرب شرورة والأخرى قرب موقع الجلدة.
 
فمن موقع شرورة، كشف عن 73 أداة حجرية صنعت من حجارة الشيرت والكوارتزيت والصوان، مع غياب استخدام الزجاج البركاني، ومن بين هذه الأدوات كان هناك 59 أداة من رؤوس السهام جيدة الصنع، احتوت على تشظية رقيقة، بعضها ورقية الشكل وبعضها يأخذ شكل مثلثات عريضة القاعدة  .  وشملت المجموعة كذلك 11 مكشطًا رأسيًا وجانبيًا بتقنية أقل من تلك التي صنعت بها رؤوس السهام. وقد صنعت المكاشط على شكل شفرات كبيرة وشظايا سننت بطريقة الضغط. كذلك احتوت المجموعة على أدوات طحن من الحجر الرملي والبركاني، وكسر حجرية أخرى، ومطارق لصناعة الأدوات؛ مما يشير إلى تصنيع الأدوات في الموقع نفسه، وهناك كسر تحمل آثار حريق. أما المخلفات العضوية فقد اشتملت على عظام حيوانية في حالة يصعب معها تحديد أنواعها، ويرى أنها ربما تعود إلى عظام معز أو ضأن. 
 
أما مجموعة موقع الجلدة فقد كشفت (هولم) عام 1374هـ/1955م، عن نحو 106 أدوات حجرية مشابهة لتلك التي جمعت من موقع شرورة في مادتها الخام، وكذلك في غلبة رؤوس السهام التي احتوت على نحو من 97 منها ضمن المجموعة. وتباينت أنواع رؤوس السهام بين سهام مذنبة وأخرى على هيئة مثلثات ومعينات وسهام ورقية الشكل، وقد صنعت على شكل شفرات وشظايا، وشحذت بوسيلة الضغط  .  وكذلك حوت المجموعة القليل من المكاشط الرأسية والجانبية والشفرات المسننة والسكاكين والمخارز. ولم يعثر على فخار في أي من هذه المواقع، كما لم يعثر على مخلفات عضوية واضحة.
 
على الرغم من أن هذه المجموعات قد نسبت إلى العصر الحجري الحديث، وأصبحت تُشكل عند بعضهم مرتكزًا لصناعات العصر الحجري الحديث في جنوبي المملكة العربية السعودية؛ إلا أنها قد جمعت من المواقع الأثرية بطريقة غير منهجية، ومن ثَمَّ لا ندري إن كانت تشكل عينة ممثلة لأدوات هذه المواقع أم ل. 
 
وقد جمعت من هذه المواقع الأربعة: شرورة، والمنبطحات  ، وجلدة، والمندفن؛ نحو 1069 أداة، أعاد (إدنـز) دراستها، وقد وجد صعوبة في مقارنتها بأدوات العصر الحجري الحديث من مواقع بلاد الشام، فصنفها بناء على متغيرات مختارة وفق أوجه الشبه بين المجموعات. وأشارت مخلفات الصناعة الحجرية إلى أن الصناعة قد ارتكزت على إنتاج الشفرات والشظايا، وقد استخدمت مطارق خفيفة وثقيلة في شطرها.
 
أما الأدوات فقد شملت   رؤوسَ سهام مذنبة مثلثة الشكل بطرفين مَشْحوذين مستقيمين يلتقيان بطرف حاد، ورؤوسَ سهام مخروطية مَشْحوذة الأطراف، يميل بعضها إلى شكل المعين، ورؤوسَ سهام ورقية الشكل، ورماحًا حجرية، وشظايا مشحوذة الوجهين، ومكاشطَ رأسية، ومكاشطَ جانبية، ومثاقبَ، وأدواتٍ قرصية.
 
وعند مقارنة مجموعات الأدوات من المواقع الأربعة بعضها ببعض، حسب تقنية التصنيع لأنواع الأدوات الحجرية، يتضح أن معدلات تكرارها متقاربة إلى درجة عالية، رغم التباين النسبي بينها  
 
أما المادة الخام المستخدمة فقد شملت أنواعًا من حجر الصوان إلى جانب الكوارتزيت والكوارتز والخشب المتحجر والزجاج البركاني (الأوبسيديان) والحجر البركاني. وفيما عدا الزجاج والحجر البركاني، فإن المواد الأخرى جميعها متوافرة في منطقة نجران. أما الزجاج البركاني فإن أقرب مصادره هي المنطقة الواقعة بين صنعاء وتعز في اليمن. وقد سجل الصوان أعلى نسبة بين المواد الخام المستخدمة  . 
 
كما احتوت المجموعات الحجرية كذلك على عدد من حجارة الرحى من المواقع (شرورة، والمنبطحات، وجلدة، والمندفن) نحو 22 كسرة تباينت أعدادها بين المواقع، وقد صنعت من الحجر الرملي والجرانيت  .  وكذلك عثر على القليل من المخلفات العظمية، وعند تصنيفها، اتضح أن غالبيتها تعود إلى عظام الغزلان إلى جانب الحمار الوحشي والمعز، مما يشير إلى اعتماد كبير - إن لم يكن كليًا - على الصيد البري في الغذاء  
 
وفي عام 1398هـ/1978م، أجرى فريق المسح التابع لوكالة الآثار والمتاحف مسحًا في المنطقة كشف عن عدد من المواقع في القطاع الشرقي تركزت على الكثبان الرملية المطلة على البحيرات القديمة حول جلدة والمنبطحات، كان من بينها المواقع 218 - 4، 218 - 5، 218 - 6، 218 - 7  
 
وفي القطاعين الأوسط والغربي، عثر كذلك على مواقع أرخت بالعصر الحجري الحديث إلى الشمال من نجران وحول آبار حمى، كان من بينها المواقع 217 - 19، 217 - 20، 217 - 22، 217 - 29  
 
وقد ارتكزت الصناعة في هذه المواقع على حجارة الشيرت والكوارتزيت والزجاج البركاني (السبج البركاني: الأوبسيديان)، وهي مواد خام متوافرة في المنطقة، وقد تضمنت صناعة المكاشط ورؤوس السهام المذنبة ورؤوس الحراب والأنصال 
ووجدت في المواقع كذلك مخلفات عضوية شملت كسر بيض النعام وعظام الغزلان التي شكلت جزءًا من الغذاء  
 
شارك المقالة:
211 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook