التهاب الصدر نوع من أنواع العدوى التنفسية الذي يصيب الجزء السفلي من الجهاز التنفسي، إذ يشمل الجهاز التنفسي السفلي، القصبة الهوائية والشعب الهوائية وكذلك الرئتين، ويعدّ أكثر أنواع التهاب الصدر شيوعًا التهاب القصبات الهوائية والالتهاب الرئوي، وقد تتراوح أعراض هذه الأنواع من خفيفة إلى شديدة، والتي تتميّزبالسعالوالصفير وصعوبة وقصر التنفّس والحمّى وأعراض كثيرة أخرى، ويختلف علاج الالتهاب اعتمادًا على السبب وشدّة الأعراض التي يعاني منها المريض، وسيتحدّث هذا المقال عن التهاب الصدر بأنواعه المختلفة.
الالتهاب الرئوي هو أحد أنواع التهاب الصدر، وهو عبارة عن عدوى تصيب إحدى الرئتين أو كلتيهما، وقد يكون ناتجًا عن عدوى جرثوميّة أو فيروسيّة أو فطريّة، ويعدّ الأشخاص الذين هم أكبر من 65 عام أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، أكثر عرضةً للإصابة بالالتهاب الرئوي، وكذلك أولئك الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحيّة معيّنة، ويمكن أن تختلف شدّة أعراض هذه الحالة من خفيفة إلى شديدة، ويجب مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهرت الأعراض الآتية على المريض:
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى الإصابة بهذا النوع من أنواع التهاب الصدر، فقد يكون السبب هو انتقال عدوى ما إلى الشخص، وتكون هي المسؤولة عن ظهور الأعراض السابقة، وتتنوّع العدوى المسبّبة على الشكل الآتي:
ينطوي علاج الالتهاب الرئوي على نوع العدوى التي سبّبت الالتهاب وعلى شدّة الأعراض الظاهرة على الشخص، وعادةً ما يتم علاج الشكل الخفيف منه من خلال العلاجات المنزليّة، وبالرّغم من أنّ الحالة تتحسّن خلال عدّة أيام أو أسابيع، إلّا أنّ التعب قد يستمر لأشهر، وتشمل الخيارات العلاجيّة لهذا النوع من التهاب الصدر ما يأتي:
التهاب القصبات الهوائية وهو حدوث التهاب في بطانة القصبات التي تحمل الهواء إلى داخل الرئتين، وقد يكون هذا النوع من التهاب الصدر حادًا أو مزمنًا، ويتميّز بإنتاج المخاط أو البلغم الكثيف، وقد ينتج النوع الحادّ نتيجةً للإصابة بنزلات البرد أو التهاب الجهاز التنفسي العلوي، بينما يكون الشكل المزمن ناتجًا عن تهيّج مستمر للقصبات الهوائية، ويكون التدّخين هو المسبّب في أغلب الأحيان، ويعرف الشكل الحادّ باسم نزلة برد الصدر، وعادةً ما يتم الشفاء منه خلال 10 أيام تقريبًا، وقد يؤدّي حدوثه بشكل متكرّر إلى الإصابة بالشكل المزمن، وتكون أعراض التهاب القصبات الهوائية على الشكل الآتي:
في أغلب حالات التهاب القصبات الهوائية الحادّة يكون السبب هو الإصابة بعدوى فيروسيّة، وعادةً ما تكون نفس الفيروسات المسؤولة عن الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، وبالتالي لا يفيد استخدامالمضادّات الحيويةفي معظم حالات التهاب القصبات الهوائية، لأنّ هذه الأدوية لا تقتل الفيروسات ولا تؤثّر عليها نهائيًا، أمّا بالنسبة لالتهاب القصبات المزمن، فإنّ السبب الأشيع للإصابة به هوالتدّخينبجميع أنواعه، ويمكن أن يُسهم في ذلك أيضًا تلوّث الهواء أو الأغبرة أو الغازات السامّة في البيئة المحيطة أو مكان العمل.
معظم حالات التهاب القصبات الحادّة قد تتحسّن من تلقاء نفسها بعد حوالي أسبوعين، وبما أنّ الحالة غالبًا ما تنتج عن عدوى فيروسيّة فلن يتم وصف مضادّ حيوي، ولكن إذا أثبتت الاختبارات التحليلية أنّ السبب جرثومي، فسيقوم الطبيب بإعطاء المضاد الحيوي المناسب، ويمكن أيضًا استخدام بعض الأدوية التي قد تخفف السعال وخاصّةً أثناء النوم، ويمكن أيضًا استخدام أدوية أخرى، فإذا كان الشخص يعاني من الحساسية أوالربوأو مرض الانسداد الرئوي المزمن، فمن المحتمل أن يوصي الطبيب باستخدام جهاز الاستنشاق والأدوية الأخرى لتقليل الالتهاب وتقليل ضيق النفس، وفي حالة التهاب القصبات الهوائية المزمن، فقد يتم اتّباع برنامج التأهيل الرئوي، والذي يتم بمساعدة مختصّين يقومون بتدريب المريض على التنفّس بطريقة أكثر فعّاليةً.
بعد معرفة أنواع التهاب الصدر وأسباب وأعراض وعلاج كل منهما، لا بدّ من الحديث عن طرق وأساليب الوقاية من هذه الأمراض التنفّسيّة، وفي البداية وقبل أي خطوة يجب الإقلاع عن التدّخين أو الابتعاد قدر الإمكان عنالتدّخين السلبي، ويمكن اتّباع السُبل الآتية: