معرض التراث الحضاري بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
معرض التراث الحضاري بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

معرض التراث الحضاري بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
  اهتم النادي منذ بداية نشاطه بالتراث الحضاري لكونه لغة تتحدث للأجيال الحالية والقادمة عن الأجيال السابقة بطريقة حية ملموسة، ولذلك احتل هذا التراث منـزلة خاصة، وأفرد له صالة مستقلة جمعت ما يمكن جمعه من العاديات، وما زالت تلك القطع النادرة في ازدياد سنة بعد سنة.
 
ولدى النادي حاليًا ما يزيد على ألف قطعة من قطع ذلك التراث منظمة ومنسقة في معرض دائم، وقد فهرست في سجل خاص بمدلولاتها واستخداماتها، مع لمحة عن العصور التي استخدمت فيها.
 
واستجابة لنداء صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - بوصف عام 1410هـ / 1989م عامًا للتراث، نشط النادي في هذا المجال، فأقام ندوة متخصصة شارك فيها عدد من رجال الفكر والأدب، وأصدر بعض الكتب التي تعالج هذا الموضوع مثل:
 
 المستدرك في شعر بني عامر، من الجاهلية حتى آخر العهد الأموي 132هـ / 749م، جـ1، الدراسة الموضوعية والفنية، د. عبد الرحمن الوصيفي.
 المستدرك في شعر بني عامر، من الجاهلية حتى آخر العهد الأموي 132هـ / 749م، جـ2، (الجمع والتحقيق)، د. عبد الرحمن الوصيفي.
 
 اللمعة في صنعة الشعر، د. صلاح الدين محمد الهادي.
 
 تاريخ معالم المدينة المنورة قديمًا وحديثًا، أحمد ياسين الخياري.
 
 تراثنا المخطوط في العلوم التطبيقية والبحتة، مصطفى عمار منلا.
 
وبذلك كان للنادي قدم السبق، وهو النادي الوحيد الذي حصل على خمس عشرة شهادة تقديرية من صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب موجهة بأسماء الأدباء والمفكرين الذين أسهموا في فعاليات عام التراث، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية باسم سموه - رحمه الله - قدمها النادي للدكتور محمد قزدر مدير مكتب التراث الإسلامي.
 
لم يكن غريبًا على الجو الثقافي في المدينة المنورة الذي وصفنا بعض جوانبه فيما سلف من الحديث أن تتبلور فيه إرهاصات أنشطة مثل النشاط المسرحي؛ فعلى المستوى البدائي كانت المدينة تحتفي بزوارها من الزعماء والقادة بخروج طلاب المدارس الابتدائية وما بعدها، في مهرجان بديع لإنشاد قصائد الترحيب أمام القصر الذي ينـزل فيه الضيف، وفي العادة كان قصر آل الخريجي في حي العنبرية، وكانت المدارس تتسابق في هذا النشاط، وغالبًا ما تحصل (مدرسة دار الأيتام) على قصب السبق في هذا المضمار، فكما ذكر سابقًا، كانت المدرسة مشهورة بنظامها الصارم المتجدد في التدريس وفي طريقة التربية.
 
أما على المستوى الأرقى، فكانت المرحلة ما بعد الابتدائية تشهد أنشطة مسرحية غير منتظمة، بمساعدة هواة من خارج البيئة التعليمية وأحيانًا من داخلها، ومن أشهر هؤلاء الهواة (السيد مصطفى حسن عطار) الذي تميز مجلسه:
 
"باهتمامه بالموضوعات الأدبية والثقافية، وبعلم الفلك والنجوم وأدواتها، ثم بممارسة التمثيل والإخراج. وكان رواد المجلس يقومون بعمل التمثيليات المختلفة، وكان لديهم الثياب والأدوات اللازمة للتمثيل، وغالبًا ما تتم عملية التمثيل في المزارع والبساتين خارج المدينة، وكانوا يؤدون بعض اللقطات التي تعتمد على خدع الإخراج. واستمر القيام بهذه الهوايات لفترة طويلة حتى قبيل وفاته بسنوات"  
 
لقد برع السيد مصطفى عطار في جميع عناصر الدراما، من تمثيل وإخراج وماكياج، وأسهم مساهمة فعالة في النشاط المسرحي المقام في المدرسة الثانوية بالمدينة (مدرسة طيبة الثانوية حاليًا)، وفي نشاط (المؤسسة الثقافية) للطلاب الجامعيين. يذكر - على سبيل المثال - نشاطه في إخراج تمثيلية (الهجرة) التي قدمتها المدرسة الثانوية على مسرح دار الأيتام عام 1371هـ / 1951م التي كتبها أحد الأساتذة المصريين الأزهريين، كما كان له دور فعال في تمثيليات كوميدية اجتماعية في المدرسة الثانوية وفي المؤسسة الثقافية التي كانت تنهي موسمها التدريسي الصيفي بتمثيلية اجتماعية هادفة في إطار كوميدي، وكان يساعد في كتابة المسرحيات الاجتماعية الفريق علي الشاعر، قائد منطقة المدينة المنورة العسكرية آنذاك.
 
شارك المقالة:
47 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook