مظاهر عناية الإسلام بالأسرة

الكاتب: علا حسن -
مظاهر عناية الإسلام بالأسرة.

مظاهر عناية الإسلام بالأسرة.

 

مكانة الأسرة في الإسلام

إنّ الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وبناءً على ذلك يكون بناء المجتمع، فإن كانت الأسرة مترابطةً ومتماسكةً، فإنّ ذلك ينعكس على ترابط المجتمع، وإن كانت الأسرة بعكس ذلك فالمجتمع يصبح منهاراً ومتفكّكاً، إلّا أنّ الإسلام عمل على تقوية الأسرة، وتوثيق العلاقات، والروابط بين أفرادها، وحثّ المجتمع على تطبيقها والحرص عليه

عناية الإسلام بالأسرة

أعطى الإسلام للأسرة أهميةً كبيرةً، واعتبر أنّ رابط الأسرة رابطٌ وثيقٌ ومقدّسٌ، ولأجل ذلك فقد بيّن الإسلام عدّة أمورٍ تقوم عليها الأسرة، وترتكز عليها، وفيما يأتي بيان جوانب اهتمام الإسلام بالأسرة:

  • رعاية الأبناء: إنّ الأبناء من نتائج وثمار العلاقة بين الزوجين، وبهم يحصل كمال أركان الأسرة، وفي الحقيقة إنّ الأبناء هم الامتداد الأسري والتاريخي للأسرة، لتكتمل فيما بعد مهمة تكوين المجتمع من عدّة أسرٍ، والواجب على الوالدين تربية أبنائهم والإحسان في ذلك، بما يحقّق الخير والصلاح للمجتمع، ومن صور حسن تربية الأبناء تسميتهم بأفضل الأسماء وأحسنها، والحرص على عدم حدوث المشاكل والخلافات بين الزوجين أمام أبنائهم، والقيام بحقوقهم بصورةٍ عادلةٍ، مع الرفق واللين في التعامل معهم، وعدم اللجوء إلى الضرب.
  • طاعة الوالدين: فالإسلام حثّ الأبناء على البرّ بوالديهم، حيث قال الله تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمً فالأبناء مأمورين بالطاعة المطلقة لوالديهم، إلّا إن كان في طاعتهما معصيةً لله تعالى، أو شرك به، ولكنّ الواجب الإحسان في معاشرتهما، وفي ذلك حصولاً على برّ الأبناء مستقبلاً، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (بِرُّوا آباءَكم تَبَرَّكم أبناؤُكم)الجزاء من جنس العمل.

 

أهداف قيام الأسرة

تطلق الأسرة في الاصطلاح على الرابطة الاجتماعية التي تتكوّن من الزوج والزوجة وأبنائهما، وتشمل أيضاً الأجداد والأحفاد وبعض الأقارب إن كانوا ضمن ذات المعيشة، ولم توجد الأسرة إلّا لتحقيق مجموعةً من الأهدافالهدف الروحي: إنّ الأسرة تعدّ من الوسائل التي تؤدي إلى تهذيب وتقويم النفوس، وتنمية الفضائل والطرق والأساليب التي تؤدي إلى نشر الرحمة والرفق والعطف والإيثار بين الناس، وبذلك يتحمّل الأفراد المسؤوليات المنوطة بهم، ويتحقّق التعاون بين أفراده على أداء الواجبات، كما أنّ بذلك تحقيقٌ للعديد من الأهداف، ومن ذلك: إقامة شرع الله تعالى، وتحقيق رضاه، فالأساس في قيام البيوت عبودية الله عزّ وجلّ، ولذلك فإنّ الله تعالى أباح الطلاق عند طلب المرأة له، خوفاً من عدم تحقيق شرع الله، حيث قال الله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)،ومن الأهداف التي تحقّقها الأسرة المحافظة على النوع الإنساني، من خلال إيجاد النسل، والقيام على أمورهم، وبناء شخصيهم على أساس الاستقامة، فالوالدان هما اللذان يقومان على تنشئة الأبناء، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفَطرَةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه أو يُمَجِّسانِه، كما تُنْتَجُ البهيمةُ بهيمةً جَمعاءَ، هل تُحِسُّونَ فيها من جَدعاءَ).

شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook