مظاهر الثبات والتغير للياس والزينة بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مظاهر الثبات والتغير للياس والزينة بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

مظاهر الثبات والتغير للياس والزينة بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
 العربية السعودية - لا بد من ملاحظة أن التغير يبدأ دائمًا بالأمور الاختيارية المتعلقة بالذوق ويتأثر بالقدرة على الشراء، سواء ما يتعلق باللباس أو الحلي أو أدوات الزينة بشكل عام، للرجال أو النساء، صغارًا وكبارًا، وأن الأمور ذات الصلة بالثوابت القيمية هي أقل عرضة للتغير؛ لوجود ما يحول بين الناس وبين التخلي عن المبادئ والقيم التي هي من أساسيات الإيمان والتقوى ونظام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعمول به في المملكة، بالإضافة إلى التربية الدينية المدرسية والأسرية، فلا يزال الناس في هذا الإطار محافظين على قيم الحشمة والعفاف الذي يظهر في الزي الخارجي للمرأة، وإن حصل بعض الاختلاف في طريقة تفصيل العباءة التي تلبسها واختيار نوعها، وكذلك الحجاب الذي تغطي به رأسها ووجهها، كما يلاحظ استمرار في الحرص على اختلاف الرجال عن النساء في كل ما يتعلق بالزي والمظهر بشكل عام.
أما ما لحق به التغير في باب الزينة واللباس فهو ما يسوغ فيه التغيير، وهو كثير جدًا سواء بالنسبة إلى لباس الرجال وزينتهم أو لباس النساء وحليهن، ومن ذلك - على سبيل المثال -:
 
 فيما يتعلق بملابس الرجال بدأت العمامة تختفي وتحل محلها الغترة والعقال اللذان أصبحا شعارًا للمواطن السعودي في كل أرجاء المملكة، وبخاصة أثناء أدائه العمل الرسمي أو في المناسبات العامة، وكذا حلت العباءة محل الجبة وغيرها في المناسبات والأعياد، وتركت الأحزمة لشد الوسط بالنسبة إلى الرجل.
 فيما يتعلق بأدوات الزينة بدأ الرجال يتخففون منها، ولم يبق إلا الخاتم لدى بعضهم، وكذلك السبحة.
 لم يعد حمل السلاح مظهرًا يميز الرجال في الحضر أو القرى أو البادية، بل أصبح حمله نادرًا ولا بد من الحصول على ترخيص رسمي لمن يحمله، وقد بدأ الناس لا يرون ضرورة لحمل الأسلحة في ظل انتشار الأمن ولله الحمد.
 فيما يتعلق بملابس النساء فقد تعددت أنماطها وتغيرت أنواع الأقمشة وطريقة التفصيل، وأصبحت الملابس لا تخاط داخل المنـزل، بل لدى المشاغل المتخصصة.
 
 بالنسبة إلى الحلي لم تعد تلك الأكوام من الذهب والفضة تزين صناديق النساء في البيوت، وبدأت الأذواق تتجه إلى التقليل مما تلبسه المرأة حتى في ليلة العرس، وأصبح التقييم للحلي والتفاخر بسعرها العالي وجمال نظمها يتلاشى، فحلت أطقم الألماس غالية الثمن خفيفة الوزن محل الرشرش في الصدر والأساور الكثيرة في اليدين والأقراط الكبيرة في الأذنين، ولم تعد تلبس النساء شيئًا من الحلي المخصصة للقدمين أو حتى فوق الرأس في غالب الأحيان. والشائع في هذه الآونة أن تلبس المرأة طقمًا من الذهب أو الألماس يحتوي على عقد وسوار واحد وقرطين صغيرين وخاتم، وتختلف هذه الأطقم في قيمتها بناءً على ما تحتويه من اللؤلؤ والألماس وعلى طريقة شغلها ووزنها.
 
 بالنسبة إلى الحناء ومواد التجميل الأخرى فلم يبق منها إلا الحناء لدى بعض العائلات وبطريقة مخففة عما كان سائدًا من قبل، إذ لم تعد تحنّى القدمان وكامل اليدين، بل اقتصرت التحنية على الأظافر مع بعض النقوش الخفيفة للكفين. أما بقية مواد الزينة والمشوط فقد حلت محلها مواد التجميل الحديثة من المكياج والأصباغ الكيميائية المختلفة والدهونات المتنوعة، وتتولى تزيينَ العروس بها - في الغالب - امرأةٌ متخصصةٌ تسمَّى (الكوافيرة) أو من يقوم مقامها مثل الأم أو الأخت.
 
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook