مراكز العمران الحضري في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مراكز العمران الحضري في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

مراكز العمران الحضري في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
حسب نتائج تعداد السكان 1425هـ / 2004م يوجد في منطقة تبوك ثماني مدن يبلغ سكان كل منها خمسة آلاف نسمة فأكثر، يعيش فيها نحو 85% من إجمالي سكان منطقة تبوك، مقارنة مع سبع مدن عام 1413هـ / 1992م كان فيها نحو 82% من السكان. أما في عام 1394هـ / 1974م فكان هناك ثلاث مدن هي: مدينة تبوك، ومدينة أملج، ومدينة الوجه، يعيش فيها نحو 44% من السكان، وهذا يعني زيادة سريعة في التركز الحضري في المنطقة، وتحول عدد من مراكز العمران الريفي إلى مراكز حضرية، كما توسعت المراكز الحضرية السابقة بشكل كبير.
 
وعند تصنيف مراكز العمران الحضري حسب حجمها عام 1425هـ / 2004م يتضح وجود تباين كبير فيما بينها، لذا لا يظهر تأثير لمفهوم الترتيب الحجمي. فالفارق بين حجم المدينة الأولى والمدن التالية لها كبير جدًا.
 
فبينما يبلغ سكان مدينة تبوك - العاصمة الإدارية للمنطقة، وأكبر مراكزها الحضرية - 441351 ألف نسمة، نجد أن سكان مدينة أملج يأتون في المركز الثاني بين مدن المنطقة من حيث الحجم نحو 33 ألف نسمة، ثم تأتي مدينة تيماء في المرتبة الثالثة بنحو 27 ألف نسمة، ثم مدينة الوجه بالمرتبة الرابعة بنحو 26 ألف نسمة. وهناك ثلاث مدن أخرى (حقل، وضباء، والبدع) يراوح سكانها بين 10 و 25 ألف نسمة، ومدينة واحدة فقط (بئر ابن هرماس) يقل عدد سكانها عن عشرة آلاف نسمة.
 
وكما هو موضح في (جدول 30) فباستثناء مدينة تبوك فإن بقية المدن من الحجم الصغير، فثلاث منها يراوح عدد سكانها بين 25 و 50 ألف نسمة، ويبلغ مجموع سكانها 85728 نسمة، يمثلون نحو 15% من سكان مدن منطقة تبوك. وثلاث أخرى يراوح عدد سكانها بين 10 و 25 ألف نسمة، ويبلغ مجموع سكانها 55281 نسمة، يمثلون نحو 9% من سكان مدن منطقة تبوك.
 
وبالإضافة إلى مدينة تبوك مقر إمارة المنطقة، فإن كلاً من مدينة البدع، ومدينة بئر ابن هرماس، ترتبطان إداريًا بمدينة تبوك حيث مقر إمارة المنطقة. في حين تتوزع البقية على محافظات المنطقة بمعدل مدينة واحدة في كل محافظة. ويوضح (جدول 30) ترتيب مراكز العمران الحضري في منطقة تبوك وذلك بحسب حجم سكانها 1425هـ / 2004م والصفة الإداري لها، وفئة بلدياتها.
 
وهذه بعض مراكز العمران الحضري:
 
1 - مدينة تَبُوك:
 
بفتح التاء، وضم الباء. لا يعرف على وجه الدقة سبب تسميتها بهذا الاسم. وتذكر بعض كتب السيرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه في الغزوة التي قادها في السنة التاسعة من الهجرة عندما نـزلوا على عين ماء في موضع تبوك: " ما زلتم تبوكونها بوكًا "، فسميت بذلك (تبوك). لكن هناك آراء ترى أن المكان كان معروفًا بهذا الاسم قبل غزو الرسول صلى الله عليه وسلم لها  . 
 
وتبوك مدينة تاريخية  ،  تكرر ذكرها في كتب السيرة والتاريخ، عند ذكر الغزوة الشهيرة بـ (غزوة تبوك). وأصبحت بعد الغزوة واحدة من أهم مدن الدولة الإسلامية، وبقيت ثغرًا مهمًا للجزيرة العربية من جهة الشام، وطريقًا حيويًا للقوافل التجارية، وقوافل الحجاج والمعتمرين، إلا أن الاستيطان السكاني فيها بقي محدودًا حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري  . 
 
ولا تتوافر معلومات دقيقة عن تاريخ عمارة مدينة تبوك، وقد مر عمران مدينة تبوك واستيطانها بمراحل، يمكن إيجازها على النحو الآتي:
 
 قبل غزوة تبوك: كان تاريخها مجهولاً مع أن هناك ما يدل على أنها كانت معروفة بهذا الاسم قبل الغزوة المشهورة بـ (غزوة تبوك)، حيث كانت فيها عين جارية تتدفق مياهها من باطن الأرض، لكن ليس هناك ما يشير إلى أنها كانت معمورة آنذاك، وإن كانت أمكنة كثيرة حولها فيها كثير من معالم العمران والاستقرار منذ ما قبل الإسلام. وقد تكون تبوك في ذلك العهد مجرد مورد ماء للقبائل التي تعاقبت على المنطقة، ومحطة على طرق التجارة القديمة.
 
 في العهد الإسلامي: ذاع صيتها وتردد ذكرها في كتب السيرة والتاريخ وعلى ألسنة العلماء والمؤرخين حين غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم. ولقيت عناية من مؤرخي المسلمين لغزوتها، وأصبحت إحدى منازل حجاج الشام وتركيا، ولهذا فقد ورد اسمها في كثير من كتب الحج والرحلات، ومع ذلك فليس هناك ما يشير إلى أنه كان فيها سكان دائمون (مستقرون).
 
 وفي مطلع القرن الرابع عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي أصبحت تبوك إحدى محطات السكة الحديدية من بلاد الشام إلى المدينة المنورة، وشيد فيها بعض المباني الحديثة، مثل: المحطة، والقلعة، وجُدِّدَ بناء مسجدها الأثري. وعندما بُدِئ بتسيير سكة الحديد في حدود عام 1326هـ / 1908م   قُدِّرَ سكانها من قبل بعض الرحالة الأوربيين بما لا يزيد على 200 نسمة فقط، أي أنها كانت قرية صغيرة الحجم  . 
 
 وخلال الفترة بين عامي 1350 و 1390هـ / 1931 و 1970م حدث عدد من المتغيرات التي أسهمت في سرعة نمو المدينة، واتساع رقعتها، وزيادة عدد سكانها، وتحولها من قرية صغيرة إلى مدينة رئيسة، كان من أبرزها اتخاذ مدينة تبوك مقرًا لإمارة منطقة إدارية تحمل اسمها، واكتشاف المياه الجوفية العميقة، وتشييد طريق دولي معبد يمر بمدينة تبوك، ويربط الأمكنة المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنور ة بالدول المجاورة، وإنشاء مطار إقليمي، ومدينة عسكرية، وتشييد عدد من المؤسسات التعليمية والمباني الحكومية. ودخلت الكهرباء والمياه ووسائل النقل الحديثة إلى المدينة  ، كما استخدمت مادة الأسمنت تدريجيًا بوصفها مادة أساسية في البناء. وشهدت مدينة تبوك خلال هذه الفترة دخول وظائف جديدة إدارية وتعليمية وصحية وعسكرية، وامتد النمو العمراني سريعًا باتجاه طريق تبوك - المدينة المنورة الذي أصبح محور النمو الرئيس في المراحل الآتية.
 
 ومع بداية خطط التنمية الخمسية، وإنشاء صندوق التنمية العقارية، أخذ التطور العمراني في مدينة تبوك منعطفًا جديدًا، وانطلقت حركة التعمير والبناء في أنحاء المدينة بصورة سريعة، وقام عدد كبير من الأحياء الجديدة، كما رافق ذلك تنفيذ عدد من المشروعات والمنشآت التعليمية والصحية والاجتماعية، ومشروعات للطرق، والحدائق والمتنـزهات، والأسواق العامة والمراكز التجارية، وغيرها من التجهيزات والمرافق الحديثة. وشهدت مدينة تبوك تحولات جذرية وسريعة في نمط عمرانها، وتخطيطها وكتلتها العمرانية، وحدث تطور كبير في نمط استخدام الأرض، كما أصبحت المدينة أحد أهم مراكز جذب المهاجرين من منطقتها، ومن كل مناطق المملكة، بالإضافة إلى الوافدين من الخارج.
 
ثم قامت النواة الأولى للمدينة في سهل منخفض تصب فيه بعض الأودية، ويقسم خط سكة حديد الحجاز الممتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي المدينة إلى كتلتين عمرانيتين رئيستين. وتختلف أحياء المدينة في بعض خصائصها، فالبلدة القديمة التي تعد النواة الأولى لتبوك ذات نسيج عمراني تقليدي عشوائي وشوارع ضيقة. أما الأحياء الحديثة فتتميز بمساحة مساكنها الواسعة، واتساع شوارعها، ومخططها الشبكي.
 
وتشرف أمانة منطقة تبوك على تخطيط مدينة تبوك وتنظيمها، وكان من نتيجة التوسع السريع، أن قامت أحياء جديدة في كل الاتجاهات، وخصوصًا على محاور الطرق الرئيسة، باتجاه طريق تيماء - المدينة المنورة، وباتجاه طريق الأردن وطريق ضباء، وإلى الشرق والجنوب الشرقي من المدينة يقع المطار الإقليمي، ومنشآت المدينة العسكرية بتبوك، في حين تنتشر المزارع والاستراحات في أكثر من اتجاه، ولكنها تتركز إلى الشمال من المطار.
 
ومدينة تبوك هي العاصمة الإقليمية والإدارية لمنطقة تبوك، وفيها مقر إمارة المنطقة، كما هي مقر للدوائر والمصالح الحكومية والتجارية الإقليمية، وإلى جانب الوظيفة الإدارية لتبوك فقد تطورت وظائفها الأخرى؛ وبخاصة التعليمية والصحية، وأصبحت مركزًا تجاريًا لمنطقتها وما جاورها.
 
ارتفع عدد سكان مدينة تبوك من بضع مئات في مطلع القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي إلى نحو 74 ألف نسمة عام 1394هـ / 1974م، وإلى نحو 293 نسمة في عام 1413هـ / 1992م، ثم إلى 441351 نسمة عام 1425هـ / 2004م. وإلى جانب النمو الطبيعي فإن نسبة مهمة من الزيادة ناتجة من حركة الهجرة الداخلية الواسعة من إقليم المدينة ومن كل مناطق المملكة للعمل في المدينة الناشئة؛ وبخاصة في القطاع العسكري، إضافة إلى الهجرة القادمة من خارج المملكة وخصوصًا في السنوات الأخيرة.
 
وتبوك هي المدينة الأولى من حيث حجم السكان في الإقليم الشمالي للمملكة، وفي المرتبة السابعة على مستوى المملكة. وتنفرد مدينة تبوك بحجم سكاني خاص على مستوى منطقتها، وتزداد هيمنتها الحضرية من خلال تزايد نصيبها من إجمالي سكان منطقتها، فقد ارتفع نصيبها من 38% عام 1394هـ / 1974م، إلى 60% عام 1413هـ / 1992م، ثم إلى 64% عام 1425هـ / 2004م. كما أن الفارق النسبي بين مدينة تبوك والمدن التالية لها في الحجم كبير جدًا، فنسبة سكان مدينة أملج ثاني مدن المنطقة إلى مدينة تبوك لا تتجاوز 7.5%.
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية والأثرية في المدينة: المسجد الأثري (مسجد التوبة، أو مسجد الرسول)، وقلعة تبوك، والمباني والمواقع الأثرية المحيطة بها، ومباني سكة الحديد. ومن المعالم العمرانية الحديثة: مبنى قصر الإمارة، ومركز الأمير سلطان الحضاري، وجامع الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وتمثل المزارع والاستراحات في محيط المدينة، والمتنـزهات البرية الطبيعية أحد أمكنة الترويح للسكان، وقرب مدينة تبوك عدد من المشروعات الزراعية الكبيرة التي تنتج القمح والخضراوات والفاكهة، كما تشتهر مزارعها بزراعة الأزهار والورد، وتصديره إلى الأسواق المحلية والعالمية.
 
2 - مدينة أملج:
 
تقع مدينة أملج على ساحل البحر الأحمر، عند تقاطع دائرة العرض 00 َ 25 ْ شمالاً مع خط الطول 17 َ 37 ْ شرقًا، وهي أقصى مدن منطقة تبوك جنوبًا، وتبعد عن مدينة تبوك 500كم.
 
ويعتقد بعضهم أن أملج بموضعها الحالي ليست حديثة العهد، بل هي مدينة قديمة الوجود، ولكنها حديثة الاسم، حيث كانت تسمى من قبل (الحوراء)، وأن أملج قامت على أنقاضها. لذا لا يمكن الحديث عن أملج دون الحديث عن الحوراء.
 
كانت الحوراء ميناء ومحطة بين الوجه وينبع، لها شهرة تاريخية، تكرر ذكرها في كتب المعاجم والرحلات ومنازل الحج، حيث كانت من أهم منازل الطريق الساحلي للحاج المصري، وكان لها علاقات تجارية مع الموانئ الأخرى على البحر الأحمر. وكانت الحوراء في القرون الهجرية الأولى ميناء للمدن الداخلية الواقعة خلفها في وادي القرى وفي حرة خيبر، لذلك عرفت في بعض المصادر بـ (ساحل وادي القرى). وقد كشفت آثار مدينة الحوراء على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال من موضع مدينة أملج.
 
ويقول حمد الجاسر عن الحوراء: "ميناء لها شهرة تاريخية قديمًا، تقع على بحر القلزم (البحر الأحمر) شمال ينبع، وجنوب الوجه، ولها ذكر كثير في كتب الرحلات لوقوعها في طريق الحج الساحلي وكانت معروفة إلى أول القرن الرابع عشر، فحل محلها ميناء أملج"  
 
أما مدينة أملج فقد وصفها الجاسر: بأنها ميناء على ساحل البحر بين ينبع والوجه، وتقع في ميناء الحوراء القديم حيث قامت مكانه في جانبه الجنوبي، ويضيف قائلاً: لم أر لها ذكرًا في كتب رحلات الحج لحدوث اسمها في العصور القريبة. أما متى أطلق اسم (أملج) على الحوراء؟ فيرى الجاسر أن ذلك حدث في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري، مستندًا في ذلك إلى أن عددًا من الرحالة الذين مروا بها خلال نهاية القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر، ووصفوا الطريق الساحلي لم يذكروا اسم (أملج) بل الحوراء  
 
وبناء على ما سبق فإن (الحوراء) يمكن وصفها بأنها من أقدم مراكز الاستقرار والعمران في منطقة تبوك، ومن أهم محطات طرق الحج والتجارة القديمة على ساحل البحر الأحمر. وقد نشأت نواة مدينة أملج الحالية إلى الجنوب من ميناء الحوراء القديم في موضع سهلي ضيق منحصر بين شاطئ البحر الأحمر غربًا وسلسلة جبال الحجاز الشمالية شرقًا.
 
وقد كان لموضع المدينة وطبيعة طبوغرافيتها بين البحر والجبل، أثرهما على نمط عمرانها، ونموها، واتجاهات النمو حيث يضيقُ الشريط السهلي الساحلي المناسب للتوسع العمراني مقابل مدينة أملج إلى حدٍّ كبيرٍ. وشكّل هذا حاجزًا كبيرًا لتوسّع المدينة عرضيًا. ويمتد عمران المدينة على ساحل البحر على شكل شريط طولي شبه متصل يبلغ طوله 12كم تقريبًا، لكن عرضه لا يتجاوز 2كم، بل يقل عن كيلو متر واحد كما في طرفها الجنوبي.
 
ونشأ في السنوات الأخيرة إلى الشمال من المدينة على الجانب الأيمن للطريق المتجه لمدينة الوجه عدد من النويات العمرانية الصغيرة والمتباعدة، وكذلك محطات لخدمة السيارات والمسافرين، كما تنتشر بعض النويات العمرانية الصغيرة والمتفرقة على جوانب عدد من الأودية جنوب المدينة، وتتركز المزارع وبعض الاستراحات في الشمال والشمال الشرقي.
 
وإلى جانب الأحياء الحديثة ذات المباني الخرسانية التي تمثل الغالبية العظمى، لا زالت أملج تحتفظ بجزء من البلدة القديمة بنسيجها التقليدي، ومبانيها الأثرية من الحجارة والأخشاب ذات الرواشين  ،  وتشتهر بصيد الأسماك، كما اشتُهِرت سابقًا بصناعة القوارب، واستخراج اللؤلؤ.
 
وتصنف أملج بأنها ميناء بحري صغير، وتأتي في المرتبة الثانية بين مدن منطقة تبوك من حيث حجم السكان. وهي أكبر مراكز العمران الحضري على ساحل البحر الأحمر شمال مدينة ينبع، وحسب تعداد عام 1394هـ / 1974م كان يقطنها 7054 نسمة، ثم ارتفع العدد إلى 25352 نسمة عام 1413هـ / 1992م، ووصل عدد سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 33157 نسمة أو ما نسبته 4.8% من سكان منطقة تبوك، محافظة على مرتبتها الثانية بين مدن المنطقة، ويقطنها ما نسبته 61.6% من إجمالي سكان محافظتها.
 
وإلى جانب الوظيفة الإدارية لمدينة أملج، لكونها مقرًا لمحافظتها، فإن فيها عددًا من الوظائف والخدمات الأخرى التي تقدمها لمحافظتها. وتوجد فيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة، وفيها بلدية فئة (ج) تقدم الخدمات البلدية للمدينة ومحافظتها. وتتوافر فيها الخدمات الأساسية: مستشفى، ومدارس للتعليم العام، وأسواق ومراكز تجارية.
 
ومن الآثار والمعالم العمرانية والحضارية في المدينة: ميناء أملج، والآثار القديمة لميناء الحوراء التاريخي، وبقايا محطات درب الحج المصري، والآبار القديمة، وبعض البيوت التقليدية القديمة التي تمثل نماذج العمارة الإسلامية بالبلدة القديمة. كما يوجد في محافظتها عدد من القلاع والقصور الأثرية.
 
وتتنوع في المدينة ومحافظتها الأمكنة الطبيعية المناسبة للأغراض الترفيهية والسياحة البيئية، فهناك الشواطئ الرملية؛ وبخاصة بين الوجه وأملج، والشعاب المرجانية، والرؤوس البحرية، والجزر البحرية الواقعة مقابل أملج وأكبرها جزيرة جبل حسان.
 
وفي الجانب المقابل تمثل سلسلة الجبال شرق المدينة وشبكة الأودية ذات المجاري القصيرة والشديدة الانحدار، أبرز المتنـزهات البرية والسياحية الطبيعية، وتتوقف أسراب طيور القماري في الأودية، وفي جزيرة جبل حسان والجزر الصغيرة الأخرى، إضافة إلى الطيور البحرية المتنوعة. مما جعل المحافظة من الأمكنة المشهورة لدى هواة صيد الطيور، بالإضافة إلى كونها محافظة تجذب هواة صيد الأسماك.
 
3 - مدينة تَيْمَاء:
 
بفتح التاء على وزن فعلاء  .  تقع مدينة تيماء عند تقاطع دائرة العرض 38 َ 27 ْ شمالاً مع خط الطول 33 َ 38 ْ شرقًا، على مسافة 260كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك، وذلك على الأطراف الغربية للنفود الكبير، وعلى مسافة غير بعيدة إلى الشمال من مدائن صالح. وقد كانت إحدى أهم محطات طرق الحج والتجارة القديمة بين وسط وغرب وجنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وتركيا. وقد ورثت جزءًا من تلك الأهمية بعد قيام شبكة المواصلات والنقل الحديثة.
 
وتيماء من مراكز العمران القديمة المشهورة، وتضم عددًا من الشواهد والآثار التي تدل على ذلك. وقد وصفت في الماضي بأنها من أمّات القرى، بوصفها مركزًا تجاريًا مهمًا وموطنًا لبعض القبائل العربية، وكان لها دور كبير في تاريخ شمال الجزيرة العربية السياسي والاقتصادي، وقد ظهرت على المسرح السياسي في نحو القرن الثامن قبل الميلاد، على ما جاء في الكتابات الآشورية، ويقال إن أحد ملوك بابل قد اتخذها مقرًا صيفيًا له، وعاش فيها فترة من الزمن  
 
والموضع الذي نشأت عليه تيماء هو منخفض واسع مستطيل الشكل، محاط بتلال صخرية من الشمال، ومرتفعات من الجنوب، وتصب فيه مجموعة من الأودية، ويحيط بمدينة تيماء القديمة سور من ثلاث جهات (الغربية والجنوبية والشرقية)، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس أو الخامس قبل الميلاد، أما الجهة الشمالية فهي محمية بالتلال.
 
وصف حافظ وهبة بلدة تيماء في منتصف القرن الرابع عشر الهجري بأنها "بلدة صغيرة في وسط واحة باسمها واقعة إلى الجنوب الغربي من النفود..، والواحة مسورة بحائط من الطين، وبها أبراج للدفاع، مبنية من اللبن. وبالواحة أشهر عين ماء في بلاد العرب... "  .  ويضيف قائلاً: "وأرض تيماء خصبة وصالحة للزراعة، ولزراعة النخيل، ويزرع فيها القمح والشعير والذرة والفواكه على اختلاف أصنافها، وتمر تيماء جيد، ويُعدُّ من أجود أصناف التمر، وعدد سكانها نحو 2500 نسمة... "  
 
وتنقسم تيماء إلى كتلتين رئيستين: البلدة القديمة؛ وتتصف بنسيجها التقليدي، وتتخللها الأراضي الزراعية، ويحيط بها سور المدينة الأثري. وتبدو البلدة القديمة كتلة شبه دائرية، وتتركز المزارع في الشمال والشرق والغرب والمساكن في الوسط والجنوب، وتشكل بئر هداج التي تقع وسط البلدة مركز عمران البلدة القديمة، وتحيط بها المساكن التي تمتد بشكل أكبر باتجاه الجنوب، والكتلة العمرانية الحديثة غرب البلدة القديمة، وتتصف بنسيجها الشبكي، وتخطيطها الحديث.
 
كما نشأت أحياء حديثة جنوب شرق الكتلة القديمة، على الطريق إلى بلدة العسافية، وامتدت نويات عمرانية ومراكز خدمات على جانبي الطريق الدولي باتجاه تبوك شمالاً وباتجاه العلا والمدينة المنورة جنوبًا. وتنتشر المزارع في اتجاهات مختلفة، وأكثرها على طريق تبوك، وبعضها في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي.
 
وكانت تيماء توصف بأنها أكبر مدن منطقتها، قبل أن تتفوق عليها مدن أخرى؛ وبخاصة مدينة تبوك، إلا أن تيماء نالت نصيبها من النمو في السنوات الأخيرة. فوصل عدد سكانها حسب تعداد عام 1394هـ / 1974م إلى 4873 نسمة، ثم ارتفع العدد إلى 18086 نسمة عام 1413هـ / 1992م، وبلغ عدد سكانها عام 1425هـ / 2004م 26587 نسمة أو ما نسبته 3.8% من سكان المنطقة، فهي تحتل بذلك المرتبة الثانية بالنسبة إلى محافظات المنطقة ومقرها الإداري من حيث عدد المراكز الإدارية التابعة لها. يقطنها ما نسبته 74.7% من إجمالي سكان محافظتها.
 
وتعد مدينة تيماء المركز الإداري لمحافظتها، ومركزًا كبيرًا لتجمع سكان البادية والقرى والهجر المتعددة المنتشرة في محافظتها، وتخدم مساحة واسعة، نتيجة لموقعها على الأطراف الغربية للنفود الكبير، وتوافر المياه الجوفية والأسواق والخدمات؛ مما أدى إلى ازدهار النشاط العمراني، وساعد على استيطان سكان البادية، وفيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة، وتتوافر فيها معظم الخدمات الأساسية مثل: بلدية فئة (ب) تأسست عام 1387هـ / 1967م، ومستشفى، ومدارس للتعليم العام، وكليات للبنين والبنات، وأسواق تجارية.
 
وتعد تيماء إحدى أقدم مدن شمال الجزيرة العربية، وهي مليئة بالآثار والمعالم العمرانية القديمة الظاهرة والمطمورة في باطن الأرض، يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام وإلى الفترة الإسلامية المبكرة. ومن أبرز تلك المعالم التي ما زال بعضها قائمًا إلى الآن: سور المدينة الأثري، وقصر الحمراء، وقصر الرضم، وبئر هداج، وبعض القلاع المتناثرة. كما أنها تحتوي على عدد كبير من المدافن القديمة. ومن أهم الآثار التي وقعت في أيادي المستشرقين (حجر تيماء)، وقد نقل إلى باريس عام 1301هـ / 1884م وهو موجود في متحف اللوفر، ويرجع تاريخ الحجر إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وتشتهر تيماء بوفرة مياهها، وعذوبتها، وخصوبة أرضها، وكثرة مزارع النخيل فيها، وجودة تمورها  
 
4 - مدينة الوَجْهُ:
 
بفتح الواو وسكون الجيم، بلفظ وجه الإنسان. تقع على ساحل البحر الأحمر، عند تقاطع دائرة العرض 14 َ 25 ْ شمالاً مع خط الطول 27 َ 36 ْ شرقًا، على بعد نحو 334كم إلى الجنوب من مدينة تبوك.
 
والوجه ميناء قديم، ومحطة على طريق الحج الساحلي للحاج من مصر وبلاد الشام حيث كانوا يتزودون بما يحتاجون إليه من مواد غذائية، ولهذا كثر ذكرها في رحلات الحج. كما كان لسكانها علاقات تجارية مع الموانئ الأخرى على البحر الأحمر؛ وبخاصة مع الساحل المصري، وكانت ميناء لتصدير الفحم، والأغنام، والسمن إلى مصر، يضاف إلى ذلك القيام بدور المركز التجاري لسكان البادية  . 
 
ومع صعوبة الجزم بتاريخ محدد لنشأة المدينة، إلا أن نواة مدينة الوجه القديمة يُرَجَّحُ أنها نشأت في عصر اللحيانيين في القرن الثاني قبل الميلاد، وتعاقب عليها الأنباط، واحتلها الرومان عام 106م حيث كانت ميناء لمدائن صالح (الحجر)  
 
وحسب وصف الرحالة فقد تعرضت الوجه إلى موجات من التذبذب في نموها وعمرانها، ويرى حمد الجاسر أن ما ذكر عن الوجه في كتب الرحالة "يتعلق بالمكان الذي كان من منازل الحجاج، وهو يقع شرق الميناء على مسافة غير بعيدة، أما بلدة الوجه التي تقع على ساحل البحر فقد نشأت حديثًا. ولهذا فلم يرد لها ذكر في رحلات الحج فيما قبل القرن الثالث عشر، وقد ذكرها رحالة متأخرون، وليس معنى هذا أن ميناء الوجه حديث، وإنما المقصود البلدة، إذ قد تقدم من النصوص ما يفهم منه قِدَمُ الْمَرْسَى، ولعله دُرِس، ثم جُدِّد في عصور متأخرة، أو أنه من المراسي التي لم تُبْنَ فيها منازل ولم تنشأ قرى"  
 
نشأت نواة مدينة الوجه الحالية في موضع منخفض محاذٍ للساحل، مناسب لقيام مرفأ بحري، وتتوافر فيه مصادر المياه من الآبار الجوفية، ولقد حدد موضع المدينة وطبيعة طبوغرافيتها، ونمط عمرانها واتجاهات النمو. فاتساع السهل الساحلي يختلف من جهة إلى أخرى حسب دنو مقدمات الجبال أو تراجعها بالنسبة إلى خط الشاطئ، ولكن الوجه مثل غالبية المدن الساحلية يمتد عمرانها على شكل شريط طولي شبه متصل على ساحل البحر، ويبلغ طول الشريط العمراني نحو 7كم، ويراوح عرضه بين 2 و 3كم. وتمتد الكتلة العمرانية الرئيسة للمدينة إلى الشمال من شرم الوجه، ومصب وادي الزريب، في حين يقع المطار إلى الجنوب من شرم الوجه ومن الوادي.
 
وفي الاتجاه المقابل لشرم الوجه شرقًا، وعلى جانبي وادي الزريب تنتشر بعض المساكن المتباعدة والمتفرقة. وخطط في السنوات الأخيرة أحياء سكنية حديثة ومنطقة صناعية في متسع من الأرض شرق المطار وشرق الطريق الإقليمي، وهذا هو أكثر الاتجاهات لنمو المدينة في المستقبل، وتتصف البلدة القديمة بنسيجها التقليدي ومبانيها الطينية المحدودة، أما الأحياء الحديثة  التي تمثل الغالبية العظمى فهي ذات نسيج شبكي وتسود بها المباني الخرسانية  
 
لم يكن عدد سكان مدينة الوجه في عام 1394هـ / 1974م يتجاوز 5168 نسمة، وارتفع إلى 21413 نسمة عام 1413هـ / 1992م، ووصل عدد سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 25984 نسمة أو ما نسبته 3.8% من سكان المنطقة، متراجعة من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الرابعة بين مدن منطقة تبوك. يقطنها ثلثا إجمالي سكان محافظتها 66.7%. وتقع في المرتبة 65 بين مدن المملكة.
 
وتصنف الوجه بأنها ميناء بحري صغير، تشتهر بصيد الأسماك، كما كان يمر بها أعداد كبيرة من الحجاج الذين يتزودن من أسواقها. لكن قلت أهميتها في هذا الشأن بعد تطوير الموانئ الأخرى، وتبدل وسائل النقل، وتغير النشاط مع الطفرة الاقتصادية الحديثة للمملكة. ومدينة الوجه هي المركز الإداري لمحافظتها، وفيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة. وتتوافر فيها معظم الخدمات الأساسية: بلدية فئة (ج)، ومستشفى، ومدارس للتعليم العام، وأسواق تجارية، ومطار.
 
ومن الآثار والمعالم العمرانية والحضارية والسياحية في المدينة: الميناء القديم، وقلعة الوجه، وآثار وادي الزريب، ومتنـزه وادي زاعم. وتتنوع في المدينة ومحافظتها الأمكنة الطبيعية المناسبة للأغراض الترفيهية والسياحة البيئية، وهي غنية بالشواطئ البحرية الرملية، وتتميز بكثرة المرافئ الطبيعية، ومراسي الصيد، والشروم، والخلجان، والرؤوس البحرية، والجزر، والشعاب المرجانية، ومن أبرزها جزيرة ريخة.
 
5 - مدينة حَقْل:
 
بفتح الحاء وسكون القاف، بلفظ الحقل من الزرع وهو المزرعة. تقع عند تقاطع دائرة العرض 17 َ 29 ْ شمالاً مع خط الطول 57 َ 34 ْ شرقًا، وتمتاز بموقعها الإستراتيجي عند رأس خليج العقبة في أقصى شمال غرب المملكة، حيث تبعد نحو 220كم إلى الشمال الغربي من مدينة تبوك. وحقل مدينة حدودية وذات موقع إستراتيجي وحيوي، فهي أولاً تناظر الشواطئ المصرية في سيناء، ولا تتجاوز المسافة الفاصلة بين السواحل السعودية والمصرية في الجهة المقابلة لمدينة حقل 20كم، وثانيًا: تقع على مسافة قصيرة إلى الجنوب من الحدود الدولية للمملكة مع الأردن، ولا تتجاوز المسافة بينها وبين مدينة العقبة الأردنية 30كم، وإلى الشمال منها بنحو 10كم يقع منفذ الدرة الحدودي. ومنها يشاهد المرء طرف خليج العقبة، كما يشاهد جبال الطور.
 
ورد ذكر حقل في المعاجم القديمة، ولها ذكر كثير في كتب رحلات الحج، وقد عرفت حقل قديمًا بأنها ميناء تيماء وتبوك، واشتهرت فترة من الزمان حينما كانت أحد الأمكنة التي يمر بها طريق الحجاج من مصر بطريق البر، ثم هُجِرَت حقبة من الزمن  
 
وتُصَنَّف حقل بأنها ميناء أو مرسى صغير نشأ بوصفه مركزًا حدوديًا قديمًا، ومحطة لاستراحة الحجاج القادمين من مصر والشام، يقطنه عدد قليل من السكان. وحتى أوائل النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، بقيت حقل تنمو ببطء، ونظرًا إلى موقعها وأهميتها أنشئت بها قلعة تحولت فيما بعد إلى مجمع للدوائر الحكومية، ومن جوار القلعة وما حولها بدأت النواة السكنية الأولى للمدينة الحديثة التي غدت واحدة من أجمل المدن الساحلية الموجودة بمنطقة تبوك.
 
ويقع ميناء حقل في منخفض من الأرض كان خورًا من البحر، تنحدر إليه الأودية من الشرق من سلسلة جبال وهضبة حسمى، وشاطئها صخري، والخليج ضيق، ويمتد عمران المدينة القديمة إلى السهل الساحلي بين الجبال وساحل خليج العقبة على مصب وادي مبرك ووادي أم جرفين، ويحيط بها من الجنوب حد جبلي ومن الشمال كثبان رملية متحركة. وهي تختلف كثيرًا عن غيرها من المدن الساحلية حيث تظهر مدينة حقل متوازنة الامتداد وشبه دائرية، ويحيط بها طريق دائري. وتنقسم حقل إلى كتلتين رئيستين: البلدة القديمة بنسيجها التقليدي ومبانيها الشعبية، والأحياء الحديثة التي نشأت جنوب البلدة القديمة وغرب الطريق الإقليمي  ، وهي ذات تخطيط شبكي، ومبانٍ خرسانية  
 
تزايد عدد سكان مدينة حقل بصورة مطردة خلال الثلاثين عامًا الماضية. فمن 2776 نسمة عام 1394هـ / 1974م ارتفع العدد إلى 16543 نسمة عام 1413هـ / 1992م، ووصل سكانها في عام 1425هـ / 2004م إلى 22272 نسمة أو ما نسبته 3.2% من سكان منطقة تبوك، محافظة على مرتبتها الخامسة بين مدن المنطقة. وتهيمن مدينة حقل على غالبية سكان محافظتها، حيث يقطنها نحو أربعة أخماس السكان 78%. وتقع في المرتبة 77 بين مدن المملكة.
وتعد مدينة حقل المركز الإداري لمحافظتها، وفيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة. وتتوافر في المدينة الخدمات الأساسية: بلدية فئة (ج)، ومستشفى، ومدارس للتعليم العام، وأسواق تجارية.
 
وتتميز حقل بكونها مدينة حدودية ساحلية مهمة. وتتنوع في المدينة ومحافظتها الأمكنة الطبيعية المناسبة للأغراض الترفيهية والسياحة البيئية، فهناك الشواطئ الرملية، والتلال الرملية المتحركة، والرؤوس البحرية، كما أن ساحلها غني بالشعاب المرجانية. ويتوافر في المحافظة عدد من المواقع والشواطئ ذات الطبيعة الجميلة المناسبة لإقامة المنتجعات، والقرى السياحية، والأمكنة الملائمة لممارسة السباحة، ورياضة الغوص، والرياضة البحرية. وتعد محافظة حقل ذات مستقبل سياحي على خريطة السياحة في المملكة.
 
6 - مدينة ضِبَاء:
 
بكسر الضاد، وفتح الباء. وقد وقع اختلاف في رسم اسمها في كتب المتقدمين، فبعضهم كتبه (ظِبَا)، بـ (ظاء)، وبعضهم كتبه (ضبا)  .  والأخير هو الشائع في الوقت الحالي.
تقع مدينة ضباء على شاطئ البحر الأحمر، وذلك عند تقاطع دائرة العرض 21 َ 27 ْ شمالاً مع خط الطول 41 َ 35 ْ شرقًا، على بعد 180كم إلى الجنوب الغربي من مدينة تبوك. يمر بها الطريق الساحلي المؤدي إلى حقل والحدود الأردنية شمالاً والوجه وأملج جنوبًا، كما ترتبط بمدينة تبوك بطريق معبد، وهي أقرب موانئ منطقة تبوك إلى مدينة تبوك.
 
لقد شكل الموقع الجغرافي لمدينة ضباء عاملاً أساسيًا في نشأتها، ونموها، ونمط النشاط الاقتصادي فيها قديمًا وحديثًا. وليس هناك تاريخ محدد وواضح لنشأة مدينة ضباء، لكن يبدو أنها نشأت بوصفها مرفأ طبيعيًا للسفن الشراعية، ومحطة لحجاج البحر القادمين من مصر والشام، فقد اشْتُهِرت قديمًا بكونها ميناء لسفن التجارة والصيد في شمال البحر الأحمر، إضافة إلى وفرة مائها العذب. وقد ذكرها كثير من أصحاب رحلات الحج في مؤلفاتهم. وصفها فلبي عام 1370هـ / 1951م "بأنها مدينة حديثة نسبيًا، وتقع فوق أرض مرتفعة على الشاطئ، ولها سوق كبيرة"  
 
وكان أكثر سكانها يشتغلون في أعمال البحر، ولهم تجارة رائجة مع الموانئ المصرية. لكن التطور الحقيقي لضباء بدأ بعد توحيد المملكة، حيث بنيت قلعة الملك عبدالعزيز على ربوة مرتفعة بوسط المدينة عام 1352هـ / 1933م  . تحولت فيما بعد إلى مجمع للدوائر الحكومية، وتوالت المنشآت الحكومية المختلفة، واستفادت من برامج التنمية والقروض العقارية والزراعية وصيد الأسماك، وانتعشت المدينة مع الطفرة الاقتصادية التي شهدتها المملكة، فنشطت حركة العمران، وكثر سكانها.
 
ويمتد عمران المدينة على شكل شريط طولي ضيق وشبه متصل إلى ساحل البحر، وتضيق الأجزاء السهلية عند مدينة ضباء؛ وبخاصة في الجنوب حيث تقترب المرتفعات من الشاطئ إلى حد كبير. وتمتد الكتلة العمرانية الرئيسة للمدينة بشكل طولي إلى مسافة تناهز 8كم بموازاة شاطئ البحر، وبعرض لا يتجاوز 1.5كم في وسط المدينة (بمواجهة الميناء)، ولكنه لا يتجاوز 500م في الجنوب حيث تقترب المرتفعات من شاطئ البحر.
 
ويقع الميناء على شرم ضباء في مصب وادي ضحكان، في موقع شبه متوسط من المدينة، وتمتد الأحياء السكنية ومحطة كهرباء تبوك المركزية، ومحطة التحلية إلى الشمال من الميناء، وأحياء سكنية حديثة ومحطة بترومين إلى الجنوب من الميناء.
وبعد تعبيد الطريق الساحلي نشأت شمال المدينة وعلى الجانب الشرقي للطريق الساحلي المتجه إلى البدع وحقل كتل عمرانية متناثرة ومنشآت لخدمات الطريق. كما امتد العمران على شكل مساكن متفرقة على الجانب الأيمن للطريق المتجه إلى مدينة تبوك.
 
والمدينة ذات نسيج شبكي، والغالبية العظمى من مبانيها خراسانية حديثة، وهناك جزء صغير من البلدة القديمة بمبانيها التقليدية من الحجارة والطين والجبس 
ووصل عدد سكانها حسب تعداد عام 1394هـ / 1974م إلى 4204 نسمات، وارتفع إلى 14368 نسمة عام 1413هـ / 1992م، ووصل عددهم في عام 1425هـ / 2004م إلى 21939 نسمة أو ما نسبته 3.2% من سكان منطقة تبوك، محافظة على مرتبتها السادسة بين مدن المنطقة، ويقطنها ما نسبته 47.2% من إجمالي سكان محافظتها، وتحتل المرتبة 78 بين مدن المملكة.
 
وتعد مدينة ضباء المركز الإداري لمحافظتها، وفيها جميع الدوائر الحكومية المركزية بالمحافظة  ، وتتوافر فيها معظم الخدمات الأساسية: بلدية فئة (ج)، ومستشفى، ومدارس ومعاهد للتعليم العام، وأسواق تجارية. وتكمن أهميتها بأنها أقرب الموانئ الرئيسة على ساحل البحر الأحمر إلى مدينة تبوك، وأصبحت مركز نقل لمساحة واسعة تمتد إلى أمكنة أبعد من نطاق حدود خدماتها الإدارية أو محافظتها، وذلك بعد أن أصبحت ميناءً رئيسًا لنقل الركاب بين المملكة وموانئ مصر.
 
وميناء ضباء هو الميناء التجاري الوحيد في منطقة تبوك، وقد افتتح الميناء الحديث في منتصف عام 1415هـ / 1994م، ويعد أقرب الموانئ السعودية إلى الموانئ المصرية المطلة على البحر الأحمر، وقد حقق نجاحات كبيرة في خدمات نقل الركاب والبضائع، واستطاع خلال الأعوام الماضية استقطاب شريحة كبيرة من المسافرين بين المملكة ودول الخليج والموانئ المصرية.
 
ومن المعالم العمرانية والحضارية والأثرية والسياحية في المدينة ومحافظتها: قلعة الملك عبدالعزيز التي أنشئت عام 1352هـ / 1933م. ومن معالمها الحضارية والاقتصادية الحديثة. ميناء ضباء، ومحطة بترومين، ومحطة تحلية المياه، ومحطة توليد كهرباء منطقة تبوك المركزية، ومصنع أسمنت تبوك، ومنجم حديد وادي الصواوين الذي يعد أكبر مناجم الحديد في المملكة، ويقع شمال شرق مدينة ضباء
وتتنوع في المدينة ومحافظتها الأمكنة الطبيعية المناسبة للأغراض الترفيهية والسياحة البيئية. فهناك الشواطئ الرملية، والشعب المرجانية، والشروم، والرؤوس البحرية، وتقابلها جزر صغيرة ضحلة، أكبرها جزيرة النعمان. بالإضافة إلى وجود عدد من الأودية والجبال ذات الطابع السياحي والغنية بمياهها المعدنية ومناظرها الخلابة. وتشكل المرتفعات وحرة الرحى شرق مدينة ضباء، والأودية المتعددة المنحدرة منها أبرز المتنـزهات البرية والسياحية الطبيعية.
شارك المقالة:
49 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook