مدينة التمور ببريدة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
مدينة التمور ببريدة في المملكة العربية السعودية

مدينة التمور ببريدة في المملكة العربية السعودية.

 
مدينة بريدة
مدينة بريدة إحدى مدن المملكة العربية السعودية، وهي مقر الإمارة في منطقة القصيم، وتعتبر من أكبر مدن القصيم. تشتهر مدينة بريدة بالزراعة، وكثرة الأراضي الزراعية، والمزارع التي تنتج التمور، فهي تتميز بتربة خصبة، ويوجد فيها سوق عالمي خاص بتجارة التمور، ويعتبر أكبر سوق تمور في العالم، حيث يحتوي على جميع أنواع التمور، ويعتبر أحد أفضل الفعاليات التي تقام في المملكة. 
 
سوق التمور ببريدة
هو سوق موسمي يقام كل عام عندما تنضج التمور في المنطقة، يبدأ في العادة في شهر أغسطس ويستمر لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور، وفيه أكثر من ثلاثين صنفاً من التمور، ويشارك في السوق العديد من الشباب، والمزارعين السعوديين، وغيرهم من غير السعوديين حيث تمثل العمالة غير السعودية نسبة كبيرة تبلغ أحيانا 90٪ من البائعين، الذين يقومون ببيع وشراء التمور سواء بالجملة أو التجزئة، ونظراً لأهمية التمر في المملكة العربية السعودية فإنّ معظم مناطقها لا تكاد تخلو من أسواق التمور، حيث يتم فيها عقد صفقات مالية بمبالغ هائله، ولكن يبقى سوق التمور في بريدة السوق الأضخم إنتاجاً، والأكثر مبيعاً ليس فقط على نطاق السعودية بل على نطاق عالمي، حيث تبلغ مبيعاته اليومية 18.000.000 ريال سعودي.
 
تشكل التمور المصدر الثالث من الدخل في المملكة العربية السعودية بعد النفط والسياحة الدينية، بحسب تقديرات التجار، حيث يوجد في منطقة القصيم ما يعادل ستة ملايين نخلة أكثر من نصفها يعتبر منتجاً، وتعتبر المملكة أكثر الدول المنتجة للتمور على مستوى عالمي، مع وجود مايقارب 25 مليون نخلة فيها، و350 صنفاً من أصناف التمر، وتحتل نسبة 15٪ من الإنتاج العالمي للتمور. ويتم زراعة فسائل النخل خلال فصلي الربيع والخريف، ولا يصلح زراعتها في الشتاء بسبب البرودة، ولا في فصل الصيف نظراً لارتفاع درجات الحرارة في المملكة. 
 
احتفالية حصاد التمور ببريدة
تشهد المملكة في كل عام من شهر أغسطس احتفالية للحصاد، يشارك بها أعداد كبيرة من المزارعين والشبان، ويقومون بعرض تمورهم على اختلاف أنواعها، ويبدأ الاستعداد لهذه الاحتفالية في وقت مبكر يتمثل بالاهتمام والعناية بأشجار النخيل حتى تنضج ثمارها، وهذا ما يحدد جودتها وصلاحيتها للبيع. وفي موسم الحصاد يتم حصد أكثر من ثمانية مليون نخلة، تنتج أنواعاً مختلفة، ولكل نوع خصائص تميزها عن بعضها، وأكثر أنواع التمور التي تشتهر بها المنطقة التمر السكري، وتوجد أبرز أنواع التمور في المدينة المنورة، ومن أفضلها نوع الغبري، يليه التمور المسماة الحلوة إلى مذاقها، حيث تؤكل بلحاً ورطباً وتمراً، ثم السكري الذي يزرع في منطقة القصيم ونجد، وهناك أيضاً البرحي الذي يتميز بتسهيل عملية الهضم والذي تتم زراعته في معظم أنحاء المملكة على الرغم من أنّ موطنه الأصلي العراق وخصوصا البصرة، ومن الأصناف المعروفة أيضا الخلاص ويعرف بجودته وطيب طعمه، والصفري الذي يحتفظ بلونه الأصفر ومذاقه وصلاحيته للاستهلاك فترة أطول من باقي الأصناف، ومن الأصناف الموجودة في سوق التمور وهي فريدة من نوعها تمر سلمى الذي يشتهر بكبر حجمه.
 
لموسم الحصاد أهمية كبيرة لسكان المملكة، حيث يعتبر شريان حياة لآلاف المزارعين، والشباب الذين يعتمدون بشكل كلي أو جزئي على زراعة وبيع التمور كمصدر رزق لهم. ويعتبر أيضاً أكبر نشاط زراعي، واقتصادي  في المملكة، فهو يوظف أكثر من أربعمائة شاب وشابة يتولون العديد من المهام، من البيع والتسويق والإدارة والمحاسبة، فهو أكبر مهرجان في العالم من ناحية معاملات البيع. ويعد التسوق في المهرجان الموسمي تجربة فريدة من نوعها، خاصة خلال موسم الحصاد.
 
ما يميز المهرجان الأسواق التي يتم فيها بيع المواد الغذائية والحرف اليدوية، كما يشهد المهرجان قدوم مئات الشاحنات محملة بصناديق التمور المتنوعة يعتليها البائعون بالثياب التقليدية يدعون الزوار لفحص وشراء ما يقدمونه من أجود التمور، ويأتي العديد من السياح وغيرهم لشرائها، ولا يشتمل المهرجان على بيع التمور للمشترين فحسب بل يعتبر السوق فرصة لتبادل الخبرات بين منتجي التمور من المزارعين في المنطقة والتجار من داخل السعودية وخارجها الذين يحرصون على استمرار المنتجات بأفضل المستويات؛ وذلك لحاجة وطلب السوق على مدار العام، حيث يوزع المنتج في المعارض والمحلات ويتم تصديره إلى دول الخليج والعالم من خلال بورصة البيع المعدة خصيصاً لذلك داخل المهرجان وساحات التصدير التي تعتبر الساحة الأكبر لتصدير منتج موسمي داخل المملكة.
 
شارك المقالة:
43 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook