من كرم الله وفضله على عبادة أن جعل في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان ليلةً مباركةً هي ليلة القدر، والتي هي أعظم الليالي في العام، ففيها قد نزل القرآن الكريم على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهي ليلة العبادة فهي خير من ألف شهر، وفيها يجيب الله الداعي، ويفرج كربه، ويرزقه ويعفو عنه، فيها تمحى الذنوب وتقبل التوبة والرحمة والمغفرة على العباد، ولحكمة الله أنه لم يحدد لها يوماً معيناً وإنما قال إنها إحدى الليالى الفردية من العشر الأواخر في شهر رمضان، والسبب في عدم تحديدها في يوم معين لئلّا يتعبد بها الخلق دون سواها، وتقل همتهم في العبادة في الأيام الأخرى، كما أن الله يحب العبد اللحوح في طلب حاجته ولو تحددت ليلة القدر لقل إلحاح العبد في سواها من الليالي، كما أن الترقب يمنح الشخص إصراراً أكثر، وقد قال الله تعالى في سورة القدر {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
في صباح ليلة القدر تطلع الشمس مختلفةً عن باقي الأيام بحيث تكون بلا شعاع وأكثر صفاءً.
موسوعة موضوع