ماهي مراكز العمران الحضرية في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي مراكز العمران الحضرية في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

ماهي مراكز العمران الحضرية في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
بينت نتائج التعداد السكاني للمملكة لعام 1394هـ/1974م وجود مدينتين في منطقة نجران، هما مدينة نجران 42382 نسمة، ومدينة شرورة 5756 نسمة. وقد شكل سكان هاتين المدينتين 33.4% من مجموع سكان المنطقة في ذلك الوقت، (جدول 32) . وقد ارتفع عدد المدن في تعداد عام 1413هـ/1992م إلى أربع مدن، منها مدينتان تجاوز عدد السكان بكل منهما 25000 نسمة، أي بنسبة 4.2% فقط من عدد المراكز العمرانية الحضرية على مستوى المملكة، وهما مدينة نجران 90983 نسمة، ومدينة شرورة (حاضرة الربع الخالي)   37091 نسمة. ووفق الترتيب الحجمي لتلك المدن على مستوى المملكة جاءت مدينة نجران في المرتبة الرابعة والعشرين، كما جاءت شرورة في المرتبة الثامنة والثلاثين. ويبين (جدول 32) أهمية مدينة نجران، فهي من حيث الحجم تساوي نحو 2.5 ضعف المدينة الثانية (شرورة) و 14 ضعف المدينة الثالثة (نهوقة) ونحو 17 ضعف المدينة الرابعة (برك). وقد بلغت نسبة سكان المدن نحو 46% من مجموع سكان منطقة نجران في عام 1413هـ/1992م.
 
وأظهرت النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن في المملكة لعام 1425هـ/2004م وجود خمس مدن في منطقة نجران بلغ عدد سكانها 331966 نسمة، أي أكثر من 79% من مجموع سكان المنطقة، (جدول 32) . وقد استمرت صدارة مدينة نجران حيث يوجد فيها نحو ثلاثة أرباع سكان الحضر في المنطقة، كما بلغ معدل نموها السنوي خلال الفترة 1413-1425هـ/1992-2004م نحو 15%. وقد نمت مدينة شرورة خلال الفترة نفسها بنحو 6%.
 
وقد أظهر تعداد 1425هـ/2004م أيضًا دخول ثلاث مدن جديدة في قائمة المدن في المنطقة هي مدن المشعلية 11056 نسمة، وحبونا 6608 نسمة، وحايرة السلم 5237 نسمة وذلك لبلوغ عدد سكانها 5000 نسمة أو أكثر. وينبغي الإشارة هنا إلى أن مدينتي حايرة السلم والمشعلية تقعان ضمن النطاق العمراني لمدينة نجران، ومن ثَمَّ فإنهما تصنفان من أحياء مدينة نجران.
 
ويُلاحظ من (جدول 32) عدم ظهور "نهوقة" و"برك" في عداد المدن في تعداد عام 1425هـ/2004م على الرغم من إبرازهما في تعداد عام 1413هـ/1992م، والسبب في ذلك يعود إلى أن هذين المركزين الحضريين - وهما يقعان على ضفاف وادي نجران - وقد اندمجا ضمن النطاق العمراني لمدينة نجران. وقد قدر عدد سكان نهوقة (أحد أحياء مدينة نجران) بنحو 8300 نسمة في عام 1420هـ/1999م، وبمساحة تصل إلى 881 هكتارًا، منها 80 هكتارًا مبنيًا (تشكل 9% من المساحة تقريبًا) والباقي أراض زراعية  . 
 
أما من حيث الكثافة السكانية المنـزلية (نسمة/مسكن) فقد حققت المنطقة نسبة 6 أشخاص للمسكن الواحد في عام 1413هـ/1992م، وهو ما يعادل المتوسط بالنسبة إلى المملكة. وتعزى قلة عدد المدن والمراكز الحضرية في منطقة نجران والصغر النسبي لأحجامها إلى أن المنطقة لم تكن من مراكز الاستقطاب التنموي والاقتصادي (مثل المناطق الشرقية والرياض ومكة المكرمة) بسبب قلّة الموارد الاقتصادية ومصادر الطاقة وتطرف موقعها الجغرافي وغلبة الظاهرة الزراعية والرعوية التي لا تساعد في نشوء مدن كبرى  . 
 
ويلاحظ أن الوظيفة الزراعية لا زالت وظيفة أساسية من وظائف مدن منطقة نجران عدا مدينة شرورة. كما أن المنطقة ظلت في فترة الطفرة التنموية من مناطق تصدير الهجرة الداخلية للسكان.
 
ويوجد عدد من المراكز العمرانية التي تؤدي دورًا وظيفيًا مهمًا لخدمة محيطها من التجمعات العمرانية الريفية من أهمها: بدر الجنوب، ويدمة، وثار. وكلها مقار إدارية لمحافظاتها، وتتركز فيها خدمات ومرافق أساسية. وقد تم اختيارها من قبل الإستراتيجية العمرانية الوطنية عام 1420هـ/1999م، لكونها مراكز نمو محلية لتوجيه التنمية في المجالات العمرانية والاجتماعية والاقتصادية  .  وقد بدأت هذه المراكز العمرانية في التحول إلى مراكز حضرية في وظائفها ونمط استخدام أراضيها. كما بدأت تنمو الحركة العمرانية فيها نموًا سريعًا خلال السنوات القليلة الماضية؛ فعلى سبيل المثال، بلغ عدد المخططات العمرانية المعتمدة في مدينة يدمة 17 مخططًا سكنيًا، تضم 9867 قطعة أرض سكنية، منها 4919 قطعة أرض سكنية 50% منها اعتمد تخطيطها بعد عام 1420هـ/ 1999م  
 
وقد نمت معظم المراكز الحضرية في منطقة نجران من قرى ومدن صغيرة على ضفاف الأودية مستفيدة من التطور الاقتصادي والاجتماعي العام في المملكة، والوظيفة المركزية الإدارية والخدمية التي أوكلت إليها، وتطور الطرق ووسائل النقل والمواصلات؛ مما ساعدها في الاستقلال بشخصيتها بعد أن كانت متداخلة مع القرى الزراعية من حولها. كما أن غلبة الصحراء على مساحة المنطقة جعلت السكان يتركزون في الجزء الغربي الذي استأثر بجميع المراكز الحضرية باستثناء مدينة شرورة.
 
ونظرًا إلى صغر أحجام المراكز الحضرية فإن النمط العمراني السائد فيها جميعًا هو نمط التوسع المساحي الأفقي. وقد بلغ متوسط الكثافة العامة في مدينة نجران 1.8 نسمة/هكتار عام 1407هـ/1987م، في حين كان متوسطها في المملكة 22.2 نسمة في الهكتار  .  ونمط المدينة ذات المركز الواحد والحي التجاري والخدمي في وسط المدينة، علمًا بأن بعض المدن السعودية؛ وبخاصة المدن الكبرى، قد قطعت شوطًا بعيدًا في الانتقال من هذا النمط الأخير بتعدد مراكزها التجارية والخدمية. وقد بدأت مدينة نجران في التحول إلى نمط المراكز المتعددة إلى حد ما، وذلك بتطور المراكز التجارية في بعض أحيائها، وبدمج عدد من المراكز العمرانية الواقعة على ضفاف وادي نجران في النسيج العمراني للمدينة. كما أن 78.5% من مباني مدينة نجران لا يزيد ارتفاعها على دور واحد، و 20.7% منها يصل ارتفاعها إلى دورين فقط  .  وتؤدي قلة المباني السكنية متعددة الأدوار مع النمو السكاني الحضري إلى التوسع الأفقي في الحيز المجاور للمدن؛ فقد بلغ عدد المخططات السكنية المعتمدة في مدن منطقة نجران 119 مخططًا سكنيًا، يبلغ إجمالي قطعها السكنية 151719 قطعة سكنية  
 
وهذه أبرز المراكز العمرانية الحضرية في المنطقة:
 
أ - نجران:
 
مدينة نجران هي العاصمة الإدارية لمنطقة نجران، وتعود تسميتها في بعض المصادر إلى نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، حيث قيل إنه كان أول من نـزل في موقعها، فجاب الصحارى وعمّرها بعد هجرته من اليمن. فسميت باسم نجران.
 
تبعد مدينة نجران نحو 1000كم إلى الجنوب الغربي من مدينة الرياض عاصمة المملكة، ويربطهما طريق أسفلتي رئيس، كما أنها ترتبط بكل التجمعات السكانية والعمرانية الرئيسة في المنطقة بطرق محلية وإقليمية؛ وبخاصة مدينة شرورة، المدينة الثانية في المنطقة التي تبعد عنها بنحو 333كم. كما يربطها بمدينة أبها (مقر إمارة منطقة عسير) طريق أسفلتي رئيس طوله نحو 250كم، وعبر هذا الطريق ترتبط منطقة نجران بمناطق الباحة ومكة المكرمة وجازان. كما يوجد في مدينة نجران مطار إقليمي يربطها بكل مناطق المملكة.
 
وتتميز طبوغرافية المدينة بالمظهر الهضبي المنبسط وذلك لوقوعها فوق هضبة نجران على ارتفاع نحو 1210م فوق سطح البحر، وتحيط بها سلاسل جبلية ذات صخور نارية ومتحولة من الشمال والغرب والجنوب. وتصرف مياهها إلى الشرق عبر وادي نجران الذي يتوسط المدينة وقد أكسبها النمط الشريطي، ووفر لها المياه والتربة الزراعية الخصبة التي كفلت استمرارية العمران والاستيطان فيها لآلاف السنين.
 
ولقد مكنت وفرة المياه وخصوبة التربة مدينة نجران من تنوع الإنتاج الزراعي الوفير، كما أن موقعها الإستراتيجي على طرق التجارة الدولية والإقليمية القديمة أكسبها أهمية اقتصادية وتاريخية كبيرة في الماضي، إذ كانت سوقًا تجارية مهمة تقصدها القوافل التجارية والتجار من (شبه الجزيرة العربية) وخارجها، ولا زالت المدينة تتمتع بأهمية اقتصادية ووظيفية كبيرة لكونها مقر إمارة منطقة نجران ومقر الدوائر الحكومية الرئيسة والمؤسسات الاقتصادية والمرافق الحكومية المختلفة بالمنطقة، كما أن موقع منطقة نجران الحدودي أكسب المدينة أهمية أمنية وإستراتيجية كبيرة.
 
وبلغ عدد سكان مدينة نجران 42382 نسمة في عام 1394هـ/1974م، وهو ما يعادل 30% من إجمالي سكان منطقة نجران، و 88% من إجمالي سكان المدن في المنطقة. وقد بلغ عدد سكان مدينة نجران 90983 نسمة حسب التعداد الشامل للسكان والمساكن عام 1413هـ/1992م. وارتفع عدد سكان المدينة إلى 246880 نسمة في تعداد عام 1425هـ/2004م، وهذا جعلها أكبر مدن منطقة نجران، إذ يعيش فيها نحو 60% من إجمالي سكان منطقة نجران، وأكثر من 74% من سكان الحضر فيها، كما جعلها من المدن الكبيرة نسبيًا في المملكة.
 
وقد أدت الزيادة السكانية المطردة في مدينة نجران التي وصل معدلها السنوي إلى 16% خلال العقود الثلاثة الماضية إلى توسع مساحي كبير في المدينة، وزيادة مساحة الكتلة العمرانية؛ وبخاصة بعد توزيع المخططات السكنية التي بلغ عددها 58 مخططًا سكنيًا.
 
شهدت مدينة نجران حركة عمرانية واسعة خلال العقود الماضية، وقد ساعد في ذلك عدد من العوامل المكانية، والاجتماعية، والاقتصادية التي زادت من وتيرة التنمية العمرانية، ورفعت الطلب على الأراضي الحضرية والتوسع في المخططات العمرانية. ويوضح (جدول 33) تطور اعتماد المخططات السكنية في مدينة نجران منذ بداية التخطيط التنموي في المملكة عام 1390هـ/1970م، كما يبين مراحل النمو العمراني لمدينة نجران، حيث يتضح أنه حتى عام 1390هـ/1970م لم يكن في المدينة إلا مخططان معتمدان يضمان 1677 قطعة سكنية، أي 5.6% من مجموع الأراضي المخططة في المدينة حتى عام 1425هـ/2004م.
 
وتعد فترة خطة التنمية الثالثة 1400-1405هـ/1980-1985م البداية الفعلية لتوسع المدينة، حيث وصل عدد المخططات المعتمدة إلى 15 مخططًا تضم 5889 قطعة سكنية، أي أكثر من ضعف عدد القطع المخططة خلال خطتي التنمية الأولى والثانية 1390-1400هـ/1970-1980م. وقد اعتمدت 7 مخططات سكنية تضم 3922 قطعة سكنية في خطة التنمية الرابعة، أي أقل مما تم تخطيطه من قطع سكنية في خطة التنمية الثالثة. وتعد فترة خطة التنمية الخامسة 1410-1415هـ/1989-1994م الأهم من حيث تخطيط الأراضي السكنية في مدينة نجران، حيث اعتمد 18 مخططًا سكنيًا تضم أكثر من 11 ألف قطعة سكنية، أي نحو 37% من مجموع القطع السكنية المخططة في مدينة نجران حتى عام 1425هـ/2004م. وبناء عليه تتضح سرعة عمليات التنمية العمرانية التي شهدتها المدينة خلال هذه المرحلة من عمر المدينة. ويلاحظ أنه منذ عام 1420هـ/1999م بدأت حركة النمو العمراني في المدينة تتباطأ؛ وقد يعود ذلك إلى محدودية الأراضي المناسبة للتخطيط العمراني.
 
وقد بلغت مساحة مدينة نجران 25573 هكتارًا، منها 5012 هكتارًا مبنية أي 20%، و 2041 هكتارًا مخططة 8%، و 15959 هكتارًا من الأراضي الزراعية 62%، و 56 هكتارًا أراضٍ وعرة يصعب تنميتها 0.2%، والباقي 2505 هكتارات 10% أراضٍ بيضاء ويتبين من نمط استخدام الأراضي في مدينة نجران مدى صدارة الوظيفة الزراعية وهذه خاصية تتميز بها مدينة نجران من بين مقار إمارات المناطق في المملكة.
 
وتتمثل أبرز معالم نجران في مباني الإمارة والدوائر الحكومية، ومباني خدمات التعليم والصحة ومرافقها والخدمات العامة والفنادق والمراكز السكنية والسياحية، وفيها يتعانق التراث المعماري القديم الممثل في البيوت الطينية الشهيرة بنجران، والحديث المتمثل في المباني الحديثة والعمارات السكنية الأسمنتية. ويمثل سد نجران معلمًا حضاريًا وسياحيًا مهمًا بالنسبة إلى المدينة وعلى المستوى الوطني، إضافة إلى آثار الأخدود  ومتحف نجران للآثار والتراث الشعبي، وقصر إمارة نجران الطيني التاريخي، والسوق الشعبية وسوق الجنابي
 
كما أن الوظيفة الزراعية التي اشتهرت بها نجران عبر تاريخها الطويل تشكل بعض أبرز معالم المدينة، ويتمثل ذلك في المزارع السياحية التي تكاد تنفرد بها مدينة نجران على مستوى المملكة، إذ تزرع بها الفواكه المختلفة؛ وبخاصة الحمضيات وتربى فيها الطيور والحمام والأغنام والإبل والخيول وتشمل ملاعب رياضية وملاعب أطفال، يسمح للسياح باستخدامها. كما توجد في المدينة المراكز الترفيهية للشباب والحدائق العامة ومدن وألعاب للأطفال والعائلات ومراكز للاحتفالات الشعبية والأهلية، إضافة إلى وجود عدد من المتنـزهات الحضرية الطبيعية بالقرب من المدينة، مثل: متنـزه الملك فهد في غابة سقام، ومتنـزه الملك عبدالعزيز، وهذه المتنـزهات تعد من أهم الجواذب السياحية في هذه المنطقة.
 
ب - شرورة:
 
تنطق أحيانًا شرورى وشرورا  .  تقع المدينة على مسافة نحو 333كم إلى الشرق من مدينة نجران، وترتبط بها بطريق أسفلتي يربطها أيضًا بالرياض عاصمة المملكة وبالمراكز العمرانية الرئيسة الأخرى بالمنطقة، إضافة إلى وجود مطار يصلها بالشبكة الجوية الوطنية. وتُعد مدينة شرورة حديثة التكوين نسبيًا، إذ بدأ نموها بعد حفر بئر ارتوازية عام 1374هـ/1955م مما جعلها موردًا لأبناء البادية. وفي عام 1375هـ/1956م أسس أول مركز إداري لخدمة سكان البادية الذين تكاثروا حولها وصارت سوقًا رئيسة لهم  
تتمثل طبوغرافية المدينة وما حولها بمجموعة من السهول والهضاب الصغيرة منخفضة الارتفاع
 
وتعد شرورة بوابة حدودية للمملكة من الجهة الجنوبية مما أكسبها أهمية إستراتيجية وأمنية كبيرة، إضافة إلى أهميتها الإدارية، فهي مقر محافظة شرورة التي يتبعها - إضافة إلى مدينة شرورة المقر الإداري للمحافظة - 13 مركزًا إداريًا. تقدم الخدمات والمرافق الأساسية والتجارية لكل الجزء الصحراوي الشرقي من منطقة نجران.
 
وبلغ عدد سكان شرورة حسب تعداد عام 1394هـ/1974م 5756 نسمة، ثم ارتفع في عام 1413هـ/1992م إلى 37091 نسمة، أي تضاعف نحو ست مرات خلال 19 عامًا، وبمعدل نمو سنوي يصل إلى نحو 10%  .  وقد زاد عدد سكانها حسب تعداد عام 1425هـ/2004م إلى 62185 نسمة، أي بمعدل سنوي يصل إلى 4%.
 
وتتسم الكتلة العمرانية للمدينة بالتماسك وبأنها شبكية النسيج في المخططات العمرانية الجديدة وتقليدية النسيج في البلدة القديمة، وقد ركزت إستراتيجية التنمية العمرانية على تنمية الأراضي البيضاء والفراغات الحضرية داخل المدينة وعلى الطريق الإقليمي شرورة - الوديعة - نجران؛ بسبب المناطق الخاصة والكثبان الرملية التي تحدها من جميع الجهات وتجعل من التوسع الرأسي أمرًا لا بد منه في حالة استمرار الزيادة السكانية.
 
ومن أبرز المعالم العمرانية في المدينة: المستشفى المدني العام  والمستشفى العسكري ومباني المطار والمحافظة والبلدية وحرس الحدود ومركز الاحتفالات الرسمية والشعبية، كما تشكل الكثبان الرملية في الأخاشيم وأم غارب والحياة البدوية من حول المدينة بعض أهم الجواذب السياحية للمدينة.
 
ج - حبونا:
 
عرفت حبونا قديمًا باسم "حبونن" بفتح أوله وثانيه وإسكان الواو بعدها نونان  . 
وتقع حبونا على بعد نحو 85كم إلى الشمال الغربي من مدينة نجران، وعند ملتقى عدد من الطرق الداخلية التي تربطها بمحافظتي يدمة في الشمال وبدر الجنوب في الغرب، وعلى وادي حبونا ثاني أكبر أودية المنطقة الذي اكتسب اسمها والذي يسيل من مرتفعات السروات في الغرب من ارتفاع يزيد على 2600م عبر عدد من الروافد ويستمر في مجراه نحو الشرق حتى ينتهي في رمال الربع الخالي. وقد وفَّر لها موقعها على وادي حبونا المياه الوفيرة والتربة الزراعية الخصبة حيث تنتشر المزارع المكتظة بأشجار النخيل والفواكه والحبوب والخضراوات على ضفتي الوادي. وتقع المدينة في سهل رملي وتحيط بها الجبال ذات الصخور الجرانيتية والشستية من الجهتين الشمالية والجنوبية.
 
اختيرت مدينة حبونا مقرًا إداريًا لمحافظة حبونا التي يسكنها 24204 نسمة في عام 1425هـ/2004م، وتتبعها - إضافة إلى مدينة حبونا (المقر الإداري للمحافظة) - مركزان إداريان هما: المجمع، وسلوة؛ وقد بلغ عدد سكان هذه المراكز في عام 1425هـ/2004م 6767 نسمة.
 
وقد أسهمت طبوغرافية المدينة واختراق وادي حبونا لها في تناثر العمران في تجمعات يغلب عليها الشكل الشريطي، وتتركز الكتلة العمرانية الرئيسة على الضفة الشمالية من الوادي حيث مخططات البلدية الرئيسة. ومن أبرز معالمها العمرانية مباني الدوائر الحكومية والمراكز السكنية والخدمية.
 
ويتجاور العمران الحديث والقديم بصورة بارزة في حبونا حيث ما زالت بعض أحياء المدينة محتفظة بطابعها العمراني التقليدي الفريد متمثلاً في بيوت الطين القديمة التي تعكس حضارة المدينة وتاريخها القديم.
 
د - بدر الجنوب:
 
تعد مدينة بدر الجنوب من مراكز الاستقرار القديمة في هضبة نجران الشمالية الغربية، وأتى ذكرها عند الهمداني في وصف نجران حيث قال: "وبخليف دكم قتل عبدالله بن الصمة أخو دريد، والحضيرة، وبدر، وصيحان، وقابل نجران، وهدادة"  .  وقد كانت تعرف باسم بدر بسبب ارتفاعها وطبيعتها الخلابة، وبعد توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - أضيف اسم الجنوب لاسمها لتمييزها عن المراكز الأخرى التي تحمل اسم بدر في المملكة وأصبح اسمها الرسمي هو بدر الجنوب.
 
تقع المدينة في الجهة الشمالية الغربية من مدينة نجران على بعد 110كم. في منبسط من الأرض السهلية المرتفعة 1800م عند ملتقى ثلاثة روافد من روافد وادي حبونا، وتحيط بها الجبال ذات الصخور الجرانيتية والشستية من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.
 
اختيرت مدينة بدر الجنوب مقرًا إداريًا لمحافظة بدر الجنوب التي يسكنها 9521 نسمة في عام 1425هـ/2004م، ويتبعها - إضافة إلى مدينة بدر الجنوب المقر الإداري للمحافظة - أربعة مراكز إدارية هي: الخانق، وهدادة، والرحاب، ولدمة, وقد بلغ عدد سكان هذه المراكز في عام 1425هـ/2004م نحو 3900 نسمة. وتؤدي المدينة دورًا إداريًا ووظيفيًا وخدميًا مهمًا على مستوى المحافظة حيث تتركز فيها كل الدوائر والمراكز الخدمية العامة. وما زالت منذ القدم مركزًا تجاريًا للبضائع القادمة من اليمن حيث يوجد فيها سوق الثلاثاء المشهورة، كما كانت مركزًا لتجمع مشايخ القبائل للصلح ولحل الخلافات القبلية.
 
ويشكل الطريق الرئيس الذي يخترق المدينة من الشمال إلى الجنوب المحور الأساسي لنمو المدينة بشكل طولي، وتشكل مباني الإدارات الحكومية والخدمية أبرز المعالم العمرانية في المدينة، ومن أبرز معالمها التاريخية القصبة والقشلة، ويختلط العمران القديم (بيوت الطين) بالحديث في المدينة.
 
هـ - يدمة:
 
تقع يدمة في الجهة الشمالية من مدينة نجران على بعد 170كم، وهي أكبر وأهم مركز عمراني شمال شرق منطقة نجران، وكانت في الماضي من موارد المياه، وذكرها الهمداني باسم "يدمات" عند حديثه عن موارد بني الحارث بن كعب إحدى قبائل نجران بقوله: "عداد مياه بالحارث مما يلي الهجيرة: حمى ماء بأطراف جبال غاذ بين مريع والغئط، ومريع وعبالم وقد ينقطع، وقلت: يقال له: يدمات"  .  وتقع المدينة في منبسط من الأرض بين جبل نقبان في الشرق وجبل عشارة في الغرب على وادي عشارة.
 
ويدمة هي القاعدة الإدارية لمحافظة يدمة التي يسكنها نحو 13879 نسمة في عام 1425هـ/2004م، ويتبعها تسعة مراكز إدارية هي: سلطانة، والخالدية، والسبيل والمندفن, وأبرق شرقة, والوجيد, ومنادي, ونجد سهى, والعزيزية.
 
و - الخرخير:
 
تقع الخرخير في أقصى شرق منطقة نجران على بعد نحو 800كم من مدينة نجران، وهي ثاني أكبر وأهم مدن الربع الخالي بعد مدينة شرورة. عرفت في الماضي موردًا من موارد المياه لقبائل المناهيل وآل مرة. ويعتقد أن سبب تسميتها بالخرخير يعود إلى صوت خرير الماء الذي كان يصدر من بئر الخرخير.
 
وتقع المدينة في شق من الأرض المنبسطة بين الكثبان الرملية  التي تحدها من الشمال والجنوب، وقد بدأ العمران الحديث فيها منذ عام 1408هـ/1988م. ويغلب على شكل الكتلة العمرانية للمدينة الشكل الطولي الممتد نحو الغرب متأثرًا بطبيعة الأرض. وقد بلغ عدد سكانها في عام 1425هـ/2004م 3795 نسمة. والخرخير هي المقر الرئيس لمحافظة الخرخير التي يتبعها خمسة مراكز استيطانية هي: الحرجة، وبير الحرشاء، وخور بن حمودة، وأم الملح، وسرداب والأخيرين منها مراكز إدارية. ويتوافر للمدينة الخدمات الحكومية الأساسية حيث يوجد فيها مستشفى، وجميع مراحل التعليم العام للبنين والبنات، وخدمات الكهرباء والاتصالات ومحطة لتحلية المياه، وغيرها من الخدمات الحكومية المركزية الأخرى لخدمة المدينة والمراكز التابعة لها. ويوجد في المدينة مطار كبير يعرف باسم مطار السلام. كما تملك الخرخير موارد سياحية مهمة تتمثل في كثرة ينابيع المياه الكبريتية المتدفقة وموارد سياحة البيئة الصحراوية.
 
شارك المقالة:
194 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook