تعريفحساسية الوجهأو الأرجية بأنّها تفاعل الجسم التحسسي الذي يظهر على الوجه إثر التعرض لمُهيّج معين، وتتمثل حساسية الوجه في الغالب بانتفاخ الشفتين، وتدميع العينين، وظهور ما يُشبه الكدمات على الوجه، مع العلم أنّ طبيعة الأعراض تختلف من حالة إلى أخرى، ولكنّها عادة ما تظهر خلال ثوانٍ أو دقائق من التعرض للمُسبب، وفي بعض الأحيان قد تظهر خلال ساعات وذلك بشكل تدريجيّ، والجدير بالعلم أنّ معظم حالات حساسية الوجه تكون بسيطة وأعراضها خفيفة، ولكن في حالات نادرة جدًا قد تظهر الأعراض شديدة فيما يُعرف بصدمة الحساسية أو العوار أو الإعوار أو التأق (بالإنجليزية: Anaphylaxis)&rlm، وإنّ أغلب حالات حساسية الوجه تحدث إثر استخدام أحد مستحضرات التجميل أو كرد فعل تحسسي للإصابة بحُمّى القش (بالإنجليزية: Hay fever)، ويمكن التفريق بينهما ببساطة ببيان أنّ حساسية الوجه الناجمة عن استخدام مستحضرات التجميل تظهركطفح جلديأحمر اللون في موضِع استخدام هذا المُستحضر، أمّا بالنسبة لحساسية الوجه الناجمة عن حُمى القش فتظهر على شكل طفح جلديّ منتشر في الوجه إثر استنشاق غبار الطلع، وحمى القش هي التهاب الأنف التحسسي الذي يتمثل بالعطاس واحتقان الانف وسيلانه وحكة العينين وذلك نتيجة التعرض لغبار الطلع أو وبر الحيوانات الأليفة أو ما شابه،وفي الواقع تُعدّ حساسية الوجه أكثر شيوعًا من حساسية الجسم الأخرى، ويُعزى السبب في ذلك إلى عاملين اثنين؛ الأول لأنّ بشرة الوجه حساسة أكثر من باقي أجزاء الجسم، والثاني لأنّ استخدام المستحضرات يكون على الوجه أكثر من المناطق الأخرى في الجسم.
ولفهم حساسية الوجه بشكل أفضل يُشار إلى أنّ الحساسية بشكل عام هي رد فعل منالجهاز المناعيإثر التعرض لمادة غريبة، على الرغم من أنّ هذه المادة لا يتعامل معها الجهاز المناعي لدى الأشخاص السليمين على أنّها غريبة، وبالتالي يمكن القول إنّ المصاب بحساسية تجاه مادة معينة سواء يتعامل معها جهازه المناعي على أنّها مادة غريبة، بحيث يُنتج أجسامًا مناعية تُعرف بالأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies)، وإنّ هذه الأجسام بدورها تتفاعل مع المواد المُسببة للحساسية، الأمر الذي يُسفر عن حدوث التهاب في الجلد، أو في الجيوب الأنفية، أو في الممرات الهوائية، أو في الوجه، وإذا ظهرت الحساسية في الوجه فإنّها تُعرف بحساسية الوجه.
إنّ أفضل طريقة لعلاج الحساسية عامة وعلاج حساسية الوجه خاصة هي تجنّب المُسبب، مع العلم أنّ هناك بعض الحالات التي يصعب فيها تجنب المُسبب بشكل تامّ وخاصة عند الإصابة بحُمى القش، ولكن يمكن الحد من التعرض المباشر للمُسبب خاصة إذا كان أحد أنواعالأدويةأو الأطعمة، وفي حال الإصابة بحساسية الوجه فإنّ اختيار الطبيب للعلاج يعتمد على نوع الحساسية الذي يُعاني منه الشخص المعني وكذلك شدة الحالة، وإنّ الهدف الرئيس من العلاج هو تخفيف وتهدئة الأعراض الناجمة عن الالتهاب الذي أحدثته الحساسية. وفيما يأتي بيان أهمّ العلاجات المُتبعة بشيء من التفصيل.
في أغلب الحالات يكون تجنب مُسبب الحساسية هو الخيار الأفضل لعلاج الحساسية عامة وحساسية الوجه خاصة، فمثلًا إذا كان المصاب يُعاني من حساسية تجاه أحد مكوناتالأطعمة؛ فيجدر به مراجعة مكونات الطعام قبل تناوله تجنبًا لمعاناته من الحساسية.وقد يتبادر إلى ذهن البعض أنّ معرفة مُسبب الحساسية قد يكون صعبًا في بعض الأحيان، وبالتالي لا يمكن تجنبه، وفي مثل هذه الحالات فإنّه يُوصى بمراجعة الطبيب المختص للمساعدة على معرفة مُسبب الحساسية.
توجد مجموعة من الأدوية التي تساعد في تخفيف رد فعل الجهاز المناعي عند التعرض لمُسبب الحساسية، فضلًا عن أنّ هناك أدوية تساعد على تخفيف الأعراض التي يشكو منها المصاب، ومن هذه الأدوية ما يُباع على شكل حبوب، ومنها ما يُباع على شكل بخاخات أنفية أو شراب أو حتى قطرات للعيون، ومنها ما يُباع دون وصفة طبية ومنها لا يحتاج لوصفة لبيعه.ومن الخيارات الدوائية المُتاحة نذكر الآتي:
بقوم مبدأ العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) على تعريض المصاب بشكل تدريجي لمُسبب الحساسية شيئًا فشيئًا، بهدف تقليل حساسية الجسم واستجابته له، وحقيقة يُعطى هذا العلاج في العادة على شكل حقن، بحيث يكون الفاصل بين الحقنة والاخرى في البداية أسبوعًا أو أقل، ومع الوقت تتم زيادة الجرعة بشكل تدريجيّ، وعند الوصول إلى الجرعة الثابتة والاستقرار عليها فإنّ المصاب يبقى بحاجة لأخذ حقنة بين الحين والآخر كل بضعة أسابيع لمدة سنتين على الأقل، ولكن يجدر العلم أنّ العلاج المناعي لا يُعطى إلا في الحالات الشديدة كحمى القش التي لم يستجب فيها المصاب للعلاجات الأخرى، ولبعض حالات الحساسية مثل لدغة الدبور وقرصة النحل، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا العلاج لا يُجرى إلا في المستشفى تحت إشراف الطبيب المختص لاحتمالية تسببه بتفاعل تحسسي شديد.وفي نهاية الحديث عن العلاج المناعي يُشار إلى وجود نوع منه على شكل حبوب تحت اللسان، حتى تذوب في الفم، ويُستخدم هذا النوع من العلاج المناعي في بعض حالات حساسية حبوب اللقاح.
يُعدّ التفاعل التحسسي الشديد من المشاكل الصحية الخطيرة ولكنها نادرة الحدوث، وتظهر خلال ثوانٍ أو دقائق من التعرض لمُسبب الحساسية، وقد تتأخر قليلًا في بعض الحالات بحيث تظهر بعد نصف ساعة من التعرض للمُسبب أو أكثر بقليل، ومن الأعراض التي تدل على هذه الحالة: احمرار الجلد أو شحوبه، والحكة والشرى، وانخفاض ضغط الدم، وضعف نبضمعدل ضربات القلبوزيادة سرعته، والغثيان أو التقيؤ أو الإسهال، كما يُحتمل أن يُعاني المصاب من الدوخة أو الغيبوبة، وفي بعض الحالات قد يصل الأمر حد المعاناة من مشاكل في التنفس، وحقيقة يتطلب التفاعل التحسسي الشديد مراجعة الطوارئ على الفور، وإن كان الشخص أو من حوله متمرّسًا على إعطاء الإبر، فإنّه يُنصح بإعطاء المصاب حقنة منالأدرينالين.
إضافة إلى العلاجات المذكورة أعلاه، وتوجد مجموعة من النصائح التي تساعد على تخفيف الحكة والسيطرة على التهاب الجلد، ومن هذه النصائح نذكر الآتي:
"