ماهي المقومات السياحية الطبيعية بمنطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي المقومات السياحية الطبيعية بمنطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

ماهي المقومات السياحية الطبيعية بمنطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
أ - الموقع الجغرافي وخصائصه:  
 
يشكل الموقع الجغرافي للمنطقة نقطة ارتكاز مهمة أسهمت بشكل فاعل في الجذب السياحي؛ مما جعلها تزخر بعدة مقومات سياحية طبيعية، تعزز مكتسبات سياحية بشرية كان لها الدور الأكبر في تعدد أنماط السياحة في المنطقة، وقد أدى وقوعها في ملتقى الطرق البرية التي تربط المملكة بالدول المجاورة إلى إنعاشها سياحيًا؛ مما أثر بشكل مباشر على النشاط الاقتصادي، وقد اكتسبت مدينة عرعر السبق في كونها نقطة الربط بين القادمين من الشرق والغرب على الطريق الدولي، والقادمين من الشمال والجنوب على طريق جديدة عرعر - الجوف، ويُعرف هذا النمط من السياحة بسياحة المرور (الترانـزيت)، وتكون في أوج ازدهارها في فصل الصيف، وموسمي الحج والعمرة من كل عام، وقد أكملت المنطقة استعدادها لهذا النوع من الطلب السياحي بتوفير خدمات الإيواء بجميع أنواعها، وكذلك الأسواق، والمطاعم، والحدائق، والمسطحات الخضراء، ومراكز الصيانة، وغيرها من الخدمات التي تهم سائحي العبور.
 
ب - المناخ:  
 
يُعد المناخ من أكثر العوامل الطبيعية تأثيرًا على الموارد السياحية والجذب السياحي والتنـزه في أي مكان، وبالنظر إلى موقع المنطقة بالنسبة إلى دوائر العرض، فالملاحظ أن هناك ارتفاعًا في درجات الحرارة في فصل الصيف خلال شهري يوليو وأغسطس لتصل إلى 43 مئوية خلال النهار، و 25 مئوية خلال الليل، وتراوح درجة الحرارة في فصل الشتاء ما بين الصفر ليلاً و 20 مئوية خلال النهار، مع تشكل الصقيع، وإمكانية سقوط الثلوج أحيانًا.
 
ويراوح معدل سقوط الأمطار على المنطقة من 60 - 100مم في أمكنة مختلفة من المنطقة، ويبلغ ذروته من شهر أكتوبر إلى شهر يناير، كما تنخفض نسبة الرطوبة في فصل الصيف لأقل من 20%، وتصل إلى 70% أو أكثر في فصل الشتاء.
 
ج - أشكال سطح الأرض:  
 
يمثل التنوع في أشكال سطح الأرض بُعدًا رئيسًا من أبعاد المقومات الطبيعية، وعامل جذب لقيام السياحة، وتطورها، واستمرار جاذبيتها، وقد أدى التنوع التضاريسي بين السهول والهضاب، والمرتفعات، والأودية، والشِّعَاب، والرياض، والفياض إلى جعلها مقصدًا ومطلبًا لهواة التنـزه؛ لما حباها الله به من جمال في التكوين، وتنوع في الطبيعة، وقد أثر هذا التنوع التضاريسي بشكل مباشر على الحياة الفطرية بالمنطقة؛ مما أدى إلى التنوع في الحياة الحيوانية والنباتية التي تُعد مجالاً غنيًا للسياحة البيئية.
 
وتعد مقومات السياحة الطبيعية ذات أهمية بالغة تنعكس سلبًا أو إيجابًا على عوامل الجذب السياحي، كما أن تنوع المقومات السياحية الطبيعية وتميزها يعد ركيزة أساسية في منظومة العرض والطلب السياحي داخليًا وخارجيًا، وقد شَكَّل التنوع التضاريسي بمنطقة الحدود الشمالية وتميزه وجهة سياحية ومقصدًا مهمًا لهواة الرحلات البرية وطالبي التنـزه الصحراوي والسياحة البيئية، كما تتميز المنطقة بتباين تضاريسها من مكان إلى آخر، ويمكن حصر مقومات السياحة الطبيعية فيها على النحو الآتي:
 
1 - المرتفعات الجبلية:
 
يتسم سطح الأرض بالاستواء بشكل عام، ويراوح المتوسط العام له ما بين 650 و 670م؛ حيث تتوزع مجموعة من المرتفعات الجبلية التي تختلف من حيث تكوينها وهيئتها وارتفاعها من منطقة إلى أخرى، وتضم محافظة طريف أكثر الجبال ارتفاعًا في المنطقة، ولعل من أشهر هذه الجبال وأهمها:
 
أ) جبل لس:
 
يقع في الحرة إلى الجنوب من محافظة طريف على ارتفاع يبلغ 1121م  ،  ويعد أعلى قمة جبلية في منطقة الحدود الشمالية.
 
ب) جبل أم أوعال: 
 
موقعه إلى شمال شرق محافظة طريف، ويبعد مسافة 25كم، ويبلغ ارتفاعه 1014م فوق مستوى سطح البحر.
 
ج) جبل عمود الحرة:
 
يقع في الحرة إلى الغرب من مركز حزم الجلاميد التابع لمدينة عرعر، ويبلغ ارتفاعه 1086م فوق مستوى سطح البحر.
 
د) جبل الحنو:
 
وهو في حرة الحرة إلى الجنوب الغربي من محافظة طريف، ويبلغ ارتفاعه 1049م فوق مستوى سطح البحر، كما تضم المنطقة عددًا من الجبال التي يقل ارتفاعها عن 1000م؛ حيث لا يتسع المجال لذكرها، وهي معروفة لدى هواة الرحلات البرية.
 
2 - الهضاب:
 
تشترك الهضاب بشكل عام في بعض الخصائص مع السهول والجبال، فهي تشبه السهول في استواء سطوحها، وتختلف عن الجبال بعدم وجود قمم شاهقة أو ارتفاعات عالية على سطحها، وتتميز هضاب المنطقة باحتواء سطوحها على مرتفعات بسيطة وأودية كثيرة، وتنقسم الهضاب إلى ثلاثة أقسام:
 
أ) هضبة الحماد: 
 
تقع إلى الشرق من حرة الحرة، وهي بشكل عام هضبة مستوية السطح يراوح ارتفاعها بين 800 و 850م، وتكثر فيها الخباري، والقيعان، والفياض، ويعد وادي المراء من أهم أودية هضبة الحماد وأطولها، وتتمتع هضبة الحماد بموقع مهم أهَّلها لأن تكون من بين أفضل المواقع في المملكة لصيد الصقور خلال هجرتها ومرورها بشمال المملكة؛ حيث يتوافد على هذه المنطقة هواة القنص (صيد الطيور) من جميع دول الخليج، كما تمثل المنطقة بوابة مهمة أيضًا لهواة مشاهدة الطيور المهاجرة.
 
ب) هضبة الوديان:
 
تقع في الوسط بين هضبة الحماد شمالاً وهضبة الحجرة جنوبًا، وتنحدر بشكل عام إلى الشمال الشرقي، ويراوح ارتفاعها بين 700 و 900م، وتتخللها مجموعة كبيرة من الأودية والشِّعَاب، لعل من أهمها: وادي عرعر، ووادي أبا القور، ووادي أحامر.
 
ج) هضبة الحجرة: 
 
تتخذ هضبة الحجرة شكلاً طوليًا باتجاه الشمال الغربي، ويبلغ طولها 400كم تقريبًا، ومتوسط عرضها 100كم، وتنحدر بشكل عام نحو الشمال الشرقي، ويحدها من الشمال الجمهورية العراقية، ومن الشرق هضبة الدبدبة، ومن الغرب هضبة الوديان، ومن الجنوب رمال الدهناء والنفوذ، وتكثر بها الأودية والشِّعَاب، وكذلك الفياض، والرياض، ولعل من أبرز الظواهر الجيولوجية التي تتميز بها الهضبة كثرة الدحول أو الكهوف، التي تعد من أهم عوامل الجذب الطبيعية لهواة التنـزه البري والسياحة البيئية لذوي الاهتمامات بتلك الظواهر الطبيعية وتشكيلاتها.
 
د) حرة الحرة: 
 
هي منطقة يتكون سطحها من صخور منصهرة يُطلق عليها اسم (اللابة)؛ وهي مصهورات أو تدفقات البراكين خلال نشاطها، وتمتد الحرة من منطقة الجوف، ويقع جزء منها ضمن نطاق منطقة الحدود الشمالية، وتأخذ اتجاه الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وتحدها هضبة الحماد ووادي السرحان من الغرب إلى الشرق، وتعد حرة الحرة أول محمية أقامتها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وتبلغ مساحة هذه المحمية 13775كم  ، وقد تم تقسيمها إلى أربعة قطاعات رئيسة   أُطلقت عليها أسماء أشهر المظاهر الطبيعية في كل قطاع، وقد رُوعي أن تتبع الحدود بين تلك القطاعات مظاهر تضاريسية واضحة أو طرق صحراوية رئيسة، وتمتاز المحمية بتنوع غطائها النباتي الذي يتألف من النباتات المعمرة والحولية ومن أهمها: الشجيرات والأعشاب الموسمية، وتضم المحمية كذلك بعض أنواع الحيوانات التي من أهمها: غزال الريم، وغزال الأدمي، والذئاب، والثعالب، والضباع، والأرانب، بالإضافة إلى أنواع كثيرة من الطيور.
 
شارك المقالة:
117 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook