يُعرف التبرع بالدم (بالإنجليزية: Blood donation) على أنّه العملية التي يقوم من خلالها الشخص السليم بالتبرع بكمية مُعينة من دمه، ليتمّ نقلُها فيما بعد لشخصٍ آخر،ويُعدّ التبرع بالدم أمراً في غاية الأهمية في مجال الرعاية الصحيّة حول العالم،فقد يتعرّض الشخص لأنواعٍ مُعينة من الإصابات والأمراض التي قد تؤدي إلى فقدان كميّاتٍ كبيرةٍ من الدم بشكلٍ سريع، وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض مستوى الدم في الجسم، ممّا يحول دون وصول كمياتٍ كافيةٍ من الأُكسجين إلى أنحاء الجسم المُختلفة، وقد يترتب على ذلك مُضاعفاتٍ خطيرة في حال لم يتمّ اتخاذ الإجراء المُناسب،ولذلك تُعتبر عملية نقل الدم ضرورية للحفاظ على حياة الفرد في مثلِ هذه الحالات، ويُشار إلى أنّ التبرع بالدم يُعدّ شكل من أشكال السّحب العلاجي (بالإنجليزية: Therapeutic phlebotomy) (*).
حول الحديث عن الدم يُشار إلى أنّه يتكوّن من سائلٍ ومواد صلبة، بحيث يُسمّى الجزء السّائل منه بلازما الدم (بالإنجليزية: Plasma)، وتُمثل بلازما الدم أكثر من نصف حجم الدم، وتتكون من الماء، والأملاح، والبروتينات، أمّا الجزء الصلب من الدم فإنّه يشمل خلايا الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red Blood Cells)، وخلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية:White Blood Cells)،والصفائح الدموية(بالإنجليزية: Platelets)، والجدير بالذكر أنّ خلايا الدم الحمراء تقوم بنقل الأُكسجين من الرئتين إلى أنسجة وأعضاء الجسم المُختلفة، بينما تعتبر خلايا الدم البيضاء جزءاً منجهاز المناعةنظرًا لكونها تعمل على مُحاربة العدوى والتّصدي لها، وأمّا الصفائح الدموية فهي تساعد علىتجلّط الدمعند حدوث الجروح، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ خلايا الدم تموت باستمرار، بحيث يقوم الجسم بإنتاج خلايا جديدة عن طريقالنّخاع العظمي(بالإنجليزية: Bone Marrow) الذي يُمثل مادة إسفنجية موجودة داخل العظام، وتجدر الإشارة إلى أنّ خلايا الدم الحمراء تعيش حوالي أربعة أشهر، بينما تعيش الصفائح الدموية لمدة 6 أيام، أمّا بالنسبة لخلايا الدم البيضاء، فإنّ بعضها يعيش لمدّةٍ لا تتجاوز يوماً واحداً، والبعض الآخر تستمر فترة حياته لمدةٍ أطول. تجدر الإشارة إلى أنّ جسم الشخص المُتبرع بالدم يستطيع تعويض السوائل خلال 24 ساعة من التبرع بالدم، وتعويض الخلايا الحمراء خلال عدّة أسابيع.
هُناك بعض النّواحي التي يجب على المُتبرع أخذها بعين الاعتبار ومحاولة تطبيقها قبل التبرع بالدم؛ مثل ضرورة الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتجنّب وجبات الطعام السريعة، وشرب ما لا يقل عن نصف لتر من الماء،ومن الجدير ذكره اتباع بعض الإرشادات الموجّهة للأشخاص بعد التبرع بالدم؛ مثل الحصول على كمياتٍ كبيرة من السوائل، وتجنّب النشاطات المُجهدة، والاستلقاء مع رفع القدمين إذا ما شعر الشخص بالدوخة، وإبقاء الضمّادة على موضع سحب الدم لمدةٍ لا تقلّ عن 5 ساعات، ووضع كمّادات باردة في حال حدوث انتفاخ في موضع سحب الدم، وتناول مسكّنات الألم مثل الباراسيتامول إذا ما شعر الشخص بالألم، ويجدُر تجنّب تناول الأسبرين أو البروفين خلال 24-48 ساعة التي تلي سحب الدم،وعند الحديث عن متطلبات التبرع بالدم يُشار إلى أنّ التبرع بالدم يتمّ وفقًا لشروط وضوابط مُعينة للحفاظ على صحّة المتبرع والشخص المنقول له الدم أيضاً
هُناك بعض المُتطلبات الأساسية التي لا بُدّ أن تتوافر للقيام بعملية التبرع بالدم، وفيما يلي بيان لهذه المتطلبات:
هناك حالات مُعينة لا يُسمح لها بالتبرع بالدم، نذكر منها ما يلي:
يُعتبر نظام فصائل الدم مهمّاً في عملية التبرع بالدم، ذلك أنّ عمليات نقل الدم الآمنة تعتمد على تحديد فصيلة الدم وفحص التوافق لنقل الدم، ويُشار إلى أنّ تحديد فصائل الدم يتمّ بالاعتماد على التأكد من وجود أو غياب مولدات ضدّ (بالإنجليزية: Antigens) "أ" و"ب" على سطح خلايا الدم الحمراء، والبروتين الذي يُسمّى عامل الروماتويد (بالإنجليزية: Rheumatoid factor) واختصارًا (RF)، الذي يُرمز لوجوده بإشارة موجب (+)، وغيابه بإشارة سالب (-)، وفي الحقيقة، وبناءً على ذلك تمّ الوصول إلى ثمانية فصائل رئيسيّة للدم (A-، وA+، وO-، وO+، وB-، وB+، وAB-، وAB+)، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ بعض مولدات الضد قد تُحفّز الجهاز المناعي لدى الشخص مُستقبل الدم ليقوم بمهاجمة الدم المنقول له، ومن هُنا تكمن أهمية تحديد فصيلة الدم، واختيار النوع المُلائم قبل نقل الدم،وتجدر الإشارة إلى أنّ فصيلة دم (-O) تُعتبر من فصائل الدم النادرة، ولكنّها مطلوبة بكثرة نظراً لإمكانية نقل الدم الذي يتّسم بهذه الفصيلة إلى جميع الأشخاص بغضّ النظر عن فصيلة دمهم،لذلك فإنّ استخدام هذه الفصيلة يقتصر على الحالات الطارئة، خاصّةً إذا كان المريض رضيعاً تستلزم حالته نقل الدم.
في الحقيقة لا ينبغي الصيام عند التبرع بالدم، بل على العكس تماماً يوصي مقدمو الرعاية الصحية بأن يحضر الشخص لمركز التبرع بالدم، وقد شرب كمية كافية من الماء، وتناول وجبة من الطعام، كما يوصون بضرورة تجنب تناول أي مشروب كحولي، وإضافة إلى ذلك يمكن للفرد أن يحضر معهوجبة خفيفة ليتناولها بعد إتمام التبرع في الدم ليستمد منها الشعور بالطاقة والانتعاش.
"