ماهي أنواع الثديات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي أنواع الثديات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

ماهي أنواع الثديات في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
رتبة الأرنبيات (Order Lagomorpha)
 
- الأرنب البري (Lepus capensis): 
 
هو من عائلة الأرانب من رتبة الأرنبيات، وهو النوع الوحيد من هذه العائلة في الجزيرة العربية، ويوجد منه خمسة أنواع تتوزع في المملكة، والبحرين، وعمان، والإمارات، وتختلف عن بعضها في لون الفراء، وحجم الجسم والجمجمة.
 
تعيش الأرانب البرية في جميع البيئات تقريبًا، وتكثر في السهول الصحراوية والرملية في الربع الخالي والدهناء والنفود، كما توجد في الهضاب والمناطق الجبلية. والأرنب يتكيف مع البيئة الصحراوية، فلون فرائه قريب من لون البيئة التي يعيش فيها؛ ما يساعده في التخلص من الأعداء، وهو مرهف الحس، وحاد الإبصار، قوي الشم؛ ما يمكنه من تحديد مصدر الخطر والهرب من الأعداء معتمدًا على سرعة العدو التي قد تصل إلى 70كم/س.
 
الأرنب ليلي المعيشة، لكنه قد يظهر بحثًا عن الغذاء قبيل الغروب أو في الصباح الباكر، ويتغذى على الأعشاب والحشائش، ويستقر خلال النهار في الجحور ليتقي حر الشمس. ويحدث التزاوج عند الأرانب خلال العام، وعادة ما تجذب الأنثى عددًا من الذكور، وتختار واحدًا منهم لإتمام عملية التزاوج، وتستمر فترة الحمل نحو أربعين يومًا، ثم تلد الأنثى من 3 - 6 مواليد، ويتم إرضاع الصغار مدة شهر، وتفطم بعدها فتعتمد على نفسها في التغذية، وتصل الصغار مرحلة البلوغ والتكاثر بعد 8 شهور، وقد تعمر إلى 9 سنوات.
 
وتشكل الأرانب طريدة صيد تراثية شهيرة؛ حيث تطارد وتصطاد في جميع مناطق انتشارها، وعلى الرغم من استمرار صيد الأرنب إلا أنه يوجد بأعداد لا بأس بها في معظم مناطق انتشاره في المملكة، وقد ساعدت قدرته التناسلية على تعويض النقص في أعداده وبخاصة عندما يتوافر الغذاء.
 
رتبة الوبريات (Order Hyracoidae)
 
- الوبر (Procavia capensis): 
 
هو حيوان بري يشبه الأرنب، ويتبع عائلة الوبريات (Hyracoidae)، ويعد النوع الوحيد من هذه العائلة في المملكة. أذناه قصيرتان، وجسمهُ مغطى بوبر بني غامق، وتنتشر على جسمه شعيرات لمسية، وتوجد على الجزء الخلفي من ظهره غدة الرائحة التي تظهر بشكل واضح في فترة التزاوج.
 
يعيش الوبر في البيئات الجبلية الممتدة على الساحل الغربي للمملكة، كما يوجد على امتداد سلسلة جبال طويق وأجا وسلمى في الشمال، ويختار المناطق الصخرية والحرات؛ ما يوفر له حماية من الأعداء. ويعيش الوبر معيشة جماعية؛ حيث يسكن في الجحر أو الشق مجموعة كبيرة من الإناث والصغار مع ذكر بالغ يقوم بمراقبة الموطن، كما يقوم بإصدار صوت الإنذار للدخول إلى الجحر عند رؤية الأعداء.
 
والوبر حيوان نهاري المعيشة، ويتغذى على النباتات والحبوب والثمار، ويتحمل قلة الغذاء وقت الجفاف، ويمتنع عن التكاثر. ويتم التزاوج في الربيع، وتلد الأنثى من 3 - 5 صغار بعد فترة حمل تستمر سبعة أشهر، وتولد الصغار قادرة على الحركة والجري، وترضعها الأم لمدة ثلاثة أشهر. وعند سن سنتين تبحث الذكور عن مسكن آخر، ولا يسمح لها بالبقاء مع المجموعة.
 
يصاد الوبر في كثير من مناطق انتشاره لطيب لحمه؛ ما يعرضه لخطر التناقص في بعض المواقع. كما أنه يتعرض للصيد من قبل الحيوانات البرية الأخرى مثل: النمر، والوشق، وكذلك القطط المستأنسة التي بدأت تغزو مناطق انتشاره، وتصيده في داخل جحوره، ومع ذلك فلا يزال موجودًا بأعداد لا بأس بها في كثير من مناطق انتشاره.
 
رتبة القوارض (Order Rodentia)
 
تعد القوارض ثاني أكبر رتبة من حيث عدد الأنواع في المملكة، وتوجد في جميع البيئات وبخاصة بيئات السهول والمناطق المفتوحة؛ حيث تنتشر العضلان والفئران بشكل كبير. وتضم الرتبة خمس عائلات، وتشكل الفئران والعضلان نحو 95% من الأنواع، بينما يوجد نوع واحد في كل من عائلة النيص وزغبة الحدائق، وتضم عائلة الجرابيع نوعين فقط. ومن الأنواع الموجودة في المنطقة:
 
أ - عضل بلوشستان (Gerbillus nanus): 
 
هو من عائلة العضلان (Cricetidae) من رتبة القوارض. يمتاز بأن جسمه مغطى بفرو يتناسب لونه مع البيئة التي يعيش فيها، كما يمتاز بالكعبين العاريين، ولون شعر الظهر بني قاتم، وينتهي الذنب بخصلة شعر قاتمة اللون.
 
وينتشر في أجزاء متعددة من الجزيرة العربية، في المناطق الشمالية، وعلى طول الساحل الغربي، وشمال المنطقة الشرقية. ويعيش في المناطق الصخرية والسهول الحصوية. وهو عضل ينشط عند الغروب وخلال الليل، وينتقل إلى مسافات طويلة بحثًا عن الطعام.
 
ب - عضل جيسمان (Gerbillus cheesmani): 
 
من عائلة العضلان (Cricetidae)، وهي قوارض متكيفة مع الحياة البرية؛ حيث تتسع محفظة الأذن الداخلية؛ ما يمكنها من سماع الأصوات الخافتة، وكذلك قدرتها على تحمل نقص الغذاء. ويمتاز هذا العضل بلونه الرملي، وأطرافه الخلفية الطويلة، وذيله الطويل؛ حيث يصل طوله إلى 12سم، أما طول الحيوان بشكل عام فَيَصِل إلى 23سم، وهو حاد البصر ليلاً، صغير الحجم، ويشبه الفأر إلى حد كبير  
 
يعيش عضل جيسمان في البيئات الرملية والأودية، وهو حيوان ليلي المعيشة، ويتغذى على الحبوب والنباتات الصحراوية، ويجمع الغذاء خلال الليل لاتقاء حرارة الشمس وربما لتعويض نقص الماء؛ وذلك لاحتواء النباتات على كمية كبيرة من الرطوبة خلال الليل.
 
تهتم العضلان بشكل عام بتأمين المسكن؛ لأنه يوفر مكانًا آمنًا للغذاء المخزن، وكيلا تتعرض لمخاطر الافتراس، وكذلك لتأمين مأوىً لصغارها التي تولد غير قادرة على الحركة لأسابيع متعددة. وتشكل مع بقية القوارض فرائس لكثير من الطيور، والثدييات، والزواحف.
 
ج - عضل عدني كبير (Gerbillus poecilops):
 
ويسمى (العضل العدني الكبير) أو (العضل العربي)، من عائلة العضلان (cresitidae)، وهو قارض ممتلئ الجسم، وأرجله قصيرة، وذيله سميك ليس له خصلة شعرية. ويفضل المناطق الرملية حول القرى، وينتشر في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة على الساحل الغربي من جدة إلى اليمن.
 
د - فأر الصحراء الكبير (Meriones rex):
 
يسمى (فأر الملك)، وهو من عائلة العضلان (Cricetidae) من رتبة القوارض، ويشبه فأر الصحراء السندفالي، ولون فرائه رملي قاتم على الظهر، وأبيض على البطن. ويعيش في مستعمرات حول الأشجار؛ حيث يتسلقها. وهو ليلي المعيشة، ويتغذى على الحبوب والنباتات الصحراوية. وهو من حيوانات المنطقة الجنوبية الغربية المستوطنة على الساحل الغربي من جدة جنوبًا إلى اليمن.
 
هـ - الجرذ البني (Rattus norvegicus): 
 
يسمى (النرويجي)، وهو من عائلة الجرذان والفئران (Muridae) من رتبة القوارض. وهو جرذ ذو بنية قوية، وذيل أقصر من طول الرأس والجسم معًا. ويكسو جسمه فرو داكن اللون على الظهر، وأبيض في ناحية البطن.
 
ينتشر في المناطق الساحلية بصورة كبيرة، كما أنه يوجد في المدن الرئيسة، وبخاصة في شبكة الصرف الصحي، ويُعتقد أنه من القوارض التي وردت مع البضائع عبر الموانئ. وهو قارض مدمر للممتلكات.
 
و - جرذ الصخر (Praomys fumatus):
 
هو من عائلة الجرذان والفئران (Muridae)، ويعتقد أنه وصل من شرق إفريقية، وقد يكون من الحيوانات المستوطنة قديمًا في الجزيرة العربية.
 
ز - فأر المنازل (Mus musculus): 
 
من عائلة الجرذان أو الفئران (Muridae)، وهو أصغر الفئران حجمًا، ويمتاز باللون الترابي على ظهره، وبطنه أبيض، وعيناه صغيرتان، وقدماه قصيرتان. وينتشر بشكل كبير في الجزيرة العربية، ويسكن في مساكن الإنسان وفي الحدائق العامة، وقد يوجد في البيئات البرية. وهو من القوارض المتعايشة مع الإنسان، حيث يتلف الممتلكات، وينقل بعض الأمراض.
 
ح - الفأر الشوكي (Acomys russatus): 
 
هو من عائلة الجرذان أو الفئران (Muridae)، ويمتاز هذا الفأر بوجود أشواك بنية مائلة إلى اللون الذهبي تغطي القسم الأسفل من ظهره وتمتد إلى مؤخرة الرأس. كما يمتاز بسواد الكعبين، وطول الذيل أقصر من طول الجسم والرأس معًا. وينتشر في أجزاء واسعة من المنطقة الوسطى، ويكون في المناطق الصخرية، وهو حيوان نهاري المعيشة، وينشط وقت اشتداد حرارة الشمس، وقد يحميه جلده الأسود من الحرارة، ويتغذى على الحبوب والنباتات الصحراوية.
 
ط - الجربوع الصغير (Jaculaus jaculus): 
 
يسمى (اليربوع)، وهو قارض صغير، ويعرف بقفزاته العالية التي تشبه قفزات الكنغر، وهو من عائلة الجرابيع التي تتبع رتبة القوارض. ويمتاز بصغر الحجم؛ إذ لا يتعدى طوله 30سم، ويكسو جسمه فراء ناعم رملي اللون، وأطرافه الأمامية قصيرة، والخلفية طويلة تمكنه من القفز عاليًا هربًا من الأعداء، وذيله طويل؛ إذ يصل طوله إلى ثلثي طول الجسم، وينتهي بخصلة شعرية بيضاء، ويساعد الذيل الطويل في التوازن أثناء الحركة.
 
يعيش الجربوع في السهول الصحراوية والمناطق الرملية، وهو متكيف مع الرمال؛ حيث توجد له خصل شعرية بين أصابع القدمين تمكنه من السير على الرمال، كما أن محفظة الأذن الداخلية متضخمة لتمكنه من سماع الأصوات الخافتة.
 
ينشط الجربوع خلال الليل بحثًا عن الغذاء، وعادة ما يأخذ حمامًا رمليًا لتنظيف فرائه مما يعلق به، ويتغذى على الحبوب والسيقان والأعشاب، ولا يحتاج لشرب الماء. وتعيش الجرابيع وحيدة عادة، وقد يستخدم الجحر أكثر من جربوع فترة من الزمن. يحفر الجربوع جحورًا عميقة حلزونية متعددة الأبواب، فإذا طلبه المفترس من باب خرج من الباب الآخر، وتسمي العرب جحر الجربوع (القاصعاء).
 
وتتكاثر الجرابيع في فصلي الربيع والخريف، وتلد الأنثى من 2 - 5 صغار بعد فترة حمل تستمر مدة 25 يومًا، وتبقى الصغار في الجحر إلى أن تنمو وتصبح قادرة على البحث عن الغذاء. وتشكل الجرابيع فرائس لعدد من الحيوانات البرية مثل: الطيور، والثدييات، والزواحف. كما أنها تُصاد وتُؤكل في المنطقة الوسطى والمناطق الشمالية من المملكة.
 
ي - النيص (Hystrix indica): 
 
يسمى (الشيهم) أو (الدعلج)، وهو أكبر القوارض الموجودة في المملكة؛ حيث يصل طوله إلى متر، ويزن نحو 15كجم، وهو النوع الوحيد ضمن عائلة الشياهم من رتبة القوارض. ويعد حيوانًا مميزًا لوجود الأشواك الطويلة التي تغطي جسمه، حيث يغطي الرأس والجزء الأمامي من الجسم شعر قصير أسود خشن، ويوجد شعر قوي على الرقبة، وتغطى بقية الجسم بأشواك طويلة حادة.
 
يوجد النيص في معظم مناطق المملكة عدا الربع الخالي وصحراء النفود، ويكثر في الأودية والمناطق الجبلية، ويقوم بحفر جحره مستخدمًا مخالبه القوية. ويعد النيص ليلي المعيشة، ويمتاز بحاستي شم وسمع قويتين، ويتغذى على عدد من النباتات والخضار والثمار، ويستخدم مخالبه أيضًا للبحث عن الطعام. ويتكاثر النيص في فصل الربيع، وتستمر فتره حمله شهرين، بعدها تضع الأنثى من 1 - 2 من الصغار في جحور محمية، وتبلغ سن التزاوج في السنة الثانية، ويعتقد أن النيص يعمر مدة 15 سنة تقريبًا  
 
يشكل النيص غذاءً لبعض الحيوانات مثل: الذئب، والوشق، وقد يصاد للأكل في بعض مناطق المملكة. وعلى الرغم من أنه يدمر المحصولات الزراعية إلا أن أعداده القليلة نسبيًا تقلل من هذا الأثر، علمًا بأنه ينقل بعض الأمراض الخطيرة.
 
رتبة اللواحم (Order Carnivora)
 
تضم رتبة اللواحم (الضواري) مجموعة كبيرة من الأنواع، تصل إلى نحو 14 نوعًا في المملكة، تشملها خمس عائلات هي: العائلة الكلبية مثل: الذئاب، والثعالب، وعائلة العرسيات ومنها الظربان، وعائلة الزباديات ومنها الزريقاء والنمس، وعائلة الضباع ومنها الضبع المخطط، والعائلة القطية التي تشمل القطط، والوشق، والنمر العربي. وتعد أنواع عائلة القطط قليلة العدد ومهددة بالانقراض.
 
أ - الذئب العربي (Canis lupus): 
 
توجد سلالتان للذئب في الجزيرة العربية: شمالية كبيرة الحجم، وأخرى جنوبية أصغر حجمًا. والذئب من عائلة الكلاب التي تضم الثعالب (بنات آوى)، وتتبع رتبة الضواري. والذئب العربي صغير الحجم؛ إذ يصل وزنه إلى 20كجم، وارتفاع كتفه 70سم عن الأرض، وأطرافه طويلة، ويصل ذيله عقبيه، ويكسوه شعر خشن، ونهاية الذيل سوداء 
يوجد في جميع مناطق المملكة عدا الربع الخالي وبعض أجزاء من صحراء النفود. ويكثر في جبال الحجاز ووسط المملكة. وهو حيوان ليلي المعيشة؛ إذ ينشط عند الغروب بحثًا عن الغذاء، ويكون عادة في جماعات للمساعدة في القبض على الفريسة، بينما يستقر في مخبئه في الكهوف والجحور خلال النهار، ولا يخرج إلا للضرورة القصوى.
 
يتغذى الذئب على ما يصيده من حيوانات فقارية مثل: الماشية، والثعالب، والكلاب، وقد يهاجم حيوانات كبيرة مثل الحمير - عندما يكون في مجموعات -، وقد يلجأ إلى الحيوانات الميتة وقتلى الطرق عندما لا يجد ما يصيده، ويعتمد على حاسة الشم؛ حيث يشم على مسافة 2كم أو أكثر.
 
قد يعيش الذئب وحيدًا، وقد يكون في جماعة، وعادة ما تتكون الجماعة من زوج وجيل أو جيلين من أبنائهما. ويتكاثر في الشتاء، وتصل فترة الحمل إلى شهرين، وتلد الأنثى من 3 - 7 جراء، وترضع الأم صغارها أكثر من شهرين، وبعد سنة يصبح الذئب بالغًا قادرًا على التزاوج.
 
وعلى الرغم من انتشاره الواسع في جميع المناطق تقريبًا إلا أن أعداده قليلة نسبيًا؛ وذلك بسبب ارتباطه بالإنسان منذ القدم، وافتراسه لحيواناته، وبخاصة في البادية؛ لذا فإنه يتعرض للقتل المستمر؛ ما يؤدي إلى تدني أعداده في كثير من المناطق.
 
ب - الثعلب الأحمر (Vulpus vulpus): 
 
هو من العائلة الكلبية، وأحد نوعي الثعالب التي توجد في المملكة. ويعرف - عند العامة - بـ (أبو حصين) وهي كنيته.
 
ويعد أكبر الثعالب حجمًا؛ إذ يصل طوله إلى متر تقريبًا، وطول الذيل 40سم تقريبًا، ويمتاز بأنه رشيق الجسم، ويكسو جسمه فراء ناعم محمر، وله ذيل طويل ينتهي بخصلة بيضاء، كما يمتاز بوجود شعر أسود خلف الأذن.
 
يعيش الثعلب في المناطق الصحراوية في السهول والأودية، لكنه يفضل القرب من المناطق السكنية للإنسان؛ وذلك لتوافر الغذاء. وللثعلب قدرة كبيرة على الاختفاء وتجنب الوقوع في الأسر، كما أنه بارع في الحصول على الغذاء باتباع أساليب خداع تدل على ذكاء ومكر.
 
يستقر الثعلب داخل جحره خلال النهار، وينشط للبحث عن الغذاء خلال الليل، ويستخدم حاسة الشم القوية لتحديد مكانه. يتغذى الثعلب تغذية مختلطة؛ إذ يأكل الطيور والثدييات الصغيرة، كما يأكل الثمار والخضراوات.
 
وتتكاثر الثعالب خلال الشتاء، وتضع الأنثى من 4 - 6 جراء في بداية فصل الربيع بعد فترة حمل تصل إلى شهرين، وغالبًا ما تقضيها الأم في جحرها منفردة. وتتخاطب الثعالب فيما بينها بوساطة الرائحة؛ حيث تضع البول والبراز في أمكنة محددة ضمن مناطق معيشتها لتحذير الأفراد الأخرى وإبعادها.
 
ويشكل الثعلب مشكلة اقتصادية لكثير من المزارعين وسكان البادية؛ حيث يقتل الدواجن وصغار الماشية. كما أنه يتعرض للعديد من الأمراض التي تصيب الضواري مثل داء الكلب الذي يمكن أن ينتقل للإنسان. ويعيش الثعلب الأحمر مدة عشر سنوات تقريبًا.
 
ج - الظربان (Mellivera capensis): 
 
يسمى (الغريري) و (آكل العسل) أيضًا، من عائلة العرسيات (Mustelidae)، وهو حيوان مميز بلونه البني القاتم أو الأسود مع وجود خط أبيض أو مصفر عريض على منتصف الظهر، يصل طول جسمه من 80 - 90سم، وله ذيل قصير، ويصل وزنه من 6 - 12كجم، وأطرافه الأمامية قوية تنتهي بمخالب طويلة قادرة على الحفر، وأرجله الخلفية ضعيفة، وله جلد سميك يوفر له الحماية من أعدائه.
 
يوجد الظربان في معظم مناطق المملكة، في أودية المنطقة الوسطى وفي المناطق الجبلية، وهو متكيف مع البيئات الجافة؛ لقدرته على التحمل. وهو نشط وفعال خلال النهار، كما ينشط في الليل، وبخاصة في فصل الصيف، ويسكن الجحور والشقوق ليلاً، ويتغذى تغذية مختلطة، لكنه يفضل الحيوانات الفقارية واللافقارية، كما يأكل الحيوانات الصغيرة، والبيض، والسحالي، والثعابين. ويعتمد الظربان بشكل رئيس على أطرافه الأمامية القوية، وعلى مخالبه الطويلة في الحفر والبحث عن الفرائس في الجحور والشقوق. ويعيش وحيدًا، ويستخدم غدد الرائحة في تحديد مناطق معيشته لحمايتها وتجنب المنافسين، ويستخدم غدة الرائحة العجزية في نشر رائحة قوية تنفر الأعداء وتبعدهم.
 
يتكاثر الظربان خلال فصل الشتاء، وتستمر فترة الحمل مدة ستة شهور، وتلد الأمهات بعدها من 2 - 4 صغار، وتعتني بهم بمفردها. ويعمر الظربان نحو عشرين عامًا. وعلى الرغم من قلة أعداده في مناطق انتشاره إلا أنه يسبب ضررًا كبيرًا لمنتجي العسل، وبخاصة المناحل التقليدية، حيث يسطو عليها ويدمرها، فجلده السميك يوفر له الحماية من لدغ النحل عند مهاجمة المناحل، ويسبب تلف المنحل بسبب بقاء رائحته القوية في المكان حيث لا يعود النحل حتى تزول الرائحة.
 
د - النمس أبيض الذنب (Ichneumia albicauda): 
 
من عائلة الزباديات (Viverridae) من رتبة القوارض، ويشبه الثعلب أو الكلب في شكله العام، وله أرجل طويلة، وأذنان طويلتان، ولون فرائه أسمر مصفرّ. وينتشر النمس على الساحل الغربي من المملكة من مدينة جدة إلى اليمن جنوبًا.
 
ويتغذى على الحشرات، والزواحف، وبيض الطيور، وهو ليلي المعيشة، وينتج رائحة قوية من غدته العجزية للدفاع عن نفسه ولإبعاد أعدائه، وبخاصة الكلاب. وتضع الإناث من 2 - 4 من الصغار العمياء العارية الضعيفة، ولكنها تنمو بسرعة.
 
هـ - الضبع (Hyaena hyaena): 
 
يتبع العائلة الضبعية، ويعرف بـ (الضبع المخطط)؛ لوجود خطوط سوداء على جوانب جسمه تميزه عن الضبع المنقط الذي ينتشر في إفريقية. ويمتاز الضبع ببنيته القوية، وأرجله الأمامية الطويلة، وأسنانه الكبيرة القوية القادرة على تهشيم العظام وفتح الجماجم. ويغطي جسمه شعر كثيف رمادي اللون، ويستطيع الحيوان نصب شعر العرف الموجود على الرقبة لإخافة الأعداء، كما أن له دورًا في الاتصال مع أفـراد النوع.
 
يعيش الضبع في المناطق الصحراوية والأودية والحرات، في الكهوف والجحور، وقد يوجد قريبًا من المناطق الزراعية. وهو ليلي المعيشة؛ حيث يخرج ليلاً للبحث عن الغذاء، ويتغذى على الحيوانات الصغيرة من الثدييات والزواحف، وقد يهاجم قطعان الماشية فيقتل بعضها، كما يأكل بقايا الحيوانات الميتة والفضلات، وله القدرة على استخلاص مواد غذائية من العظام الجافة، ويتحمل العطش فترات طويلة، ويحصل على احتياجاته المائية من فرائسه ومن بعض الخضار التي يتغذى عليها. ويتكاثر الضبع في فصل الشتاء، وتستمر فترة الحمل مدة 80 يومًا تقريبًا، وتلد الأنثى من صغيرين إلى أربعة في كل مرة، وتولد الصغار عمياء، وتعتني بها الأم فترة عام تقريبًا.
 
وللضبع أهمية بيئية كبيرة؛ إذ يخلص البيئة من المواد والبقايا غير المستفاد منها، ويحصل منها على غذاء مفيد؛ وبذا فهو يعيد استخدام هذه المواد مرة أخرى، ويصيد بعض سكان البادية الضبع لبعض الاستخدامات الطبية بشكل مستمر.
 
 رتبة شفعية الحافر (Order Artiodactyla)
 
تشمل رتبة شفعية الحافر (أو الظلفيات مزدوجة الحافر) عائلة واحدة في المملكة هي العائلة البقرية. وتضم هذه العائلة عددًا محدودًا لا يتجاوز خمسة أنواع من المها العربي، وثلاثة أنواع من الظباء والوعول، وهناك أنواع أخرى انقرضت منذ زمن مثل: الكبش البري، والمعز البري، وقد تمت إعادة توطين المها والظباء في المحميات الطبيعية في المملكة. ويعد الوعل النوع الوحيد الذي ما زال موجودًا بأعداد لا بأس بها في بيئاته الطبيعية.
 
أ - غزال الأدمي (Gazella gazelle): 
 
يسمى (الغزال الجبلي) من العائلة البقرية، وهو ظبي صغير الحجم لا يتجاوز طوله 1م تقريبًا، ويميل لونه إلى البني الداكن، وتوجد علامات واضحة على امتداد الوجه وهي خطوط بنية، ويوجد خط بني داكن على الخاصرة يفصل لون الظهر عن لون البطن، وللذكور والإناث قرون طويلة، حيث يصل طولها عند الذكور إلى 27سم. ويوجد غزال الأدمي في مناطق متعددة من المملكة، وبخاصة في المناطق الغربية والشمالية منها، كما يوجد في المنطقة الوسطى في جبال طويق جنوب الرياض  . 
 
تعيش ظباء الأدمي في قطعان صغيرة، وقد تكون وحيدة، ويعتقد أن مجموعات صغيرة منها تعيش بصورة طبيعية في بعض مناطق شمال المملكة وغربها وفي المناطق الجنوبية، أما في بقية مناطق المملكة فقد تعرضت للزوال بسبب الصيد المستمر لها.
 
وغزال الأدمي متكيف بشكل كبير مع البيئة التي يعيش فيها؛ فلون جسمه يساعده على التخفي في الأودية وسفوح الجبال. وهو مثل بقية الظباء حذر في حركته، ويسمع الأصوات الخافتة، ويعتمد على الإبصار بشكل كبير، ويتغذى على الأعشاب وأوراق الشجر، ويتحمل العطش فترات طويلة، لكنه يحتاج إلى الماء كل 7 - 10 أيام وبخاصة خلال الصيف، وعلى الرغم من وجود أعداد قليلة منه في مناطق متفرقة من المملكة، إلا أنه يعد في حكم المنقرض من البيئات الطبيعية، وقد تمت إعادة توطينه في محمية محازة الصيد، ومحمية الوعول بحوطة بني تميم.
 
ب - الوعل (Capra lbex): 
 
يسمى البدن وهو حيوان جبلي من العائلة البقرية، ويشبه المعز في مظهره العام. ويمتاز الحيوان بقرنين معكوفين إلى الخلف يصل طولهما إلى 45سم تقريبًا، وتوجد خصلة شعرية تحت الذقن تشبه اللحية، وللذكر عرف من الشعر على منتصف الظهر، ولون الشعر بني داكن، والأطراف قوية وقصيرة. ويوجد الوعل على امتداد جبال مدين والحجاز وجبال السروات، وفي المنطقة الوسطى على امتداد جبال طويق وجبال أجا وسلمى، وتوجد أعداد جيدة منه في محمية الوعول بحوطة بني تميم.
 
يعيش الوعل في قطعان يتزعمها ذكر مسيطر، وتسير مسافات طويلة في المناطق الجبلية العالية، وتتردد على مناطق تجمعات المياه للشرب؛ ما يعرضها لخطر الصيد والافتراس، وتنشط عادةً خلال فترات الصباح الباكر والمساء تجنبًا لأشعة الشمس الحارة.
 
تتكاثر الوعول خلال فصل الخريف؛ حيث تتنافس الذكور على الإناث؛ لذا تكون نشيطة وكثيرة الحركة؛ وهذا قد يؤدي إلى تدهور حالتها الصحية. وتولد الصغار خلال فترة الربيع بعد فترة حمل تستمر خمسة أشهر، وعادة ما تضع الأنثى صغيرًا واحدًا أو صغيرين وتبتعد الإناث عن القطيع أثناء الولادة، وقد تعمر الوعول 15 سنة تقريبًا.
 
تعد الوعول طريدة تراثية فريدة، وتشكل تحديًا للصيادين؛ حيث تحتمي في البيئات الجبلية العالية التي توفر لها الحماية الجيدة لوعورتها، وصعوبة استمرار ملاحقة الصيادين لها؛ لذا فقد وفرت هذه البيئات حماية طبيعية لهذه الحيوانات حتى تبقى بعيدة عن خطر الانقراض إلى حد ما.
 
 
شارك المقالة:
850 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook