يقضي الإنسان ما يقرُب من ثلث يومه في النوم، ولذلك فهو يُعتبر جزءاً مهمّاً من الروتين اليومي والحياتي للإنسان، كما أنّه ضروريٌّ للبقاء على قيد الحياة تماماً كالطعام والماء، حيث إنّه يلعب دوراً مهمّاً في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، وله تأثير كبير في جميع أنسجة وأجهزة الجسم بما فيها الدماغ، والقلب،والرئتين، وجهاز المناعة، فعلى سبيل المثال؛ يساهم النوم في العديد من وظائفالدماغ، كطريقة اتصالالخلايا العصبيةمع بعضها البعض، و إزالة السموم التي تتراكم في الدماغ أثناء الاستيقاظ. ومن الجدير بالذكر أنّ هنالك العديد من الأبحاث والدراسات التي تُشير إلى أنّ قلة النوم قد تزيد من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات الصحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية،والسكريوالاكتئاب، والسمنة.
وفي الحقيقة يُوصف النوم بأنّه عملية معقدة تتداخل فيها عدة أجزاء في الدماغ بالتشارك لإنجاح هذه العملية، مثل: منطقة ما تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، التي تحتوي على مجموعات من الخلايا العصبية، والتي تعمل كمراكز مراقبة تؤثر في نوم ويقظة الإنسان، فهي تتلقى المعلومات حول التعرض المباشر للضوء من العين، بالإضافة لمنطقة جذع الدماغ (بالإنجليزية: Brainstem) والتي تشترك مع منطقة ما تحت المهاد في التحكم بحالة النوم واليقظة من خلال إنتاج مادة كيميائية في الدماغ تُسمى اختصاراً بجابا (بالإنجليزية: GABA) للتقليل من نشاط مراكز الإثارة في هاتين المنطقتين من الدماغ، كما أنّالغدة الصنوبرية(بالإنجليزية: Pineal gland) تلعب دوراً في عملية النوم، إذ إنّها تقوم بإنتاج هرمون الميلاتونين الذي يُساعد على النوم بمجرد أن تنخفض الأضواء.
يُعاني الكثيرون من صعوبة الدخول في مرحلة النوم العميق، والإصابة في الأرق، وقد يُعزى السبب في ذلك إمّا لوجود مشكلة صحية أو نتيجة مؤثرات نفسية وبيئية، فإذا استُثنِيت المشاكل الصحية، فهنالك العديد من الإجراءات التي قد تُساعد على النوم بعمق وبسرعة، وفيما يأتي بيان بعضٍ منها:
يُعدّ النوم ذا أهميّة بالغة لصحة الإنسان، حيث إنّ له فوائد كثيرة تشمل جميع النواحي الجسدية، والصحية، والنفسية، وهي موضحة على النحو الآتي:
"